lundi 31 mai 2010

سألت عن اللأنبياء

سألت عن المسيح أين هو؟
قيل لي عذّبوه على عود الشّجر
وحين مات رفع إلى السّماء
قلت أين هو؟
سماؤنا لا تزال رماديّة
وشجرة الزّيتون لم تصنع العصافير
ولم تصنع الحريّة
لا من الشّرق ولا من الغرب
السّماء ليس فيها رجل عصفور
الإنسان لا يزال مصلوب
سألت عن الرّسول
أين هو؟

قيل لي مات ودفن في التّراب
تحت الحجر

قلت شجرة النّخيل
لم تصنع المساواة
بين البشر
لا في الشّرق ولا في الغرب
الزّيتونة شجرة معمّرة
والنّخلة كذلك
الزّيتونة شجرة مباركة
والنّخلة كذلك
الحبّ في الألم والوجع
يمشي على قدم واحد
والمرأة ليس لها مع الرّجل
لا حقّ ولا حبّ ولا حريّة
والمساواة شجرة تعصف بها
ريح الخريف
الزّيتونة والنّخلة شجرتين
يتجدّدان بإستمرار عبر الأزمان
هما الفلك الذّي سيخرجنا لبرّ الأمان
حتّي لا يغرّقنا البحر
أو تحرقنا الشّمس
صحت فيهم
الميم أسطورة حقيقيّة

تنشد للمساواة والحريّة
لا مساواة بدون المرأة
ولا حريّة بدون المرأة
اللّه كرّم المرأة والرّجل على السّواء
ولم يفرّق في الكلمة
والأصابع العشرة بينهما
سألت عن الإيمان
قيل لي الإيمان باللّه تحوّل للمال
الفقر كان دوما من نصيب الأنبياء
والعزّ والمجد من نصيب
السّلاطين والأغنياء

قلت ويحكم المال
صار اليوم يرفع الأنذال
ويسقط الأبطال

قيل لي والحبّ غدا
يرفع الأبطال ويسقط الأنذال

قلت المال صار اليوم يحيي
الأنذال ويقتل الأبطال

قيل لي والحبّ غدا
يحيي الأبطال ويقتل الأنذال
الأنبياء لا يموتون
ودينهم صالح لكلّ زمان ومكان
يتجدّدون بإستمرار
ويعيشون عصرهم ككلّ البشر
ما يميّزهم هو ما
يحملونه من رسائل
ورسالة الأنبياء في هذا العصر
هي برنامج دواء
لأجل القضاء على الأخطاء الكبيرة
الّتي تهدّد الأرض والإنسان
الأنبياء دينهم واضح
واحد دينه أرض بلا قيود
وواحد دينه سماء بلا حدود

samedi 29 mai 2010

نظام الصّحراء والبحر

شجرة الصّحراء النّخلة
نظام الصّحراء النّحلة
لا فرق بين عربيّ وأعجميّ
إلاّ بالتّقوي
النّخلة مساواة
النّحلة مساواة
لا فرق بين الرّجل والمرأة
ولا فرق بين كلّ البشر
شجرة البحر هي الزّيتونة
لا شرقيّة ولا غربيّة
زيتها مضيئ
وزيت الزّيتون يضيئ فوق الماء
الزّيتونة شجرة العصافير
والعصفور الصّادق
روحه تضيئ فوق الماء
شجرتين مباركتين
لأجل الجنّة في الأرض والسّماء
شجر النّخيل
وشجر الزّيتون
هما الحقّ والعدالة السّماويّة
أمام كلّ العيون
هذا كلام إمرأة مجنونة
ناقصة عقل ودين
تقول الزّمن يجري بسرعة
ومن لم يقطع سيف الزّمن
قطعه
كلّ ما أعلم
أنّه لم يبقي في عمر
الأرض والإنسان
إلاّ خمسة أمامها صفر
لا تنسوا أنّ إبن الصّحراء
يعمل في الهجرة
غير معترف بشهائده
الحمد والشّكر للّه
ثمّ الحمد والشّكر للّه
على كلّ شيئ
إن كنت أكذب
فعلّمني كيف يخلق الإنسان الحلم
وكيف يولد
وكيف يفرز له الحليب
من ثدي العقل والشّعور
سأعلّمك
أنّ هذا الإبن الّذي تقتله بالنّار
بلا رحمة
ولا شفقة
فدته أمّه الّتي ليس لها حقّ الحياة
فدته الشّمس العذراء
والأرض العذراء
بالرّوح والدّم
وليس بالمال
ألا يعجبك الإنسان العقل والشّعور
أيّها الطّفل العابث بالكلمة الملكة
والعابث
بالنّار المقدّسة والتّراب المقدّس
والدّمع المقدّس والرّيح المقدّسة
العمل بالصّمت أجمل
فالصّمت أجمل كلام
لا فائدة من الكلام
إن لم يكن صادرا بصدق
من عظمة العقل والشّعور
أنّ عهد القمح لا يكذب
من الشّجر يصنع فلك السّفر
من الشّجر تصنع خزائن اللّباس والمعاش
من الشّجر يصنع الفراش
كلّ فلك يحمل الحرام لأجل المال الحرام مدان
كلّ إنسان يأكل ويلبس الحرام
وجاره أو أخيه جوعان مدان
كلّ إنسانة أو إنسان
ينام في فراش الكذب والخيانة مدان
نريد قمح صافي
وتمر صافي
وزيت زيتون صافي
نريد هواء صافي
وماء صافي
وتراب صافي
لكي يخرج النّحل من نصفه الأسفل
العسل الصّافي
والشّهد الصّافي
والشّفاء الصّافي
..وهم الحقّ والحبّ والحريّة
الأمّ لا تحبّ أن تسمع إلاّ الأغاني الحزينة
فمن الحزن يولد الفرح
ومن العدم تولد الحياة
ومن شدّة الظّلم تولد شمس الصّباح
ومن السّجن تولد الحريّة



vendredi 28 mai 2010

أيّها العاشق

لماذا إذا عشقت الأرض
تدخل في الحرب مع أخيك حتّي يقتلك

لماذا إذا عشقت إمرأة
تدخل في الحرب مع أخيك حتّي يقتلك

لماذا إذا عشقت الوطن
تدخل في الحرب مع أخيك حتّي يقتلك

إذا عشق أخاك الأرض
فأعشق أنت السّماء

إذا عشق أخاك في المرأة الجسد
فأعشق أنت الرّوح

إذا عشق أخاك الحرب
فأعشق أنت الحبّ

إذا حرمك أخاك من الخبز لأنّه جائع
أعطه كأسا من الماء
أو كأسا من الحليب والعسل
السّماء أوسع من الأرض
الرّوح أرفع من الجسد
الحريّة أجمل من الحريّة
أخاك مهما كان حبّه للأرض
فهو في حبّ الأرض طفل صغير
أخاك مهما كان فهمه لجسد المرأة
ففهمه للمرأة فهم قليل
أخاك مهما طغي في الحكم
فله عمر قصير
إذا كان أخاك أنانيّ جدّا لحبّ التّراب
كن أنانيّ جدّا لحبّ الهواء
أترك له التّراب يسيّره بالعقل
والحرب كما يشاء
وأعشق أنت بالقلب والحبّ
هذا الهواء
أخاك إن كان عاشقا للملكيّة
فأعشق أنت الحريّة
أخاك إن كان عاشقا للظّلم
فأعشق أنت الضّياء
أخاك إن كان عاشقا للسّيطرة
فأعشق أنت المحبّة والتّسامح
والفرح والهناء
أخاك عيونه كبيرة لا يشبعها
إلاّ التّراب
والشّمس عيونها عليه أكبر
أخاك لا يعرف الدّموع والجوع والألم
والشّمس لأجل لهيبه
على حبّ نفسه
دموعها أكثر
إن كان يفرض الحبّ بلغة السّلاح
فأفرض الحبّ أيّها العاشق
بلغة الأفراح
شمعة أيّها العاشق تضيئ بيت
نفخة ودمعة تطفئ شمعة البيت
الضّياء يكشف أسرار النّفوس والنّجوم
والرّيح والماء بالكلمة يغيّران الأشياء
هوالحبّ يخيّرنا
بين حبّ التّراب وحبّ الهواء
بين العبوديّة وبين الحريّة
بين الظّلم وبين الضّياء
بين الحزن وبين الفرح
إلاهي هل في كلّ نفس بشريّة
يسكن وحش
لذلك لا نبصر في سمائنا
من الإنسان زوج حمام؟؟

