vendredi 24 décembre 2010

أنتفاضة الكرامة

سحب الدّخان تنبعث من الصّحراء
أطفال ونساء فاقدي السّند والعون
رجال النّظام راكضين ورائهم
متّهمينهم بالخيانة الوطنيّة

الشّباب هائج فاقد الوعي ينتفض ويشتعل بالنّار
محمّد بوعزيزي يحترق أمام شجرة الحقّ
الحقّ إحترق وعلّق شاماته على شامات الأحرار
من فضلكم الكتب لا تحرقوها
الحقيقة موجودة في الكتب
النّاس يموتون وكلمة اللّه لا تموت
كلّ فرد له كتاب وله موقف في الحياة
الحصير هو كلّ فراش من جاء يسأل عن الحقّ
أيّ حقّ جئت تسأل عنه
حقّ الشّهداء يا رايس
حقّ العمّال والفلاّحين
حقّ العزّ الّذي أنت فيه اليوم والكرم
حقّ النّصر على الإستعمار،
حقّ الهمّة والشّهامة

في ليلك يا رايس غلبني الجوع
فأكلت ما لا يخطر لك على بال
أكلت لحم الحمير المرّ
كنت أدخل لقاعة الدّرس وأنظر
للصّفوف الثّلاثة

أري أشخاص بائسون
بلا سند وبلا عون

يسكنون أكواخ من قشّ وحجر وطوب
يبيتون ويبولون قرب أكواخهم
جئت أحمل لك رسالة يا رايس
رسالة التّوصية
من أين أنا ؟
من الرّيف ..لا أنا من الصّحراء
وأبوايا أين يسكنان
لا أدري ؟ يسكنان في الصّحراء
مات أبي وأمّي ولم يبقي لي سند
أنا يتيم يا رايس وفقير الحال
فقدت الهمّة والعزّة والكرامة والنّصر
طقسي ليل وطقسك ليلة قمراء
طقسي حارّ وطقسك ماطر
لا شيئ عندي أخشي أن يضيع منّي
أنا مثل وردة حمراء تسحق بالأصابع
عدت نعم عدت
لأجل خاطرة إسمها
التّاريخ والجغرافيا والسّياسة والتّعليم
عدت لأنّه لا شيئ أعجبني
ذهني خاوي وليس لي سوي صداع خفيف
في رأسي وطنين
حين أنام يخيّل لي أنّي في ساحة إسبانيا
وحين أستفيق أجد البول
يتصاعد حتّي يبلغ رأسي مثل نافورة
من خلال الدّرس أري التّلاميذ يتسابقون
ويتزاحمون على المراحيض
خفت أن أكون واحد منهم فهجرت البلاد
ربّما لو بقيت سأظلّ أنزف البول حتّي أموت
لكنّ الأفضع ألاّ أموت
هل أنت تحفظ القرآن يا رايس
نعم بالتّأكيد هل حفّظك سيّدك جملة مفيدة
إسمها أنّ الدّين صالح لكلّ زمان ومكان
وأنّ اللّه على كلّ شيئ قدير
كنت أعتقد أنّي ولدت في أجمل مكان
وحين لم أجد ما كنت أرنو إليه من ألحان
كفرت بالزّمان لأنّ مرادي كان عزّة الإنسان
لم أحيا في بلادي إلاّ بالدّز والقهر عوض العزّ
قلت أستأنف السّير فالحظارة
والتقدّم تجذبني بسحر قويّ

والرّجوع للوراء ليس من شيم الأحرار
قلت أستأنف السّير لعلّها تنقذني شجرة
أنبطح تحت ظلالها الوارقة الخضراء
المسيرة عندك يا رايس في صخب
والرّاية على السّواعد من أجل المساواة
كلّ النّاس يعرفون أنّي ضدّ آل قريش وضدّ المال
فنار محمّد البوعزيزي نار قديمة
نار تؤكّد أنّ اللّه سند المستضعفين وعونهم
النّار ليست إلاّ إحتفال بدائي باللّهب
السبّورة سوداء والشّجرة محروقة
والإنسان محروق
يا سلام يا سلام يا سلام
لكنّ الحقيقة توجد دائما في الكتب
إذا سقط المطر لا أجد إلاّ شجرة تحميني
وإذا جعت لا أجد إلاّ شجرة تغذّيني
وإذا أشتعلت لا أجد إلاّ شجرة تحميني
لأنّي يتيم الأمّ والأب
أهيم في الشّوارع وأغنّي
أنا مش كافر بس الجهل كافر
أنا موش كافر بسّ الظّلم كافر
أنا فاقد السّند والعون
أنا فاقد السّند والعون
وصيّتي لك يا رايس حتّي نلتقي
هي فهم النّخلة المباركة
والزّيتونة المباركة
والمحافظة عليهما من الحرق
ثمّ الرّجوع للتّاريخ وإرجاع
الحقوق لأصحابها
فقد سرنا نعلم أنّ الحكّام
يكرهون أحرار قفصة وسيدي بوزيد
فكيف تطلب منهم الحبّ والإحترام
من أنت أنا شرارة من التّاريخ القديم
جئت اسأل على النّصر والعزّة والإستقلال
ولا تحسبنّ اللّذين ماتوا في سبيل الحقّ
أمواتا بل أحياءا عند ربّهم يرزقون

mardi 14 décembre 2010

نار الحبّ

الشّمس لا تنام اللّيل لأجل البشر
والأمّ لا تنام اللّيل لأجل صغارها
ولقد خلقناكم من كبد ـ
يقول الموت:
أنا الحبّ والحقّ وكلّكم إليّ راجعون
نعم فنحن نحبّ الموت كما نحبّ اللّه
الموت تفوح منه رائحة الحكمة
والزّبد والياسمين
الموت حدث يهشّم وجوه الطّغاة والظّالمين
ويذيب كبريائهم ويلعن إستعلائهم
ويقتل فيهم لون الحياة ولون الدّم
لا حياة لمن يدوس كرامة الأرض وعزّتها
يا من تقدّرون الأرض بالمال
و الأرض والإنسان لا يقدّران بالمال
أقتل أيّها الإنسان ما فيك من وهج الشّمس
الماء السّاكن فيك يختزل كلّ حرارتها
وأقلع ذاكرتك وأنزع حبّك من قلبك
أتقدر أن تتحرّر من الذّاكرة؟
محروستك الشّمس سوف تستر عيبك
وغيمك وأوساخك ومظالمك السّوداء
إذا حبّك للأرض يعني لك المال؟
وحبّك للإنسان يعني لك المال
وحبّك للشّعب يعني لك المال،
وحبّك لنفسك يعني لك المال
حبّ أسود سلكته وطريق مجهول
تجمّلي يا أمّ النّعوش ذات الطّريق الطّويل الشّاق
تجمّلي بهمومك ووحشة ليلك ودموعك
تجمّلي للسّكاري والعاطلين والخونة والكذّابين
الّذين يعبدون خيبة لا روح فيها ولا جمال
تجمّلي بالّذين كفروا بالأرض والعرض
تجمّلي للّذين ضيّعوا مفاتيح الأبواب المؤدّية إليك
سيعودون إليك ليمسحوا على جبينك المرارة والتّعب
والشّقاء والعرق، سيعودون إليك بأجمل الأناشيد
ليقولون لك بعنا حبّك الغالي بالرّخيص
بعنا القدس والإنسان المقدّس
بعنا الكرامة والإنسان المكرّم
أبنائك عائدون لك يا أمّ النّعوش محمّلين بالغدر
والكذب والخيانة، محمّلين بالخيبة والمرارة
تجمّلي يا شمس الأحلام للحالمين بالحريّة والحياة
والجنّة في الأرض والسّماء
تجمّلي للّذين يبصقون على النّساء وحقّ النّساء
وعلى الأمّهات وحقّ الأمّهات
تجمّلي للّذين يناطحون السّحاب ولا يرون أشكال
السّحب المتحرّكة، تعزف ما يثير الأحياء والأموات
كم أنت جميلة حين تنتظرين الأبناء الأعزّاء
في وهج الحرارة والبرد
كم أنت جميلة مع خيبة الشموع الّتي لا زالت
تصرّ على جعلك مجرّد نقطة ضوء تشتعل في السّماء
وتعطي الحياة لكلّ الأحياء
لا وجه لك، أيّ حبّ فيك في عيون السّكاري
ضوءك يذهب العقول ، ويلهب القلوب
لقد فهمت لماذا الشّهداء يموتون
لأجل المحبّة فداء
ينهمر غضبهم حين تباع أرضهم وعرضهم
فالأرض بالنّسبة لهم مهرها أرواحهم ودمائهم
يا ظالم يا جبان، الأرض لا تهان
والإنسان لا يهان والشّعب لا يهان
ألا تخجل من نفسك ؟ هل نسيت المهد واللّحد
قف في وجه الشّمس ولا ترهب
فأفعالك الفاحشة ما يسوء إليها ويؤلم
أنت حمار في مادّة الحساب
بيع وشراء الأرض والإنسان
أنت لا تعرف ما هو حسابه
وما هو مصيره
وما هو مصير اللّصوص والخونة
المال فتنة لإختبار ذكائك ومشاعرك
فأنت تصنع بكلتا يديك لعنة وتعبدها
وتصنع بها المظالم والحروب والمجاعات
فكيف لا يلعنك من خلق لك اليدين؟
وهل أنت قادر بيديك تلك أن تخلق بعوضة
كي تقهر وتظلم وتضرب وتسجن وتعذّب
وتقتل بها الإنسان المقدّس والمكرّم
ظلّك تصنعه الشّمس والبحر بطريقة خارقة
هو المتحدّث عن ظلمك وجبروتك ووحشيتك
وجودك في الحياة هو صوتك الأمين
وهامتك الشّامخة
ظلّك هو كتابك المقدّس الّذي تكتب فيه الشّمس
بأحرف من ذهب كلّ أسرار حياتك
الشّمس ظالمة، كلمة ليس لها معني
الملح في عيونك تحوّله لك لذّة
والدّمار تحوّله لك أشجار وثمار
واللّيل تحوّله لك نهار
الشّمس روح تقاوم ولا تساوم
أبوابها مفتوحة للقلوب العمياء
والقلوب المبصرة
ما اصعب فكرة الموت،
ما أصعب فكرة الحقّ والمساواة
في المدي تحت الحجر
حين يبدأ الظّل يرتّل عليك أيات
من الذّكريات الحكيمة والأعمال المشرّفة
لا تهتمّ يا بائع الأرض والإنسان
وشاريهما بالمال
الشّمس ستفديك بالرّوح والبحر بالدّم
أيّها المجاهد
والأرض ستستقبل روحك الزكيّة
بأناشيد تجفّف صدي الهراواة والرّصاص والقنابل
عادل أنت ترفع على أكتافك غصن الزّيتون
وبريق السّنابل
يا سيّد الكلمات بك تلتئم الجراح
لا لا ما كنت إرهابي ولا ظالم ولا متوحّش
لكنّك كنت نظام يفتقد للنّظام وأمن يفتقد للأمن
وحبّ يفتقد للحبّ وحقّ يفتقد للحقّ وحريّة تفتقد للحريّة
كنت تموت لتقلع الإستعمار والقمع عن بلادك وأرضك
وأبناء شعبك
الأرض الّتي تباع بالذّهب
تشتعل تحت أقدام بائعيها لهب
أنت تلجم أفواه النّاس على قول الحقيقة المرّة
فكيف لك أن تلجم كلامك أمام الشّمس
كيف ستلجم هبة الشّمس
المهدات لك مجانا، وهو صوتك الّذي يعبر
بالشّعب من النّصر إلى القهر
ذاك الصّوت الّذي تضحك به وتبكي به
وتفرح به وتحزن به، وتسعد به الآخر وتشقيه
خوفك على نفسك يا سيّد الكلمات
وخوفك على يديك يا سيّد البصمات
لا تنكر أنّك بعت القدس والإنسان المقدّس
وبعت الكرامة والإنسان المكرّم
فروحك ستلمع كالأحرارفوق الماء
لتقول كنت رمزا للصّدق والوفاء
فمن باع إنجيله وقرآنة
لايستحقّ إلاّ العزاء
الأرض للرّسول وللمسيح السّماء
هل أمر المسيح ببيع وشراء الإنسان المقدّس
هل أمر الرّسول ببيع وشراء الأرض المكرّمة
الشّمس كرمة وأنت كريم وكرّام
الشّمس زيتونة وأنت نار الحبّ الحنونة
لو جنّ جنونك وأمرت بقوّة المال والسّلاح
تفجير الأرض بكلّ سكّانها فأنت لا تقدر أن تهرب
من الشمس لأنّها نور الحقّ والحبّ والحريّة
حياتك معها أو لا تكون، وبدونها أنت في وحشة
وظلام دامس لا تري شيئا من الحياة

jeudi 9 décembre 2010

قول الحقّ

نقول الحقّ ولا نرهب، نقف أمام السّلط ولا نهرب،
كلّنا كالغنم، سلطة هي لنا الحرب وسلطة هي لنا الحبّ
سلطة هي لنا الملكيّة وسلطة هي لنا الحريّة،
سلام عليك أيّها الإنسان يوم ولدت ويوم تموت
ويوم تبعث عن طريق الكلمة والرّوح حيّا
حياتنا مع سلطة الحرب والملكيّة :
والمشهد في كلّ الأوطان حزين،
شركات عظمي وأموال طائلة، والأحاسيس معدومة
أموال تتحكّم في مصائر النّاس،
أموال تطبخ العقول والمشاعر وتشويها وتقليها،
أسفي على إنسان لا يحتاج إلاّ للعويل
واللّطم على الخدود والصّدور حين يفارقنا نحو الموت
أموال تملك لنا كلّ أدوات القمع، تطاردنا صباحا مساءا،
تجري وراء من يطالبون بالخبز والكرامة والحريّة
تصنع الحصار والإعتقالات والخوف والرّعب والتّجويع
القرار واضح المال نقمة للإنسان،هو سبب الغني الفاحش
والفقر الفاحش، هو سبب كلّ المشاكل بين المرأة والرّجل
المال يستعمر العقول والمشاعر،
وهو مسبّب الأكاذيب والخيانات، بين الرّجال والنّساء
وبين الأغنياء والفقراء،
المال يكشف ما في النّفوس من ظلم قاهر، وأنانيّة حارقة
ويجعل السّلطان يقف في حيرة بين العظمة والإجرام
ويجعل الفقير يقف في حيرة بين التقزّم والإجرام
يحكم الإنسان ولا يدري أنّه سيحاكم لأجل حكمه
تعوّدنا على بؤس العدالة، فالعدل موت
العدل هو آلة القمع والإعتقال والسّجن،
يعني الضّرب بالرّصاص الحيّ، يعني التّعذيب
أموال أدخلت النّاس في ليل دامس
كلوا وأشربوا وأحكموا وعذّبوا
فلا بدّ لهذا الإنسان من دروس في الحياة
ليكون من صنف الذّئاب أو الخرفان
ليكون من الظّامين أو المظلومين
لا بدّ أن تخرج منه الحقيقة دقيقة
في صورة بشعة أو صورة مشرّفة
الموت يبكي الإنسان ويحزنه،
شجاعا كان هذا الإنسان أو جبان
الموت كلب أسود بوليسي،
يشهر سيفه في وجه كلّ كائن حيّ
الموت جلاّد ماهر يمشي معنا
ليري عورة هذا الإنسان البائس
الموت رئيس يزيّن أمامنا فنون العدالة على الأشجار
الأشجار جنّة ونار
ويزيّن لنا فنون الحريّة على الأطيار
خلقنا على عهد الحقّ والميزان، نكره الطّغاة
ونكره من يحصد زرعنا ويأكل عرقنا وخبزنا
خلقنا نكره الموت وهو يكرهنا، لأنّ الموت حقّ
الموت للطّغاة يردّد لغة الحقّ والعدل،
فنحن نعشق الحياة حدّ الموت
وبما أنّنا لا نؤمن به روح لا يؤمن بنا جسد
فنحن في نظره حيوانات همّها الاكل والجنس
لا حياة لمن جهل حكمة اللّه في الموت
لا حياة لمن جهل حكمة اللّه في الشّجر
أحبّاء الحقيقة يموتون لأجل الحقّ،
وإن ماتوا فهم شهداء
فربّهم لن يذلّهم وهم يعشقون المساواة والحريّة
الموت قاهر للطّغاة كما هؤلاء الطّغاة
تقهرهم المساواة والحريّة
فهم جميعا يبتهجون بنحيب الإمّهات والأطفال
ومتمرّسون في تعذيبهم وشقائهم
الموت ضوء الحقّ لا يخافه إلاّ الظّالمين
الموت ضوء الحبّ لا يخافه إلاّ الكذّابين والخونة
الموت ضوء الحريّة لا يخافه إلاّ أعداء الحريّات
كلّ إنسان بدون حقّ ليس إنسان،
بدون حبّ ليس إنسان
بدون حريّة ليس إنسان
ألا أيّها الظّالم المستبدّ حبيب الظّلام عدوّ الحياة
من أنت ؟ أنت الإنسان الحرب، أنت سلطة المال
لا مفرّ كلّ إنسان خلق ليكون حرّا
والبشر ليسوا ملكا لك وإنّما لمن خلقهم
واللّه هو سلطة الحبّ وليس سلطة المال

dimanche 5 décembre 2010

لماذا نخاف من الموت

من الموت نأكل، من الموت نعيش
الموت سخّر لنا كلّ ما يوجد من حيوانات
في البرّ والبحر والجوّ

أكل الإنسان حرام،
هذا الإنسان مقدّس بالشّعور مكرّم بالعقل

مقدّس بالكلمة والرّوح مكرّم بالجسد،
مقدّس بالإنجيل مكرّم بالقرآن

مقدّس في السّماء مكرّم في الأرض،
ربّه فداه بالإنسان مسيحا ورسولا

لتكون له حريّة السّماء والأرض،
وجنّة السّماء والأرض

الإنسان يخاف من الموت
لأنّه يشعر ويفكّر ويتكلّم ويعمل

فهو الوحيد الّذي يشعر بقيمة
الزّمن في حياته،

ويهتمّ بأيّام عمره في الماضي
والحاضر والمستقبل

نار الزّمن ساكنة فيه وكذلك الدّموع
والأوجاع والألم

آي - من إنسان تقدّس بالكلمة والرّوح
وتعمّد بالماء القدسي ماء الحياة

آي - من إنسان تكرّم بالجسد
وشهوة الجسد وتعمّد بالخبز القدسي
خبز الحياة
وجه له أمام الموت مكشّر،
قلبه تحوّل حجر وكلامه مطر

الموت حين نسأله يقول أنا الحقّ،
لا فرق عندي بين الورق

قف أمام شجرة أو مقبرة
وأهرب لظلّ زيتونة أو كرمة أو شجرة نخيل
وأقرأ تفاصيل حياتك، أيّها الإنسان
تلوذ لدفئ الموت إذا إنتهيت،
تعود إليه حافيا وعاريا، وفارغ اليدين

لكي يكسي روحك المظلمة أو المضيئة
يكسيك من سماء الصّرخة الأخيرة
بما آلت من صدأ أو ذهب الأيّام الماضية
ألا تعلم إنّه دفن فيك الرّوح والكلمة
صرخة في البداية وصرخة في النّهاية
صوتك لن يسمعه أحد سواه
إذا أنت كافر بالخبز والحريّة ونبوءة الأوّلين
آه ففي الصّرخات والآهات إفصاح
وعملك أمام الضوء قد لاح وباح
الصّوت جمر قدّاح ونور مصباح
جلاّد ؟ يا لك من جلاّد، تجلد بالحقّ وبما في القلب
من أحزان وأفراح
قاتل ؟ يا لك من قاتل تقتل جسد هو مقتول
بغير أجل مختوم
سجّان ؟ يا لك من سجّان لنفسك فأنت لا تقدر أن
تتحرّر من ظلالك، وخطاياك
ظلّك هو الجلاّد وهو القاتل وهو السجّان
هو الصّديق الودود والعدوّ اللّدود

من أنت؟ أنت نبض يداوي كلّ مجروح
أم أنت نبض منه الظّلم والشرّ مفضوح
بيدك تصنع المقابر، ولا تعرف ما معني الحقّ
وما معني المساواة
الحقّ قدّيد خروف لحمه فاح
الموت حين نسأله يقول أنا الحبّ
بكائي يصنع النّبات والأشجار والأزهار والأطيار
وناري عطشي للتّبات الإبدي في المساواة والحريّة
على أرض بلا قيود وسماء بلا حدود
وعهدك أيّها الإنسان عهد ناسخ للعهد القديم
يا مؤسّس النّحو على النّحو
تتكلّم عن الإنسان القديم من دون ورقة أو دفتر
كم أمتعت ربّك بحواراتك العصماء
أرجوك عدّل نفسك وما همّك في القديم
أرجوك إجلد نفسك لأجل الجديد
أرجوك أقتل نفسك ضحكا وأسأل نفسك
هل فهمت الحبّ؟ هل فهمت الموت لأجل الحبّ؟
هل فهمت نار الحبّ وبكاء الحبّ؟
أم تكلّس هذا الحبّ في عقلك وشعورك
كتب وأوراق صفراء
تحكم أنت أمام الموت
وأنت تعلم أنّ لا إلاه إلاّ اللّه لا شريك له في الحكم
الموت هو الحاكم الأعدل والأصدق
هل لك إلاه عادل مثله يسكن في أغوار أغوار نفسك
الموت لا يصدّقه الأغبياء وهو أيضا لا يصدّقهم
سرت كرسي العرش
وجلست على الكرسي ولم تقم
حبّا وكرامة أيّها الحاكم
أحكم فحقّ لك أن تحكم يا زعيم
فأنت إلاه والشّعب لك عبيد، أنت إلاه لا يموت
وأنت من أبدع وخلق الإنسان ليعبده
أنت نبيّ في جهادك لأجل الحق والحبّ والحريّة
إن أردت أن تكون مجاهد بلا جهد لك ذلك
أحكم بحكمك يا خالد مدي الحياة
لك التّراب كلّه والبحر كله والشّمس
لك الميزان في عينيك تري به الحقّ كيف
يتجسّد أمام عينيك قهرا وذلاّ وموتا
كلّ ذلك تحت أمرك لكي تحكم في الحياة
هل لك حكم التّراب حكم الحقّ،
حكم الشّجرة مع الورق
هل لك حكم الماء في السّجن والحريّة
سمّي الدّستور سيرتك الذاتيّة

يقوي بحسب قوّة الظّلم والوحشيّة
ويقهر حسب قهر الشّعب الميدانيّة
يا لك من حاكم جاهل
لمعاني الجلد ومعاني السّجن ومعاني الموت
الموت هو الحقّ والحبّ والحريّة
الموت هو الظّلم والقهر والعبوديّة
وهو القادر الوحيد أن يقول للإنسان كن فيكون
سبحانه فهو أعدل العادلين
وهو وعد الظّالمين والمظلومين
الإنسان يخاف من الموت
لأنّ الحقّ قاهر والحبّ قاهر والحريّة قاهرة
فالغنيّ لا يعترف بحقّ الفقير
والرّجل لا يعترف بحقّ المرأة في الحياة
والإنسان لا يحبّ الإعتراف بأنّ اللّه هو الحاكم
وهو حاكم عادل ومحبّ وحرّ، ومن ظلم فلم يظلم
إلاّ نفسه، كلّنا إليه راجعون بما حملت صناديقنا
وكلّ إنسان من صندوقه يلبس، لباس جميل أو قبيح
فالغنى والفقر عند اللّه هو كلّ ما حملت الأرواح من كلام

mercredi 1 décembre 2010

الثقة بالنّفس

كلّ نفس هي من اللّه وكلّ جسد هو أيضا من اللّه
الإنسان مخلوق روحا وجسدا،
والأب والأمّ ما هما إلاّ وسيلة
لولادته وجلبه للحياة،
ومهما بلغ الإنسان من علم فهو غير قادر
على خلق الإنسان الشّعور والحبّ والحلم
اللّه هو خالق الإنسان ومبدعه
وحين نسأل عن اللّه أين هو؟
نجده يسكن فينا روحا وجسدا
لمن إذا نشكوا مآسينا؟
هل قطيع نحن من البقر و الخرفان
والجزّار يحمينا؟
منفيون نمشي ونحفر قبورنا بأيادينا
لا شيئ يهدينا النّصر، لا شيئ يزرع فينا الأمل
لا سعادة ، لاحريّة، لا حقّ، لا حبّ يبدّد فينا الغضب
العشق يحلّق فوق رؤوسنا كالغمام
هذه أرضنا، هذه طبائعنا وغرائزنا مرسومة بالملح
الخوف لا يصنع النّجوم والملح لا ينبت القمح
يلزمنا حبّ يعلّمنا حقّ القول ويزرع فينا الصّدق
ويهدينا سبيل الموت عشقا للإنسان
فمن لا عشق له لا قلب له ولا لون له
وأنت مسافر في مدن الملح
تعترضك أجساد تؤلمك وتزرع فيك الأمل
خيالك مسافر يبحث عن حبّ حقيقي
الخوف لمن يخشي معاشرة النّجوم بدون هدف
والهدف إنسان نشعر معه بالرّاحة والأمان
العشّاق دائما أحرار، لا يهابون القمع
وكلّ ممنوع عندهم مرغوب، لدلك يسمّونهم
الزّنادقة لأنّهم دوما في حالة رفض للواقع
فهم يدركون أنّه لا زمن لمن لا عشق له
والإنسان لا يهان، وبالعشق فقط يظلّ حيّا
لكن أيّ عشق يبقي الإنسان حيّا
هل هو عشق الجسد أم عشق الرّوح
عشّاق الجسد لهم ميزة لا توجد لدي عشّاق الرّوح
فهم في بحث دائم على عرائس الحلوي
سراج المعتقلين لعامّة النّاس
ضاق به الحال فأشتري جسدا ليحبسه
ويحبس نفسه معه
وإتّفقا الظّالمان على النّفي
ومات الرّجل منفي والمرأة منفيّة
الحبّ بينهما أسود اللّون، كلّه عقد
وكلّه أمراض،وكلّه علل لأنّه سجين
الحبّ حرّ ونحن سجناه وعذّبناه وقتلناه
الحبّ برق ونحن علّبناه،
كلّ مهر هو قهر وكلّ تجارة في الحبّ خسارة
قليلون من ينجحون في تجربة الزّواج
فالجنس في الزّواج حدّ التّخمة
حدّ القلق، حدّ النّفور،
لذلك السّقوط في الملل منه يكون سريعا
ثمّ تبدأ حروب الإبادة الماديّة والمعنويّة
دستور يشهد للرّجل بالرّيادة
والمرأة تنزف لأنّ هذا الحبّ
ليس لها منه إلاّ الخوف والقهر والذّل والموت
لكنّها تظلّ تقاوم ولا تهرب من ساحة المعركة
كلّ حاكم بالأساس ظالم،
النّساء يلدن الآطفال في صيحات فزع
وصوت المرأة يهتف عاليا، الإنسان لا يهان
سواعدكم مفتولة ضدّنا ونحن نمنح الأطفال
مرضي متعبين، معقّدين، بائسين، خائفين
نعم لن نموت ولكن سنقلع
الخوف والقهر والذلّ والموت من حياتنا
أطفالكم صورة القهر منكم، صورة الذلّ منكم
صورة الموت منكم، من منكم قادر أن ينجب
طفل لا يموت؟
يضحك الرّجال على النّساء،
يسخر الرّجال من النّساء
لكن هدا القهر وهذا الموت وهذا الذلّ
يفعله معهم ما هو أقوي منهم سلطة
السّلطة بالمقابل تقهر الرّجال وتذلّهم
تبتسم إمرأة وتقول :
نحن كلّنا رجالا ونساءا في حاجة للحريّة
والكرامة الإنسانيّة، والحبّ ليس سلطة
السّلطة نحن خلقناها والمال نحن خلقناه
لا الرّجل خلق المرأة ولا المرأة خلقت الرّجل
اللّه خالقهما الإثنين كما خلق الماء والضّوء
المرأة خلقت حرّة والرّجل حرّ
السّياسة لها وجه الرّفض للوصاية على الشّعب
أطفالها يسيرون على درب الإهمال والجوع
يتربّون في وطن يميّز بين الأنثي والذّكر
السّياسة عامل تفرقة وليست عامل جمع
حتّي بين أبناء شعبها
السّياسة سلطة ومال تفرّق وليست حبّ يجمّع
لا فرق بين أبناء الأسرة الواحدة أو الشّعب الواحد
لماذا المرأة تلجأ للسّلطة حين تكون في خصام مع زوجها
لأنّها محرومة من الأمن المادّي والمعنوي
لماذا يلجأ الرّجل للسّلطة ضدّ المرأة
لأنّه يحتاج للأمن العاطفي
ولا يجده مع المرأة بالمال والسّلطة
فهو مربوط بنفقات أسريّة لا يقدر على توفيرها
المرأة تقول الرّجل هو السّبب
الرّجل يقول المرأة هي السّبب
لكنّ السّبب الرّئيسي هو الزّواج المبني
على أسس الخوف والطّمع
وكذلك السّلطة الّتي لا تعترف
بحقّ وحريّة الإنسان أنثي أو ذكر
فالثّقة إذا ليست في هذا الحبّ المصلحي
وإنّما في الحبّ الّذي لا يخضع للمصلحة الماديّة
و هذا الحبّ هو اللّه الّذي أبدع الإنسان
وبعثه للأرض كي يمتحنه، ومن له ثقة كاملة
في نفسه وفي من خلقه بالحقّ والحبّ حرّا لا يخاف
فخالق الإنسان هو حاكم الحاكمين
نعيش الحبّ خوفا وطمعا سلطة ومال لذلك
لا بدّ من المرور من جسر الموت لكي يعرف
كلّ إنسان ما كان يفعل بإسم الحبّ في أخيه الإنسان