vendredi 26 février 2010

الإنسان عودة على بدء

كي نفهم الطّبيعة لا بدّ أن نغوص في عمقها ونبدأ من البداية، فكلّ حياة على وجه الأرض تحتاج إلي أربعة عناصر وهم التّراب الماء النّار والهواء
كلّ شيئ له ثلاثة أبعاد ولادة نموّ ثمّ موت ، لو أخذنا على سبيل المثال النّبتة فالنّبتة كائن حيّ تحتاج للتّراب لكي تسكن والهواء لكي تتنفّس والماء لكي ترتوي والضّوء لكي تنمو وتتحوّل من حال إلى حال بعد ذلك يكون حصادها، كلّ شيئ يولد لكي ينمو ويموت
الإنسان يعمل في الأرض ويعتني بالنّبتة فيعطيها الكميّة الاّزمة من العناية كي تنمو في ظروف طيّبة، يخفّف عنها التّراب كي تتنفّس، يزيل اللأعشاب الطّفيليّة من حولها، يعطيها الماء بكميّة معقولة يحاول أن تكون له نبتة ليس بها أمراض، فتلك النّبتة تعطيه الشّاهية للعمل والأكل كأنّها هي روحه وحياته
الإنسان يعطي من روحه لتلك النّبته كي تكون الأجمل والأنفع والأحلى
والطبيعة تعطي من روحها للإنسان كي يكون الأجمل والأنقي والأنفع
الإنسان يعمل لكي يتلذّذ بالحياة، الإنسان يحبّ الشّيئ النّافع والّذيذ لجسده وروحه
كلّ حسب عمله يحصد، من عمل عمل جيّد يكون الحصاد جيّد ومن عمل عمل رديئ يكون الحصاد رديئ
الإنسان مثله مثل النّبات يطلب عناية وعمل فهو أيضا خاضعا لقانون الولادة والنّمو والموت في رحم الوجود" زراعة ونموّ وولادة في رحم الأمّ
الحياة ولادة والموت ولادة العبرة أنّ الإنسان يزرع النّبات في رحم التّراب لكي يحصد لأجل النّافع والمضرّ
والرّوح تزرع الإنسان في رحم المرأة لأجل الخير الشرّ
الطّبيعة بعناصرها الأربعة لا تموت، كذلك كلمة الإنسان لا تموت
إن كان الجسد المادّي يموت وينحلّ بعناصره الأربعة، فكيف الكلمة تموت وتنحلّ؟
إن كان الجسد المادّي يأكل فكيف الكلمة تأكل؟
إن كان الجسد يكذب فكيف الكلمة تكذب؟
إن كان الجسد يخون فكيف الكلمة تخون؟
إن كان الجسد يمارس الحبّ مع الآخر فبأيّ طريقة تمارس الكلمة هذا الحبّ مع الآخر
لا جسد بدون كلمة ولا كلمة بدون جسد، لا طبيعة بدون روح ولا روح بدون طبيعة
الرّوح تتحوّل حسب ممارسات الإنسان وطبعه في الحياة
كلّ الطّبائع الجميلة والقبيحة فينا وعلينا
نحن نزرع ونحفظ خصائص المزروعات
نحن نربّي الحيوانات ونحفظ طبيعة وممارسات كلّ حيوان
لكلّ منّا نبتة أو وردة أو ثمرة يعشقها ولكلّ منّا حيوان يعشقه ويعشق طبعه
الإنسان عود على بدء لأنّه يتعامل مع العناصر الطّبيعيّة الأربعة مثل كلّ الكائنات
الإنسان كائن كامل العقل ويمتاز على بقيّة الكائنات الأخري بهذا العقل
العناصر الطّبيعيّة الأربعة مرسومة على يديه
الإبهام يعمل مع الأصابع الأربعة
والكلمة الرّوح تعمل مع العناصر الأربعة
بالكلمة والرّوح يحصد الإنسان لنفسه الخير والشرّ، النّافع والمضرّ
الإنسان يخاف من الموت لأنّه بهذا الموت سيفقد عرش الإنسان
لأنّ الموت والحياة أخذ وعطاء وعطاء وأخذ، فالطّبيعة ستأخذ منه عرش خلقته هي له
لتعطيه عرش آخر خلقه هو لنفسه بعقله وشعوره وكلمته بكلّ حبّ وحريّة
فحين نزرع نبتة فنحن نحافظ على القلب ، هذا القلب الّذي فيه خصائص تلك النّبتة كلّها
وذلك قصد إعادة زرعها من جديد، فكلّ نبتة لها خصائص خاصّة بها ونكهة خاصّة بها
وكلّ كلمة لها خصائص خاصّة بها ونكهة خاصّة بها،
فكلّ نبتة إبنة خصائصها وكلّ قلب إبن طبعه وروحه وكلمته
لذلك الإنسان عليه أن يعشق في نفسه
العقل والشّعور والكلمة " الإنسان الولادة والنّمو والموت
الموت تعني الحقيقة، تعني القلب
تعني الطّبيعة الحقيقيّة للإنسان تعني ما حصّل في الصّدور، تعني الحصاد
هناك قلوب تشتعل للحبّ والسّلام وقلوب تشتعل للحرب والإنتقام،
لماذا الحمام يأكل الحبوب ولماذا الأسد يأكل الحيوانات المسالمة
