samedi 31 janvier 2009

الكلمة حوريّة بلا صديق

من قرار موعود ..
من قلوع الفجر..
غنّي الحبّ فوق الشّجرة أنا الحريق، أنا التفّاح، كل يا صديقي فالنّهد قطعة تأكل

كل فأوامر الحبّ أن يسقينا المساء حرفا من ضياء
والنّهد جوادين أبيضين واحد رفيق النّهار والآخر صديق المساء
كل لنرى ما الحبّ في الثّري الأرض لنا موسيقي وأنوار وأزهار
حسناء ما يشقيك في نهد العالم في مجده يحتار..
حسناء ما يشقيك وأنت تدافعين على الطّير كي يحلّق كما يريد
والسّمك كي يسبح كما يريد، والإنسان كي يتكلّم كما يريد.
طار الحرف سيّدي يهدي للدّجي أسرار وقبل الحرف المجيد الأرض ميّتة بلا موسيقي ولا أنوار ولا أزهار
شفتان في رحلة سفرنا بهما نفرح وبهما نشقي العليا دعاء للسّفر
والسّفلي يستريح فيها الوعد المنهار.

آسفة صديقي ..
الحبّ عندك دعوة تتدّعيها..

فالعصافير الجميلة لا تطير إلاّ من شرفة الشّمس، هي من تصنع الرّبيع وتفتح بإسم الحبّ والصّدق والوفاء دنيا ثانية
هي القادرة أن تذكّرنا بقصّة الحبّ الماضية.
آسفة صديقي ..
مضت قرون وقرون ولا زلنا نصلب النّهد على صخور الحقد والكراهيّة، ولاّدة عروس البحر حوريّة في طلعتها تستقبلها العصافير بكلّ الألوان في جوّ من البهجة والطّرب.
ولاّدة في طلعتها تترك اللّيل ضيعة قمح ونجوما بغير حصاد، جرحها جرحا نازفا وموتها وحياتها أساطير كلّها أسرار
ولاّدة تهب للإنسان الحياة والحريّة..
وليس لها ولاّدة في الأرض حقّ ولا حبّ ولا حريّة ولا حياة
لمن ولاّدة ثديها يكبر؟ لمن ولاّدة تفّاحها يزهر؟ ألأجل مارد ملعون أم لأجل إنسان من الجوهر؟
هل رجل بعزّة نهد ولاّدة يحسّ ويشعر؟
هو أشعّة الفجر، هو الغيم والأمطار والعطر والزّيت والحبّ الصّادق للإنسان. فماذا يبقي من الإنسان حين يذوب أمام جمال النّهد كقطعة سكّر؟
ماذا يبقي من الإنسان حين تسقط أقنعته البدائيّة ولا يجد في النّهاية إلاّ النّهد يرسم له قصّة الحبّ العظيم على صفحات الأوراق السّماويّة؟
من صديقي بثوب العهر والكذب والنّفاق والتّخلّف سمّاك سلطان؟
من سمّاك الأغلي والأطهر والأنقي؟
حياتي شوق إلى رجل صادق أقف أمام رجولته كصغير ضيّع أبويه، أبحث عن عصفور أطير إليه
الحبّ كلّ الحبّ إليه
من ترى يحوّل جرحي وحزني فرحا؟

لا تنتقدني لو أنا عبّرت عن عذابي فحين أموت سأنزع جرحا لست أنساه

جميل أن يضيع الإنسان في الأرض يبحث عن صديق صادق
جميل أن يضيع الإنسان في الأرض يبحث عن عصفور يناديه
إنّي لا أؤمن برجل لا يقف أمام نفسه موقف الثوّار
إنّي لا أؤمن برجل يعشق كلّ نساء الأرض وأمام الموت يقف كالبهلوان
إنّي لا أؤمن برجل يتساقط خوفا في حفرة من الصّمت والهوان
إنّي لا أؤمن بحبّ لا يفجّر الإنسان كالبركان

vendredi 30 janvier 2009

ساعات الحزن الجميل

في ساعات الحزن الكبير، نسأل عن المجد الّذي يترعرع في ظلّ الموت والخراب، فلا سلطة إلاّ سلطة الموت
هذه الذّات الممتلئة بالخيبة والإنكسار، فالنّقد الذّاتي ليس من عادة الإنسان.
فهو لا يشعل حرائق في ذاته وفي وجدانه يكون كشف وإضاءة للزّيف السّاكن فيه، فكلّ إنسان يجامل وينافق ويتستّر على ردائته وتفاهته، فلا يبقي له في النّهاية إلاّ الغضب والحزن يترجمه على الآخرين من حوله .
الأنسان غارق في عبادة ذاته والحبّ عنده سجين الجسد، تستعبده ذات مظلمة وبهذه الذّات هو دائما مهزوم وممتلئ بالخيبة والموت والأحزان.
الحبّ يقرأه الإنسان جسد ولا يقرأه كون
يقرأه أخذ ولا يقرأه عطاء.
يقرأه موت ولا يقرأه حياة.
يقرأه سجن ولا يقرأه حريّة
فهو ميّال إلى السّيطرة بالجسد على الآخر ليثبت أنّه قوي
وفي تلك القوّة خيبة أمله الكبري وموته وظلامه، الرّجل الّذي لا يقرأ المرأة أرض وشجرة ووعد بالتحرّر هو رجل لا يفهم الأنوثة والحياة
الرّجل المطلق مات فقد أقرّ لنفسه السّلطة والمجد والسّلطة على النّفوس في حين أنّ المجد للكون ،للرّوح الكونيّة
فالرّجل مخلوق من بين مخلوقات الكون والمرأة كذلك،
فنحن أبناء المطلق ، أي أبناء الكون، فحين نفكّر أن نمتلك أيّ شيئ يمتلكنا
الطّريق إلى الحريّة طريق واحد هو الظلّ فمنه هو نأخذ المجد، ففيه المواويل الّتي تغنّي للصّباح والمواويل الّتي تغنّي للمساء
الرّجل الإلاه الجسد مات لكنّ الرّجل الرّوح القدس حيّ على الدّوام فهو صوتنا وضلّنا المرافق
قد يتصوّر البعض أنّهم إغتالوا الحبّ أو قتلوه بكلتا يديهم وجعلوه مجرّد قنديل يضيئ عليهم في الصّباح والمساء، فما قتلوا في النّهاية إلاّ نفوسهم وما كفروا في النّهاية إلاّ بإنسانيتهم وكلمتهم
فذاك الحبّ كان الصّديق والصّدوق وكان أبانا وحين نموت سنكتشف أنّنا قتلنا كلمتنا وهوانا
ماذا نقول له حين نلاقيه بعاهاتنا وأحقادنا وإنحرافاتنا، نقول له إنّنا ذبحناك يا حبّ بسيف خطايانا
سافرت بنا إلى المستحيل وعلّمتنا الزّهو والأفراح والحزن الجميل لكنّنا عشقنا المال فكلّ الملوك يا أبتي بين يديك صارت رماد
السّيد نائم كنوم العائد، فكيف نصدّق أنّ الهرم مات
هو صديق الشّمس.. السّيّد موجود فينا في الكلمات في حلمنا وفرحنا وحزننا، وحين ننام النّومة الأخيرة يأتينا ليسلّم علينا ويسألنا ..
السيّد يسكن الوقت والتّاريخ
الكرسي مهجور الصّبر له والنّوم لا ينام
كم كذبنا كبير، كم نفاقنا كبير، كم جوعنا كبير، كم جرحنا كبير، كم حزننا كبير
أخلاقنا سنلاقيها مسك وعنبر، والقلب سيتحوّل بين يديه عصفور راقص على المرمر
نعم أحببنا وسكرنا بالحبّ، عشقنا وسكرنا عشق حتّي تخثّرت جراح الحبّ العظيم
في الباب سيرحّب بنا كثيرا قائلا يا أمير الحبّ:
أنا العاشق الكبير كيف أحوال الحبّ والحقّ والصّدق والوفاء؟
حلو أراه بعينك تغار منه السّماء..
كم قتلت ؟ كم كذبت؟ كم نافقت؟ والقدس خضّبتها بالدّماء؟
ما هو الإنسان صديقي حين يكون فأر مخرّب.. الخبز والخمر همّه والشّهوة والزّناء؟
ما هو الحبّ حين يكون حمار وحشي يركبه الطّغاة والأقوياء؟
ماذا تطلب؟ تفضّل..
أنا الحبّ كلّه والوفاء وحبّي كان يشعّ منه الضّياء
وأنت ماذا ؟ إنسان أم مارد ملعون؟
كنت أحبّك لكنّ الكذب والنّفاق والخيانة والغشّ أسقطوا وجهك
كنت أحبّك عصفورا بهذه السّماء وحين خدعت الحبّ ستكون تحت الغبار
أسقيك بدمع الحزن وأتركك لبرد الموت وممواويل الشّتاء
دفاترك الزّرقاء المكتوبة بالذّهب تجعلك فرحي الكبير أو حزني الكبير

jeudi 29 janvier 2009

الرّبيع

يا روعة الرّبيع هو في حياتي العطر والموسيقي والفرح، يسعي فيه الخيال ويرنو إلى رحلة في الطّيب لا تنتهي
هذا الرّبيع هو الأمطار الّتي سقت روابينا هو الدّموع والآلام الّتي مرّت علينا، كلّ واحد منّا يرشّح منه رصدا يا مجده هذا الرّبيع يرقي إليه الدّرب سكران الخطي ليقول لا بدّ لي أن أكون
لا بدّ أن أذهب إلى آخر الجنون في العشق

الضّوء في عينيّ أكون به ما أريد أن أكون.
العصافير حين أراها أقرأها رمزا مجيد، والعاشق الكبير ينتهي في ذات اللّه والحلول كلّها عنده
العاشق يفني حين تصير كلمة يا أنت تعني يا أنا
أيّها الرّبيع فضلك نسعي به وبنا غرور الطّيور، الصّدأ أكلنا
فتمّردنا على الكفن وعلى الحبّ الأجير، قصّة عذابنا هي قصّة الجنون والأعصاب
نريد أن نفرح، نريد أن نتجدّد، نريد أن نكون أغنية تحت الأضواء المسائيّة.
نحن أناس نريد أن نختار ما نراه، نريد أن نلغي ما رسموه لنا الأجداد والأسياد،
فقد رسموا لنا سرداب النّقود سرداب منسوج بالخوف والرّعود وما تنفع النّقود لعبد مفقود؟
هل إشتري بها أحد تحرّر منشود؟
هم أجدادي وأسيادي شئت ذلك أم أبيت ولكنّي لا أطلب إذنهم كلّما جلست لأقرأ حلمي.
فالتّراث لا يفرض علينا الإقامة الجبريّة فهم نهر شربنا كلّنا من مائه
ولا نحبّ أن يكونوا لنا أطلال ندفن فيها طموحاتنا.
لذلك لا أحد يقدر أن يناقش عاشقا في طموحاته، وكما أنّه لا يمكن البقاء في بطن أمّهاتنا بلا ولادة
فلا يمكن البقاء في بطن الأرض أيضا بلا ولادة
الحلول فيك أيّها الرّبيع فلا تحبسنا في زنزانة مظلمة تشبه الزّنزانة الّتي حبسنا فيها في الظّلمة
أيّها الرّبيع حين يكون الإنسان صادقا مع نفسه ومع النّاس فهو واصل حتما الحقيقة في زرقة الحلم
حيث يترك موزّع الأفراح لكلّ الأحباب إشارات وجواب.

mercredi 28 janvier 2009

مسافر مع الخيال

من حاضر مرهق الأعصاب، ننبشه، نقرأه، نغرق فيه، نبكي منه، نعيش معه التّعب الأزرق لكن إصرارنا على وضع حدّ لمأساتنا يجعلنا نصرّ على جمع أجزائنا، ونبدأ بالإسم النّائم عنقودا من العبير، نجعله سفيرنا المنشود والموعود، يمنحنا الإسم شعلة برغم النّزيف في أعماقنا نصارع به الدّوار، الإسم كلمة نعمّر بها قصّة الحبّ العظيم، فالحرّ يرفض أن تكون حياته مجرّد قدر يرقص به الشّيطان..
الحرّ لا يعيش يستجدي السّماء فليس للسّماء شيئا للكسالي الضّعفاء.
تعلّمنا السّماء أن نعشق فليست السّماء على عشق الإنسان بخيلة.
تعلّمنا أن نقرأ فهل قلنا للسّماء شكرا جزيلا ؟
تعلّمنا أن نشرب من خوابينا ونسمع من شدوها الخلاّب مع كلّ فجر ألحانا جميلة.
القبح فينا ،القبح عدم ، القبح موت، القبح ظلم.
والجمال في رقّة الإحساس والألحان والنّسمة العليلة

نهر من الكلام كم سقانا كؤوسا تجري على اللّسان فيها التّفكير بالألوان.
نهرمن اللّهيب حارق يسكر الكون حروب وأحزان ودموع.
ونهر أغاني يسكر الكون ويجعل الأرض كالمهرجان.

نقش الحبّ على أسمائنا معاني كريمة إلى حين نروح لذاك الرّكن ونفتح حقائب الأحزان.
إلى حين ينادينا الرّفيق قائلا يا حبيب الزّمان:
صدق الرّفيق أم كذب الرّفيق في الحبّ
أنت في حضرة العصور جميعا فزمان الحبيب كلّ الزّمان.

ما ضوء العين حبيبي جوهرتان أم هما لهيبا يحترقان؟
وحدك المبصر وعصرك كان ذهبيّ أمّا الآن عصر ثان. عدت إذن أهلا وسهلا
كما ترى أستاذ كمال : لا ماء عندي ولا ضوء ولا ألوان.
ماذا أنا حتّي تجعلني محاصر بالخوف والأحزان.
منحك ربّك الماء والضّوء والنّفس فجعلت حياة النّاس كالغدران

كذبت بإسم الأنبياء وعبثت بكرامة التّوراة والإنجيل والقرآن.
ألم تكن تدري أنّك مسافر تحت السّتار؟
والتّاريخ إبتدأ من يوم جئنا من يوم منحونا أسماء ..
لم تكن لنا قبل ذلك أسماء.
يا بذرة الخصب يا سنابل الآمال تحيّة الرّجال للرّجال..
تحيّة الحبّ والنّضال، تحيّة ممّا رسم اللّه في دفاتر النّساء والرّجال من الشّروق إلى الزّوال:
يموت عندنا الدجّال ويبقي العطر من مروءة الخيّال.
قل كم تركت وراءك غاضبون، ويلك من ثأرهم يوم من القمقم يطلعون.
هارون الرّشيد لم يعد إنسان ، ما عرف القدس ولا قداسة الإنسان، فقد قطعنا رأسه لأنّه ديك جبان
وفرعون الّذي جعل قتل الأطفال والنّساء مباح قد إستحال تمساح
أستاذ كمال، أكلّ الرّصاص الّذي صنعته لأجل أخيك الإنسان، يا أشرف إنسان..
هل لا يساوي شيئا عندك الإنسان؟
أتحسب أنّ مشيئة الأقدار لا تردّك تحت الحجارة النبيّة؟
أهديك صندوق من السّلاح خذ بندقيّة وأطلق الرّصاص عليّ.
لكنّك خيال.. نعم نعم وأنت البطل الشّجاع والطيّار والخيّال
ما الّذي كان يفعله فوق رأسك قرص الضّياء؟ أم تراك كنت تعيش بغير عيون؟ بحفر بلا معني؟
مهمّتك في الحياة أن تعرّي النّاس من كلّ كرامة ؟ وتجعلهم لا يلتقون بالخبز إلاّ في القمامة. أيّها الباحث عن بطولة سكنت القصور وتركتهم في طابور؟ أكلت البذور ورميت لهم الفضلات والقشور.
حياتي معك لم تكن تعني لك شيئا ولا تثير إهتمامك؟
تعبت من تدليلك سكناي فيك دليل عميق على أنّنا رفيقي طريق
لا تعاملني بشكل أبوي، أنت لعبتي أصلّي كي أصبح أطول.. أنت طينة مهترئة حسبت نفسك قطعة جوهر
أهديك للشّمس قطعة سكّر.. لا أطلب أكثر.
أستاذ كمال كنت تقاتل لأجل التّراب.. التّراب لك
أقعد أنت في عذاب التّراب وأنا ذاهب لهذا الهوى كي أنسي الأتعاب
أستاذ كمال:
الفرق بيننا هو أنّك كنت تحارب لأجل التّراب وأنا أحارب لأجل الهوى
الفرق بيننا هو أنّك تعمل لأجل السّجن وأنا أعمل لأجل الحريّة
أستاذ كمال :
كنت روحك كنت خفقة قلبك، كنت كلمتك في الحياة، كنت رفيقك، كنت صديقك
وأنت ماذا كنت ؟ عقل
سأتركك مع العقل لكي يمنحك روح أخري تليق بمقامك
أستاذ كمال: هل تركت وصيّة وقلت للأهل فكّروا في الشّعور والمحبّة والعطاء قبل الرّجوع إليّ.

dimanche 25 janvier 2009

رحلة الشّتاء والصّيف

رحلة في العذاب رسمت لنا في الظّل في غضون الماء والضّوء، رحلة تألّقت فيها وجوهنا تحت الحريق في وجع الأرض
من جراحنا ولدنا ومن الجراح يولد الإنسان في الكبرياء.
ذبحتنا الأرض عصورا وخضّبت يديها بالدّماء، هي العاشقة الكبري فهل تكفي دموعها الزّرقاء.
عندما تعزف البنادق ففي الإثم كلّنا شركاء، من هم الأبرياء ، نحن جميعا نحمل العار بلا إستثناء.

أطلّ الفدائيّ يوما على الأرض فلو لا ذاك الفداء من نكون ؟ أحقّا مات الفداء؟ الفداء لا يزال في الصّليب يعاني الجراح.
هو الشّمس والبحر فويل لمن لا يقدّس ذاك الفداء .
الفداء غرّبوه
يا أيّها الغارق في الألم ما الشّوط الآتي؟
سنقول السّيد مات، سنقول قلب الزّيتون مات رقد كالطّفل في حضن الغابات.
سنقول صديق الشّمس يتمشّي في ظلّ الآهات يشعر بالإرهاق والضّيق، السيّد ألّمه الحريق، حين يأتي إلينا سيشعل فينا النّيران، ها هنا تربّي في مجالس الشّراب والنّساء والغيبوبة، ها هنا تناثر كالورق اليابس، سيظلّ يشتكي عذابه للخالق التوّاب، باقي في الصّليب باقي في العذاب باقي في الجراح.

يا دمعة الشّتاء يا مطر الرّبيع، يا سنابل القمح من ينقذ الإنسان؟
إمرأة لا تعرف النّفاق تغوص بالفكر إلى الأعماق

السيّد حوّل سريره مذبح للجميلات فكان هو المذبوح لا الذّابح، وكان هو الجريح لا الجارح، جعل المرأة جسرا للشّهوة فغاص فيه الخنجر.
هو بريئ، كان مضطرّ للقتل بدافع الملل من الحريم ومن عشرات الأجساد، فولائم الجنس أثارت قرفه، وما السّيف الّذي كان يكوي به الأثداء إلاّ سيف لقتل التّفاهة لدي النّساء، فكلّما إرتفع عددهم في حياته إزداد شعوره بالوحدة والقرف والغربة. السيّد شهريار طفل يودّ من تحكي له حتّوتة المساء كي ينام..
هل تفهمون جراح المسيح، هذا السيّد في حلقه بحار من الملح والفجيعة.
كان دائما في داخلي يتصارع السفّاح والعاشق.
الحبّ عنده قوس قزح وهو مستعدّ لإمتصاص أيّة ذبابة تسقط أمامه.
ذاك ليس الحبّ يا سيّدي الكريم.
ذاك إسمه
العثور على محفظة مفلسة
الرّجل أكثر تعرّض للإفلاس في الحبّ.
وفي مرحلة الهوي الرّجل هو الّذي يتكسّر لأنّه يفقد إحترامه بنفسه وبالمرأة وبالحياة كلّها، فالمرأة نادرا ما تقع في حبّ رجل، فهي معه في حالة إستنفار دائم وخوف دائم وشكّ دائم.
الحبّ الحقيقي هو متي عزفت الأعصاب لتقول:
ذاك الشّخص هو أنا.. هو وطني وغاباتي وأوجاعي

الرّجال خسروا في لعبة الظلّ فلقوا حتفهم وسقطوا في الظّلام.
المرأة لها سلطة الحبّ، فهي تعرف من هو الرّجل البحر ومن هو الرّجل المطر
حين يكسّر الرّجل مرآته ويهجر بيته تكون هي قد كسّرتها قبله ودخلت في الكسوف، وضيّعت كبريائها وكسّرت تاجها من فوق رأسها ولن يريحها في النّهاية سوي البحث عن نفسها من جديد.
بالنّسبة لي أكبر جريمة يرتكبها الإنسان في حقّ نفسه هي ألاّ يعشق، العاشق يتحوّل إلى ريشة خارج عن قانون الزّمن،
أنا أكتب العشق وأنشره مثل الضّوء ودمعات المطر.
لقد منحني هذا العشق الطّمئنينة الفكريّة وغسلني وعلّمني أوّل دروس الحريّة، فلا يشعر الإنسان بالحريّة إلاّ إذا كان عاشقا.
الكلام له روائح الألوان ومنشؤه العقل والقلب، هما الإثنين في واحد
الإنسان الحرّ هو الّذي لا يترك عقله وشعوره يصنعان له حضن من الفحم والحروق مثله مثل مركبة مثقوبة لا تحمل ولا تجمع ثروة ولا زاد للسّفر.
الحياة الأخري حالة ولادة جديدة حيث كلّ إنسان عليه أن يفتح الحقيبة، ويرمي ثيابه القديمة، كلّ إنسان هو كلمة تكبر في داخله كالشّجرة وعن هذه الشّجرة سيتحدّث التّاريخ، فالتّاريخ هو علم الأحداث الميّتة الّتي توقّفت، فالإنسان ليس آنية فخّار فارغة بل هو عقل وشعوروذات تحلم
هذه الدّنيا كتاب عجيب سيتصفّحه كتاب الخلود، فيه ما في النّفوس من نغم حلو وما فيها من ضجيج
فيه الشقيّ يبذر الرّعب في القلوب وفيه طموح للجمال والفنّ والحياة والحريّة
متى مات العزم ؟ ومتي مات الحبّ؟ أبدا الوجود لم يمت زعيمه إنّ البيت فيه وحي الحبّ وفنّه القديم
ما قيمة الحبّ؟
قيمته سيّدي صليب توالد في ذاكرة الكواكب والأيّام.
قيمته إنسان أبدي حرّ...
متي يأتى هذا السيّد بمعطفه الأسود الطّويل ليعلن الخلود والحياة الأبديّة؟
يأتي متى تصالح الشّرق مع الغرب وأقيمت على الأرض مؤسّسة الإحساس والحبّ
والأديان الثّلاثة إستحالوا واحد، والمرأة والرّجل واحد
يأتي متي أنهي الإنسان الحرب مع الإنسان وأقام هذه الحرب مع ظلّه وشمسه
رحلة الشّتاء والصّيف أثمرت قوس قزح ومع قوس قزح يكون البكاء والفرح





vendredi 23 janvier 2009

العاشق

معه وجدنا منذ فجر العمر، مع وصاياه العشرة، مبثوثون في الرّيح معجونون بالألوان، الموت في إنتظارنا معه ، فنحن أشجار تقطع وتبقي الجذور، بالنّسبة للعاشق أجمل الورود تطلع من الأحزان من رحم اللّيالي والأيّام تطلع كإنبثاق الماء والأضواء، الموت حرب بين العاشق والمقاتل.
فالموت لا يستطيع إغتيال البلابل، جريمة الموت عاطفيّة وكلّ ما تبقّي أمور جانبيّة، في الموعد يحتدم النّقاش بين الشّمس والضحيّة، ويري الإنسان عن نفسه ما ليس يري، تسأله هل تعرف الحريّة، لا يا أميرة البحار لم أكن أعرف شيئا.
أليس عندها إحتفال عندكم مثل عيد الميلاد؟
يتذكّر يحكي ، ثمّ يحكي ، ثمّ يحكي آه تذكّرت الحريّة حشيش مخدّر نتعطاه جرعة في الصّباح وجرعة في المساء كالحبوب المنوّمة.
يا أميرة البحار عمّا تتحدّثين نحن محبوسون في التّاريخ نعاني من قلّة الدّواء والغلاء والحرمان، عشقنا الموت لأنّه ينجّينا من مخالب الإنسان.
أيّها المهاجر من مدن الملح.. من ربّك؟
كلّ ما أعرف عنه يا أميرة أنّه عصفور عاش حياته جفاف وأعلن موته زفاف.
عاش على الأرض ضحيّة ومات لأجل الحريّة والحياة الأبديّة

عاشق مشهور ينتظره أصدقائي كلّهم وشعبي المقهور
يا أشرف القتلي، للعشق طريق واحد هو الحريّة، الموت للعشّاق إبحار في الآتي
وفي الحريّة تعيشون المحبّة

فتاريخكم كلّه محنة وأيّامكم سوداء.
أنتم في الأرض لتصحّحون تاريخكم ، وترسمون عرسا تمدّ له الشّمس بساتينها...
عشّاق الهوي ، ليس صعب لقائكم باللّه، بل لقاء الإنسان بالإنسان.
عودوا إليه، ولا تجعلوا الفكر يسقط في النّفاق السّياسي، عودوا إليه كي ينشلكم من قبضة الطّوفان، لا تقلعوا جلودكم لأجل السّلطة والسّلطان وإرفضوا التّسلّط
وإرفضوا عبادة الأوثان.
أيّها الإنسان تأمّل كيف سرنا نسبح كالضّفادع في مياه الغدران، كيف سرنا نعيش الجنون والهذيان
يشترون القصور بنا، يشترون الدّنيا بنا ونحن ننكش التّراب كالدّيدان ونصفّق يحيا لنا السّلطان
أكلت الشّمس كبدها يا هوان الهوان..
متي أصبح النّفط والسّلاح أغلي من الأمّ والإبن أيّها الإنسان
متي أصبحت الكلمة الملكة تباع كقطعة لحم مشويّة للسّلطان
متي نزلت الكلمة من عنفوان السّحاب تعمل لحساب الإستعمار؟
متي أصبحت الكلمة الحرّة تخاف الذّئاب والفئران
يا شرف القتيل.. لو قتلوكم لأجل الكلمة والإنسان.
لو أحالوكم إلى محكمة الأمان.
لو أدانوكم بشرف النّصر على الشّيطان.
الكلمة على لسان البلابل والنّوارس لا تعمل لحساب المستعمر أو الإستعمار ولا تخضع لأوامر السّلطان
عشّاق الهوى، أتراكم دجّنتم الحمام فسقط بذلك الإنسان.
عشّاق الهوى في الكلمة موتكم وإنبعاثكم.
اللّه لا يحرق بالنّار وإنّما يسحب للإنسان الكلمة واليدين
سبحان الّذي يقول للشّيئ كن فيكون...

.

الفلاّح

يقول البعض يا له من كنز مسكين لا يصلح لشيئ، مسدّس أو كيس من الخذّرات أثمن ممّا يتقاضاه الفلاّح في سنة
الفلاّح يفرش فوق الأرض بساطا وينام هادئا طول اللّيل ويبني له خيمة من الأخشاب تقيه من البرد والحرّ ومن الحيوانات والمجرمين.
حين يأتي عليه الرّبيع تزهر أشجاره وتمتلئ ويكثر الرّزق فتراه سعيدا وهو يمرّ على بلدته يطعمهم ثمار حقله الطّيّب، الفلاّح يضع كلّ يوم علامة تشير إلى إخلاصه في عمله وحبّه الشّديد للأرض فمن عرقه يأكل النّاس..
كلّ النّاس تسعد بأصابع الفلاّح، فهو رجل صامد كالنّهر ، كالأشجار، فالخير الّذي نستمتع به هو من مجهود الفلاّحين هذا الخير هو نتاج خواطرهم وفنونهم ، فالعمل في الأرض شرف والموت لأجل الأرض شرف ، لو كنّا نعمل بصدق الفلاّح لما ظلّت سمائنا سوداء.

يرتفع صوت المؤذّن كلّ صباح حيّ على الفلاح ، يعلو صراخه.. تقف السيّرات أمام الجوامع في رهبة للرّكوع على الأرض، هذه الأرض تقول أطلبوا كلّ شيئ أعطيكم بالعمل الصّادق
بالعمل في الأرض يتنفّس الإنسان الهوي ويسعد..
فالشّمس عند الفلاّح لا تشرق إلاّ لإجله والمطر لا تنزل إلاّ لأجله، الأرض بأنامل الفلاّح تتكلّم..
بعمله يخلق الفلاّح الجنّة..

شعاع الشّمس يوقضنا كلّ يوم كمنبّه لنعمل بفلاح وصدق..
كلّ صباح في المدارس يصرخ المدير على التّلاميد صباحكم خير أسرعوا إلى الدّراسة

أيّها المدير العزيز السبّورة سوداء
المال عند العاطلين ونحن نموت من العمل بلا فائدة
لا تخافوا منذ البدأ الشّمس تشرق والعصافير تغنّي والمؤذّن يعيد على مسامع النّاس حيّ على الفلاح
منذ كان الوجود كان اللّيل والنّهار، وكان الحزن والفرح وكان العذاب والسّعادة وكان المرّ والحلو وكانت الحريّة والسّجن
العقل مخرّب أيّها المدير في طاحونة ونحن يلفّنا الذّهول
لا تخافوا ليس للعقول المخرّبة أجنحة لكي تطير
يؤلمني الجياع هم يصرخون في أعماقي
أصحاب مصانع السّلاح تراكموا ولهذا أنا حزين متشائم..
سرت خائفا على المحبّة أن تتحوّل صحراء ليس فيها سوي عويل الرّمال الصّفراء

يمزّقني التّنهيد والفضاء رماد
ما نهاية المطاف أيّها المدير، الموت بالأسف في غرفة ضيّقة
ما ذنبنا هم الأشقياء ولسنا نحن
هذه هي القضيّة
ما الحلّ؟ قلب الأوضاع رأسا على عقب مثلما تقلب الأرض في فصل الخريف.
أمر صعب نحن فقراء وليس بأيدينا أيّ شيئ نفعله
إذا سيبقي السّؤال بدون جواب


الزّعيم

هو رجل له مع دفئ الشّمس مساكسة رهيبة، سكن في الظّلام فوجد له وحشة الضّياع، فلا إستطاب له الحبّ ولا عرف طعم اللّذة طريقا إليه
بسببه وجوه المخلوقات يبست وبراعم الزّهور ذبلت وملأ الغيم الأفق.

أين يتربّع عدل الزّعيم، على المكان سيطرة قاتلة تفتّت الصّخور، الإطار مرعب يتأجّج بنيران الحرمان القاتل،القصر يبني بدماء وزفرات وعرق العمّال، عيبه أنّه شوّه صورة الإنسان وإغتال لنفسه حرارة الحياة وجعل الآخرين في الجوع والبرد والعطس والبطالة والأمراض والحروب.
زعيم مسافر في رحلة البكاء والرّحلة أنسته مواعيد السّماء، الرّصاص سبب إستكباره ووجوده في القمّة يعيش تحت حماية مؤقّتة في الدّلال والبهرج الذّي أوجده السّلاح والقوّة والمال، هذا الزّعيم لا يستقرّ في هدوء الطّمئنينة الزّاخر بالحبّ والصّفاء لأنّه غير قادر أن يحصي أخطاءه وهو المسؤول على الرّعيّة أمام السّماء,
حياة الإنسان ليست لعبة بين يديه والإنسان ليس خروف أو حشرة, الخوف في أعماقه يخشي الإنسلاخ من جوهر الإنسان فقد إتّخذ طريق الخيانة والكذب والإبتزاز والغش والخداع.
أمر غريب أن يسلخ الإنسان نفسه من جوهر الإنسان تحت أوامر المال والسّلطة وقوّة السّلاح، قرون وقرون والظّلام حالك والنّهار ليل فقد تجاوز هذا الزّعيم حدود الحيوان وظلّ يلتهب كبركان لأجل الملكيّة يمتلك مصانع الأسلحة والنّفط وينشر الرّعب والخوف والدّمار والعالم يرتجف من الزّعماء فزعا .
فهم جدعان عطشانين ينهشون شجر الزّيتون يدفعهم فسادهم إلى صحراء مفزعة بلا ماء.
تلك هي رحلة الإنسان وذاك مصير من كبت رحلة الوجود على الآخر، فقد جاء الجدعان ليصنعوا صور بشعة متعفّنة وينظروا للنّاس على أنّهم حشرات لا قيمة لهم.

الشّمس تنتظر تساقط الدّمع العذب المريرمن عيونهم، جفّت العيون وما جفّت عيون السّماء، قطع السّحاب لا زالت تركض للإرتواء والإمتلاء تحت الضّياء، والقوس يراقص غابة الزّيتون ليجمع زاده في الرّحلة الخفيّة المصير,
إستلقي على المنابع النورانيّة وقد كتب بماء الذّهب أشياء تتوالد كلّما ذاكرناها وكلّما قرأناها، كتب عن تراكم البشاعة في النّفوس وجفاف ينابيع المحبّة في الأعماق، كتب عن العصافير العربيّة الّتي ماتت بالرّصاص العربي، كتب عن قسوة الصّحراء والأورام النّفطيّة والعصبيّات القبليّة.
كتب كتابات توّلي طبعها البحر وتوّلي نشرها الرّيح، فعشّاق القوس هم عشّاق الإنسان، القوس لا يقدر على فعل شيئا للحجر، هو قادر فقط أن يشفق على العيون الّتي لا تري والقلوب الّتي لا ترحم والأذن الّتي لا تسمع والأيادي الّتي لا تقدر أن تحصي حجم الخطايا، خطايا زعيم مدي الحياة.
ماذا كان؟ كان ركود وشعب مقتول بإسم الحداثة، هل نقدر أن نقول أنّنا في زمن الحداثة والمفاجآت، هذه الحداثة نستوردها من الخارج ولو لا هذه الحداثة لتحوّلنا إلى ركام من السّواد والفحم.

قضيّة القدس أكتبها على كلّ كوكب لأنّها تروي الحداثة والتّقدّم العلمي والإنساني عند العرب وعند الغرب
لأنّها تروي قصّة موت العذراء والإبن المقدّس تحت الرّصاص والطاّئرات والقنابل المسيّلة للدّموع
تحت الجوع والحرمان والتّشرّد والأمراض المزمنة
لأنّها تروي قصّة العرب اللّذين لا يحبّون تغيير الماء ويتركون شعوبهم يسبحون في بركة من الماء الرّاكد وذلك بإنتخابات مزوّرة وكاذبة تراعي مصلحة الزّعيم والحاشية
الزّعيم الحقيقي هو الّذي ينير بكلمة صادقة ظلام اللّيل ويكتب عن الحقيقة التّي شوّهت الإنسان وضيّعت الوجدان في متاهات المال حتّي صار الزّعيم هو ربّ السّماء الّذي يخوّف النّاس بالنّار، فمتي أيّها الزّعيم رأيت اللّه يحرق إنسان بالنّار، فأقصي ما يمكن أن يفعله اللّه في العبد هو أن يجعله حمار أو ذئب أو أسد، لأنّ اللّه زعيم حقيقي يعمل بدون كلام
وبدون ثرثرة، لأنّ اللّه ذكيّ جدّا يعمل في الظّل
أخيرا دمتم لشعوبكم بألف خير معشر الزّعماء الصّادقين المناظلين .

mercredi 21 janvier 2009

جئت لألقي كلمة

جئت لألقي كلمة تضيئ ولا أدري إن كانت من السّماء أو من وجداني، هذه الكلمة مفتوحة للرّجال والنّساء والأطفال والعصافير، لا تصدّقوا إن قلت فيها أنّ المرأة وطن والرّجل ساكنه، حين سقطت المدينة المقدّسة أعلنت سقوط المرأة، وأعلنت وقوفنا على الأطلال، الزّمن يضمّ تجارب الرّجال وإنتصاراتهم و هزائمهم والمرأة لبست لباس الحداد وركنت للبكاء والنّواح
سقوط المدينة المقدّسة جرح في الذّاكرة لا ينساه أحد.
سقوط المدينة المقدّسة هو ليل قدرنا وإعاقتنا المزمنة وترسيخ قدرة الجماهير في عمليّة التّغيير
فالمقاومة هي ولادتنا هي قيامتنا هي الّتي تفتح لنا بوّابة النّهار، بالحريّة نخرج من قانون الرّق والتّبعيّة، والمرأة نعيد إعتبارها ككائن بشري ونصحّح وضعها الإنساني، بالمسؤوليّة تتعادل مع الرّجل في الحقوق والواجبات وتصير إمرأة نافعة لا إمرأة جميلة فقط أو إمرأة سلعة وبضاعة مستوردة، عليها أن تخرج من تسلّط الذّكور على جسدها وفكرها وقراراتها، فحزن هذه المرأة يكون معلّمنا وصانعنا، لأنّه الأكثر رواجا في مناطقنا العربيّة
شخصيّا لست غاضبة من الحرب لأنّ هذه الحرب أسالت دمنا وعبّرت عن تخلّفنا وعن ليلنا الدّامس،الدّم تخثّر في العروق وكان عليه أن يسيل، لست غاضبة من النّار الّتي أوجعت وألّمت لأنّ الإنسان نسي نعمة الوجع والولادة والموت السّعيد.
الإنسان مات فينا وكلّ ما عندنا آثار قديمة ونحن مذعورون خائفون من الإلتقاء بأنفسنا وذواتنا في مملكة الحلم
الإنسان مسافر فينا، في كلمتنا، في ضمائرنا في أيّامنا، في حزننا في سجننا ونحن لا نريد أن نفتح له أبواب الحلم كي يحملنا إلى بلاد الدّهشة، كي يخرج الحمام بالفساتين البيضاء ليستقبل الأسياد حاملا لهم العطر ومراوح الرّيش وعقود الياسمين.
كتبت عنه كتبت ولم أجد الحلّ. نحن خائفون من الدّخول إلى مدرسة الحلم كي تخرج العصافير للحريّة.
في خيالي رجل من خشب بلا ألوان يخاف أن يزور بيتنا أو أن تلمس أجنحته الذّهبيّة أرضنا، يخاف أن نشكوا إليه موت الحبّ وكثافة الملح والقرف والجنون والأمراض العصبيّة والنّفسيّة والأورام الخبيثة وقسوة الصّحراء والأنانيّة والجحود. في خيالي رجل يشرّفني ويبكيني.

هو شهادة نقاء العرب وسرّ أحلامهم وطموحاتهم وأحزانهم وآلامهم وأوجاعهم ، جئت لألقي كلمة تسافر إلى وجدان الآخرين كالعصفورة تطير على خريطة العالم العربي الّذي يحترق أحقادا وخصومات.
لماذا لا يكون الحبّ يسكن منطقة الظّل، لماذا لا نلجأ إليه كالمرايا، نري فيه وجوهنا وشكل أحاسيسنا. لماذا لا نصارحه بما نحبّ وبما لا نحبّ لماذا لا يكون هذا الرّفيق وهذا الصّديق هو الشّجرة الّتي نأكل منها جميعا والثّوب الّدي نلبسه جميعا، هذا الحبّ هو جواز السّفر الّذي يسمح بالصّعود أو بالنّزول، هو الشّيئ الأصفي والأنقي والأطهر الّذي لا يبيع أرضه لكي يشتري سيّارة أمريكيّة ولا يبيع عشيقته وصديقته وحمامته البيضاء ليشتري بالونات ملوّنة وشهوات حيوانيّة قديمة.
أصبحت أشعر أنّ الرّجل العربي فقد إحساسه، فبعدما كان يسقط الحكومات ويهزّ العروش، اصبح هاربا من الجنديّة وإتّخذ مكانه في الحانة أو في المقهي أو في الماخور.
ماذا نريد منه؟
نريد منه وضع عبوّة ناسفة عن المستقبل، نريد منه تفجير وقتل الكلمة الـتّي يقرأ ويكتب بها ويتخاطب بها ويفرح ويحزن بها ويحلم بها ويغيّرها أمريكيّة أو فرنسيّة نريد منه تغيير الكلمة العربيّة بقنبلة إسرائليّة أو أمريكيّة لأنّ اللّغة ولاّدة وهو لا تساعده أوجاع وآلام الولادة فالولادة بالطّريقة العربيّة عسيرة وتتطلّب عمليّة جراحيّة أمّا بالطّريقة الأمريكيّة فهي بلا أوجاع الأوجاع للشّعب العربي المنهك هذه اللّغة أعلنت العقر وهربت لتعلن أنّ الإنسان الإلاه الأصيل سقط في الألم والأجاع والحزن والأمراض والتّخلّف والتّشرّد والتّبعيّة.

الغنيّ تحوّل فقير، والأبيض تحوّل أسود، والحبّ تحوّل حطب وفحم يتطاير منه الشّرر
وأمّ المؤمنين أصبحت أمّ التّائهين والمرأة الذّهب تحوّلت زوجة أبي لهب.
ورسالة المرحوم بدر ما عاد يفهمها أحد.

المرحوم بدر يريد نصّا جديدا يتفاعل مع الذّوق العام العربي (الدّين صالح لكلّ زمان ومكان) يريد نصّا يثير الدّهشة ويغطّي هموم النّاس،المرحوم بدر يذكّر الجميع أنّه كان رجل إنقلابي ثوري ومتشبّث بالجذور، المرحوم بدر أصبح يري الأشياء بيد أناس عدميين وصوليين لا يمكنهم أن يكونوا إنقلابيين، نفهم من أقوال السّيّد بدر أنّ الأشياء بقيت في المنفي واقفة في طابور والأبناء ضيّعوا مفاتيح بيوتهم وناموا في الشّوارع وأشهروا إفلاسهم كلّ واحد منهم يتجاذبه الخراب من كلّ صوب، المرحوم بدر يشعر أنّ الأمّة في حالة هبوط لا وصف لها،المرحوم بدر يضع على صدره رؤوس أبنائه المتعبين الجائعين المشرّدين الضّائعين المظلومين العمّال الكادحين
المرحوم بدر غاضب ويذكّرالأسياد بعاصفة القدس وعاصفة سونامي وكيفيّة التّعامل مع البحر، يقول السّيد بدر إنّه أكثر الشّعراء إلتصاقا بالواقع وهو الرّعد المسموع والصّوت المزروع على إمتداد الوطن وكلّ ما يشهده العالم يدفعه للجنون
وإنّه لا يريد أن يغنّي على منبر من أكياس الرّمل .
ففنّي وقلمي سفير المحبّة إلى الشّعوب العربيّة لا يحمل السّلاح
يقول المرحوم بدر يشرّفني أنّ الفنّ والكلمة يوحّدان الأمّة أكثر من الجامعة العربيّة منذ تأسيسها فإنّي أريد أن أضرم النّار في عاداتهم ومكتسباتهم وأفكارهم المشوّهة فإنّي صداميّ ولا أساوم ولا أقبل أنصاف الحلول ،فإنّي لا أعمل لأجل جائزة نوبل للسّلام وإنّما أعمل لأجل الحبّ المخزون داخل الإنسان والّذي ينتظر أن يروي أعماق الأرض المالحة
الفنّ هو الإنقلاب داخل الكلمة من أجل تغيير صورة الكون حتّي لا تتعفّن العقول، إنّ الجائزة الكبري هي الوطن العربي العظيم ووحدته بالكلمة والفنّ.
يسأل السيّد بدر العرب لماذا يحبّون المدن الّتي تعذّبهم؟ ألأنّ تلك البلدان خسرت فنّها وبذلك خسرت نفسها وطابعها الذّهبي، لتعلموا أنّ قطع العلاقة بالفنّ والكلمة هو قطع الشّرايين ويساوي قطع الحياة ويعادل الإنتحار
أحرّضكم على الكتابة والقراءة ، فأنتم في مأساة إسمها كرة القدم الكلمة هي النّار الّتي تدفئكم والطّرب هو الّذي يؤنسكم
الكتابة هي الماء الّذي يغسل قلوبكم ويجعلكم موهوبين مشحونين بالمخاطرة، عليكم أن تبحثوا عن أنفسكم لأنّ العالم لا يبحث عنكم فأنتم بالنّسبة له كرة قدم، إنّي لا أسمح يقول السّيد بدر:
لأيّ أحد أن يغتال تاريخي أو يغتصب أبنائي إغتصابا
الكلمة المغتصبة كالشّجرة المغتصبة كالأرض المغتصبة كالمرأة المغتصبة فالخصوصيّة هي بصمة كلّ واحد منكم
حيث الحريّة تقطف بالأصابع العشرة .
الجمهور وحده هو صاحب السّلطة هو الّذي يضع الإنسان في الرّئاسة ، الشّعب هو الّذي يسقط من خان شرف الكلمة لأنّه يستمدّ سلطته من أعلى السّلطات وهو اللّه العظيم الّذي يحميه بصدره وكلمته ويعطيه المناعة كي لا يكون شعب متخلّف، والشّعب العربي بمنتهي الذّكاء ويستطيع أن يفرّق
بين الصّادق والخائن، المجتمع أعرج والمرأة محتلّة ومقهورة ومستثمرة والمستعمر كسّر الميم والأصابع حين وضع قواعد ثابتة للحبّ، فكان هذا الحبّ سبخة وآلة ناسخة لا يملك خصوصيّات وأصبحت له أوصاف غير بشريّة خاصّة عند العرب والمسلمين
الإنسان بدون حبّ وبدون حريّة وبدون كلمة هو إنسان هامشي ويستحقّ النّضال لأجله والكتابة عنه، الفنّ هو قصّة الأنسان مع الأرض، والسّياسة قصّة الإنسان مع الشّعب، والدّين مسؤوليّة الإنسان مع السّماء
والكلّ يصبّ في مصلحة الفرد: الإنسان الحلم
خوفه وإطمئنانه، راحته وتعبه، جهله وعلمه، إنتصاره وإنكساره، حريّته وسجنه
وكلّ إنسان يصنع الحقيقة بالشّكل الّذي يناسبه
فذلك يخصّ موته وإنبعاثه إلى أيّ مكان يريد الذّهاب ، الرّئيس هو آب للشّعب ومسؤول عنه في كلّ صغيرة وكبيرة
على الإنسان أن يعرف على أي أرض يعمل وماذا يريد ، فالذّي يعتبر الإنسان ورقة يانصيب يربح مرّة واحدة، الإنسان يخطّط بكلّ حريّة لمستقبله الخاصّ .
من هو السّبب في هذا السّقوط الكبير للشّعوب العربيّة؟ لعلّها الدّيمقراطيّة وحقوق الإنسان وحريّة الكلمة والتّعبير,
.

dimanche 18 janvier 2009

معزوفة الموت والحياة

الذّئب في المدينة يطوف أكل الدّيك ،أكل الخروف أجمل خبر قال إنتصر قتل الشّمس، قتل القمر قتل البحر ، قتل المطر
قتل الحلم ، قتل الشّجر إنّه بطل.
إيّها الذّئب الذّكيّ ليس عندي قضيّة تستحقّ الموت لأجلها إلاّ حبّك، لم يستمع النّاس إلي معزوفة أجمل من معزوفة يديك
أشهرك في وجه الشرّ سنبلة ذهبيّة، في وجه الظّلام وعدا بالضّياء، في وجه البحر وعدا بالمطر، في وجه الخريف وعدا بالرّبيع، في وجه الموت وعدا بالحياة. يا إبن الشّيطان يا سفّاح، صاح الدّيك والفجر لاح، غنّي الخروف أنا المفتاح. أيّها الذّئب العظيم يجتمع الحكماء أنصارك ليشهدوا ضدّي، يقرّرون أنّي فضيحة وخطر على أمن الذّئب، يطلبون منّي مغادرة الوطن... أغادر فكلّ الأرض وطن.
سأترك لهم أبّهة الملوك، فأنا لا أعرف أن أتكلّم مثل الملوك، أنا واحدة من هذا الشّعب المنهوك، أنا العبد المملوك ليس عندي مشاعر ولا أموال أختزنها في البنوك، أنا لست ضدّ أحد.. من قرون وأنا على طرف السّرير عصور من حجر لا علم لديّ ولا خبر، أعضّ من قهري شبّاك القمر كسّر أغصاني القدر، يقولون عنك أيّها الدّئب أنّك القويّ المهيمن والفاتح الأعظم، أيّ تعيسة أنا، أين البطل أين الرّسول، أين الرّب المعروف مات البطل وغرق المركب بنا وإستقال الدّيك والخروف معا، مات الإنسان البطل وترك الدّئب يمرح.. القدس جعلها مسرح، كلّ أمجادي سراب ، كلّ أمجادي غيم وضباب فما عادت تهمّ الأمجاد.
أصرخي يا إمرأة فلولاك لكانت الأرض صحاري فأنت الرّوح القدسيّة، يديّ ألبستها خاتم الأسماء وجعلتها تعزف أصول الحبّ والحريّة كطيور النّورس، أنا لم أري منحوتة بهرتني كما بهرتني يديّ، هي ليست مثل يد الذّئب تخوّض في الدّماء
يديّ تدفعني ألاّ أكون أميّة، يقف المؤمنون أمام الكنائس وأمام الجوامع، وأنا أقف أمام كنيسة يديّ، أنظر فيهما لولاهما لمات العالم عطش وجوع وأميّة، كلّ قصائد الشّعر منهما وكلّ الفنون وكلّ العلوم وكلّ المشاهد الحيّة، يديّ أوصلتني إلى اللّه الحبّ، اللّه القدرة، اللّه الحريّة أوصلتني إلى حالة الطّيران في الهوي تحت رعايته، يديّ مقام قديم بدأ بإسم اللّه الرّحمان الرّحيم، يديّ حين أكتب تغلب لساني، هي معجزة كلّما إستعملتها تساقط منها ألف زوج حمام فوق شجرة تراقصها الموسيقي وطن العصافير الّتي لا تموت، يديّ معمار فيه كلّ عظمة التّراث الإنساني.. لم يعد يكفيني هذا الحبّ أريد أن أصل معه إلى مطلع الفجر، لا بدّ أن أغادر الوطن، لماذا أظلّ هنا، هنا ماتت المشاعر ومات الأصدقاء ومات الأمجاد ولم يبقي إلاّ الشرّ، إنسان يعذّبه القدر عاجز غير مقتدر ينظر للتّراب يا مأوي القلب الحجر.
أريد أن أتنفّس بعض الهواء إلي حين يمكنني الرّحيل إلى مرفأ السّلام، إلى حين يلفّني الثّلج الأبيض تحت ستار الظّلام
في بلادي ألوف الجوامع يشيّد السّلاطين فيها فروض الصّلاة وفي المقابل يقطعون الرّقاب ويقلعون الأصابع بلادي تخاف من هديل الحمام تشرّع أبوبها للرّشاوي والبغاء.
البوادي رفضتنا، أحرقتنا، سامحونا إن كفرنا، إن بصقنا فوق عصر ليس له أسماء ليس له دواء، سامحونا إن تصرّفنا مثل أطفال جياع لم نجد بين الأبطال العرب من لم يغمد السّكين فينا، سامحونا إن هربنا إنّنا نبحث عمّن إستباحوا دمنا منذ ولدنا.عن الّّذين قطّعوا أيادينا كي لا نمسك الأقلام لكنّنا كتبنا إنّنا نبحث عمّن كفّرونا بأعمالهم فكفرنا. أيّ عصر لا يسمّي أيّ عصر لا معقول سلطوي، دموي فوضوي قبلي إيّاكم أن تتركوا آلى صهيون وتعلنوا الحرب على ريشة يجب سكب العطر على جسد المسؤول يجب قتل المغول، أحبّكم برقا يضيئ حياتي، فيا أصدقاء الحريّة كونوا معي في كلّ حروبي وسيروا معي تحت قوس نصري، نحن أنصار الحريّة نعيش على إمتداد هذه الصّحراء الرّمليّة ..كم من إمرأة جعلت الرّجل وردة بعدما كان حجر. وكم من إمرأة جعلت الرّجل بهلوان بعدما كان بطل لدينا لغة مرعبة حرموها من الحريّة كي لا تخطّط أبدا، كي لا تبدع أبدا أقنعونا أنّ سقوطنا قضاء وقدر فرمينا بآبائنا في الجحيم ومشينا ورائهم وقلنا هذا هو الصّراط المستقيم.
وها نحن أصبحنا ننام بأحضان السفّاح لا نعرف نوم ولا نرتاح، كلّ إمرأة أمسك بها السفّاح تصبح بيده طبلة إفريقيّة كأنّه الرّجل الوحيد في العالم هو بأبنائه ونحن بلا أولاد ولا أحفاد ولا ذريّة، كأنّنا أصبحنا بعينه أزهار وحشيّة تسبح في دورته الدّمويّة، كان هناك رجال مسكونون بنار الحبّ الأبديّة يحفظهم التّاريخ في الأحداق العسليّة، كان هناك العطر والأمطار في الأحداق الخضر، كانت الكلمة قدّيسة وكان هناك شفاه تقرع وأقلام تصدع، كان لدينا بلاط ولغة عربيّة ناريّة نتّفوا ريشها وكسّروا لها الجناح وجعلوها رماديّة تبكي العصور الذّهبيّة فصارت عقولنا ومشاعرنا ثلجيّة ونسائنا وأطفالنا بين أياديهم ذباب في نار العذاب ، حكموا علينا أن لا نضحك ولا نبكي ولا ننطق ولا نعشق ولا نخالط النّساء ولا نخالط الرّجال ولا نصدّق الرّجال ولا نصدّق النّساء ولا ننجب ولا نقرأ ولا ،نسأل إلاّ عن أحوالهم ولا ندرس إلاّ تعاليمهم ولا نسمع إلاّ أغانيهم تلك قوانين المنفي الّتي قبلنا بها شاكرين ثمّ قالوا عنّا ساذجين متخلّفين ما ورائيين.
نحن لسنا متخلّفين فقط نحن عميان تائهين خونة كذّابين، نحن لسنا أصدقاء نحن أعداء مارقين أنانيين ألّهنا الرّجال
وجعلنا النّساء ناقصات عقل ودين فذاك جزاء المتّقين إن قتلونا فنحن رجعيين واللّيل لا يهدي التّائهين والفجر لا يضيئ طريق الظّالمين المتنكّرين....

lundi 12 janvier 2009

القدس


هنيئا لك يا قدس بالعيد بل بالعيدين هنيئا لك بهذا النّزيف الدّموي وهذه الآلام والأوجاع، هنيئا لك بكلّ ما يصنعه الإبن لأمّه، القربان في هذا العيد أسود وأبيض هذا الأسود الّذي لبسته الأمّ حزنا على إبنها الظّال ، هذا الأسود هو البترول "الّذّهب الأسود" فالإبن الشّرقي باع والإبن الغربي إستعمله لحرق الأمّ والطّفل في القدس.
هذا يعني عنوان الخيانة والكذب في الحبّ من الطّرفين.
الورم خبيث وليس له دواء.
الأبيض تغيّر أسود وإحترق الإنسان.
لماذا هو يقتل ؟
لأجل المال ؟ لأجل المصلحة الخاصّة ؟ لأجل حبّ الذّات ؟ لأجل الإستمتاع بآلام الآخر ...
أين المسيح الرّب؟ لماذا لم يظهر؟
كلّ إنسان حرّ وكلمة حرّة ، كلّ إنسان هو مسيحا منتظر ولا أحد سيشفع للإنسان إلاّ قوله وفعله في الحياة. فلا رجع الحرّ من الموت ولا رجع العبد
الحبّ قتل الجميع ومشي في جنازتهم .فأتّهام الرّجل للمرأة أنّها ناقصة عقل ودين جعل العالم كلّه يشهد انّ الرّجل هو النّاقص عقل ودين لأنّه عاجز على حلّ لمشكلة القدس.
فأين هذا العقل وأين هذا الدّين؟ وأين هذا الرّجل الرّب وأين الكلمة؟ كيف أصبح النّاس يتعاملون بها
السّلطة عند الرّجل وليست عند المرأة، والكلمة في هذه الدّنيا للرّجل وليست للمرأة
ماذا فعل لوحده بهذه القوّة وهذا الإعتداد بالنّفس.
المرأة العربيّة مسحوقة على كلّ المستوات مكسورة الجناح والرّجل لا يعترف بوجودها كإنسان معه، فهو لا يزال يحتكر الحقّ والحبّ والحريّة لنفسه على حسابها.
الحب والحريّة حلم الرّجل والمرأة. هما نقطتان في التّاء المفتوحة أو التّاء المربوطة موت - حياة

هذا الرّجل المرأة في حياته جنس ناقص العقل والدّين فهو الكامل في العقل والدّين
الحبّ عندي أن نستيقظ على حبّ جميل لتكتب الحياة في صفحات العشق تاريخا جديدا، الأرض تحلم حقّ وحبّ وحريّة، الأرض تحلم الإنسان الكامل عقلا وشعورا والفجر يحلم حريّة.

الزعماء يريدون أن يقنعوننا بأنّ المرض مادّي لا معنوي عضوي لا نفسي
فلو كان المرض مادّي فأموال العضماء المسلمين عند الصّهائنة والامريكان يصنّعون بها الأسلحة لتدمير أهالي فلسطين
ولو كان المرض عضوي لا نفسي فمنذ متي والعرب يتحاورون لأجل وحدة عربيّة لكنّهم في كلّ مرّة يفشلون
هؤلاء القادة لا يعرفون إلاّ رفع الأيادي والإتّكال على شعوبهم المنهارة لجمع المساعدات لعلّ ذلك يرضي ضمائرهم بأنّهم في الحقيقة جاهدوا لكنّهم خابوا
من نلوم في قضيّة القدس؟ نلوم الرّاعي الّذي باع الخروف أو نلوم الذّئب الذّكيّ الّذي إشتري الخروف بالمال؟
وهل سيسلّم الذّئب على الخروف حين يبيعه سيّده وراعيه؟
لقد أهدي الرّاعي لسيّده في الأوّل كبش قربان والآن القربان هو.. القدس الشريفة...
...