mardi 14 décembre 2010

نار الحبّ

الشّمس لا تنام اللّيل لأجل البشر
والأمّ لا تنام اللّيل لأجل صغارها
ولقد خلقناكم من كبد ـ
يقول الموت:
أنا الحبّ والحقّ وكلّكم إليّ راجعون
نعم فنحن نحبّ الموت كما نحبّ اللّه
الموت تفوح منه رائحة الحكمة
والزّبد والياسمين
الموت حدث يهشّم وجوه الطّغاة والظّالمين
ويذيب كبريائهم ويلعن إستعلائهم
ويقتل فيهم لون الحياة ولون الدّم
لا حياة لمن يدوس كرامة الأرض وعزّتها
يا من تقدّرون الأرض بالمال
و الأرض والإنسان لا يقدّران بالمال
أقتل أيّها الإنسان ما فيك من وهج الشّمس
الماء السّاكن فيك يختزل كلّ حرارتها
وأقلع ذاكرتك وأنزع حبّك من قلبك
أتقدر أن تتحرّر من الذّاكرة؟
محروستك الشّمس سوف تستر عيبك
وغيمك وأوساخك ومظالمك السّوداء
إذا حبّك للأرض يعني لك المال؟
وحبّك للإنسان يعني لك المال
وحبّك للشّعب يعني لك المال،
وحبّك لنفسك يعني لك المال
حبّ أسود سلكته وطريق مجهول
تجمّلي يا أمّ النّعوش ذات الطّريق الطّويل الشّاق
تجمّلي بهمومك ووحشة ليلك ودموعك
تجمّلي للسّكاري والعاطلين والخونة والكذّابين
الّذين يعبدون خيبة لا روح فيها ولا جمال
تجمّلي بالّذين كفروا بالأرض والعرض
تجمّلي للّذين ضيّعوا مفاتيح الأبواب المؤدّية إليك
سيعودون إليك ليمسحوا على جبينك المرارة والتّعب
والشّقاء والعرق، سيعودون إليك بأجمل الأناشيد
ليقولون لك بعنا حبّك الغالي بالرّخيص
بعنا القدس والإنسان المقدّس
بعنا الكرامة والإنسان المكرّم
أبنائك عائدون لك يا أمّ النّعوش محمّلين بالغدر
والكذب والخيانة، محمّلين بالخيبة والمرارة
تجمّلي يا شمس الأحلام للحالمين بالحريّة والحياة
والجنّة في الأرض والسّماء
تجمّلي للّذين يبصقون على النّساء وحقّ النّساء
وعلى الأمّهات وحقّ الأمّهات
تجمّلي للّذين يناطحون السّحاب ولا يرون أشكال
السّحب المتحرّكة، تعزف ما يثير الأحياء والأموات
كم أنت جميلة حين تنتظرين الأبناء الأعزّاء
في وهج الحرارة والبرد
كم أنت جميلة مع خيبة الشموع الّتي لا زالت
تصرّ على جعلك مجرّد نقطة ضوء تشتعل في السّماء
وتعطي الحياة لكلّ الأحياء
لا وجه لك، أيّ حبّ فيك في عيون السّكاري
ضوءك يذهب العقول ، ويلهب القلوب
لقد فهمت لماذا الشّهداء يموتون
لأجل المحبّة فداء
ينهمر غضبهم حين تباع أرضهم وعرضهم
فالأرض بالنّسبة لهم مهرها أرواحهم ودمائهم
يا ظالم يا جبان، الأرض لا تهان
والإنسان لا يهان والشّعب لا يهان
ألا تخجل من نفسك ؟ هل نسيت المهد واللّحد
قف في وجه الشّمس ولا ترهب
فأفعالك الفاحشة ما يسوء إليها ويؤلم
أنت حمار في مادّة الحساب
بيع وشراء الأرض والإنسان
أنت لا تعرف ما هو حسابه
