dimanche 31 octobre 2010

سي السيّد

يعيش سي السيّد في كوخه وفي رأيه تموت المرأة لأجله
هي المرأة ليست إلاّ زجاجة لوضع الماء
أو عصير البرتقال أو اللّيمون
لا يناقش معها أيّ شيئ بعمق حكمه هو الإنتصار عليها
ينام سي السيّد مستيقظا، يدخل ويخرج متي يشاء
لا أحد يستطيع منعه
كلّ أفراد الأسرة تحت قدميه
أي حركة يمتلأ وجهه غضبا ويبدأ في الإنتفاظ
داخل المنزل يتمثّل نفسه أسد احسن الثّياب له وأ كبر اللّحوم له
وما فضل عليه هو للقطّة وأبنائها
إنّ القطّة الّتي يعيش معها يجب أن تحجب في الأسود
تحت جدار سميك
كي لا يقول لها القطط إنّك جميلة
إنّه يخاف عليها من السّقوط في الحبّ الخائب
ليس لها عقل وليس لها شعور
أي أحد يقدر أن يلعب بمشاعرها وعقلها
إنّه يعتقد أنّه هو الرّجل المثالي بالنّسبة لها
هي العبد المقيّد وهو يجدف حتّي يتقوّس ظهره
ويتشكّل له ظلّ جديد تحت الشّمس،
الكلمة تقول له خذ حكمك اليوم عليها
وأفعل بها ما تشاء، وأقفل عليها الأبواب بالسّلاسل الثّقيلة
قد يغرس لك ذلك بذور النّعنع والياسمين والورد
في الفردوس الجميل
في قلبها منك سواد وكلّ دمعة هي سليلة قطيعة
عاطفيّة بينك وبينها
تفرّد بنفسك تري مصيرك،
هل أنت مرتبط بها حين تموت
إذا ما علاقتك بها؟ بلا عقل ولا شعور
إشتريتها من سوق الحمير، أو الخرفان، أو الدّجاج
كيف لك حياة في الدّنيا والآخرة بدونها
لماذا تغتصبها؟ لأجل أطفال مشوّهين
يعملون لأجلك ويموتون لأجلك
هل تأمّلت عيناها الّتي لا توحي لك بأيّ إحساس
هل تأمّت وجهها الّذي فقد الحماس
كلّ الصّبحيات الرّائعة أو التّعيسة تنتظرك هناك
لتعيد معك الذّكريات، زمن طويل أمضيته معها
لتستيقظ على النّسيم العليل أو العواصف
على الشّدو أو على الشّهيق
حسنا سأكون معك ضدّها
هي ساحرة تلبس الرّيش الأبيض
تأتيك في المساء وتذهب مع الشّروق
وتترك لك رؤية أو حلمة
تلعن فيها الفراعنة الّذين لا يعرفون قيمة الزّجاج
ولا يحترمون الماء الّذي يشربونه من ذاك الزّجاج
تلعن من يشربون الماء العكر والحبّ العكر
حياتك معها تبدأ بالحلم وتنتهي باليأس
تبدأ نعم وتنتهي بلا،
لأنّك إمتلكت شيئا لا يمتلك هي الحريّة
فإمّا العيش معها بالحبّ أو يالعذاب
كيف تحلم بالطّيران معها وحياتك كلّها أمضيتها
تقصّ في الجوانح، وتعرقل في العقل والشّعور
إنّما اللّه يخشي من عباده العلماء والأقوياء والأشدّاء
بيديك كسّرتها فكيف لا تكسّر يديك
عذّبتها فكيف لا تعذّبك، دفنتها فكيف لا تدفنك
خلقت النّساء إمتحان للرّجال
والرّجال إمتحان للنّساء
ربّما غفوت في كهف حيث أخذت تقلّد في الأوّلين
وما فعلوه بالنّساء
هل نزلت آية تقول:
الإنسان ليس عقل وشعور وإنّما هو ببّغاء
يأخذ الأشياء هكذا دون مناقشة وبكلّ غباء
مادّة أوّليّة لا يمكن تشكيلها وفهم معانيها
لم تتعلّم من الأديان ألاّ الطّاعة العمياء
العقل يأمرك أن تقول هذا نعم وهذا لا
في كلّ الأشياء،
بشرط أن تعرف لماذا نعم ولماذا لا
لا يقول دائما نعم إلاّ الحيوان
ما تقدّمه له يأكله بدون تفكير
لن تجد نصّ ديني يتكلّم على الظّلم في مسألة الحقوق
لن تجد نصّ ديني يتكلّم عن الكذب والخيانة في مسألة الحبّ
لن تجد نصّ ديني يتكلّم عن السّجن في مسألة الحريّة
الوهم يعلّمك كيف تطير بأجنحة تتفجّر في الهواء
والقنبلة تعلّمك كيف تصنع بكلتا يديك الدّموع
أردت أن تقلّد الرّسل في مسألة العزوف عن الزّواج
أو في مسألة تعدّد الزّوجات
فالأوّل أراد أن يعلّمك ما معني الحريّة
والثّاني أراد أن يعلّمك ما معني العبوديّة
وأنت تختار أن تكون سلطان مثل ديك
أو ملاك مثل زوج حمام
فأيّ دجاجة من دجاجاتك هي الحوريّة أو الحريّة
تلك الّتي تغذّي عقلك يا شهريار
أوتغذّي لك روحك ومشاعرك يا شحرور
لعلّها تلك الّتي في القبر تحت جدار سميك
أو تلك الّتي تطلّ عليك من خلف خرقة سوداء
أو تلك الّتي تبيع لك اللّحم في مجزرة الحبّ الأعمي
لعلّها تلك التّي تصطادها بالبندقيّة لتريّشها وتشويها
أو تلك التّي تصطادها من البحر لتقليها
أو الّتي تمسكها في البرّ لتطبخها وتأكلها
هذه الأنثي لحمها لا يأكل
لا مشوي ولا مقلي ولا مطبوخ
كما لك حقّ الحياة هي أيضا لها
كما لك حقّ الحبّ هي أيضا لها
كما لك الحريّة هي أيضا لها
لقد أخذت كلّ شيئ فماذا أبقيت لها
الهواء والموت طيّب هي الهواء والموت
هي الكلمة وأنت روحها في شكل صوت

jeudi 28 octobre 2010

الصّابون لا تقبله الأرض أو السّماء إلاّ نظيف

إبتسمت بإضطراب ودمعت عيناها وقالت
أخوك لم يتعلّم كيف يبتسم
لم يتعلّم كيف يغسل ثوبه بنفسه
أخوك شبه خائف
أبوه لم يعلّمه إلاّ القسوة والحرب
والإتّكال على الغير في قضاء شؤونه
قلت لها سيندم
قالت: إنّه لا يعلم
ثمّ جلست قرب السّرير والألم
يتجسّد في كلّ إبتساماتها المغتصبة
قالت الهواء ينبغي له أن يبقي نقيّا
وعدتها أن أتكلّم عن الهواء الغالي
لأنّ اللاّعبين مع الهواء
يعتقدون أنّه مجرّد ريح يأتيهم من بعيد يؤلم
بشدّة الحرارة أو بشدّة البرد
ربيعة لا تزال تعمل في سوق البغايا تسهر في الحانات
تسكن في بيوت الدّعارة،
كواعب حذائها عالي يبرز مؤخّرتها بالإغراء الجنسي
عسل الجمال الجنسي ينتظر من يشتريه ويتلذّذ بمذاقه
وأخوك سكران لا بدّ أنّها سلبته عقله وشعوره وشرفه وماله
وقد لا تقبله الأرض ولا السّماء
أعطتني صابونة معطّرة وقالت الصّابون لا يخرج إلاّ نظيف
الأرض تحبّ الإنسان والسّماء تحبّ الملاك
ما عدا ذلك لا يوجد إلاّ الحيوانات الصّالحة للإستهلاك
فلا الحبّ يباع ويشتري ، ولا الحريّة تباع وتشتري
سألتها لماذا نكتب بالأبيض على الأسود
هذا كلب، هذا قطّ، هذا ذئب، هذا خروف
لكي يتجاوز الإنسان كلّ ذلك بعدما يقرأ طبيعة أفعالهم
ثور من يشتري بقرة لا تفكّر ولا تشعر
وبقرة من تبيع جسد بلا قناعة وبلا إحساس
كلّهم يمارسون لعبة القفز على المربّعات الأربعة
كلّهم يمارسون لعبة القفز على الكلمة والرّوح
حتّي أصبح الكلام يخرج من أفواههم أسود
كلّه كذب ونفاق وخيانة
سألتها لماذا مات الإنسان؟
قالت لكي يبكي أوّلا ثمّ يضحك
البكاء يطهّر وينظّف أوساخ العقول والمشاعر
أحسست بوحشة وأنا أري النّساء ملفوفة في الأسود
أو معروضة كالسّلع لمن يشتري
ما فائدة جسد بلا مشاعر وبلا تفكير
أصيلة من تموت ولا تأكل من ثديها
وحرّة من ترفض بيع الحبّ للقهر والذّل والمهانة
وعاقبة مرّة لمن يتسلّي بجسد ميّت بلا إحساس
ينام ويستيقظ فيجد نفسه
قد تحوّل حيوان صالح للإستهلاك
وفقد العقل والشّعور والكلمة واليدين
ربيعة الحرّة تفضّل كوخ من القشّ والتّراب يجاورها الشّجر
لأنّها تكره العهر مثلما يكره المرء دمّ أسنانه
حين يهمّ بأكل الحيوانات المذبوحة والحبّ المذبوح
ربيعة تعمل بعرق جبينها ولا تعشق إلاّ الّذي يرضي عليه
قلبها وعقلها، قد تكون وسخة في مظهرها
قد تكون سليطة اللّسان لمن يحاول إغرائها بالمال
فذلك لأنّها تكره مناظر الدّعارة الجميلة والمغرية
وتكره محترفاته ومحترفيه
يبكي الرّجال في هذا الزّمن
لا وجود للمرأة النّور المرأة العقل والشّعور
لكنّهم بالمقابل يتركونها في القبور
ويستعذبون الحبّ مع أحطّ النّساء في البيوت الخفيّة
ويتظاهرون بالشّرف،
إنّه إنحلال الرّوح في الحبّ الخائب والجنس المنحطّ
فهم في الأصل يحبّون مزاج العاهرات
لكنّهم لا يقدرون على العيش معهنّ
بحكم ضمائرهم الحيّة الرّافضة للعهر
فإن كانت المرأة عاهرة
فهناك من كان السّبب في عهرها
فبقدر ما يدفع الرّجل بقدر ما يزيد عهرها
وجود الشّاري بوجود البائع
هذا هو موتنا وغربتنا القهريّة والقدريّة
إنّها مشيئة الشّهواة الحيوانيّة
مشيئة تأتينا من الأزمنة الغابرة والرّديئة والمتوحّشة
متي عاش الإنسان في الزّمن الجميل؟
ولمن هذه الغيوم السّوداء وهذه العواصف وهذه الرّعود؟
الّتي تأتينا من بعيد؟
إنّها للرّاحلين بأوساخ كلامهم وعقولهم وشعورهم
حتّي نخاع العظام لأجل الشّهواة في الجنس والأكل والتّسلّط
كفي من الهراء وتعلّم كيف تحلم
منذ ولدت وأنت مع البحر والشّمس
مع البكاء والضّحك
تعلّم كيف تصارع شهواة نفسك
كي تخرج من نفق الظّلام بسلام
ولدت وحدك وسوف تموت وحدك
تعلّم كيف تخرج من الظّلام إلى النّور من الحزن إلى الفرح
ومن البحر إلى الهواء ، ومن السّجن إلى الحريّة
كسّر في عقلك وقلبك الأخطاء لقد لوّثك ليل الهراء
زمن طويل لم تري فيه الشّروق
أكتب ثمّ مزّق ذكرياتك لينتصر فيك الإنسان وليس الحيوان
الحبّ تطلبه من اللّه إن كنت تستحقّه
والحريّة تطلبها من اللّه إن كنت تستحقّها
فاللّه ظلّك الّذي يمشي معك، والرفيق الّذي يرافق خطواتك
والظّلّ أصله من ضوء وماء وهواء وتراب
أمّا الجنس والأكل والتسلّط فأسأل عنهم طبائع الحيوانات
فالحبّ هو الكمال العقلي والشّعوري الجنس فيه لأجل الأبناء
والقبلة المقدّسة الّتي هي عشق لأجل السّماء
ملاحظة :
أنا أكتب وأعرف أنّ الكثير لا يستهويهم كلامي
فيحاولون فسخ هذه المدوّنة
أقول لهم خذوا كلام الّذي يبكيكم ولا تأخذوا كلام الّذي يضحككم
لأنّ بعد البكاء فرج وبعد الغيم شروق
وبعد الشّتاء ربيع وبعد الرّبيع حصاد مثمر
هذا إن كنتم تحبّون في نفوسكم شيئ ثمين إسمه الإنسان

vendredi 22 octobre 2010

بإسم اللّه الرّحمان الرّحيم

الرّحمان الرّحيم ملك يوم الدّين هو الموت العظيم
هو الحقّ العظيم هو الحبّ العظيم هو الحريّة العظيمة
إيّاك نعبد وإيّاك نستعين أهدنا الصّراط المستقيم صراط اللّذين أنعمت
عليهم غير المغضوب عليهم ولا الظّالين آمين
يا جدّ الحسنين يا محمّد بإسمك نعاهد الحقّ، نعاهد الأرض
لأنّنا نكره الموت ونعشق الحياة
نعم الإنسان يفني فتفني معه الحياة
الإنسان يمشي فتمشي معه الأرض نحو نجمة الحقيقة ورائحة الحكمة
الحكمة هي الزّبد وعطر الياسمين، رائحة تفيض
من قهوتها الصّباحيّة غضب الحليب والبنّ، النّهار واللّيل
نجوم في وجوم وحكم من قبل الولادة صادر ضدّ الإنسان ومحكوم
الكأس إمتلأ والبحر إمتلأ فلا بدّ من برنامج دواء لهذا الصّدأ
إنّنا نقول كلاما يقتل فينا الحياة ويحييها
لننشد قصيد حماة الحمي" الإنسان لا يهان ولا يقهر
لا حياة بدون عزّة وكرامة وحريّة، لا حياة بدون سلام وأمن
لا حريّة بدون حلم
أعزّائي من يرفض قول الحقّ، من يسكت على الظّلم
يذلّه الحقّ جدّا جدّا
أعزّائي من يقول أنّ الحبّ هو الحرب
يذلّه الحبّ جدّا جدّا
أعزّائي من يقول أنّ الحريّة هي السّجن والقهر والموت
تذلّه الحريّة جدّا جدّا
الحقّ عادل كالميزان
الحبّ جمع الشّمل كالشّجرة
الحريّة في أناقة الطّير والفراش في الهواء
لكنّ الطّغاط لا يتقنون إلاّ لغة السّلاح والمال
فلا لظلالهم ولا لرائحتهم الطّيّبة جدّا جدّا
جميعهم يتلذّذون لأنين الفقراء
ويضحكون على نحيب النّساء
الأرض زهرة الفلاّحين والأشقياء
زهرة المتعبين والضّعفاء
بشيخها وطفلها ونسائها ورجالها
وطيرها ونملها
لننشد كلّنا نشيد الموت على الرّجال
ونقول لسنا في مستوي كلمة الإنجيل والقرآن
هؤلاء الرّجال كانوا يعشقون الحريّة مثل عشقهم للشّمس
ويعشقون الموت مثل عشقهم للأ رض
لنرحل لنموت لكن لنا أشواق لا تنطفئ
ضربكم يا سادة كان موجعا وهو مخزون في الدّاكرة
هل لمصيرنا خيبتان
خيبة الزّمن الّذي هو ليس بالزّمن الّذي أحببناه
وخيبة الشّمعة الّتي أوقدتموها في قلوبنا
كي تذوب القلوب وتحترق
لا تزال الشّموع رغم الدّموع تشقّ طريقها الطّويل
نحو الإنتصار والتحرّر من الظّلال
وأنت أيّها الحاكم كما أنت منذ غابر العصور
لا زلت تصرّ على ثقب في رأسك مثل طبقة الأزون
تسمّيه الذّاكرة
لا وجه للخيبة سوي خيبة العقل
والعقل يعني ثقب في طبقة الأزون المتباهية
بأحمر الخدود والشّفاه
وبريق عيون محمّلة بالمرارة والتّعب
أجمل الأناشيد ما تغنّيه الإيقاعات الثّائرة
حين أسمعها أنظر في عين الشّمس وأضحك
وأقول لها إنّي أخشي النّار والماء والهواء والتّراب
فكلّ ذلك على ملك الزّعماء، فهل أنت يا شمس بيع وشراء
تقول لي قضيّة القدس هي بئر البيع والشّراء
حسنا عقولهم ومشاعرهم وكلمتهم وأياديهم
يقتلون بهم أبناء الشّمس العذراء
وكلّ عشّاق القدس أنبياء
يعصرون قلوبهم حتّي وإن كانوا وراء الحدود
فوراء ظهري الإنسان المشتري بالحبّ
أقول لها أخشى أن أري زعيم من الزّعماء
فأنا فقيرة مثل الحقّ فقيرة مثل الحبّ فقيرة مثل الحريّة فقيرة
فقيرة مثل التّراب والماء ، فقيرة مثل الضّوء والهواء
لا أقدر على الكلام مع الزّعماء
أخاف وأرتعش منهم كعصفور خائف،
تقول لي لا يخاف من يعرف معاني الضّوء والماء
بهما كلّ إنسان يقدر أن يري
فأنا أعرف جيّدا من أكلوا من لحم الضحيّة ( القدس)
لحم الخروف لا يقدر عليه الفقراء
لحم الخروف لا يقدروا على أكله إلاّ الأغنياء
فهو يسبّب إرتفاع ظغط الدّم و إرتفاع ظغط السكّر والملح
في الشّرايين والبطون العصماء
إنّ النّاس لا تحترم البخلاء
إنّ النّاس لا تحترم من يصنع بشجرة الزّيتون هراواة
سيضحكون على بائع البصل والقنابل المسيّلة للدّموع
ولاعب الورق وبائع بطاقات الإنخراط
مهمّتهم بيع الحوت على أرض لا تنبت الحوت
أرض قانونها حوت يأكل حوت وقليل الجهد يموت
يعلّقون على يمينهم الميزان
ويتكلّمون على التّنظيم العائلي وحقوق الإنسان
أسود فوق كراسي العرش والأسرّة بلا عقول ولا شعور
والأرانب الجاهلة تلد لهم في الإنسان بغير حساب في الأرياف والبراري،
لعلّ الأرانب تلد لأجل الأسود لكي تأكل
الأرنب قادرة أن تسقط الأسد في بئر لا يعرف كيف يخرج منه
هي الغولة أم أنت الغول أيّها المسؤول
أبناؤها في الجوع والجهل لأنّها جاهلة
وعليك أنت أيّها المتعلّم، أن تعلّمهم وتغذّيهم
أبناؤها في المرض لأنّها عاجزة وعليك أنت أن تداويهم
أبناؤها في الظّلام وعليك أن تضوّيهم
أبناؤها في العطش وعليك أن ترويهم
توفّر لهم الخبز والكرامة الإنسانيّة،
ستسأل يوما
عن مسؤولياتك تجاه أبنائك إن كنت حقّا تعتبر نفسك
آب مسؤول على الشّعب
ستحمل عبئ قلبك وحدك إن ظلمت أحدهم
الدّولة هي المسؤولة الأولي أمام الخالق على الشّعب
والشّعب في الأرياف والمدن، وليس فقط في المدن
والمسؤوليّة ليست كرسي العرش
إنّما هي دراية عميقة بهموم النّاس، المسؤوليّة يعني
حقّ الإنسان في الحياة الكريمة
سقط العلم الوطني
في سوق الحبّ الذّابل بأوراقه الصّفراء
ومات الكرم من قلوبنا ومات الجود من عقولنا
وسخر الجهل من العلم
وسخرت الأرانب من الأسود
وسخرت التّلاميذ من المعلّمين،
وسخر المرضي من الأطبّاء
وسخرت الشّعوب من الرّؤساء
لا تنكّسوا اللأعلام إلاّ حين يموت علم من الأعلام
فالهمم الوطنيّة لا تنام اللّيل لأجل راحة الأبناء
لكنّ تاجر الهمم يبيت يقسّم النّاس إلى فرق
وشعب وأمم يحسب من معه ويطرح من عليه
ولأجل نفسه ومصلحته يضرب من معه ومن عليه
كلّ إنسان على هذه الأرض يكره قيم العبوديّة
المتلحّفة برداء الرّأسماليّة الجشعة المتوحّشة
تجاه أناس جهلة فقراء لا يعرفون إلاّ الخبز وحقّ الخبز
محرومون حتّي من العمل المقدّس والكلام المقدّس
كلّ شعب فوق رأسه صورة الرّئيس ولكن أعلى من الصّورة
بكثير هناك ضوء الحبّ والحقّ والحريّة
وجه ليس كالوجوه ويعمل في دقّة القلوب والذّاكرة بكلّ بلاغة
وفصاحة نسمعه جميعا حين يدقّ
ويقول إنّني الزّمن الّذي لا يرحم الإنسان
كلّ إنسان مسؤول بعقله وشعوره، يتحمّل مسؤوليّة قوله وفعله
الحياة إمنحان شفاهي وتطبيقي
فهل لدقّات القلوب بلاغ بسيط
إسرع خطاك ريثما يعود التّعليم والصحّة للإنسان مجانا،
أيّها المسؤول والضّوء والماء ، فالزّعماء
لم يتعوّدوا إلاّ على تفتيش وتلصيق
التّهم للفقراء والمساكين
إفتح دفترك الخاصّ وفتّش عن تهمة لنفسك
وإنظر لطفل يبكي في الجوع والجهل والعراء
وقل بدون تعليم وصحّة ماذا أنا؟
بدون ماء وضوء كيف أري الأشياء؟
بدون كلمة مرسومة على شفاهي وأصابعي من أنا؟
قل قال اللّه تعالي:
حبّوا لغيركم ما تحبّونه لأنفسكم
وقال أيضا : أعملوا لدنياكم كأنّكم تعيشوا أبدا
وأعملوا لآخرتكم كأنّكم تموتوا غدا
وقال أيضا الجنّة تحت أقدام الأمّهات
الأمّ أيّها الزّعيم هي المرأة المرضعة للحليب
هي الأرض المانحة للإنسان
كلّ أنواع النّبات والغلال واللّحوم
هي العذراء مانحة الكلمة للإنسان بكلّ ذكاء
تبارك اللّه الّذي ينظر بعين الرّحمة للأمّهات
تبارك اللّه المنتبه جدّا لما يجري على الأرض
جرّاء الحروب والعصابات
تبارك اللّه الّذي يحلم بالجنّة على الأرض والسّماء
من خلال الأبناء
وصوّرهما لنا في صورة شجرة وعصفور
وأمتعنا بلحن المساواة والحريّة بالرّيشة والعود
لو رملة هتفت بمبدعها لكان الخالق لشدوها الرّيش والعود
المساواة والحريّة مصوّرة بأبهي منظر في الشجرة والعصفور
وبأبهي الكلمات والألحان على الرّيشة والعود
لكنّ الخالق ليس الإنسان الجسد وإنّما هو الكلمة والرّوح
الإنسان روحه تتغيّر كالماء
لكنّ الخالق روحه لا تتغيّر كالضّوء
الإنسان يموت واللّه لا يموت
الأرض بدون الإنسان قطعة موحشة ومخيفة ومظلمة
لذلك خلق اللّه هذا الإنسان على صورته ليعمّرها لا ليدمّرها
خلق له العقل والشّعور والكلمة واليدان
لكي يعمل لأجل حريّته وجنّته في الأرض والسّماء
لكي يصنع مصيره في الوجود بكلّ حريّة
فمنّا من يحبّ صناعة الحمام
ومنّا من يحبّ صناعة الحمير
ومن ظلم فلم يظلم إلاّ نفسه
التّعليم عام ثمّ كلّ واحد يختصّ في الإتّجاه الّذي يحبّه
ويوم الإمتحان يكرم الإنسان أو يهان
وذلك حسب القول والفعل
إنّنا للّه وإنّنا إليه كلّنا راجعون
ولدنا في العراء ونعود في العراء
لا نحمل معنا شيئا إلاّ ما في قلوبنا
إنّ الرّحمة تكمن في أنّ اللّه مع شروق الشّمس
يمحي أخطاء من يطلبون منه المغفرة ويعملون بصدق
كلّ فجر يعني للإنسان فرصة لمحو سواد الماضي
الحبّ رحمان رحيم للمؤمنين به

mercredi 20 octobre 2010

إقرإ بإسم ربّك

بسيف الحرف ينطق اللّفظ
ومن خلف اللّفظ دعوة للقراءة
إقرأ بإسم ربّك اللّذي خلق خلق الإنسان من علق
التّفسير الدّيني والعلمي هو أنّ علقة تحوّلت في الرّحم نطفة
ثمّ ثمّ إلى أن أصبحت إنسان
لكن ما غاب عن الأذهان هو أساس العلاقة
بين الأنثي والذّكر الّتي جاء منها الإنسان
تلك العلاقة لا نوليها بالإهتمام
هي علاقة لا تنبت الورد على الأحجار الموحشة
الجنس فيها هديّة لكلّ العشّاق تسمّي المولود
كلّما عاد لنا المولود من الأنفاق نسمّيه ثمّ
نهمس له أنّنا سنموت لأجله من الأشواق
فكيف نودّعه بنواح الفراق ؟ وكيف حين ينزل يبدأ بالصّياح
من قتله أهو الزّمن؟ المرض؟ الجوع، الفقر، الحرب، الجهل
أم قتله الّذي خلقه بالحبّ
من غمس وجهه في التّراب وعلّق روحه في السّحاب
خلقه وموته أشياء لا تفسّر
إنّه تحقيق في الذّات الإنسانيّة
حيث الإنسان لا يعرف لماذا خلق ولماذا يموت
الإنسان مجرّد علقة مات لأجل علقة
وشيّعناه لقبره داعين له بالرّحمة
أيّ رحمة هذه وما علاقة الرّحمة بالرّحم؟
وهل الرّحم هو قبر بمترين من التّراب
بعدما كان شبرين من العذاب في رحم أمّه
المهمّ أنّ المشيّعين لا يزالون
في الحياة بالمعني الحرّ للكلمة
ربّما المولود سيذهب للجنّة وربّما لا
المؤامرات والتصوّرات على الحبّ كثيرة
وأنت تدخل لتري بعينيك الإثنين هذه العلاقة
تلبسك علامات الشّرود والضّياع
وتفزعك روائح الكذب والخيانة
وتقذفك القصور الشّاهقة مقابل بيوت القشّ
والولادات الكثيرة في بيوت الفقراء
فوسيلة التّسلية الوحيدة لهذا الفقير المسكين
هي هذه الشكوة الّتي إسمها المرأة
الأطفال في كوخها يفوقون العشرة أطفال
يعيشون كلّ أسباب المقت والجهل والعراء
الموت رحمة لهم والحياة جحيم عليهم وعلى أبويهم
كلّ ذلك يخفي تاريخ مرّ
مرّ على الإنسان ولم يتحرّر
لا أحد يعشق الآخر لوجه اللّه لوجه الحبّ محكّما في ذلك
القعل والشّعور أى المعرفة الصّحيحة والمحبّة الّتي تحقّق الكمال
حبّ الذّات ونكران الآخر، غضب دفين في النّفوس
يؤكّد على إبتسامة ساخرة من طرف الزّمن والقدر
أزواج مرّوا عبر التّاريخ إلي قبور متهالكة
لم يشفع لهم كدّهم وجهدهم في الحياة
فحبّة قمح فارغة يعني سنبلة فارغة
وبيضة عتيقة يعني بيضة حارمة مآلها الموت
لقد خلقنا الإنسان من علق
يعني العلاقة بين الذّكر والأنثي هي مجرّد علقة
توضع في مصنع غريب إسمه الرّحم في معظم الأحيان
بدون عقل وبدون شعور
إلى أن يصبح إنسان ثمّ هذا المصنع يأكل
ويصنع الحليب..... أيّ حليب سيرضع المولود؟
لعلّه سيرضع من الجهل حليب العصافير
ومن الخطيئة يشرب ماء السّعادة
ومن الظّلم يأكل خبز الحياة
فمن ولد من علاقة أساسها البيع والشّراء والكذب والخيانة
فهو ميّت ليس له إلاّ حياة قصيرة تسعفه لكي يولد حرّا من أحلامه
سيحان اللّه الرّحمان الرّحيم
الإنسان له عقل وشعور وله عينان لا ينظر بهما حتّي لجسده
المرأة لها ثديان والرّجل بويضتان يعني الخلفة يجب أن تكون إثنان
مثل الحمام
لا حقّ للمرأة أن تقرّر كم ستنجب
لأنّها ناقصة عقل ودين، المسألة مسألة سلطة وقوّة وجبروت
حتّي الأديان لم تسعف المرأة وإعتبروها شيطان رجيم هي السّبب
في إخراج آدم من الجنّة، لا هي السّبب ولا هو وإنّما السّبب
هو الجهل وغرض كلّ واحد منها من هذا المولود
فواحد يريد الإبن لأجل السّماء وواحد يريد الإبن لأجل الأرض
على أيّ أساس هذه العلاقة قد بنيت ؟ على الصّراع
حتّي تطوّرت وأصبحت تبني المصلحة
على البيع والشّراء، على الطّمع، على الخوف
ليست مبنيّة على الحبّ والحبّ يعني العقل والشّعور
والعقل والشّعور يعني الصّدق والوفاء
إقرأ بإسم ربّك
أ أسد
ب بقر
ح حمار
كيف هي إلاهي كانت تلك العلاقات
وكيف كان طبعهم
كلّ طبع أخذ طبعه
الخبيثون للخبيثات والطيّبون للطيّبات
علاقات أساسها الجنس بدون عقل وشعور
الحبّ فيها مجرّد بظاعة تباع وتشتري
الحبّ خوف، الحبّ طمع، الحبّ سلطة الحبّ حرب
الحريّة عصفور من حديد يقتل في الإنسان ليل نهار
لا يقدر على أرنب ولاّدة للإنسان بغير حساب
تحت عين الشّمس والقمر
إلى أين ؟
إلى الرّعد، إلى العواصف ، إلى السّحاب إلى الضّباب
الحبّ زوج حمام الحبّ قناعة عقليّة وشعوريّة
خذوا بطاقة تعريفي ، خذوا جواز سفري
إسجنوني إن شئتم ، أقتلوني
لقد أصبحت لا أري أمامي إلاّ أشكال الإذلال
والإهانة والإستهزاء والسّخرية بالإنسان العظيم
وجهي شاحب ولا أملك إلاّ شظيّة عقل مجنون في عصر مجنون
الحقّ فيه جنون والحبّ جنون والحريّة جنون
أبحث عن إجابات حول مفهوم العلاقة الّتي جئت منها
وهل بإمكاني أن أقرّر مصيري كما أريد في هذه الحياة
وهل لإمكاني أن أحقّق ذاتي كإنسان لكي أقدر أمام اللّه أن أقول
أنا إنسان وأثبت له كيف أنا إنسانة ولست حيوانة
لقد مات الأنبياء ولا أحد قادر على معرفة سرّ وفاتهم
ومات العلماء ولا أحد قادر على معرفة سرّ وفاتهم
ومات الشّعراء والفنّانين والفلاسفة
ولا أحد قادر على معرفة سرّ وفاتهم
الحبّ زوج حمام يحلّق في السّماء يتداول على رعاية الأبناء باللّيل والنّهار
نجوم السّماء بعدد البشر والإنسان لا يتحرّر إلاّ من أحلامه
حين يخبره الحلم أنّه قادر على الطّيران بالرّوح وليس بالجسد
الموت هو حبّا للحقّ والحبّ والحريّه وفي كلّ ذلك شرف الحياة
أمّا الحرب فهي تعني حرب تحقيق الذّات
أي ضرب ما هو فاسد في نفوسنا وغسله بالدّموع لكي يصفي
السّواد المتراكم على النّفس والقلب
فلا يوجد في هذا الكون ما هو أجمل من الإنسان العقل والشّعور
والكلمة واليدان بهم الإنسان يتحرّر أو يسجن
وهل هناك أجمل من حريّة ليس فيها بطاقات تعريف ولا جوازات سفر
الإنسان فيها لا يملك شيئا ولا يملكه شيئا
فحين لا يظلم الإنسان فكيف يظلم
ما فهمته هو أنّ الولادة الحقيقيّة للإنسان الحقيقي ليست من الجنس
وإنّما هي من العقل والشّعور والأحلام
فكيف يحلم بالإنسان من ليس له في الحبّ عقل ولا شعور
دخلت الحرب وإكتشفت في النّهاية أنّه لنا أمّ سماويّة قادرة أن ترجعنا
كما كنّا كالهلال صغار، لأنّها أمّ الأزمان جميعا
كما أنّها قادرة أن تحبل من الكلمة
فما يفعله الإنسان في النّهار يراه في المنام
وما يفعلة في الحياة يراه في الموت
فحاصر ظلالك أيّها الإنسان لا مفرّ
حاصر أخطائك لا مفرّ
حاصر تجاوزاتك لا مفرّ
فأنت الآن حرّ وحرّ وحرّ
ولدت حرّا وتعيش حرّا وتموت حرّا
المهمّ إلاّ تخسر في ذاتك الإنسان الكلمة والرّوح

lundi 18 octobre 2010

الحبّ

اللّه يحبّك هناك فرق بين الحبّ والحرب
الحبّ كلمة لا تنصّ عليها التّشريعات والقوانين
هو عاطفة شخصيّة مثله مثل الإيمان باللّه
كلّ إنسان كيف يصنّفه
يقول الشّاعر
عشقتها شمطاء شاب وليدها
وللنّاس فيما يعشقون مذاهب
فأن تحبّ حطام إسمه الوطن نكتة
فالحبّ في طوق الحمامة أوّله هزل وآخره جدّ
فذاك الحطام يرتسم في قلبك ويصبح نارا تتقّد
فينقلب حبّك للوطن من هزل إلي جدّ
القهرة الأولي هي أن تودّع أمّك وتقول لها وداعا يا أمّي
يا من جمالك في قبحك ، يا من علمك في جهلك
أراك تفتحين عيونك في الظّلام
وينتفخ كلامك كعجين الخبز بدون معني
ويصبح طعمة قارس كاللّبن الفاسد
ما عدت نافعة للحياة فالزّبد أخذناه منك
ربّما ينفعنا أكثر ممّا ينفعك
فتبكي وتدعي بالتّوفيق،
إذهبوا لعلّكم ستجدون حضن أحسن وأحنّ من حضني
فأنا لا يطيب لي ضوء النّهار من بعدكم
الأمّ لاتقدر أن تقول شيئا، حياة الأبناء برأس الأمّ
ذبيحة لأجلهم في العتمة والحبّ خارج حضنها حرب
أبنائها في الهجرة أشجانهم ملتهبة بالعويل
فهم يواحهون الظّلم والقهر وهي في مكانها تتوجّع
تبصم بأصابعها ، الدّمقراطيّة يفرّرها الزّوج
يحيا الفحل وإن مات يحيا إبنه
يعني الإنتخاب هو إنتخاب الفحل للفحل
والأمّ تحترق لتنير ما حولها بفضل زوج يرسل عن طريقها
طيور الأبابيل لكي يحرق بهم أعدائه ( الأبناء لأجل الحرب)
أبحث عن تفسير لعشق الأمّ للأبناء فأعجز
لكنّ أعماقي تدرك أنّه الخوف من الرّجل
فقد أرادها مصنع للأبناء في العتمة
لم يحدث أن تتخّذ الأمّ لنفسها رأيا أو حزبا فاعل
في الأسرة أو في المجتمع بحكم جهلها وضعفها
الرّجل أرادها ذبيعة في العتمة تسهر على راحته
هنا لا تقدر السّلطة أن تتهمها بأيّ تهمة
فليس لها دراية بالسّياسة ولا تقدر أن تقول
هي مسلمة أو يهوديّة أو مسيحيّة
وبحكم إنتمائها للوجع فهي تقف لتسألهم
أهي القضيّة قضيّتهم وحدهم لأجل الحقّ والحياة والحريّة
هذه الحروب هي برهان واضح على أنّ الأزواج والأبناء
لم يتركوا لها غير الموت، أي التّضحية في سبيل مطالبهم
ولم يهبّوا لنصرتها كي تنتصر ضمائرهم
في سبيل قضيّتها العادلة والمشروعة في الحياة
من الأخلاق العالية أن يقف الإبن مع الحبّ مع أمّه
حيث لا يملك في الحياة أصدق من حبّها
فأيّ كان حنان الآب فلا يكون مثل الأمّ
لأنّه لا يولد ولا يرضع ولا يسهر اللّيالي لأجلهم
فكيف تناديها يا إبنها وأمّك مغتصبة أمام عيونك
وإن كانت أمّك جاهلة وتبصم وقبيحة المنظر
هل إهتديت بما تقوله لك حروف إسمها
الأمّ جمرة الوطن، هي وجع الحاضر وزهر المستقبل
فلا ولادة بلا وجع
حين يشعر الإنسان أنّه مدان لأمّه وأمّه هي الوطن
والوطن هو الحضن الدّافي
لكنّ أحشاؤه لوحة رعب صارخة كالرّيح لا يملك إلاّ أن يبكي
أسفا على حنان أمّه
معارض ؟ أيه نعم معارض
رفع راية العزّة حين سمّي نفسه يهودي أو مسيحي أو مسلم
أو ماركسي أو خوانجي أو أو أو ................
كفروا حين آمنوا بالحرب وكفروا بالحبّ
ماذا فعل الرّجال بإسم الدّين والإتّجاهات في الأمّهات
الأمّ شمس قلبها خافق، سيل على الدّوام يتدفّق
محفورة في الأذهان منذ الأزل
أنا ذبيحة في العتمة سابحة في الدّموع
مواويل صارخة تعيد أساطير الأوّلين
وأمّهات في سكون السّكون لا تري منهنّ إلاّ كائنات مسجونة
في قطعة أرض إسمها الوطن
مسجونة نحت أكاليل البطش والإستغلال الذّكوري
ليس لهم حقّ الكلام
ألا يذكّركم ذلك بالأمّ ووضعها تحت سيطرة الآب
هل لأمّهاتكم الحقّ في الكلام مع الأب
ما تفعلونه معها يولّي عليكم
مسلمون كنتم أم يهود أم مسيحيين
هيّا كفّوا عن أمّهاتكم بطش القدر
هل للأمّهات حقوق كاملة تضاهي تعبها لأجلكم
إنّها أهل لعشق ساكن بذاكرتكم
لقد أعطت لكم كلّ شيئ ولم تترك لنفسها إلاّ الموت لأجلكم
ماذا ستقول لأمّك حين تسألك عن الوطن
وماذا فعلت لأجلها ولأجل الوطن
وحقّها في الحياة الكريمة ما دامت قد أنجبتك لأجل هذا الوطن
ماذا ستقول لها إن قالت لك أنا الّتي حملتك أنا الّتي صبرت
أنا الّتي توجّعت أنا الّتي أرضعت ولم أتكلّم
فما دمت يا إبني لا تناصرني وتناصر أباك
إذا ما عليك إلاّ أن تتحمّل ردّ القضاء
فما دمت يا إبنها قد تجاهلت حقّها فهي الحقّ
وما دمت قد تجاهلت حبّها فهي الحبّ
وما دمت قذ تجاهلت حريّتها فهي الحريّة
هي الّتي أعطتك الكلمة بكلّ ذكاء وأوّل ما علّمتك البكاء
فالجنّة لا تكون إلاّ تحت أقدام الأمّهات
فمهما تكبّرت سيرجعك الحنين إلى حضنها الدّافئ
فهي الأمّ وهي الوطن وهي الأرض
فهي نار الحبّ الّتي إحترقت بها لأجلك
وهي الدّموع الّتي بكتها لأجلك بدون مقابل
تصوّر أمّ بكت لأجلك ملئ هذا البحر
وأنت تأتي وتقتل أو تقهر أو تجوّع أو تشرّد أو تسجن إنسان
لا تعرف كيف خلق أو كيف ولد ورضع الحليب
ماذا ستقول لها أمّ الأزمان ؟؟؟
تلك الّتي تعمل لأجلك من الصّباح حتّي المساء
تلك التّي دموعها أصبحت بحر
الّذي منه تأكل النّبات بمختلف أنواعة
والثّمار بمختلف أنواعها
واللّحوم بمختلف أنواعها
ماذا ستقول لها ؟ أنّك صفر وأنا الواحد القهّار
أنّك لا شيئ وأنا كلّ شيئ
أنّك ظلم وأنا الضّياء
أنّك الجهل وأنا العلم
أنّك الحرب وأنا الحبّ
ليس لي إلاّ أن أتركك تبحث بعقلك الكبير عن إجابة
يا صانع الطّائرات والسّواريخ على حساب الفقراء
ليس لنا نحن الفقراء إلاّ أن نتركك تحكم كما تريد
لأنّ ذلك لا يزيدك إلاّ ثقل في الذّتوب
فالضّحك يأتي بعد البكاء والرّبيع بعد الشّتاء
والفرح بعد الحزن والشّمس لا تشرق إلاّ بعد شدّة الظّلام
ليست لنا قصور أو أموال في البنوك سنبكي لأجلها
ثمّ الّذي يذهب ليقابل الخالق يذهب إليه في العراء كما ولد
لكي يلبسه خالقه فستان العيد
الشّمس ليست الأمّ الّتي تطبطب عليك حين تبكي
أو تأ خذك في أحظانها لكي تنام في أمان‘،
إنّما هي من خلال الميزان الّذي يسكن في عيونك
تقول لك كن فتكون ذكرا كنت أم أنثي أيّها الإنسان
لأنّ الكلمة ليس لها جنس مذكّر أو مؤنّث
فكما أعطت للذكر أعظت للأنثي
العقل والشّعور والكلمة واليدان
وهل كلّ ذلك يعني المال والسّلاح والسّلطة والظّلم والقهر
العذراء والمسيح واحد
الشّجرة والعصفور واحد
المساواة والحريّة واحد
والشّمس والقمر واحد
والأنثي والذّكر واحد
والضّوء والماء واحد
كلّ ذلك لأجل الحياة والحبّ
لأجل الجنّة في السّماء والأرض
وليس لأجل الحرب وسفك الدّماء
كبش العيد كان لأجل الإنسان فداء
فلا يوجد عند اللّه ما هو أعزّ من الإنسان
ولا يوجد أجمل من كلمة الإنسان حين تعمل لأجل الحبّ
وأصابع الإنسان حين تعمل لأجل الخير والسّعادة والأمان
اللّه مع الجميع ونوره منعكس علينا من الأربعة جهات
وهو يجيب في الأحلام دعوة الدّاعي إذا دعاه
ودعوة السّائل إذا سأله

vendredi 15 octobre 2010

رسالة من خروف

سأتحدّث عن نفسي قبل الحديث عن الرّجال
ودعوتي جهادا لأجل الحقّ والحبّ والحريّة طال به العمر
وكثرت لأجله الدّموع وإشتدّ غضب الأرض والسّماء
دعوتي ضدّ كلّ حاكم مستبدّ جائر آمن بالمال وكفر بالإنسان
آمن بالأغنياء وتجاهل الفقراء
اليوم أقول أنّي لا أهاب السّجن ولا النّفي ولا الموت
كلّ ذلك جرّبته في الحياة لأجل الإنسان
لديّ حريّة تنزيل اللأسماء وأعشق من خلقني بالحقّ والحبّ حتّي العياء
هامتي عالية وأنفي شامخ لا ينحني إلاّ أمام طفل يبكي متشرّد ومتألّم
إسمه ضارب في القدم، أحبّه وأحبّ الشّعب
عصفور إنحدر حين ظنّ أنّه صاعد،
عصفور إنكسرت جوانحه حين ظنّ أنّه حرّ
لا حريّة له بدون مساواة ولا نشيد له بدون شجرة
تسمّرت يداه على عود الشّجر لأجل الحقّ بين البشر
إنحدر يبعبع كالخروف، يصرخ كالدّيك لا يفهم معاني حبّ الحمام
سبحان الّذي خلق الذّئاب والخرفان والدّيوك والدّجاج

لنا هذا الخروف وهذا الدّيك في متحف الفقراء
أليس من واجبنا أن نفهم رسالة الخروف والدّيك وعلاقتهما بالسّلطة؟
يطيب لنا لحم الخروف الّذي يبعبع لأجل فرح وهمي وعيد وهمي
يطيب لنا لحم الدّيك الّذي يصيح لأجل حريّة وهميّة
نذبحهما في الولائم والإعياد واللأعراس
سبحان اللّه العظيم
لماذا فدي الخروف إبن إبراهيم؟
لماذا مات المسيح على الميزان؟
أمام هذه الإعتبارات فإنّي أسأل هل ممكن أن يفدي الخروف ذئب
وهل إبن إبراهيم إنسان أم ذئب؟
هل ممكن أن يموت المسيح ليفدي السّلطة والمتسلّطين
بحكم معرفته الدّقيقة لهم
وبحكم أنّ المسيح هو الخروف
هل ممكن أن يموت لأجل الظّالمين
ربّما أكثر النّاس لا يعرفون ما معني الخروف
وما معني العيد وما معني إقامة الأفراح
ربّما أكثر النّاس لا يفهمون الدّيك
لماذا يصيح حين يري ضوء الصّباح
لأنّ السّماء هي الحبّ الواحد الّذي لا شريك له
والأرض هي تعدّد الزّوجات كلاهما حريّة
هل هناك في هذه الأرض من يرضي بحبّ واحد دون أن ينتحر
لذلك لا بدّ من التّجارب في الحياة لا بدّ من حريّة الإختيار
لا بدّ أن يجد الإنسان الحبّ الحقيقي الّذي يغذّي عقله وشعوره
هل لنا هذه الحريّة فنحن نقيّم الآخر من الأسفل إلى الأعلى
لذلك جلّ العلاقات فاشلة والإنسان لا يزال يولد مصلوبا على رأسه
لكي يحكّم عقله وشعوره في مسألة الحبّ
ولا يفكّر مع الآخر فقط بنصفه الأسفل
حبّ ظالم وحكم ظالم
هذا الحاكم الظّالم هو قدرنا البائس في هذه الدّنيا
لأنّه يحكم بالقوّة والسّلاح والمال ولا يترك مجال للحريّات
يظنّ أنّه يمتلك الأجساد والأرواح ويفعل بهم ما يشاء
في عهده إحترقت القدس الشّريفة والإنسان الشّريف

ما أروع الحبّ حين يصبح حاكما
والدّفئ يجلّله بعناقيد العزّة والكرامة والكمال

لأنّه يحكم بالأفعال والأقوال ونشيده الكمال والجمال بين الأرواح
فسبحان الّذي يسري بالإرواح وإلتقائها رغم بعد المسافات
الإنسان يلتقي بالرّوح في منامه حتّي بأحبابه الأموات
أنتم الواقفون هناك تصلّون بإسم المسيح والرّسول
رسالتكم هي أن تتحدّوا غربان الظّلام
تنسجون بشيئ من الوجع والألم
فرحة الرّسول بالعدل فالصّلاة تعني المساواة
تعني أنّه لا فرق بين إنسان وإنسان
وعند اللّه البشر كأوراق الشّجر
وفرحته بالجنّة فالآذان يدعوا للفلاح والفلاح يعني الأعمال
الصّالحة مع الآخر وليس النّفاق والكذب
وفرحة المسيح بالحريّة في السّماء فلا يغنّي عصفور
إلاّ فوق شجرة
لكلّ هؤلاء أقول ما أروعكم إنّ اللّه يحبّكم
يا دامعين العيون، يا راسمين أبهي لوحات الصّمود والتّحدّي
الحرب اليوم لم تعد تنفع، الحرب هي ضدّ الجهل والظّلم والإستبداد
الحرب سلاحها اليوم القلم الأزرق وألحان الرّيش والعود
الكلمة الفاعلة واللّحن الموزون وغايتها تنوير العقول

والقلوب، المسيح على مذبحه المقدّس مات لأجلكم
مات ناكرا للسّلطة والمتسلّطين والرّسول مات ناكرا لأهل القرش
هما روح اللّه وكلمة اللّه
قد يسامح اللّه الإنسان في حقّه لكن لا يمكن أن يسامحه في حقّ أخيه الإنسان
" ويل للمصلّين اللّذين هم عن صلاتهم ساهون اللّذين يراعون ويمنعون الماعون
صدق اللّه العظيم" هؤلاء اللّذين يرون الفقر والجوع والمرض والتّشرّد والخصاصة والجهل
ويمنعون المساعدات عن إخوانهم
فهؤلاء المتسلّطين قد لا يكفيهم العمر في تسديد ديونهم نحو غيرهم
فاللّه حقّ ولا مجال للكذب أمامه لأنّه الرّوح والكلمة الّذي لا يموت
فلحم الرّوح والكلمة لا يأكل لا مشوي ولا مقلي ولا مطبوخ
كذلك لحم الإنسان الحقيقي فهو لا يموت ابدا لأنّه موعود بالجنّة
في الأرض والسّماء والجنّة هي الشّجرة والعصفور هي المساواة والحريّة

jeudi 14 octobre 2010

كيف خلق اللّه الإنسان على صورته

في البدء كانت الرّوح والكلمة وقبل ذلك لم يكن شيئا، بهما خلق كلّ شيء
وكان الإنسان جسدا كامل التّكوين تحمله الرّوح والكلمة،
هذه الرّوح وهذه الكلمة هي قلائد حول الأعناق

أشياء متفرّعة من روح وكلمة اللّه الكامل
عن طريق الجسد طرد الإنسان من الفردوس
فمتطلّبات الجسد نجاسة

خذوا الزّمن وهاجروا
خذوا الكلمة وهاجروا
من الزّمان تتشكّلون كما تريدون
من الكلمة تولدون كما تريدون
لا ألتقي بكم إلاّ عند مفترق الكلام
أنا الرّوح وأنتم الجسد
أنا الصّمت وأنتم الكلام
لكم جسد كونوا من أنتم
لقد خلقتكم على صورتي في أحسن تكوين
عدد شعر رأسكم معدودة والعينان هما ضوئان
لكما العقل والشّعور ولكم الشّفاه العليا
على صورة طائر يحطّ على الأرض
وفي اليدان العناصر الأربعة والفصول الأربعة
وإصبع الإبهام يقول لكم إمّا فوق وإمّا تحت
ثمّ القدمان يقولان خطوة للأمام وخطوة للوراء
أي عليك أن تراجع ما فعلته بالأمس كأنّك تستعدّ ليوم إمتحان
وإستمع لصدي كلمة صباح الخير كلّ يوم
ولكلمة مساء الخير كلّ مساء
لك الحلم كي تتحرّر والحريّة لا تعطي مجانا
من خلف أصابعك وكلمتك ينتهي الزّمن القديم
لا مقابر حول خيمتي، يكفي أن تعود وفي قلبك رسالة
مسجّلة بصوتك، تحكي عن حياتك وتلهث عن درب
أنت الّذي إخترته عن حبّ
تذكّر يا إبني أنّي إستشهدت على صليب الحقّ لأجلك
ونركت لك وصيّة تقول إنّي روح وكلمة
من عينك أعرف أنت ظالم أم مظلوم
المظلوم له مكان والظّالم له مكان
المقتول له مكان والقاتل له مكان
ومن خلق السّمع والأبصار سميع عليم
إلى أين يا أبي ؟
لا تخف إلى أهلك في البعيد
وإكتفي يا إبني بأغتية سوف نرجع
عندما يفرغ البحر حمولته الزّائدة من الدّموع
وتطرز الشّمس فستانها ريشة ريشة كي لا تتكسّر القاعدة
البشر أسماء واللأسماء معاطف
وكلّ إسم يرسم معطفه من يديه وكلمته وروحه
كلّ إسم له سرّه حين تقع عليه الشّمس
أصواتكم لا تقدروا أن تخزنوها
فكيف يا إبني تدّعي ملكوت التّراب
فالكلمة مضيئة كالشّمس غير مرئيّة كالهواء
صادقة كالتّراب متجدّدة كالماء
الكلمة هي حصادك، تجعلك تغضب كالخريف
وتبكي كالشّتاء، وتفرح كالرّبيع هي كنزك الّذي لا يقدّر بثمن
هي عزّك وذلّك، هي موتك وحياتك، هي زرعك وحصادك
هي حريّتك وسجنك
الكلمة مرسومة بكلّ فنّ على شفاهك ويديك
فكيف تبيعها بالرّخيص وماذا لو ربحت كلّ أموال الدّنيا
وخسرت كلمة الإنسان العظيم
الإنسان العظيم الّذي يستحقّ معطف الحريّة
هو الذّي يموت في سبيل الآخر وليس يقتل في سبيل نفسه
بذلك يكون الحبّ
هو السيّد وليس الحرب
وتكون الحياة عوض الموت
والسّعادة عوض الشّقاء
والحريّة عوض السّجن
والإبتسامة عوض البكاء
والحريّة عوض السّجن
الأرض مقسّمة أجزاء ولا أحد تأمّل الشّجرة والعصفور
وفهم ما معني العذراء والإبن

jeudi 7 octobre 2010

النّفس لا تملك للنّفس شيئا إلاّ الحبّ

لا أحد يمتلك الآخر إنّما الّذي هو قادر أن يحيي ويميت هو الملك القدّوس
هو العادل وهو الحرّ،
كلّ إنسان له عمر محدّد وكلّ تلميذ له يوم إمتحان يكرم فيه أو يهان

إنّ المهزلة التّاريخيّة هي أنّ الحكّام والأمراء
كانوا ولا يزالون يدافعون عن حكمهم وإماراتهم وليس عن شعوبهم

الشّعب مسخّر كي يدافع عن حكم الحاكم وإمارة الأمير
حاكم يحذر الشّعب إيّاكم وسبّ الجلالة
وهنا يقصد نفسه ولا يقصد الخالق والمبدع للإنسان

يقول لهم مثلما يقول اللّه تعالي إنّي أعلم ما تسرّون وما تعلنون
لذلك أعدّ لكم ما إستطعت من قوّة ومن سلاح
كي لا أترك لكم المجال للتّنفّس أمامي، فأنا ربّكم الأعلى

شجرة الزّيتون الّتي تنطق بالحبّ والصّفاء والعدل والحريّة
يستعملها الحاكم لصنع الهراوات، يزرع بها الخوف والرّعب،
أمّا الفقراء والمساكين فهم يستعملونها أعمدة

لبناء منازل بالقشّ والطّوب مثلما تفعل العصافير
أكواخ منتصبة في مغاور البداوة حيث الحياة لديهم
ناطقة بعلامات الشّرود والضّياع والحزن

تلك الخيام الصّفراء تذكّر مشاهديها بأنياب الغدر والقهر
وتكشف عن أناس لم يشفع لهم الحكّام بكدّهم وعذابهم

الصّقيع القارس والفقر المرّ سكن عندهم ولم يتزعزع
يعيشون تحت التّهديد والخوف
حيث ليست لهم وسائل للتّغلّب عن الظّلم المرّ

مصيرهم المرض أو التّهجير أو الموت أو السّجن
ضاعت في القلوب معاني الشّعور،
معاني الأمومة ونجح الحكّام واللأمراء بفضل المال والسّلاح في نيل الأوسمة الذّهبيّة

لهم قدرة في أن يختزلوا سنوات دراسة القانون
ويقطفوا الثّمار كي يجلسوا على العرش مدي الحياة

مجاهدين يمنحهم السّلاح والمال السّلطة والزّعامة
بدون جهد وبدون تضحيات
وبدون إستحقاقات
لكم الحقّ معشر الزّعماء أن تسخروا بأنّات شعوبكم الضّعيفة
المشكل في الشّعب أنّه يخاف عصا الزّيتون
ويخاف أن تمنعوا عليه نور الشّمس وماء المطر

وتمنعوا عليه الهواء والكلام

تشرق الشّمس معشر الزّعماء
من الصّباح حتّي المساء من الولادة حتّى الفناء

ولا جديد يذكر في أحلام المساكين والفقراء،
لحدّ الآن لم نري إنسان عصفور يزيّن السّماء

لأنّ الحكّام يحافظون على الحطب ( كرسي العرش)
ويقتلون الإوراق تلك اللأوراق الّتي تنشذ الحبّ والعدل والحريّة
وتنشد الثّمر
هل نظرت أيّها الحاكم للشّجرة كيف تغدّي كلّ الأوراق بدون إستثناء
هل نظرت للسّاعة الّتي لا ترحم؟
هل نظرت لسيف الزّمن القادر أن يغيّر الجلود ويغيّر العقول بعقول أخري

سوف لن ينام معك أحد إلاّ شمسك وظلّك
وقتها سوف لن تقدر أن تنتدب عساكر يدافعون عنك

فأنت المتّهم وأنت المحامي عن عرش ثمين إسمه الإنسان الحبّ والعدل والحريّة
ففي أيّ مشغل مسلّح خلقت يا غريب ورضعت منه الحليب
وهل الأمّهات والأطفال لعب تتسلّي بهم تقتلهم وتقهرهم لأجل نفسك
ليس لهم حقوق ولا حبّ ولا حرّيات
فتبّت يدان يا زعيم لا تعرف كيف تصنع العدالة الإجتماعيّة والأمن الإجتماعي
وتبّت عينان لا تعرف كيف تنطر للمساكين والفقراء
وتبّت كلمات لا يعلم مدي صدقها مع النّاس إلاّ الخالق
فهل أخذ منك ربّك مقابل على هذا الضّياء والماء والهواء والتّراب
وهل خلقك طمعا في المال والسّلطة أم طمعا في حبّك الكبير له ولعباده
المقابل الوحيد الّذي يمكن أن يأخذه منك هو أن يجعلك تختار أن تكون أيّ شيئ آخر
إلاّ إنسان أو عصفور
لأنّ العصافير هم هؤلاء اللّذين يسكنون بيوت القشّ والطّوب

لهم ربّ رحيم يعرف كيف يجازيهم على صبرهم وتحمّلهم للمصاعب
يعملون تحت لهيب الشّمس وبرد الشّتاء لأجل الزّعماء مقابل فتاة خبز
هؤلاء أكلهم قليل وصبرهم كبير ولا يملكون إلاّ الهواء
هل سمعت يا زعيم بنبيّ نزل برسالة من السّماء تعبد القرش أي المال
وتمجّد من يقهرون به النّساء واللأطفال
هل راجعت الكتب السّماويّة، هل راجعت كلام القادر
وهل أنت قادر أن تخلق ذبابة حتّي تقتل إنسان
ما يحدث في القدس هو جريمة مسجّلة ضدّ كلّ الحكّام
ضذّ من يبيعون النّفط وضدّ من يصنعون السّلاح

ملاحظة
من حاول أن يمحو ما أكتبه فاليتذكّر أنّي أعمل في سبيل من يحرّك أصابعه
وهو العليم القدير والمبصر والسّميع

samedi 2 octobre 2010

ضوء القلب

قلب نبضه حيّ على الدّوام
فذاك القلب نقوم له طربا
وجه الخير منه لاح
يسقينا كلّ صباح قصيد الحبّ فوّاح
بأكواب وأقداح
قلب يفيض منه ينبوع من الأنوار
ترقرق مائه ساح
له نشكوا مآسينا
وهو يصغي لشكوانا ويجدينا
قطيع نحن والجزّار يحمينا
في السّجن يضعنا
نحمل نعوشنا فوق أيادينا
نشكره ونعرب له عن تعازينا
قلب نبضه حيّ
يقول لكلّ مظلوم لا تخف
إبتسم
الحريّة تستقبل أبطالها ناسية حصارها
تركض بخفّة النّسيم
القائد يا مجاهد هو هذا الضّوء الشّاهد
هو العادل الجبّار
زغاريد العصافير تجفّف صدي صوت
القنابل والرّصاص
أدركوا تخمة عدوّ جاحد
يا سجين لا تهتمّ
أؤلائك اللّذين ينهبون عرق غيرهم
فهم يطاردون الجسد
مثلما تطارد الذّئاب الخرفان
إرفع أيّها الخروف غصن الزّيتون
فعطر الكلمة والرّوح لا يهان
يهاجمون الحقّ
لكنّ الكلمة لها شموخ الجبال
يا سيّد الحيوانات والكلمات والبسمات
أقتل الأمّهات والأطفال
وخذ المال ، فالعالم السّفلي هشّا
هو بوّابة الضّعف والهزيمة
تذوب فيه كلّ الأجساد
الأموال حلال لك
لكن لا تتحدّث عن الحريّة والنّصر
الحريّة تحتاج للتّضحية
الحريّة لا ترسم إلاّ بعظمة الضّياء
الكاسر للظّلمات
الأموال خذها
أنفقها لأجل الزّناء لأجل السّلاح
الحريّة ترسم عن طريق ضوء الحبّ
عشق وسعادة وأفراح
لا تقدر بالمال أن تتّهم من يثورون
لأجل حقّهم في الحياة بالخونة
لا تقدر بالسّلطة
أن تنعتهم ضمن قائمة أعداء الوطن
هم لا يملكون إلاّ أقلامهم وألسنتهم سلاحا
لذلك لا تقل عنهم إرهابيين
الكلمة خلقت لنصرتهم
ونصرة ضمائرهم
يدافعون بها عن حقّهم الشّرعي
في العمل المقدّس
من أجل حياة مقدّسة