تعذّب ومات

مات مات
العزيز على قلبنا مات
غسّلناه على خشبة
كفّنّاه بالأبيض مات مات
أشعلنا شمعة
وبدأنا في الصّياح والبكاء
العزيز على قلبنا مات
حملنا آلات الحفر وذهبنا نحفر له حفرة
أحضرنا حجرة على قياس القبر
رجعنا نصلّى ونقرأ الآيات
حملناه على خشبة لمثواه الأخير
رحم اللّه الأميرة أو الأمير
لوعة ما مثلها لوعة
وحريق ما مثله حريق

كيف ننساه كيف ننسي العزيز والرّفيق
شيّعناه وتركناه وحيد
له أمّ له أب له إسم له كلمة له تاريخ
تعود الرّوح إليه
حزينة أو فرحة
على ماذا غسّلوك على ماذا شيّعوك
على ماذا صلبوك

مهما فعلت فأنت لست إلاه
الم تحفر في حياتك حفرة لتغرس شجرة
ما معني الشّجرة
تأكل منها ولا تعرف ما معناها
لماذا إخترت الحجرة على الشّجرة
هل قلبك حجر
لماذا إخترت الظّلم على المساواة
هل فعلت شيئا لأجل العدالة
أنظر للمقابر
هل هناك أحد أحسن من الآخر
أنت ولدت عاري
ورجعت عاري
ولدت فارغ اليدين
ورجعت فارغ اليدين
ولدت حرّ طليق من جعلك في الحفر
في الحريق
أين ما كسبت يداك
بالعقل والشّعور
ماذا قال لسانك بالعقل والشّعور
من أنت وما إسم أمّك
الّتي أنجبتك إنسان
هل عشت تأكل في الشّجر
بعيون عمياء

عشت تنظر للعصافير بعيون عمياء
ماذا ستفعل معك تلك الّتي لا تفهمها
تعطيك آلاف الجلود لكي تختار
لكن صعب أن تعيدك إنسان
لأنّك لست إنسان
لا لا تغسّلوا السّلاطين على الحديد
الغسل على عود الشّجر الحنون
لا تحملوا السّلاطين على الحديد
إحملوهم على عود الشّجر الحنون

لا تبحثوا عن الرّوح أين هي
فهي كلمة الإنسان لأجل المساواة
إنسان لا يفهم أنّ الموت يطلب منه
المساواة بين البشر
مثل ورق الشّجر

الكلمة غيمة يصنعها الإنسان كما يريد
فيها الحبّ الأسود والأبيض
يلبس منها
بحسب القول والفعل
لباس الحبّ حريّة
لباس المال عبوديّة وسجن
كلّ ما يفعله الإنسان يعود عليه
مثل الصّدي خيرا أو شرّا
أدعوا عشّاق الحياة
عوض أن نحفر لبعضنا القبور
نحفر حفرة لنا جميعا
ونغرس شجرة للعصافير
أوراقها بشر أحرار
دينهم الصّدق والوفاء
نتمّني أن نجمّعهم بعدد أوراق
الشّجرة
لا يملكون إلاّ
قول كلمة الحقّ
والحبّ
والحريّة
هذه الشّجرة نسمّيها
شجرة الشّمس والحياة الحرّة
أبنائها الأحرار خالدون
نموت ونحيا على عهدها
حياة الكرام وموت العظام
دستورها الحقّ
قانونها الحبّ
هدفها الحريّة
عمل النّهار يجيب عنه الحلم
اللّيل إنعكاس النّهار
الموت إنعكاس الحياة
ومن يجد نفسه في الحلم يطير
فقد تحرّر من هموم التّراب والعذاب
صعب على الإنسان أن يخلّص نفسه
من إستعباد الآخرين
ويصبح حرّ
النّفس ليست ملكا لأحد
وكذلك الجسد

jeudi 27 mai 2010

حقّ الحياة

إذا الشّعب يوما أراد الحياة
فلا بدّ للقيد أن يتكسر

ومن لا يروم صعود الجبال
يعش أبد الدّهر تحت الحفر
الدّم صرخ في عروقنا
نطالب اليوم بحقّ الدّم لأجل الحياة
لأجل أمّهات وأبناء تونس اللأبرار
كلّ من إستباح دماء تونس العذراء
الخيل واللّيل والبيداء تعرفهم
والتّاريخ والقرطاس والقلم
نحن شعب لا نؤمن بالحرب
بل نؤمن بالحياة والحبّ والسّلام
نحن شعب نؤمن بحقّنا
وحريّة كلمتنا
نريد حقّنا وحقّ أمّهاتنا وأطفالنا
وأبطالنا الشّهداء
كلّ من سرقنا البيداء تعرفه
والفرسان تعرفه
والشّمس العذراء تعرفه
من أكل حقّ أخيه جزائه معها
من تنكّر للحقّ جزائه معها
نحن شعب يخاف ضجيج الطّائرات
وضجيج القنابل والدّبابات
أبنائنا عندهم
يصنعون مجدهم
يصنعون فخرهم
عبيد ابنائنا متشرّدون
متألّمون
الكلاب والقطط أفضل منهم
في أتعس الأوضاع يعيشون
كأنّ تونس ليست غنيّة
بدماء شهدائها الأبرار
كأنّ تونس ليست غنيّة
بالماء العذب والآبار
كأنّ تونس ليست غنيّة
بأبنائها الأحرار
نعم نعم قتلهم الخوف والرّعب
فهل ذاك الّذي هم فيه يعتبر حياة
ويعتبر مجد وكرامة وحريّة
نريد لأبنائنا الخبز الجيّد
والزّيت الجيّد
والتّمر الجيّد
والخضر الجيّدة
والثّمر الجيّد
فنحن لسنا كلاب أو قطط
لكي نأكل فضلات هؤلاء
اللّذين يمتصّون دمائنا
وقدراتنا ومواهبنا لمصالحهم الخاصّة
نريد الواردات أن تكون
حقّ العملة الصّعبة حقّ الدّم والحليب
والنّضال لأحل بلد حرّ
نريد تعليم مجاني للإبناء
وصحّة مجانيّة
نريد مساكن جماعيّة متساوية
لكلّ الأبناء
كلّ بيت أمامه حديقة
ناطحات السّحاب لا نحبّها
أفيقوا أيّها الرّفاق
لأجل برنامج دواء جيّد
عيشوا أعزّاء
أو موتوا وأنتم كرماء
فما فائدة جبان
يفيق من موته فيجد روحه
قد لبست جلد حمار
فيقول لقد كنت حمار قولا وفعلا
ولا ينفعه بعد ذلك البكاء