وما هو مصيره
وما هو مصير اللّصوص والخونة
المال فتنة لإختبار ذكائك ومشاعرك
فأنت تصنع بكلتا يديك لعنة وتعبدها
وتصنع بها المظالم والحروب والمجاعات
فكيف لا يلعنك من خلق لك اليدين؟
وهل أنت قادر بيديك تلك أن تخلق بعوضة
كي تقهر وتظلم وتضرب وتسجن وتعذّب
وتقتل بها الإنسان المقدّس والمكرّم
ظلّك تصنعه الشّمس والبحر بطريقة خارقة
هو المتحدّث عن ظلمك وجبروتك ووحشيتك
وجودك في الحياة هو صوتك الأمين
وهامتك الشّامخة
ظلّك هو كتابك المقدّس الّذي تكتب فيه الشّمس
بأحرف من ذهب كلّ أسرار حياتك
الشّمس ظالمة، كلمة ليس لها معني
الملح في عيونك تحوّله لك لذّة
والدّمار تحوّله لك أشجار وثمار
واللّيل تحوّله لك نهار
الشّمس روح تقاوم ولا تساوم
أبوابها مفتوحة للقلوب العمياء
والقلوب المبصرة
ما اصعب فكرة الموت،
ما أصعب فكرة الحقّ والمساواة
في المدي تحت الحجر
حين يبدأ الظّل يرتّل عليك أيات
من الذّكريات الحكيمة والأعمال المشرّفة
لا تهتمّ يا بائع الأرض والإنسان
وشاريهما بالمال
الشّمس ستفديك بالرّوح والبحر بالدّم
أيّها المجاهد
والأرض ستستقبل روحك الزكيّة
بأناشيد تجفّف صدي الهراواة والرّصاص والقنابل
عادل أنت ترفع على أكتافك غصن الزّيتون
وبريق السّنابل
يا سيّد الكلمات بك تلتئم الجراح
لا لا ما كنت إرهابي ولا ظالم ولا متوحّش
لكنّك كنت نظام يفتقد للنّظام وأمن يفتقد للأمن
وحبّ يفتقد للحبّ وحقّ يفتقد للحقّ وحريّة تفتقد للحريّة
كنت تموت لتقلع الإستعمار والقمع عن بلادك وأرضك
وأبناء شعبك
الأرض الّتي تباع بالذّهب
تشتعل تحت أقدام بائعيها لهب
أنت تلجم أفواه النّاس على قول الحقيقة المرّة
فكيف لك أن تلجم كلامك أمام الشّمس
كيف ستلجم هبة الشّمس
المهدات لك مجانا، وهو صوتك الّذي يعبر
بالشّعب من النّصر إلى القهر
ذاك الصّوت الّذي تضحك به وتبكي به
وتفرح به وتحزن به، وتسعد به الآخر وتشقيه
خوفك على نفسك يا سيّد الكلمات
وخوفك على يديك يا سيّد البصمات
لا تنكر أنّك بعت القدس والإنسان المقدّس
وبعت الكرامة والإنسان المكرّم
فروحك ستلمع كالأحرارفوق الماء
لتقول كنت رمزا للصّدق والوفاء
فمن باع إنجيله وقرآنة
لايستحقّ إلاّ العزاء
الأرض للرّسول وللمسيح السّماء
هل أمر المسيح ببيع وشراء الإنسان المقدّس
هل أمر الرّسول ببيع وشراء الأرض المكرّمة
الشّمس كرمة وأنت كريم وكرّام
الشّمس زيتونة وأنت نار الحبّ الحنونة
لو جنّ جنونك وأمرت بقوّة المال والسّلاح
تفجير الأرض بكلّ سكّانها فأنت لا تقدر أن تهرب
من الشمس لأنّها نور الحقّ والحبّ والحريّة
حياتك معها أو لا تكون، وبدونها أنت في وحشة
وظلام دامس لا تري شيئا من الحياة

Aucun commentaire: