vendredi 12 décembre 2008

الصّلاة إخلاص ومحبّة وليست حرب

أنا لا أتدخّل في شؤون أيّ أحد ولكن أري أنّه من حقّي أن أقول كلمة أكون مسؤولة عليها في يوما ما.
وهنا لست ألقي في دروس وإنّما أقول رأي بصدق، ليعلم الجميع أنّ كلّ واحد له طريقته الخاصّة في هذه الصّلاة وله كلام خاصّ مع الخالق.

الصّلاة هي لغة تتغلغل في الأعماق منذ أن عرف الإنسان العقل وبدأ يفكّر في الوجود ويبحث عن نفسه، وصعب أن نتصوّر أنّ هناك حظارة كانت بدون هذه الصّلاة وهذا الإخلاص. الصّلاة تتكلّم عدّة لغات ولها عدّة طقوس ولكن مبتغاها واحد، فكيفيّة الإخلاص هي وصايا الأنبياء وكلام الشّعراء وإنجازات العلماء وتصرّفات الرّؤساء والمعلّمين والمحامين والأطبّاء والعاملين في المصانع والحقول، فالصّلاة تفتح كلّ هذه الجوارير وتقرأ فيها سورة بإسم اللّه. كلّ واحد في الصّلاة يركب عربة خاصّة ويحمل دلو خاصّ ، فكلّ تراب تمشي عليه وكلّ غمام تكتب عليه.
هذه الصّلاة تغسل المتاعب في النّوم وتكشف الأسرار وتنتشر في منامنا الدّلو كالسّحاب ليقرأ القارئ ما قدّم بصلاته وكذلك هي تعدّ المفاجآت وألوف الخواتم وتفتح في الفجر أقفاص الحمام وينتشر البريق في كلّ مكان. هذه الصّلاة تبحث على من يبدع في رسمها ويجلس مشتعلا بإشتعالها هي عبارة مليئة بالطّموح والرّجاء وتعمل عضوة في نوادي الحاكمين والأغنياء فلا يمكن أن يهمل الإنسان وجها سيلقي به مع السّماء.
الصّلاة تشعّ بالحبّ على النّاس جميعا من غير أن تلمسهم تحمل منهم تقارير وتجمّع من عيونهم الدّموع وتسقي بها القلوب العطشانة.
هي شيئ يحيطنا كالهواء وكلّما أشرقت الشّمس تغفوا هي على الشّفاه والأيادي لتعرف كيف تحاك خيوط الحرير وكيف الأصابع تعمل وتنتج وتسأل هل أنّ هناك عصافير يمكنها أن تطير. هل لنا أن نجرّب نوبة الدّوار ونحصي خطايانا لكي لا نتدخّل في أحوال بعضنا البعض إلاّ بالحبّ.
أكلّم هنا من ينصّبون أنفسهم نواب على اللّه ويستعبدون إخوانهم البشر وأسألهم هل قلوبهم بخير وكلمتهم بخير وصلاتهم بخير وأحلامهم بخير.
الحبّ يفتح ملايين الأسئلة هل المحبّة بخير والحليب بخير والعطف بخير ويضرب كلّ عقل بالجدار. الصّلاة هي ذهب كلّ الأوطان ولها كلّ العطور والألوان فلا يجب أن نكفّر أيّ أحد بدعوي أنّنا مسلمين وليس من حقّ أيّ ديانة أخري أن تجعلنا على هامش التّاريخ وأن تنعتنا بالمتخلّفين وتجعل إسم النّبي كلب، فكلّ كلام منزّل هو كلام صحيح وما علينا نحن إلاّ أن نأخذ القلم الأزرق ونري ماذا تعلّمنا من هذه الرّسائل وهذه الكتب بدون ميز عنصري فكلّها على ما أظنّ رسائل محبّة وتعاون وبعيدة كلّ البعد عن التّعصّب وحبّ الدّات فيكفي أنّ جميعها تدعو إلى التّوحيد، في هذا الزّمن الهارب إلى الشّذوذ، الهارب من عبادة المحبّة إلى عبادة المال والنّفس أقول أنّ الصّلاة ليست مكياجا نضعه للتّباهي إنّها الأعمال التّي تخرج من أفواهنا وأيادينا وتبدأ هذه الأعمال من حالة إجترار القرط حتّى الفوز بالسّوار الذّهبي هي شروق الكلمات واليدين,
فالأعمال تبدأ من حيث الإسم نرسمه شمسا في أحداقنا ونكوّن منه جملة مفيدة نترجمها بكلّ لغات العالم. الإسم يلبسنا معني ومغني فهو مسكون بالأسرار والمعاني المفيدة فهو الّذي يزرع فينا المعلوم والمجهول، ويطلع كاللؤلؤ من لحافنا، هو الذّي يخرج المحار هو الّّذي يغيّر النّظام واللّه يحبّنا فيه، فلا بدّ لنا نحن كذلك أن نذاكر دروسنا فيه بعمق وإلاّ لماذا نسمّي الإنسان بهذه الأسماء.
به نتعلّم كيف تكون الأسماء عصافير نور ونار. فنحن نصلّى على الأسماء سوي إن كانت أرض أو شجرة أو إنسان أو عصافير نحن نصلّى إنطلاقا من الأسماء وعلى الأسماء.
يا ليت الصّلاة كانت مجرّد جلوس لخمسة دقائق مع اللّه إنّها الجنون بعينه حين تسأل اللّه من أنا؟
ويجيبك أنّك لا شيئ وأنا هو الملك القدّوس حينها يغرق الإنسان في بحر من البكاء والدّموع
ثمّ يشفق عليك قائلا أنا في كلّ شيئ تراه وتسمعه وتفعله وتنجزه ، وأنا حرّ وأنت عبدي الّذي خلقتك من حيث أنت لست قادر أن تخلق نفسك أو أن تخلق غيرك..

jeudi 11 décembre 2008

المحبّة حريّة والكلمة سلطة

الكلمة سلطة والهوي سلطان وتكفي إبتسامة العين كي يبدأ المهرجان، العين تأشيرة الدّخول إلى بلاد الحنان ومن لا يفهم لغة العين أقلّ ما يقال عليه بهلوان، العين تتكلّم كلّ الطّباع السّيّئة منها والجميلة والعين تترجم كلمتها الكلمة، وكما قالت كتب العشق والعاشقين الكلمة بين الأحباب رسولة، لنشكّل لغة أخري تضيئ لنا الزّمن الآتي، اللّه رسم الشّمس كلمة وأعطي كلّ الأسامي والكلمات كي يصير الكلام ذهبا وتصبح الكلمة قنديلا ويصير الإنسان بها إمّا إنسان وإمّا حيوان
الكلمة قداسة الإنسان والشّعور في لغة الهوي إنجيل.

حين يغمرنا الحبّ كالبرق لا داعي أن نسأل لماذا، الأمر خارج عن نطاقنا فلا نملك مع هذا الحبّ إلاّ أن نغطّيه ونعطف عليه ونتبعه إلي شوارع الأحلام ونضيئ له الشّموع لأنّه جاء يطلب زمن جديد وكلمة أخري جديدة وإطار جديد
ما هو هذا الوطن ؟
هو وطن يفتح لكلّ إمرأة ملفّا سريّا وينظّم مع كلّ حمامة محضر تحقيق ويلغي الحريّة وفنّ الشّعور ويدوخ هذا الرّجل في اللّيل يبحث عن إمرأة تزحف على بطنها، ليس من مصلحة أيّ أحد أن ينام مع البحر بدون أن يعرف فنّ الإبحار ولا أن يعشق الحمام بدون أن يعرف طبع الحمام. ليفهم الإنسان أنّ كلّ واحد ولد حرّ وهو الوحيد مسؤول على هذه الحرية
فإمّا يربحها وإمّا يخسرها هو كذلك حرّ. لماذا نتعسّف على حريّة الإنسان ونخلق ممارسات لا تقتله فقط وإنّما تمحيه من الوجود وتجعله حشرة بلا فائدة وبلا معني، الإنسان طاقة خلاّقة وإبداع لا مثيل له يحتاج فقط للحبّ والفهم والتّقدير
من رأى حيوان يقتل بني جنسه إلاّ هذا العاقل وهذا الشّاعر وهذا الإنسان العظيم. من رأى حيوان يكنز للغد إلاّ النّمل
هل الإنسان أصبح في مستوي النّمل؟
أيّها النّاس الحبّ أعدل من جميع الحاكمين وهو خير المرسلين هو الّذّي يحيي عظام المييّتين
الحبّ هو أن يجد الإنسان نفسه في الآخر فتصبح اللّغة واحدة والمشاعر واحدة و وكأنّهما الإثنين دائرة واحدة بهلالين أو بقوسين
الكلمة هي الّتي تصنع النّجاح والفشل في العلاقة فهي كالشّمس منها الحياة والموت.
الحبّ لحن جميل وشمس الصّباح تطلع منه تغنّي للحريّة فهو سفر ملحّن حيث مغالطة الحبيب كمغالطة الشّمس. كلّ المحبّين كانوا في حالة صذام معه لكن بدونه صعب على الإنسان أن يتحرّر
هو إيمان وعمل وعبادة وكلمة حرّة وليس مجرّد زواج مدني أو عرفي أو زناء، هو شيئ تشهد عليه الشّمس من خلال الظّل
الحبّ حريّة والحريّة مسؤوليّة وحين نحبّ فلا نحتاج إلى إمضاء وحين نكره لا نحتاج إلى إمضاء فكلّما تحقّقت الذّات في الذّات الأخري
إزداد الحبّ بريقا ونقاء وكلّما كان صادقا تلعب الكلمة دور الحياة والأمل والنّجاح
الحبّ الحقيقي هو التّحرّر من قوانين الأرض وغبارها فالشّاهد الوحيد بين المحبّين هي الشّمس
إنزلقت المركبة بنا على رؤوس الشّجر وشعرنا فجأة أنّنا ورثنا العرش لكنّنا دخلنا في أبواب حجريّة لا تفتح إلاّ لواحد
حين نحبّ يحدث شيئا غير عادي في نفوسنا، حيث ترقص الكلمات في الهواء مبتهجة مثل فراشة تحمل ثوب الورد والرّبيع
وتصبح اللّيالي مدهشة فحين ندخل الشّمس إلي حياتنا نشرب الرّبيع قبل أن يشربنا
حين نحبّ يسقط من السّماء نيزك مشتعل كفطيرة محشوّة بالعسل خبزة مشطورة إلى نصفين فيها كنوز من الكلمات تطلب ثغر جديد تخرج منه عبارات المحبّة تريد لغة مفصّلة على مقياس ذاك الحبّ الجديد فالمشاعر تموت كما تموت الفصول
والعبقريّ من حافظ على فصوله الأربعة مع حبّ واحد.
الحبّ أبجديّة صعبة عطره عطر الورد وشرابه كلمة تشرب من كلّ الدّوالي، ونحن محكومون بالموت لأنّنا لا نفهمه ولا نملك إلاّ أن نصرخ في وجوه بعضنا ونبصق على بعضنا ونكشف أمامه ‘لى خيبتنا بالكلمة والصّوت
ملايين من الأشياء في غرائزنا ومشاعرنا وواقعنا تقتل هذا الحبّ
هل لنا أن نؤمن به صدرا يحتوينا تحت جناحيه؟؟
ما معني أن يعيش الإنسان بدون حبّ؟
نحن منذ قرون أشجار بلا عصافير وفرسان بلا فارس وقلوب بلا مشاعر، نحن دسنا الحبّ وأرددناه قتيلا فمتنا نحن وهو حيّ نار تشتعل فوق رؤوسنا، فحين لا نحبّ بحريّة نحن في المنفي، وحين لا نقول بحريّة نحن في المنفي
وحين نفهم الحريّة أنّها مومسا غير مرخّص لها تذبحنا وتشوينا على نار هادئة
الزّمن محترق في الأحداق واللّيل شهادة ناصعة على عصور قتلت الحريّة والحزن له مساحة الكون
إغلقوا الكتب وأقرأوا الأشعار ستجذون أنّ القلب كالباب يفتحه مفتاح معيّن فلا مجال أن نتعسّف لخلع الأبواب أو خلع القلوب.
القلب آنية من الكريستال ما إن تكسّر يصعب جمعه
الكلمة من الأفواه هي الّتي تكسّره وهي الّتي تقوّيه، الكلمة مع القلب لها دور الحياة والموت
إن أحبّ القلب بصدق تصبح الكلمة طاقة وغذاء روحي
وإن كذب القلب في الحبّ تصبح الكلمة نار وأمراض نفسيّة وإعاقات وجراح يصعب دوائها
الحبّ تفكير عميق وشعور عميق وليس مجرّد غريزة حيوانيّة
الحبّ يطلب التّوازن والتّفكير بعمق في حلّ مشاكل الإنسان الفكريّة والعاطفيّة
والسّياسيّة والإجتماعيّة إنطلاقا من علاقة صدق بين الرّجل والمرأة هذين العشيقين الّدين تجمعهما السّماء في جسد واحد وروح واحد.

mercredi 3 décembre 2008