فصل الحصاد

لفصل الحصاد خريف لفصل الخريف غضب
لفصل الحصاد شتاء لفصل الشّتاء البكاء
لفصل الحصاد ربيع لفصل الرّبيع اللأمل
حجر شجر بشر وآمال حريّة
الحريّة حفر عيون كالحفر
عيون لا تفهم الحجر والشّجر
عيون لا تفهم الشّجر والعصافير
الشّجر يبكي المساواة بين البشر
والحمام يغرّد حريّة
سيّدي هل لك حمامة أم لك دجاجات
الغضب تقوم به على نفسك أوّلا
وليس على الآخرين
قل لماذا أنا أضعف لماذا أتساقط
كورقة صفراء نحو الموت والفناء
سيّدي هل في نفسك الحبّ أم الحرب
ماء الشّتاء لإطفاء نار الحرب
الماء في عيونك ومن قلبك
هكذا تكون إنسان عاشق
كلامك يتغيّر
منامك يتغيّر
أحلامك تتغيّر
ويصيح قلبك بستان
تذكّر شجر النّخيل
بأيّ روعة وأيّ تخطيط
تلك الشّجرة تقول صفاء القلوب
وطيبة القلوب وحلاوة الكلام
تذكّر شجرة الزّيتون
تلك الشّجرة تقول صلابة القلوب
والعزيمة والعمل الجادّ والمثمر
قل كم عمر النّخلة والزّيتونه
عمر الصّحراء والبحر
يتجدّدان دوما مع الإنسان
شجرة البشر ليس فيها عدالة
سماء البشر ليس فيها
حبّ وحريّة
شجرة البشر
تقصي الأنثي وتألّه الذّكر
سماء البشر حزن دائم
ليس فيها فرح
فصل الحصاد
بيض حارم
لا يفهم معاني الفصول
ولا يفهم الطّبيعة
عبر الشّجرة والعصفور
ماذا ترنّم وماذا تنشد وماذا تقول
إذا كانت الطّبيعة قد أعطتل
للإنسان
العناصر الأربعة
والفصول الأربعة
والأصابع الأربعة يمينا ويسارا
وهو كافر لا يحمد ولا يشكر
ويصنع في الدّمار الشّامل
بماذا تريدها أن تجازيه
طبعا بحفرة وفوقها حجرة
لأنّ كلّ هذا الحبّ هو حجرة
وليس روح تتجدّ وتضيئ
كلّ يوم لأجل الأبناء
اللأعزّاء

mardi 25 mai 2010

أيّها الشّيطان

هل يستوي الضّوء بالمال
هل يستوي الماء بالمال
هل يستوي الهواء بالمال
هل يستوي التّراب بالمال
هل يستوي الإنسان بالمال
حين إبني يتعلّم بمقابل المال
حين إبني يتداوي بمقابل المال
حين إبني يتربّي بمقابل المال
حين إبني يعمل بمقابل المال
ماذا تطلب منه أن يكون؟
مجرما أو مجنون
أو شبح إنسان
ماذا تريده أن يعبد
يعبد الحبّ أم يعبد المال

الحاكم يعبد سيادة المال
القاضي يعبد سيادة المال
المعلّم والأستاذ يعبدان سيادة المال
الأطبّاء يعبدون سيادة المال
النّقابيين والعمّال يعبدون سيادة المال
من هذا المشرّد من هذا السّجين الّذي يدور
إنّه الإنسان وما أدراك ما الإنسان الحبّ
والحلم والحريّة
إضحك أيّها الشّيطان وزد ضحكا
فلم يبقي من الإنسان إلاّ شبح الإنسان
الرّوح تبكي لأجله والعصافير والأغصان
باع كلّ شيئ باع الحبّ باع الحنان
باع الضّمير الذّهب
باع الحبّ
وإشتري النّباح والتّصفيق
لأجل المال
باع الحريّة وإشتري السّجن
باع الحياة وإشتري الموت
فهل الحبّ يظلم العبيد يا سيادة الشّيطان
أقصد يا سيادة الإنسان
أعشاش عصافير تلك الّتي تبنيها لنفسك
أم سجون
حديقة تلك الّتي تزرعها لنفسك أم حريقة
شجرة تلك الّتي تتغذّي من معانيها وثمارها
أم هي حجرة
ما معني الحبّ عندك وما معني المال
ما معني الحريّة عندك وما معني السّجن
ما معني الضّوء عندك وما معني الظّلام
ما معني الماء عندك وما معني العطش
ما معني الهواء عندك وما معني الإختناق
ما معني الحياة عندك وما معني الموت
ما معني الجنّة عندك وما معني النّار
طريقين هما لا ثالث لهما
وأنت الّذي تختار
الحبّ الجيّد والقمح الجيّد والضّمير الجيّد
والكلمة الجيّدة هي للحياة
وليس الحرب والنّار والمال
والكذب والنّفاق
أربعة مربّعات أمام عيونكم
ضيّقة جذّا وواسعة جدّا
تختاروا أن تكونوا منهم
موتا أو حياة
عن طريق المال أو الحبّ
الحكم بين أياديكم
المال صنعه الآباء لأجل الشّقاء
والحبّ صنعته اللأمّهات لأجل السّعادة
الآب هو الحرب الأمّ هي الحبّ
اللأب هو السّجن الأمّ هي الحريّة
الآب هو الموت اللأمّ هي الحياة
وراء الإنسان شجرة
وأمامه عصفور
فإمّا يحرق لأنّه لا يفهم المساواة
وإمّا يعمل لأجل المساواة
لكي ينجوا إلى النّور



إخرجني من جنّاتك

إرجوك سيّدي أخرجني من جنّاتك
فقد قلّ المعاش وإحترق الفراش
ولم نعد نقدر حتّي على النّقاش
أخرجني من جنّاتك
نحو النّار فأنا إمرأة عاشقة
والعشق عندي خفقة قلبين
تحت شمس النّهار
أخرجني من جنّاتك نحو الخطر
فالعشق عندي بكاء ومطر
أخرجني من جنّاتك
فأنت أستاذ عظيم
وأنا إمرأة جاهلة لا أفهم
معاني المبتئ والخبر
سيّدي أعترف أنّني إمرأة
حمقاء وقد عكّرت بالهذيان حياتك
أعترف أنّني إمرأة فوضي
وقد بعثرت وأحرقت ومزّقت
دفاترك وكتبك وكرّاساتك
لأنّي لا أفهم قوانينك ولا أفهم لغاتك
أخرجني من جنّاتك
فبالحليب القارس
والكلام الفاسد قد أفسدت حياتك
وبالخبز الغارق في القدم
جعلتك تعيش هذا الضّياع وهذا العدم
العشق المتجدّد كلّ يوم للحياة إنتحر
وفقد الصّفاء والضّياء
وأصبح بلا ثمر
وأصبحت تراني مجرّد
دجاجة من دجاجاتك
صعب عليّ أن أغرس زيتونة ونخلة
أمام كلّ جامع وكلّ كنيسة
صعب عليّ أن أغرس سنبلة قمح
بين شفاه كلّ عروس وعروسة
التّمر فقد الصّفاء
والزّيت فقد الضّياء
والقمح فقد العطاء
والنّاس لا يعلمون أنّ أجمل الغلال
وأجمل الحبوب
هي تلك الّتي تشرب من ماء الحبّ "العقل
وضوء الحبّ الشّعور ثمّ تقطف في أوانها
الغلّة إن خزّنت فسدت
والحليب إن بات يتغيّر
والماء يتعكّر والخبز يتغيّر
والكلام يتعكّر
أخرجني من جنّاتك
الماء بيننا تغيّر والكلام تغيّر
وقلّ المعاش وإحترق الفراش
لا نقاش لا نقاش
مخازنك كلّها فرغت
ومشاريعك وقعت في الإفلاس والأزمات
وأنت تنادي الصّلاح والفلاح
والخريف باد على الوجوه
من شدّة العطش في الصّحراء
وقلّة الصّدق والوفاء
وقلّة الخبز والماء
لأنّك لا تفهم برق الحبّ ونور الحبّ
الّذي لا يمكن له أن يعلّب
أو يخزن في الدّموع لكي يتحوّل رعد
أو في ثلاّجة أو في قفص لكي يتحوّل جيفة
مهما حفرت الحفر للحبّ
مهما وضعت الحجر على الحبّ
ستنبت الأشجار من تلك الحفر
وينبت العشب من تحت الحجر
الحبّ لا يموت
والبرق والعشق لا يموت
وكلمة الحبّ لا تموت
وحبّ الأرض والسّماء لا يموتان
وكلمة القرآن والإنجيل لا تموتان
إخرجني من جنّاتك
الكلمة غذائي الرّوحي
الحبّ غذائي الجسدي
الحقّ غذاء وجداني
وفي منطق الحبّ والعشق
الإنسان إلاه
آه أو لا
كلّ شيئ حرّمته
وحتّي ضوء الحبّ حرّمته على نفسك
ما هذه الأميّة ما هذه الأنانيّة
هل أنا ناقصة سيّدي
وأنت لك كمال العقل والشّعور
ماذا أنت فاعل بكلمة إنسان مجروح
ماذا أنت فاعل بجسد محنّط بدون روح
ماذا أنت فاعل بقلب يبكي موت الحبّ
ولا يقدر من الخوف أن يبوح
أريد الحريّة
كلّ إمرأة يرفض قلبها هذه العبوديّة
أقسم لك بشرف الحبّ
أن لا أتزوّج بعدك أحد
لو ألف رجل طلبوا يديّ
في جنّتي النّاس لا يتزوّجون
في جنّتي النّاس لا يتقيّدون
في جنّتي النّاس لا يسجنون
في جنّتي الحبّ ليس له الأبيض والأسود
له طعم الفرح
له ألوان قوس قزح
فالحبّ عشق وبرق
ومن أنت حتّي تعلّب البرق
وتسجن البرق
وتحبس البرق
حتّي يصبح حرق
من أنت حتّي تعلّب الكلمة
حتّ تصبح خوف ورعد
الرّجل ليس هو من يمسك الحمام
ويسجنه في الأقفاص لأجل الإستعباد
وحبّ النّعاس وحبّ الموت والإفلاس
إنّما هو من يجعل الحمام
يناشده الوفاء والإخلاص
بكلّ ثبات
ويختاره من بين كلّ الرّجال هو بالذّات
الطّيّبون للطّيّبات
والخبيثون للخبيثات
كلام الكتب السّماويّة المقدّس
كلام الآيات
قل لي بربّك هل في السّجن كلمة
قل لي بربّك هل في السّجن حقّ
قل لي بربّك هل في السّجن حبّ
أخرجني من جنّاتك
فقد قلّ المعاش وإحترق الفراش
ولم نعد نقدر حتّي على النّقاش
كن صديقي
فأجمل ما في الحبّ الصّداقة
كن رفيقي فأجمل ما في الحبّ الرّفق
كن نهرا كن بحرا كن سفر
سأبقي معك إلى أن ينام القمر

القاهرة أمّ الدّنيا

مصر القديمة تذكّرني بالفراعنة وكيف كانوا يعبدون الشّمس
ويعبدون الضّياء والنّور
وقد بنوا لهم بيوتا يدخلها الضّوء من كلّ الجوانب
إزدهرت حظارتهم وأصبحت بها مصر أمّ الدّنيا
حين منعوا ضوء الشّمس على النّساء
أصبحت بيوتهم بدون نوافذ
الأميرة ملكا لفرعون، ملكا خاصّ له
نجمة فرعون هي لفرعون
شجرة فرعون هي لفرعون
لا حياة لها إلاّ تحت سلطته وسيطرته
نجمة فرعون عليها حراسة مشدّدة كي لا يراها أحد
إذا المنازل بدون نوافذ والملكة في الدّاموس
ولكي يبني القصر الجديد للملكة العزيزة على قلبه
عليه بالعبيد يحملون لسيّدهم الحجر من بعيد
وهذا الحجر يجب أن يكون من الصّنف الكبير
كي لا ينهار بيت فرعون العظيم
ماتت الملكة وإلي حدّ هذا اليوم وهم يحفرون
في التّراب ويبحثون عن آثارها
ماتت الملكة نعم ماتت ومات فرعون
لكنّ الحجر لا يزال حتّي الآن حيّ يرزق
يدلّ على طبيعة صاحبه وبانيه ومؤسّسه ومهندسه
فما أكبر قبرك يا فرعون وما أكبر جبروتك
وما أكبر الحجر الّذي حملوه لك لأجل الحبّ العظيم
هؤلاء العبيد المساكين إنّه حجر جدّا مخيف
أنت قاهر ومتجبّر ومتسلّط أنت أعحوبة
في القهر والظّلم والجبروت
لاا تزال آثارك ساكنة في النّفوس إلي حدّ هذا اليوم
لا تزال آثارك تدلّ عن سوء تصرّفاتك
لا يزال قهر النّساء والأطفال لحدّ هذا اليوم
لا يزال الطّغيان لحدّ هذا اليوم
ماذا فعلت بجسد محنّط خال من الحبّ
هل إستطعت أن تحنّط الرّوح لكي تبقي على عهد حبّك
أنت تصنع حجرة فوق حجرة لتبني للملكة قبر بلا نوافذ
كي لا يدخل لها الهواء والنّور
والملكة تصنع حجرة فوق حجرة
لترحي القمح وتصنع به الخبز لأبنائها
الموت مقابل الحياة
الفعل مقابل القول
أنت تصنع لها الموت وهي تصنع لك الحياة
أيّكما أجدر بالإحترام والتّقدير
ذاك الحجر الكبير أيّها الفرعون العظيم
الّذي كان يحمل على أكتاف العبيد
من بعيد لأجل بناء قبر الملكة
تحوّل شركات عابرة للقارّات
كلّ شركة هي حجرة كبيرة لبناء قبر فرعوني جديد
على أكتاف العمّال والفلاّحين والصّناعيين
شركة كبيرة أو حجرة كبيرة نفس الشّيئ
الهواء لا يجد من أين يدخل للملوك ولا النّور
فكلّ واحد في هذه الحياة يحفر قبره بيديه
لكنّ الحجر يفرّق، هناك الحجر الثّقيل وهناك الحجر الخفيف
إنّما الأعمال بالنّيات
الحجر الكبير لفرعون وأتباعه
أمّا العرق والهواء والتّراب الرّتب فهو للعبيد
اللّذين لا يملكون شيئا على الإطلاق،
هؤلاء هم أبناء الشّمس الحرّة، هؤلاء التّعساء
الّذين لا يملكون إلاّ عرق جبينهم
وحبّهم للعمل الّذي أصبح مفقود بفعل سياسات
الفراعنة الحكيمة
النّاس حين تطغي الفراعنة لا يجدون العمل والخبز والماء
ماذا سيفعلون هولاء الأبناء سوي الحفر في قبر فرعون
والبحث عن أمّ حنونة مانحة الخبز والحريّة للأبناء
الأبناء لهم العرق والتّعب المثمر
أمّا فرعون له الحجر المتصبّب بالعرق، المستعصي على التّكسير
حياة وحظارات لا نفهمها لأنّ دور المرأة فيها مخفي في الظّلام
فهل يفهم فراعنة الأمس واليوم أنّ الحبّ يموت في المملكة والملكيّة
ويموت في جوّ السّلطة والتّسلّط وينطفئ شعاعه في الظّلام ويذوب
من عمل مثقال ذرّة خيرا يره ومن عمل مثقال ذرّة شرّا يره
أنظروا قبور الفراعنة بالأمس ألا تشبه قصور الفراعنة اليوم
بإسم من ذاك القبر؟ بإسم فلان رحمه اللّه كان رجلا صالحا وطيّبا
قبره ضياء إلى حدّ هذا الزّمن
بإسم من ذاك القبر؟ بإسم فلان...
لا أحبّ أن أكمل شيئا عن ظلام القبور
لكنّى أريد أن أقول للفراعنة الّذين لا يملكون الرّحمة في قلوبهم
أنّ الدّنيا تعلّمنا من خلال عمليّة الحصاد أنّنّا حين نحصد الحبوب
ندرسها جيّدا ثمّ نلقيها في الهواء الطّلق لكيت نفرز النّعمة من القشّ
ثمّ نجمع القمح لنصفّيه، ثمّ ننقّيه من التّراب والحجر، ثمّ بعد رحييه
نعيد تصفيته ليكون خبز صالح للإستعمال مغذّي للرّوح والوجدان
أمّا عن القشّ نجمعه لكي نطبخ به الخبز للأبناء
والتّراب والحجر نرميه في الأرض ونحافظ على القمح الجيّد لنفوسنا
هذا كلّه ينطبق على الإنسان وعلى الحياة أيضا
السّماء لا تحبّ إلاّ الإنسان الجيّد قولا وفعلا
ومثل هؤلاء النّاس يشعرون بالنّعيم يغمرهم من الدّاخل
حيث هذا النّعيم يضحك من عيونهم لأنّهم سعداء بما يفعلونه لأجل
الأرض والسّماء هم أغنياء بالحبّ وليس بالمال
الحقّ هو ماء الحياة
الحبّ هو خبز الحياة
الحريّة هي كلمة الحياة
هل للفراعنة ماء الحياة
هل لهم خبز الحياة
هل لهم حريّة
لا يعرفون إلاّ القتل لذلك غرقوا في الدّموع
ولم يبقي منهم إلاّ هول ما فعلوه بالعبيد والنّساء
الفرح في هذه الدّنيا مكتوب بالمقلوب
فالأمّ هي نور الكون وليس الآب

lundi 24 mai 2010

العذاب

من عذّب إمرأة في بلدي فهو في العذاب
من سجن إمرأة في بلدي فهو في السّجن
من قهر إمرأة في بلدي فهو في القهر
من أذلّ إمرأة في بلدي فهو في الذّل
حبّوا النّساء، حبّوا النّساء، حبّوا النّساء
أمّ وأخت وإبنة وصديقة
من الصّباح حتّي المساء
لا شيئ أنتم يا رجال بدون نساء
هنّ عنوان فشلكم وعجزكم وعنوان العياء
هنّ عنوان مجدكم وعنوان الرّخاء
من أناملهنّ يصنع الشّهد
من كلمتهنّ يخلق الفهد
المرأة ليست مكنسة غبار
المرأة بكلّ أشكال حبّها لكم
ليست عار

هي موجودة منذ الأزل
وأنتم لا تصنعون بها
إلاّ الموت والدّمار

ماذا؟ ماذا؟ ماذا؟ ماذا؟
أنتم بدون نساء
نارا كنتم معها هي سلطة وعذاب
ماءا كنتم معها هي دموع معكم
هواء كنتم معها هي حمامة معكم
ترابا كنتم معها هي دجاجة معكم
الدّيوك لا تقدر على الطّيران
في الهواء الطّلق بدون النّساء
ماذا أنتم بدون رقّة وحنان النّساء
من كثر العذاب
هذه الملائكة صنعت لها أنياب
من كثر القهر
هذه الشّريفة أصبحت تصنع العهر
من كثر البكاء خلقت لها إبن من البحر
بدون آب

تحمّلت لأجل إبنها العزيز عار الزّناء
هل تعلمون ما هو حبّ النّساء
ما هو حريق وعذاب
الأمّهات لأجل الأبناء
المرأة ليلكم ونهاركم
المرأة موتكم وحياتكم
المرأة
ذلّكم وقهركم وعذابكم وتشرّدكم
المرأة
مجدكم ورقيّكم وحظارتكم وحبّكم
وتحرّركم
في صورة ما إعترفتم بحقّ
الأمّهات والأبناء
في العيش المكرّم والمقدّس
حبّوا النّساء ليل ونهار
لكي تفهموا ما معني النّساء
حبيبتي ثوبها ممزّق وأنت تلعنها
حبيبتي جسدها عاري وأنت تلعنها
حبيبتي لا تقدر بدون حضورك معها
أن تنظّم وتنظّف الدار
حبيبتي قتلها الخوف والرّعب والتّسلّط
حبيبتي لا تقدر وحدها ان ترقّع البنوار
الذّي مزّقتموه للأجل الإغتصاب والفتوحات
تمزّقت وتمزّقتم معها
تشرّدت وتشرّدتم معها
تعذّبت وتعذّبتم معها
أغتصبت فأغتصبوكم معها
حبيبتي أصبحت ذئبة
فكيف تحنّ الذّئبة على الخرفان
حبيبتي أصبحت فهد
فكيف يحنّ الفهد على العصيان
حبيبتي من كثر عذابها
طالت أظافرها وتحوّلت قطّة
فكيف تحنّ القطّة على الفئران
حبيبتي متسلّطة جدّا
وذاك جزاء ما تفعلونه أنتم
في النّساء
حبّوها ولو كانت لكم ليل وخوف
فهي في منطق الحبّ قمر
يرنو للضّياء
المرأة مجنونة لأجل الجنّة
الّتي تجري من تحتها الأنهار
أنهار الحبّ والإعتراف
بالحريّة للأحرار
متعطّشة للحريّة والحبّ
عطش الصّحراء للماء والخضر
هل هي في الجنّة أم هي في النّار
وهل كلّ ذاك الحبّ
لا يسوي إلاّ دينار
إفهموا النّساء وتعاونوا لأجل السّلام
فبأصواتهنّ يغرّد
في الجوامع والكنائس
هذا الحمام
المرأة حمامة
فهل تفهمون معشر الرّجال
ما معني حبّ الحمام
حبّ الحمام صدق ووفاء
وتكامل في العقل والشّعور
وليس بيع وشراء بالمال
وليس زناء
حبّ الحمام عشق وليس زواج
حريّة وليس ملكيّة
برق وليس رعد
حبّ وليس رعب
فلماذا تكتّفون وتسجنون
لأجل مصالحكم هؤلاء النّساء
صحّتكم النّفسيّة والعاطفيّة والعضويّة
والإجتماعيّة والسّياسيّة
والفنيّة لا تكون جيّدة ومثمرة
إلاّ بصحّة النّساء
المرأة كائن حسّاس جدّا
كلمة تقتلها وكلمة تحييها
فما بالك الغدر والخيانة
والضّرب والتّعذيب
والإهانات
المرأة خلقت لتكون عاشقة للحياة
من خلال الحبّ والحريّة وليس كارهة للحياة
من خلال السّب والضّرب والحرب
والملكيّة
ما ملكتم من إمتلاك حبّها بالغصب
إلاّ الشّقاء والعذاب
ليس من حقّكم أن تحاسبوا النّساء
على ما يفعلنه معكم بل الأجدر
أن تحاسبوا أنفسكم أوّلا
على ما تفعلوه أنتم مع النّساء
سيّدي الرّجل
هل للمرأة حياة حرّة خارج مملكتك
وهل لك أنت حياة حرّة خارج مملكتها
يوم إمتلكتها إملكتك
ويوم سجنتها سجنتك
ويوم عذّبتها عذّبتك
ويوم قهرتها قهرتك
ويوم ذلّلتها أذلّتك
فأصنع معها المساواة والحبّ والحريّة
إن كنت فعلا تعشق معها الحياة
فحتّي إن كان اللّه هو الهواء
فهو مظطرّ أن ينجب الإنسان
العقل والشّعور والكلمة
والأصابع العشرة عن طريق المرأة
هل اللّه خلقه الرّجل
لكي يخيف به المرأة؟
ويفعل بها ما يريد؟
هل جننتم حين تفكّرون في جنّة
في الأرض والسّماء بدون حبّ المرأة
الكبير والعظيم
ظلمكم لها بلغ
تسعة وتسعين فاصل تسعة وتسعين
في المئة
لذلك نحن في اللّيل والظّلام والتّخلّف
والجهل والعبوديّة والسّجن
تحت لهيب الشّمس الغاضبة
على الجميع
بدموع البحر الكبير والعظيم
هل يبكي الرّجال
لأجل الحب والحريّة والحقّ
كما تبكي النّساء
البحر مرآة الصّحراء
حوت يأكل حوت
وقليل الجهد يموت
البقاء لسمك القرش
وعشّاق المال والقرش
هذا هو منطق حقوق الإنسان
والحريّات والجنّة والحياة
الفقراء يموتون
ويبقي التّراب الحنون
للأغنياء والغنيّات
للأسياد والسّيّدات
كم هو التّراب حنون لمن لا يعقلون
ولا يشعرون ولا يبصرون
تأتيهم الأموال سهلة بدون أن يشقون
ولا يعملون ولا يكدّون
الموت نفسه يكبّهم سواء
لا فرق بين إمرأة ورجل
ولا فرق بين الرّئيس والمرؤس
هناك عبيد لأجل الأسياد يتحمّلون
هناك عبيد سود لأجل الأسياد يشقون
ويتعذّبون لعلّ أسيادهم يرضون
فهم أبدا أبدا على العبيد لا يرضون
كيف يرضون فقد خلقوا هؤلاء العبيد لأجل
أن يعملوا كالحمير ويسكتون
العبيد يخافون من الأسياد يرتعشون



samedi 22 mai 2010

جميلة وتاريخها العريق

أتعبتها الوجوه الّتي فقدت حيويتها
أتعبها اللّيل وعواء الذّئاب
في الحجرات الثّلاثة المقفلة
كلّ حجرة يخرج منها أشخاص بائسون
فكّرت أن أسألها
رجوتها وطلبت منها جواب
قالت الذّباب ينطّ على الكلّ
لأنّ الحبّ محروق لأنّ الخبز محروق
البؤس باد عليهم
بعضهم ينتبه إليّ
وأكثرهم لا ينتبهون
عميان لا يبصرون
أيكون أحدا منهم قد خدعك وسخر منك
بذلت مجهودا كبيرا لأجله
تحمّلت لأجله الثّقل
رزقته وساعدته بما أقدر عليه
الأنبياء ليسوا في حاجة لمن يعلّمهم
ومن يساعدهم
النّبوءة تأتيهم جاهزة
وليس للنّساء في ذلك أيّ دور
يا لهذا الزّمن لم يبقي منهم إلاّ
إمرأة تعيسة رفعت
رأسها إلي السّماء من ظلمهم

السّادة مشرّدون والنّاس يصرخون
ليسقط الظّلمة ليسقط الخونة
ما أكثر النّمل في قلعة الأندلس
ما أكثر النّاموس في الصّحراء
ما أكثر الفئران في مطمور إفريقيا
باجة
ما أكثر النّهب والإغتصاب
ما أكثر التّسلّط والعذاب
لا أعرف شيئا عمّا تحكمين به
هم يعرفون حكاية خديجة
زوجة الرّسول الأولي
إسألي سيقولون لك كم رقم قبرها
تلك الميّتة ذهبت للعالم الآخر
مقدّسة مكرّمة
لقد ماتت وأشعل النّار في فراشها
واليوم الباشا يتزوّج من جديد
بعروسة أخري صغيرة
من هي العروسة الجديدة
عائشة من لا يعرف عائشة
إبنة التّسعة سنوات
كنت حزينة لأجله
لأنّي كنت أعتقد فيه الوفاء
لكن اللآن زالت كآبتي
كان يوهمني
أنّه هو المعلّم
هو اللأعدل، هو المتفوّق
خديجة هي تلك المرأة الّتي تقوم
في الصّباح الباكر تعجن الخبز على النّار
لتقدّمه مع الحليب وزيت الزّيتون والعسل
لحبيبها المختار كي يكون سيّد من الكبار
أتراها خديجة تزوّجت رهبان مقطوع الظّل
لا يؤمن بمعاني الصّدق والوفاء
يرقب اليوم الّذي تموت فيه
لكي يرث مع عائشة الجنّة والجنان
بعدما ماتت خديجة أصبج الحبيب
يحلم بأخري
والحمام يذكّره بالحبيبة المكرّمة والمقدّسة
والنّساء حوله يسألنه عن معني الحبّ
وهو يفسّر بعدّة طرق تقديرا لذكائه
شقراء يفضّلها عن السّوداء
زانية يفضّلها على الشّريفة

ويستلقي معهنّ تحت الياسمينة في اللّيل
وتحت الشّجر
تلك هي العدالة الرّجل له في الإرث
حقّ أنثتين
وله في الحبّ ما طاب له من النّساء
وفي الحريّة إمرأة رائعة الجمال
تقول له إن خفتم آلآ تعدلوا فى المال
والحبّ فواحدة ولن تعدلوا
الباشا يفهم النّساء ولا يفهم الشّجرة
يفهم الأنانيّة ولا يفهم الحمام
والعبيد تحلم بعصافير الحديد
للباشا لكي يطير يطير مثل العصافير
ذكريات الأفخاذ والنّسوان الجميلة
والصّدور النّاهدة
والمال الحرام
جعلته في حالة إفلاس تام
لا تلوموا الباشا فقد قال عن نفسه
إنّني نبيّ أميّ

فيما بعد أدركت أنّه على حقّ
فقد إهتدي للفلاحة والرّشاد
إلي الملجأ الخيري
فعائشة هي الأرض الصّغيرة
الصّالحة للرّسول الكريم
الأمّة إنعكست عليهم تشوّهاته
ثيايهم تفوح منها روائح
الغدر والخيانة والأنانيّة

أهو جاء من جديد ليتعلّم أم ليعلّم
لا هذا ولا ذاك
جاء ليعيش حياته كما كان يحلم بها
جاء لأجل الجنّة
الّتي تجري من تحتها الأنهار

جاء ليحفر الماء في الصحراء
ويأخذ الماء العذب بالعذاب
من عرق جبينه
لم أعد أحقد عليه
لأنّ العمل والتّعب الذّي عاشه يشرّفه
ويرفع من شأنه
طباع الرّجال لها معاني اللّيل والنّهار
لها معاني العبوديّة والحريّة
في لعنة المرأة الجميلة والقبيحة
الرّجال يرفضون التدخّل في شؤونهم
فكلّ واحد يعتنق نصيبه من الحياة
عبدا يشتهي أن يكون حرّا
وحرّا يشتهي أن يكون عبدا
واحد يتحكّم في رغبات الجسد
وآخر لا يقدر على ذلك
واحد يقدر على الصّدق والوفاء
وآخر لا يقدر
الباشا لم يعلّم لللأبناء
دور الكلمة الملكة
في حياة كلّ إنسان
أنا أحترمه مهما جفا أحدنا الآخر
الصّحراء الآن تفوح برائحة النّد
نادت شهرزاد في تونس
والحبّ مباح من المساء حتّي الصّباح
والّتي تستعصي عن الحبّ
المال هو

ثمن حبّها اللّذيذ والجميل
عزاء أو جزاء
أخذ أو عطاء
لا معني في الصّحراء للوفاء
ولا معني للخيانة
الجميع أحرار
بأمر الحبّ العظيم
هذا حكم الحاكم
وليس حكم المحكوم

الحرّ حرّ والعبد عبد
وأنا من أنا
حكايتك تشبه النّاقة خديجة
أنت روح محروقة بسبب المال
عوض أن تعطي لزوجك المجنون المال
فضّلت أن تحفري معه
الصّحراء لأجل الماء
لعلّ الماء يطفئ الحروق
والجروح ويروي العقول اللاّهبة للمال
المال الّذي أخذه في السّابق
ليصنع به المجد والحظارة
كان مال حرام ليس من عرق جبينه
وكنت له إمرأة جميلة وغنيّة
والجمال الفائق والمال الحرام
فتنة ولوعة وإجرام
لذلك إنتهت الأرض
العروس إلى كابوس
البناء بالمال الحلال وعرق الجبين
البناء للفلاّحين والعمّال
نسائكم حرثكم والحرث شقاء
وليس مال حرام وزناء
الحرث كلمة صادقة
وليس كذب ونفاق
كلّ إنسان له موهبة
وكلّ إنسان له الحقّ
في تعليم جيّد
وأكل جيّد وصحّة جيّدة
ومسكن جيّد
وراتب شهري جيّد
لكي يكون العمل مثمر وجيّد
عمليّة البناء تبدأ
بالإنسان المهشّم على كلّ المستوات
وتنتهي بالأرض أوّلا
ثمّ السّماء
بالمساواة أوّلا ثمّ الحريّة
بالشّجرة أوّلا ثمّ العصفور
يكفي من العمل لأجل الشّيطانة والشّيطان
إعملوا لأجل الإنسانة والإنسان
إعملوا لأجل الجنّة والنّعيم بعرق الجبين
والمال الحلال
ولا تعملوا لأجل الجحيم
بالظّلم والإستغلال
إعملوا لأجل حياة أبديّة
و لا تعملوا لأجل موت أبدي
فأنّ الشّمس فوق الجميع والمطر
فالجنّة والنّار
فوق لسانكم وبين أياديكم
اللّه لا يظلم العبيد
ومن ظلم فلم يظلم إلاّ نفسه
فكلّ ما تعملونه من خير أو شرّ
يولّي عليكم
بسواعد الأحرار
من سواعد أبناء تونس الأحرار
في الدّاخل والخارج
يكون بناء الإنسان التّونسي المجد
والوطن التّونسي المجد
وطن الأمن والأمان
وطن الكرم والجود
وطن الزّيتون والنّخيل
قولا وفعلا
تونس لها عطش كبير
لأبنائها الأحرار المهاجرين
في حاجة لمالهم
وسواعدهم
وكلمتهم
الوطن كبير ويرفع الكلّ
تونس قادرة أن تعيّش أبنائها
بالقمح والشّعير والماء والملح فقط
أبناء تونس قادرون أن يسعدوا بعضهم
البعض بالكلمة واليدين فقط
بالفنّ الجميل والسّياسة الحكيمة
عن طريق الإتّحاد والحبّ الجميل
والصّدق والوفاء الجميل
والتّراب والهواء العليل
يكفي من السّرقات ونهب الأمومة
والوطن لأجل النّفس الأمّارة بالسّوء
سقط الظّلم والإستغلال عن تونس
بدماء الأحرار
ونبضة قلوبهم الصّادقة والوفيّة
العلم يرفرف بدمائهم فلّ أحمر
وياسمين
أيّتها الغالية تونس
أيّتها الفقيرة
أيّتها المسكينة
أيّتها الحزينة الشّاردة
أيّتها الحمارة
البارحة السّواعد واللأفكار واللأشعار
لأجل الحرب
لأجل الموت لأجل اللّيل لأجل الذّئب
أمّا اليوم الأفكار والأشعار
لأجل الحبّ لأجل الخرفان
البارحة كنّا نعمل لأجل الإستغلال
واليوم علينا أن نعمل
لأجل حريّة الإنسان
بالكرامة والإستقلال
البارحة لأجل المال
اليوم لأجل الجمال والكمال
البارحة ليل
واليوم نهار
الأيادي لم تخلق للتّصفيق
على الكذب والنّفاق
ولا اليمين واليسار خلقوا لأجل
أن يتحاربوا ويتقاتلوا
إنّما خلقوا لأجل التّعاون
وخلق الجنّة
في الأرض والسّماء
ما معني يد يمني بدون يسري
ما معني يمين بدون يسار
هذا التّراب من زرع فيه قمحة
يحصد سنبلة
وهذه الكلمة من زرع بها الحبّ
يحصد قصيدة
وهذه الأيادي من زرع بها الخير
يحصد خير
الذّنب ليس ذنب الحاكم وذنب الذّئب
وإنّما ذنب الخرفان التّي لا تفهم
أنّنا لا يجب علينا مطلقا أن نبيع الأمّ
ونغتصب الأمّ
ونبيع الوطن ونغتصب الوطن
كلّنا مرضي متعبين
لأنّنا لا نفهم أنّ الأرض والكلمة والأمّ
لا يمكن بيعهم لأجل المال
لا نعرف كيف نقول لا
ولا نعم
نحن تحت التسلّط الغاشم كالحمير
نستحقّ نعم نعم نستحقّ
لأنّنا كفرنا بمن ماتوا لأجلنا
ودفعوا الأرواح والدّماء
العلم أمامكم أكثره دماء طاهرة
تخفق بها القلوب
فشدّة السّلطة
من شدّة الذّل والخوف
القوّة ضعف وجبن وخوف
والخوف ذلّ وسقوط في الهاوية
أحبّائي من لا يعمل لأجل الشّجرة
أين مكانه
من ليس له حلم المساواة والحبّ والحريّة
مع المرأة من يكون
إلاهي هل أنت عدالة؟
نعم والشّجرة دليلي
هل أنت حبّ؟
نعم والإنسان دليلي
هل أنت حريّة نعم؟
والعصفور دليلي
إلاهي هل أنت فرح
نعم ودليلي الشّمس والمطر وقوس قزح
ماذا أبقيت لنفسك إلاهي
أبقيت لنفسي الموت
وميم الوجع والألم
إلاهي للمرأة والرّجل
الأصابع العشرة والكلمة
فكيف العباد لا يعشقون