الحمام يأكل الحبوب لأنّ مبدأه الإخلاص والوفاء للآخر والأسد يأكل الحيوانات المسالمة
لأنّ تلك الحيوانات تتعامل معه خوفا أو طمعا
فهذا الأسد المسكين قد توهمه بقرة أو حمارة
بأنّه أبو الهول الأقوي والأعظم وأنّه بالقوّة هو قادر أن يسيطر على العالم
هذا الأسد قد تغازله غزالة غاية في الجمال والرقّة تغنّي له مواويل العظمة والشّجاعة و يصفّق له البقر والحمير حتّي يسقط في الغرور لكنّهم كلّهم يفعلون معه ذلك بدافع الخوف أو الطّمع فهم في الحقيقة يكذبون عليه وهو يصدّق أكاذيبهم ويستهويه غزل الغواني ونفاق الكاذبين
فهذا القلب العليل يرجع ناقما على مثل هذه الحيوانات ويأكلهم بكلّ شراسة لأنّهم أسقطوه في شراك الغرور
وهو أسقطهم في شراك الخوف والطّمع وأوهمهم بقوّته وجبروته انّه قادر أن يسيطر على العالم
الذّنب ذنبهم جميعا فلا خير في هذا أو ذاك لا للجبن والخوف والطّمع ولا للجبروت والجشع والقوّة
فالّذي يحبّ السّيطرة فاليسيطر أوّلا على نفسه والّذي يخاف فاليخاف أوّلا من نفسه والّذي يطمع، يطمع أوّلا في نفسه
فالعالم لا يمكن أن يسيطر عليه أحد طالما اللإنسان يعيش تحت أهوال الرّبح والخسارة وأهوال القوّة والضّعف
والإغراءات بمختلف أنواعها وأشكالها
هل نحن نفهم الفرق بين الإنسان والحيوان؟
وكيف طبع الإنسان مع الإنسان وكيف طبع الحيوان مع الحيوان
هل هناك ثروة في هذه الحياة تعادل عرش الإنسان الطّبيعي؟
كيف هذا الإنسان يسلّم عرش الإنسان الكلمة والرّوح للموت ويعبد عوض الإنسان المال والجمال المصنّع؟
ماذا تنفع الثروة الماليّة والقوّة والغرور والإنسان يولد يبكي فارغ اليدين وينتهي فارغ اليدين يبكي
كيف هذا الإنسان يكفر بالحبّ ويعبد الحرب؟
كيف يخجل ويحرّم القبلة والحبّ ولا يخجل ولا يحرّم القنبلة والحرب؟
ماذا ينتظر فاعل الشرّ من شرّه؟
وماذا ينتظر فاعل الخير من خيره؟
لا بدّ أنّ واحد ينتظره الشّقاء
وواحد تنتظره السّعادة
الشرّ له طبعه وشكله وكلمته والخير له طبعه وشكله وكلمته
الحبّ غيم لونه أبيض وأسود، الحبّ نور ونار
النّار هي منبع السّعادة والشّقاء ، هي اللذّة والألم، هي الرّوح والكلمة، الإنسان في نظرها
هو حيوان ترابي أو مائي أو هوائي،
لذلك الأكل يخرج منه كريه الرّائحة والماء كريه الرّائحة والهواء كريه الرّائحة
من النّار يرضع الإنسان الحليب الصّافي لأنّها الكلمة الّتي تسمّي اللأشياء بأسمائها
بالآلامها نولد وننمو ونموت ، النّار هي الحقّ والحبّ والحريّة
فحين نحرق عليها طبائعنا الحيوانيّة تخرج غيوم تلك الغيوم هي غيوم طبائعنا
لذلك طعامنا على النّار طعمه لذيذ، لأنّ حرق الحيوانيّة على النّار له طعم لذيذ
هدف الخليقة التحرّر من الحيوانيّة والموت لأجل الإنسان
كم جميل أن يحرق الإنسان في نفسه ذئب أو ثعلب أو ديك أوبقرة ليكون إنسان
كم جميل أن يقول الإنسان للأسد لا تقدر أن تأكلني لأنّني إنسان
والإنسان مهما كان هو أجمل وأنبل وأرقي من الحيوان
إذا من هو الإنسان؟
هو ذاك القادر أن يحرق بالنّار طبعه الحيواني ومن شدّة الحزن والبكاء تطفو روحه فوق الماء
فالشّمس لا تشرق إلاّ بعد حزن شديد والرّبيع لا يأتي جميلا ألاّ بعد شتاء ممطر
فالنّار هي الحقّ والحبّ والحريّة والماء هو الحقّ والحبّ والحريّة هما الإثنين ينظّفان طبيعة الإنسان
فمن تطفو روحه فوق الماء في الحلم هو إنسان حرّ ومن يغازله ضوء الشّمس في الحلم هو حرّ
فلا أحد يقدر أن يكذب على النّار والماء لأنّهما يسكنان ظلّ الإنسان
عن طريق النّار والماء يكرم الإنسان أو يهان هما الإثنان واحد ولا تستقيم الحياة إلاّ بهما الإثنين
النّار لا يطفئها إلاّ الماء والماء لا تعطيه الحياة والحريّة إلاّ النّار

mercredi 24 février 2010

حبّيتها وحبّتني

حبيّتها وحبّتني
كي غيّرتها طائر كسير رمتني
قالت ليّ
الحبّ بالمعروف موش مزيّة
الحبّ حرّ يعيش في الحريّة
لا يا بنيّة
الحبّ الصّحيح يكون
ثابت ديما
وأن كنت أنا ريح كي البرّيمة
تكوني المصباح
اللّي يضوّي عليّ
نرجع صافي
نرجع مثيل الماء صادق وافي
ونعيشو حالة عشق أبديّة
حكمك عليّ قاسي
يشيّب راسي
نعيش معاك
متحيّرة في يقظتي ونعاسي
نعدّي عمري في شقاوة نقاسي
أنا حشرة ساكنة في حجرة
وإنت كي العصفور
من شجرة لشجرة
إنت الفارس، إنت الرّايس
الحبّ الحنين
بالذّل يكون مذلّة
الحبّ العزيز بالضرّ يكون مضرّة
الحليب يصبح قارس
تشوف الطّبائع بيه حافلة في مارس
القلب يشعل مثل الحطب اليابس
للموت ماشي عاري راجع لابس
في السّجن حابس
يغنّي بدمع الغيم للحريّة
حبّك مالح
كلامك ساعة جميل وساعة جارح
يخلّيك مرّة حزين ومرّة فارح
ديما سارح
تتمنّي روحك طير
لكن بلاش جوانح
كيف يرجع حبّك مثيل الماء
صادق صافي
يرجع حبّي ليك مثل الحليب
الصّافي
نرجع صغيرة معاك
ترجع صغير معايا
نغنّي غنايا تقولها الغنّاية
كم مشينا في طريق مقمر
تصل الفرحة فيه قبلنا
وضحكنا ضحك طفلين معا
وعدونا عكس الرّيح
حتّي سبقنا ظلّنا
تسكن ظلّي ونسكن ظلّك
كي نحسّ بيك هوايا
كي نحسّ روحي معاك مثل مرايا
نغنّوا كي الأطيار للحريّة
ونعيشو حالة عشق أبديّة
أنا منّك وإنت منّي
أنا فيك وإنت فيّ
سكّر وإلاّ ملح
حليب وإلاّ ثلج
تحتاجني ونحتاجك
الحبّ تاجي كيف ما هو تاجك
الحبّ جرحي وجرحك
هو علاجي كيف ما هو علاجك
الحبّ حزني وحزنك
هو فرحي كيف ما هو فرحك
سجني وسجنك
ها الحبّ مثل الغيم
مثل اللّهب يغنّي الحقّ وللحريّة

dimanche 14 février 2010

لماذا جئنا للحياة

أسئلة كثيرة يطرحها الإنسان لماذا خلقت؟
لأيّ غاية جئت؟ هذه الأسئلة تدخل الإنسان في حرب مع الطّبيعة حيث من الوهلة الأولي يشعر أنّه مظلوم وأنّه خلق لأجل العذاب والأمراض والموت، حكم صادر ضدّه من قبل الولادة والمطروح عليه هو أن يحارب هذا العذاب وهذا المرض وهذا الموت وأن يبرّئ نفسه من هذا الحكم
لماذا العذاب ؟ ولماذا المرض؟ ولماذا الموت؟ من حقّ الإنسان أن يسأل لماذا؟
إثر مخاض شديد يولد الإنسان يبكي كأنّه فقد الأمان والرّحمة في رحم أمّه ، فتعطيه أمّه حليبها، بعض من هذا الحليب يستفيد منه الجنين والبعض اللآخر يتحوّل إلى فضلات لها روائح كريهة
هذا يعنى أنّ ما تأكله المرأة يعود لهذا الصّغير خير وشرّ، الأكل جيّد ورديئ ، الأكل لذيذ وكريه
هذا في ما يخصّ صحّة الإنسان الجسديّة، فماذا عن الصحّة النّفسيّة والأمراض الّتي تصيب الإنسان وهو ما يزال في بطن أمّه؟
الأب يزرع هذا الجنين في رحم الأمّ، فكلّ ما تأخذه المرأة من حبّ من هذا الآب يعود لهذا الجنين بالنّفع والمضرّة ، الحبّ خير وشرّ، الحبّ جيّد ورديئ
حين يولد الإبن مريض يعني ذلك أنّ المرأة أكلت أكل رديئ في الوحم وأخذت حبّا رديئ في الرّحم.. المرأة مرآة
لما تأكله وما تعيشة من حبّ مع الزّوج
الإنسان خير وشرّ، الإنسان نافع ومضرّ، الإنسان حلو ومرّ، الإنسان كلمة جميلة وكلمة قبيحة، شكل جميل وشكل قبيح
لذلك لا بدّ من عمليّة ولادة أخري حرّة لهذا الإنسان
لا بدّ من عمليّة تبخّر للكلام كما يتبخّر الماء مثل الغمام من البحر لكي يكون حلو المذاق وصالح للحياة فتصبح بذلك ولادة الإنسان الحقيقي ليست من أمّه وأبيه الّذان أنجباه بالخطيئة وإنّما من هواه وغيمه الخاصّ، الإنسان حين ينضج يفارق أمّه وأباه ليكون مع من يحبّها وتحبّه واحد، بروحه وكلمته الإنسان حرّ
الكلمة هي الرّوح والرّوح هي خزينة الإنسان وسرّ حياته، الكلمة والرّوح هما العجينة الّتي يصنع منهما كلّ إنسان خبزه الخاصّ و حليبه الخاصّ ويبني بهما مستقبله وقصره الخاصّ، هما خصوصيّة الإنسان،
كلّ ما يقوله الإنسان وكلّ ما يفعله تتكوّن لأجله غيمة مؤجّلة يكونها وتكونه
وبهذا يكون الإنسان حرّ وقادر أن يخلق نفسه بنفسه، الإنسان لا يجد في النّهاية إلاّ روح فيها أسرار حياته، الرّوح هي الظّل المرافق هي إنعكاس الضّوء على كلّ إنسان، هي إنعكاس الواقع على الحلم وإنعكاس النّهار على اللّيل،
الرّوح هي الصندوق الأسود الّذي يلبس منه الإنسان ثوب عيد ميلاده الحقيقي
حلم الإنسان هو الحريّة ، وكلّ حريّة لها حليبها الخاصّ وطبعها الخاصّ، إذ لا بدّ من فرز هذه الطّبائع كما يفرز القمح كما تفرز روائح الزّهور، كما يفرز الحليب، في كلّ شيئ طبيعي هناك الجيّد وهناك الرّديئ ،
الّذي يصوّر له عقله وشعوره أنّ المرأة حمارة فهي حمارة وهو حمار، والّذي يصوّر له عقله وشعوره أنّ المرأة دجاجة فهي دجاجة وهو ديك والّذي يصوّر له عقله وشعوره أنّ المرأة إنسانة مثله مثلها فهي إنسانة وهوإنسان، والّذي يصوّر له عقله وشعوره أنّ المرأة حمامة بيضاء بلون الحليب فهو زوج حمام بلون الثّلج
المرأة وكذلك الرّجل "آه ولا" لهما الإثنين الحق ّ في أن يقولا "نعم ولا " واقع دوني وجدت فيه المرأة والعكس هو الصّحيح، المرأة ليست إلاّ مرآة لمعرفة الغثّ من السّمين
الإنسان يأخذ من أمّه الحليب سهلا ثمّ يكفر به بعد ذلك أو ينسي معاني الحليب ويصبح متسلّطا حتّي مع من يختارها بنفسه شريكة له، الرّجل أقوي من المرأة لأنّ له القوّة الجسديّة والعقليّة. كلّ قوّة المرأة يأخذها الإبن، الحبّ هو ضعف المرأة، الحبّ موت المرأة وعذاب المرأة
هذه القوّة الجسديّة والعقليّة للذكر غالبا ما تكون ضدّ الأنثي ، لماذا؟ لأنّها سبب عذابه ومجيئه للحياة.. آه لا بدّ من العودة إلى رحم آخر إذا.. لكي يختار الإنسان حياته الثّانية كما يريد ، لا بدّ من ولادة ثانية يصنعها الإنسان بنفسه بكلّ حريّة وحبّ
الإنسان له الحريّة الكاملة والحبّ كي يتحرّر، لكنّ الحريّة المنشودة للأنثي والذّكر ثمنها جسر ذهبيّ، ثمنها رحم آخر وأنثي أخري ترضع حليب العصافير، هذا الحليب لا تعطيه إلاّ أمّ الإنسان الحقيقيّة، أمّ الأزمنة والحياة ألا وهي روح مقدّسة روح حرّة، معها يتحرّر الإنسان أو لا يتحرّر
الرّجل بدون حريّة مقتول والمرأة بدون حقّ في الحياة مقتولة يحملان بحار من الملح والفجيعة
لذلك لا بدّ لهذا الرجل وهذه المرأة أن يبحثا عن المفاتيح الّتي تكسّر الزّنزانة
لكي يستريح الحبّ تحت شمس الحقّ والحياة والحريّة
هذا الحبّ يعيش في دائرة ضيّقة تنضّمها المؤسّسة حسب مصلحتها، يستولي عليها الظّلم والجهل والإستعباد
هذا الظّلم وهذا الجهل وهذا الإستعباد، أسّسه الذّكور لأجل مصلحتهم وحسب هواهم بالقوّة والسّيطرة والجبروت ممّا جعل
هذا الحبّ يعيش ذروة المأساة لأنّ مصيره مربوط ومقيّد بقانون الملكيّة وقانون المؤسّسات فلا بدّ لهذا الإنسان أن يختار حياته الثّانية ، إذا نحن في هذه الحياة لكي نصنع مصيرنا بأنفسنا بكلّ حريّة
لكي لا يقول الإنسان قد كنت مظلوما، فالحبّ لا يظلم أحدا ومن ظلم فقد ظلم نفسه
الحريّة مسؤوليّة لدي الإنسان
بعد الموت يكون المولد السّعيد والشّريف حين يلتقي الإنسان بالحقيقة
بعد ذلك عليه أن يقبل تلك الحقيقة بالصّمت والإمتثال
فلا داعي بعد ذلك للبكاء أو للضّحك لقد أصبح حرّا بالعقل والشّعور والكلمة
بعدما يكون قد عرف طبعه الحقيقي فيما يخصّ سلوكه مع الآخر وكيفيّة كسب لقمة العيش
وكيفيّة ممارسة الحبّ الجنسي مع الآخر
كلّ حيوان له طبعه الخاصّ في الأكل والجنس وله لسان خاصّ وكلمة خاصّة
تجوع الحرّة ولا تأكل من ثديها، ويجوع الحرّ ولا يزني بشرف كلمته
والزّناء هنا هو الزّناء بالكلمة وما أدراك ما قيمة الكلمة عند الإنسان
المرأة تشعر بالكذب لكنّها تخاف أن تقول، تشعر بالخيانة لكنّها تخاف أن تقول،
تشعر بالقهر والمهانة والإحتقار من طرف الرّجل وتخاف أن تقول
لذلك هذه الحريّة أو هذه الحوريّة ترافقه في حياته لغز يصعب فهمه
كلّ إنسان ولد حرّ وعليه أن يختار حبّ المستقبل وشكل المستقبل وكلمة المستقبل وحليب المستقبل
الثّدي ليس وسيلة لجلب المال والعملة الصّعبة،الثّدي ليس لعبة يكوّر به الأبطال
وإنّما هو شجرة الخير والشّر، شجرة الموت والحياة ، مثله مثل الكلمة
المرأة ناقصة عقل وناقصة دين، المرأة لا تفهم العقل ولا تفهم الدّين
الرّجل يأمر وهي تستجيب خوفا منه، هي ليست إلاّ جسد يعرّيه الرّجل كما يريد
ويغطّيه كما يريد، المرأة ليس لها الحقّ حتّي في اللّباس
الرّجل هو الّذي يحدّد تصرّفاتها كأنّه هو الّذي خلقها
وهندس جسدها وروحها، كأنّه يمتلكها مثلما يملك حمارة أو بقرة أو دجاجة
النّفس لا تملك للنّفس شيئا إلاّ الحبّ، والمرأة أيضا حرّة في أن تصنع حياتها كما تريد
أين البداية؟ أين النّهاية؟
إن كانت البداية بالخطيئة تكون النّهاية بالحقيقة
إن ولد الإنسان مسيّر فلكي يكون بعقله وشعوره وكلمته مخيّر
لذلك نحن نفرح بميلاد الإنسان ونبكي عليه بحرقة حين يموت لأنّ الموت نادرا ما يرجع الإنسان إنسان
لنا في يدينا الإبهام أكبر الإصابع وأعظمها ينبئنا أنّه منفصل عن الأصابع الأربعة والعناصر الأربعة
كأنّه الرّوح، كأنّه البصمة، كأنّه الكلمة، كأنّه هو الّذي يشغّل في الأصابع الأربعة والعناصر الأربعة
ينبئنا أنّ الإنسان إمّا يصعد وإمّا ينزل، إمّا للسّماء وإمّا للأرض، إمّا للهواء وإمّا للتّراب
الحبّ العظيم بالكيف وليس بالسّيف، فكما يتفنّن الإنسان بالعقل في تدمير الحبّ
تتفنّن الطّبيعة في تحويل هذا الإنسان إلى حيوان، عدوّ الإنسان الحقيقي ليس الإنسان وإنّما هي الطّبيعة هو الحبّ
هذا الإنسان يخاف النّار والماء والهواء والتّراب لأنّهم موته وحياته وكلّ تحوّلاته فقد رسمتهم الّطبيعة على الأصابع
لأنّ الأصابع تصنع الموت والحياة تصنع الشّر وتصنع الخيرـ تصنع المضرّة وتصنع الإفادة
الإنسان خلق بالصّبر الكبير وولد بالعذاب الكبير لأجل تعمير الكون وليس لأجل خلق الأسلحة المدمّرة لتدميره
هل يقدر أن يعرف هذا العقل كيف يرجع الإنسان كما كان صغير وجميل مثل الهلال، الأطفال هم عصافير الجنّة
لقد وصل العقل إلى قمّه الكمال العلمي وقمّة الكفر الشّعوري حيث أصبح يفكّر في خلق الإنسان الحبّ والحلم في المخابر
وكان عليه أن يفكّر أوّلا كيف يرجعه صغير مثلما تفعل الشّمس مع القمرـ تذّكره بالصّغر والبراءة، الأطفال لا يعرفون الخوف سبب خوفهم هم الكبار الّذين لهم عقول كبيرة مثل العلماء والمفكّرين والسّياسيين والفلاسفة والمتديّنين
من منّا لا يحبّ الشّمس؟ من منّا لا يحبّ البحر؟ من منّا لا يحبّ الهواء؟ من منّا لا يحبّ التّراب؟ لماذا نحبّهم ونخافهم في نفس الوقت، لأنّنا فقط نجهل معاني الخير والشّر، من هذه العناصر نقدر أن نصنع الخير للإنسان ونقدر أن نصنع له الشّر، الأصابع العشرة تشهد بما فعله الإنسان خيرا أو شرّا مع أخيه الإنسان
أنا أخاف من الشّمس لأنّها هي الملكة الّتي تقول للشّيئ كن فيكون، حين سألتها لماذا خلقت؟
مخضت عقلي كما تمخض المرأة شكوة الحليب لكي تفصل بين الغثّ والسّمين
وأدخلتني مستشفي الأمراض العقليّة مرّتين، مرّة في حالة حزن شديد ومرّة حالة فرح شديد والآن أتعاطي الحبوب
كي أعدّل ميزاجي الذي لا يتحمّل إلاّ التّوازن في حالات جنوني كنت أري ميزان غير متعادل، الطّبيعة تشكو عدم التّوازن بين الخير والشّر، بين الشّمس والقمر، بين الأنثي والذّكر كلّ ذلك بسبب الحرب، وتحويل الدّين الّذي هو حبّ إلى سلطة يقتلون بإسمه الإنسان، الطّبيعة تشكو عدم التّوازن " البرد قاتل والحرارة قاتلة،
في المستشفي نسيت أبنائي وزوجي وأصدقائي، ثمّ حلمت كأنّ حمامة بيضاء نزلت من السّماء
وحين إقتربت منّي تحوّلت جدّتي أمّ أمّي الّتي ماتت وبما أنّني أحبّها كثيرا أعني جدّتي قلت لها ثلاثة مرّات
أحبّك كما أحبّ هذه الدّنيا كلّها، تذكّرت أنّ الشّمس جدّتنا كلّنا، فهي أمّ الأرض وهي حمامة لأنّ أتباعها الأرض والقمر
الجسد والظّل، الأنثي والذّكر، أخاف الشّمس لأنّها الفنّانة الّتي تنبّهنا للحبّ
للشّجرة والعصفور للمساواة والحريّة
وأخافها لأنّها الفنّانة والخيّاطة والطّرّازة القادرة أن تلبسنا ملابس وفساتين أخري قد تعجبنا فنفرح بها
كالهلال يوم العيد وقد لا تعجبنا فنمضي حياتنا الأخري لا نعرف ما معني الحزن وما معني الفرح
تخوننا الكلمة لأنّنا لا نعرف كيف نفرّق بين الأصوات الجميلة والأصوات القبيحة
بين صوت الدّيك وصوت العصفور ' بين طبع الدّيك وطبع العصفور'
تخوننا الأصابع العشرة لأنّنا لا نعرف كيف نفرّق بين الشرّ وبين الخير
الطّبيعة فينا تبكي وتضحك' ضوء وماء' لأجل 'التّراب أوالهواء
أمّا الحكم المسبّق علينا بالإعدام فهو حكم الحبّ
حبّ الرّجل لا يمنح للمرأة ماء الحياة الصّافي ' الحبّ الّذي يحيي الأموات
حبّ المرأة لا يمنح خبز الحياة الصّادق' حليب العصافير
هذا الحبّ يعيش فينا حزن وفرح، بكاء وضحك، شقاء وسعادة
فلا الكلام الكاذب والحبّ الكاذب قادر أن يحيي الأموات
و لا الحليب القارس قادر أن يمنح حريّة السّماء
هذا الحبّ شروطه صعبة، لا يأخذه الذّكر إلاّ من أنثي واحدة لا شريك لها تسكن قلبه
والأنثي من ذكر واحد لا شريك له يسكن قلبها
نهاية الإنسان تكون فرح حين يؤمن الرّجل أنّ الحبّ ماء، بخار من عقله وشعوره في إنتظاره يوم الوفاء
وحين تؤمن المرأة أنّ الحبّ نار والنّار بخار من عقلها وشعورها في إنتظارها يوم الوفاء
فحين يكذب الذّكر على الأنثي بالكلمة وروح الماء يموت ويشقي
وحين تكذب المرأة على الذّكر بالكلمة وروح النّار تموت وتشقي
الذّكر يقدّس النّار في الأنثي والأنثي تقدّس الماء في الذّكر،
لا حياة بدون ماء ولا حياة بدون نار ولا حياة بدون كلمة وروح
هذا الحبّ رائع وحقيقته نجمة وهلال بسمة ودمعة هذا الحبّ يعيش به النّساء والرّجال
هل نحن جبناء أمامه أم نحن أبطال؟
هو الموت فينا هو الحياة هو الزّرع فينا هو الحصاد، هو اللّيل هو النّهار
لا تبحثوا عن الحبّ بعيدا إنّه روح يسكن فينا وهو الّذي يتحرّك في جسدنا
ويوم تخرج منّا روح الحبّ يذوب الجسد أو يشتعل مثل الحطب، لذلك هو العزيز علينا جميعا
ولا أحد يحبّ خروج روح الحبّ منه، لا أحد يحبّ أن يخسر الإنسان
لكنّنا هذا الحبّ عذّبناه عصفور فوق شجرة مصلوبا ما فهمنا الشّجرة وما فهمناه
فقد باع البشر الحبّ والحقّ وإشتروا الحرب والكذب والجراح
إذا جئنا للحياة لأجل أبيضين أو بيضتين معاني الحليب والثّلج، معاني السكّر والملح، القطن والرّيش
حليب الحبّ هو خبز الحياة والحريّة من يشرب منه لا يجوع أبدا
بحر الحبّ هو ماء الحياة اللأبدي من يشرب منه لا يعطش أبدا
من منّا لا يحبّ أن يرجع كالبدر كما كان صغير؟
من منّا لا يتمنّي أن تكون له أجنحة ويطير كما تطير العصافير؟
هذه أنشودة الحبّ والحياة والحبّ وحده هو القادر القدير
من البدر ماء الحبّ والحياة
من الشّمس حليب العصافير
هما الحبّ والعشق في الذّكر والأنثي
من تعده الشّمس بهذا الحبّ لا يحزن أبدا
ومن يعدها البحر بهذا الحبّ لا تحزن أبدا
حياتنا عداء كبير بين الأنثي والذّكر، بين الشّمس والقمر، بين الحياة والموت، بين النّار والماء
ماذا تفعل الأنثي وماذا يفعل الذّكر، ما دور الشّمس في الحياة وما دور القمر
ما دور النّار وما دور الماء؟
لا شيئ يطفئ النّار إلاّ الماء ولا شيء يعطي للماء الحياة والحريّة إلاّ النّار
ما دور المرأة وما دور الرّجل؟
لا شيئ يقهر المرأة ولا شيئ يبكيها "أمّ وزوجة و إبنة و أخت وصديقة" إلاّ الرّجل
لا شيئ يعطي للرّجل الحياة والحليب والحريّة إلاّ المرأة" المرأة عبدة مسخّرة لخدمة الرّجل والأبناء
هل يموت القمر؟ لا بل يرجع إلى الرّحم وأمّه تعرف كيف تعيده صغير
هل تموت الشّمس ؟ لا بل تزور الأبناء في موتهم وحلمهم وحين تطلع تنشد لها العصافير
لماذا تعذّب الذّكر على عود الشّجر؟ لأجل شيئ ثمين وهو حقّ المرأة في الحياة
حين نسأل فلا نسأل الأنثي هل تحبّين الذّكر، بل نسأل هذا الذّكر هل يبادلها نفس الشّعور
وحين يتعذّب ويموت لأجل ماذا؟ لأجل أنثي منحته الحياة والحبّ أم لأجل نفس أوهمته أنّه الربّ
ما لم تتحقّق العدالة لا حريّة للإنسان.. في منطق الحبّ الرّجل والمرأة واحد كما الجسد والظّل

samedi 6 février 2010

صراع الإنسان مع الطّبيعة لأجل البقاء

هذه الطّبيعة للإنسان هي الجرّاحة والطّبيبة، هي أصل الدّاء والدّواء هي الجرّاحة من حيث أنّها تبتلي الإنسان بمرض لغز لا يفهمه يتألّم منه وتصبح العمليّة الجراحيّة أكيدة لكي يشفي، نأخذ على سبيل المثال مرض السّلطان هذا المرض يقتل النّاس بالآلاف والإنسان لم يقدر أن يفهمه أو يسيطر عليه، طبيعة هذا المرض أنّه غدّار وهذا الغدر سمّ قاتل في طبيعة الإنسان منذ الأزل " لأنّ الإنسان في طبعه غدّار هذا المرض له ميزات الغدر
هذا السّلطان القاتل والمؤلم حين يقوم في الإنسان يكون موجع ومضرّ لأنّه يقوم على غرائز الشرّ المختبئه في النّفس والاّوعي وله طبعا أسبابه الأخري
وعلى خلاف السّلطان هناك العديد من الأمراض الأخري المؤلمة مدفونه في نفس الإنسان وهو لا يعرفها
كلّ الأمراض وكلّ الآلام هي إبتلاء لهذا الإنسان كي يتحرّر منها على مستوي شخصه أوّلا
ولكي يشفي منها الإنسان عليه أن يأخذ جرعة دواء من أحلامه فهناك من يصوّر لهم الحلم هذا الغدر في صورة حيوان مخيف فيه صفاة الغدر وعدم الأمان، تلك الصّور على الإنسان أن يدرس طبعها ويقارن طبعها بطبعه
فهي تعتبر كتلقيح ووقاية وعلاج من آلام كبيرة قادمة وموت وسجن قادم
الرّوح ترشد الإنسان كي يتحرّر من صفات الشّر السّاكنة في النّفس
لذلك التّربية لا تبدأ بب بقرة ود دجاجة بل تبدأ بم مرض وم موت أي م حيوان وم إنسان
والإنتصار للإنسان يأتي عن طريق الإنتصار على الطّبع الحيواني الموروث في شخصيّة هذا الإنسان
مثلما الغدر موجع والكذب موجع والخيانة موجعة والقهر موجع والميز الجنسي والعنصري موجع
والتّلاعب بمشاعر الآخر موجع وإحتقار الآخر موجع والسّطو على حقوق الآخر موجع والأنانيّة موجعة
والحقد موجع والبغض موجع والترفّع على الآخر موجع..
كلّ ذلك يجعل الإنسان لا يتحرّر إلاّ إذا تحرّر من هذه الأمراض المتوحّشة في نفسه
أمراض وخطايا يتألّم منها الإنسان عبر الأزمان منذ قتل الأخ لأخيه والثمن مرض وموت وسجن
الإنسان في صراع مع طباعه الّتي تكشفها له بكلّ وضوح هذه الطّبيعة الوفيّة الصّادقة في الحلم عن طريق الرّأى
و في الواقع عن طريق الأمراض الخطيرة والفيروسات المعدية
فلا يكون الإنسان إنسان إلاّ إذا عرف كيف يغسل نفسه وثوبه
حين نحارب هذه الكوارث، حين نفهم أمراضنا تصبح الأحلام جميلة وواضحة ولذيذة
ويشعر الإنسان أنّه خفيف وحرّ مثل عصفور
فغسل الإنسان لنفسه وأهوائه وطباعه يجعله إنسان صادق ونظيف
هذا الغسل يكون بماء الحياة أي ماء الحبّ الصّادق
هذه الطّبيعة تحلم بإنسان نظيف ولا ترشّح القذارة لذلك حين يولد الإنسان نغسله وحين يموت نغسله
هذه الأوساخ هي ما رسخ فينا من شرور وأمراض وحقد وعداوة وبغض وظلم من الأزمان القديمة
خوف الإنسان هو من الأمراض الوراثيّة السّاكنة في لا وعيه
فإن ورث من الماضي الظّلم تجده يخاف من الظّلمة، وإن ورث أعمال الشّر تجده يخاف من الموت
نور الحبّ ينظر للعقل والقلب ولا ينظر للجسد لأنّ الجسد مجرّد وعاء من طين وماء سيتكسّر في يوم ما
و لا يبقي من الإنسان سوي كلمة تأرّخه وتذكره سلبا أو إيجابا
كلّ صباح يغسل الإنسان وجهه خوفا على هذا الوجه أن يلبس القبح والحيوانيّة جرّاء الأوساخ
كلّ يوم يغيّر الإنسان ثيابه بكلّ حريّة كي يكون أكثر جمال من اليوم الماضي
كلّ يوم يقلّم أظافره كي لا تجرح هذه الأظافر الطّويلة النّاس وتخيف الآخرين
كلّ يوم يمشّط شعره كي لا يكون بذاك الشعر مثل غول مخيف أو مثل إنسان بدائيّ
كلّ يوم يغسل الإنسان فمه وأسنانه لأجل ضحكة جميلة وكلمة جميلة وصادقة
وخوفا من أن يتغيّر لسانه ويأخذ صوت آخر وكلمة أخري لا تشرّفه
كلّ يوم يتعطّر الإنسان بالرّوائح العطرة لأجل روح أعمالها عطرة وأقوالها صادقة
كلّ الأشياء والحركات الّتي يقوم بها الإنسان كلّ يوم
هي لأجل أن يكون روحا وفكرا وشعورا أجمل وأرقي من الأمس
أرقي من الحيوانات الّتي لا حول لها ولا قوّة كي ترتقي إلى ما هو أجمل
الحيوان هو الّذي لا يقدر أن يغيّر طبعه ولا يقدر أن يتخلّص من أمراضه
هذا العالم مليئ بالوحشيّة والأمراض الخطيرة المستعصية، والحروب لأجل لا شيئ
هل يقدر الإنسان أن ينتصر للحياة وذلك بالقضاء على تلك الأمراض المؤلمة والموجعة والقاتلة
ليس المهمّ أن ننجب الإنسان بل المهمّ أن نعلّمه كيف يكون إنسان متعلّم ومعافي من الأمراض
لأجل البقاء في الأرض أوالسّماء
الحياة لها هدف سامي وراقي تبثّه في روح الإنسان عن طريق الحقّ والحبّ والحريّة
كي يرث الأرض والسّماء فهل يكون الجزاء هو الكفر بهذا الحقّ وهذا الحبّ وهذه الحريّة؟
شجرة مليئة بالأمراض لا تقدر أن تصمد أمام العواصف
وعصفور وحيد يجد نفسه مضطرّ أن ينزل في صورة إنسان ليموت ويتعذّب لأجل الشّجرة أي لأجل العدالة
وبدون أن تتحرّر الشّجرة من الأمراض... الإنسان في الألم والأوجاع
هذه هي معركة الأديان حرب بين أخوان لا تزال حيّه تحمل كلّ هذه الأمراض، والحقيقة أنّه لا فرق بين إنسان وإنسان وبين أخ وأخ كلّ واحد منهما له رسالة سامية لأجل الإنسانيّة " المساواة والحريّة
أين السّلام أين الحريّة؟ سؤال ليس له جواب
بالحرب نحقّق السّلام والمساواة؟ بالحرب نحقّق الحريّة؟ سؤال ليس له جواب
الحبّ هو ماء الحياة وضوء الحياة ونشيده الحريّة والمساواة

vendredi 5 février 2010

اللّه هو الحبّ

شمس وقمر اللّه هو الحبّ
أنثي وذكر اللّه هو الحبّ
تراب وماء اللّه هو الحبّ
نار وهواء اللّه هو الحبّ
جسد وظلّ اللّه هو الحبّ
واقع وحلم اللّه هو الحبّ
نهار وليل اللّه هو الحبّ
حياة وموت اللّه هو الحبّ
لذّة وألم اللّه هو الحبّ
فرح وحزن اللّه هو الحبّ
ضحك وبكاء اللّه هو الحبّ
حبّ في المثنّي
يغوص فينا ويوقد
ويذكّرنا
بحبّ فقير يبلّله المطر
ينتظر طائران
يشربان من خمرته
يغيّران ثوبهما
ويكمّلان الرّحلة إلي آخر القافية
حبّ يحتاج إلى أنشودتين
ينوّر اللّوز العاشق
خطاهما لبقيّة العابرين
ويتساقط منهما
عطر العنبر والياسمين
طوبي لنا قهوتنا السّوداء
لا تزال على حالها
مواعيدنا تحت الظّلام
والحرب بيننا لم تخرج
من البيت الحجري
فوق رؤوسنا
غيمه تبكي لأجلنا
تطيل التأمّل في إثنان
علّهما يشعران
أنّهما واحد
الكلام الّذي يقولانه تسمعه جيّدا
من بوّابه البيت المفتوح للّيالي
وتقول لهما دائما
ألم تعطي أجنحة العصفور
للإنسان حبّا قويّا تجعله ينفض
غبار الأرض؟
ألم تعطي أوراق الشّجر للبشر
حبّا قويّا يجعلهم
يعملون لأجل المساواة وفرحة الحياة؟
الشّجرة تشعلكم لأنّكم لا تفهموها
العصفور يحرق أعصابكم
لأنّكم لم نفهموا ما معناه

mercredi 3 février 2010

إمرأة خياليّة

إمرأة فوق رأسها
غيمة رماديّة
ترشدني إلي أسماء عاطفيّة
يلزمها إختراق الحدود والجاذبيّة
إمرأة عمياء من البكاء
تحمل بين ذراعها ذكران أخذوا حياتها
وقلبها مليئ بما ليس يعنيهما
العلم الأحمر والأبيض
والعلم الأزرق والأبيض
لهما هدف واحد
لكنّهما مختلفان في كلّ شيئ
قالت تعبت من وهج الجراح منهما
ركبني منهما الملل
الحرب بينهما الآن
لم تعد تصنع الأمل
إذا ما العمل
قالت هذا البحر دمعي وغضبي
وهذا الهواء هوائي
وما كان لي أمس ما كان لي
من كفر بالحبّ وآمن بالحرب
كأنّه لم يكن
قلت دلوان لا يقدران على إطفاء
هذه الحرب المشتعلة
لا تتطّلّعي إلى مريضين
هما شاهدان على العصر
إنتظريهما
هما في المنفي
وليلهما طويل
إمرأة خياليّة
تزرع الأزهار وتجني الإنهيار
تزرع الأطيار وتجني الإنكسار
تزرع الأفراح وتجني الآلام والجراح
إمرأة خياليّة
تسكن في خيالنا
حمامة السّلام والحقّ والحريّة