jeudi 20 mai 2010

الحقيقة والحياة أضغاث أحلام

تونس منارة ، تونس تاج الأوطان ، تونس بلد الحبّ والحرب
بلد مشوّش خائف راجف أشرب
من صومعته وكنيسته هديل الحمام
بلد الشّهامة والبطولة والفقر والجوع والأوهام
أكابد بمزج القمح والشّعير ومزج الملح والسكّر
ومزج الزّيت والعسل
ومزج الصّلاة بالخمسة
ومزج الميلاد والمولد بالعشرة
ومزج السّيجارة بأصابع الإنتصار
ومزج الرّكعة والكأس باليمين واليسار
لا أبالي بسرّ سماويّ مستعدّ أن يشاع
سرّ مشترك مثل قهوة الحليب الصّباحيّة
حليب وبنّ وسكّر
وثلاثة أديان نشتمّ منهم رائحة الموت والفناء
هم الثلاثة في تونس الحبيبة
صباحكم جميل يا أهل بلدي الطيّبين
صباحكم زيت وحليب وعسل
في منامي زارني السيّد المسيح عليه السّلام
وأعطاني صناديق من المال موقّعة بالعلم التّونسي
قال لي هذا المال ثمن الدّماء إنّه لأجل البناء
لم أعرفه كشخص ولكنّني
قلت له هذا العلم كلّه دماء نريده أن يرفرف أبيض
أحسست أنّ شيئا ما سوف يحدث في البلاد
رواية الإنكسار في إسبانيا والأندلس
رواية الإنكسار في السّماء للإنسان العصفور
بعد طول شقاء وعذاب وموت
وهزيمة المسلمين الكبري والمسيحيين
هزيمة الحرب والحبّ
والأبطال التّي دفعت الرّوح والدّم لأجل ذاك المجد
حصان أحمر وأبيض وخنجر مطويّ
ماذا تريد بي سيّدي
تقتلني لكي تتلذّذ تخيفني لكي تتلذّذ
تحرقني تشويني وتطبخني لكي تتلذّذ
جريمة صادرة عن يأس
تريدني أن أعبد الأموات في الحجر
في الوهم والقبر
في الكنائس والجوامع
وأقتل الأمّهات والأطفال
بعصفور من حديد ودبّابة
هل قلوبكم من حجر أو من حديد
المرأة الّتي تقتل كلّ يوم في القدس
هي أمّ الإنسان الشّريفة
المرأة التّي تحرق كلّ يوم بالغاز
هي أمّ الإنسان المكرّمة
بكم سأبيع لك أمّي ودموع أمّي
وحرقة أمّي لأجل الإنسان
بكم سأبيع لك تلك الّتي خلقتك من عدم
وأنجبتك بالصّراخ واللألم
كم ثمن النّاقة وكم ثمن الحمامة
ثمنهما روحي أنا وجسدي أنا ودمي أنا
والمال والحرب لا تنفع في زمن الإنكسار واليأس
والأنانيّة لا تنفع أيضا
المرأة لها حقّ في الحياة
الأمّ لها حقّ في الحياة والحريّة
قد يكون ما يجب أن يكون
لنترك المجال لمن لهم الأمل في الحياة
رغم أنّه لا مجال ولا وقت لإقناعهم بالتّوبة
سيّدي المسيح والرّسول أنتما الإثنين أصدقائي
أموات أو أحياء نحن معا لأجل الحقّ والحبّ والحريّة
لأجل شعب الأرض والسّماء لأجل الحبّ والعشق
طفولتكما في إشراقة الحبّل
لكنّكما تعيشان ذكري حصار وهمي
غرام زاركما ضوءا وكلمة
قيّدته أخطاء كثيرة وجنون فات الحدود
الإنسان الحلم أصبح صورة متحرّكة أصبح آلة
أخطاء كبيرة لا تحصي و لا تعدّ
لا تعرفان وحدكما كيف تفتكّان منها
فرق كبير بين الحرب والحبّ
فرق كبير بين الآلة والإنسان
غريبين أنتما والخوف يخدّر حواسكما
فتشردان وتغيب الرّوح في الحزن والظّلام
اللأصدقاء لا يتعدّون بأصابع اليد
هل تذكر سيّدي المسيح والرّسول ذات ليلة
ضاع فيها برنامج دواء
تلك اللّيلة كانت تقريرا
لمن سيهاجر ومن سيبقي في تونس
تلك اللّيلة كانت رأس السّنة الميلاديّة والهجريّة
أتذكران كم إستمتعنا بالنّشيد والغناء
الأرض مباركة والسّماء نبيهة
هكذا قلتما لي
الأرض أمينة والسّماء حليمة
نعم نعم السّماء والأرض يعلمان
أنّكما من اليسار الملحد
لا تؤمنان إلاّ بالنّبيذ القارس المعفّن
هاجر صديقك إبن الصّحراء
فماذا أنت فاعل بماء البحر المالح
صديقك هاجر لأنّه لا يؤمن بالصّداقة
ولا يؤمن بالصّحراء
هو الّذي أمرني أن أشعل النّار في الصّحراء
نظرت إليه في أسي
قال أرجوك لا تناقشيني في شيئ عن ذاك البلد
ذكريات حياتي كاملة تتلاطم بها
الأمواج والعواصف دون رحمة أو ندم
إحمرار وجهه يعكس إنفعاله الشّديد
لا يشرب الماء إلاّ إذا فرغ النّبيذ
يقول ساخرا المال للوحوش والماء للضّفادع
طلب منّي الطّلاق
قلت أطلّقك بشرط
حقّي وحقّ أبنائي في العيش الكريم
قال بلد حقوق الكلاب والقطط تضمن
لك هذا الحقّ بشرط الطّلاق
يبكي كالجمل بغير دموع
لم أكن أعلم أنّ البعير تبكي حين ينحروها
أدركت أنّه يعيش معي في فراش الألم والأنين
ويريد فعلا أن يطّلقني لأجل المال
إنسان عاجز على قيادة زورق في هذه الحياة
يحتوي على خمسة أشخاص
ليتني أري هذا المسيح أو هذا الرّسول
الّذي جعل نفسه إلاه
تحت الشّمس والمطر والكلمة
اللّعنة كيف تعرّفت عليك يا إبن الصّحراء
كم هو رخيص هذا الحبّ يباع ويشتري بالمال
لو قدّر لك اللّه أن تعيش لحدّ هذا الزّمن
تري أيّ لذّة وأيّ حسرة ستشعر بها
الإنسان متجدّد على الدّوام
لكنّ الصّحراء هي الصّحراء
لقد تهرّأت من الحبّ الهارب منها بما فيه الكفاية
حتّي بدأنا نغرق في الدّموع والنّار
زارني السيّد المسيح عليه السّلام
وأعطاني المال لأجل أن يقهر به
فكرة الموت في الأرض والسّماء
قلت له
ما معني وخلقناكم كأسنان المشط
كلّنا أبناء تسعة شهور أليس كذلك
قلت له: ما معني وخلقناكم درجات
درجات في الفكر والشّعور لكي يعمل كلّ إنسان
العمل الّذي يحبّه ويقدر عليه أليس كذلك
قلت له ما معني حبّوا لغيركم ما تحبّونه لأنفسكم
قال الحرّ هو الّذي يتفاني في خدمة الأرض والإنسان
ماذا نفعل لكي نقهر فكرة الموت
نفهم ما معني حقّ المرأة في الحياة
و ما معني حقّ الأبناء
ونعمّر الصّحراء ونملأها بالسّكان
فلا فرق بين إنسان وإنسان
ونبني بيوتا تدخلها الشّمس والهواء
ولا نناطح السّحاب كما تفعل الفراعنة الآن
على أساس أنّنا خالدين
كلّ بيت فيه حديقة
فلا يقهر الموت إلاّ تعلّقنا بالحريّة والحياة
أمّا المال فهو ليس لأجل محمّد
فلا المال ماله
ولا الأرواح أرواحه ولا الدّماء دمائه
الإنسان لا يملك إلاّ ما فعل لسانه ويداه خيرا أو شرّ
محمّد رجع لأجل أرض بلا حدود ولا قيود
فهو يقول الحرّ لا يلدغ من جحره مرّتين
المال هو سبب تعاسة الإنسان
لا ينفع الرّكوع على التّراب بدون فائدة
الصّلاة معناها منذ فجر التّاريخ مساواة
والآذان منذ فجر التّاريخ يدعوا للفلاح
والأعمال الصالحة للإنسان
والصّيام معناه الإحتكام في النّفس
وليس الحكم بالجوع على الفقراء والمحرومين
تونس بلد الزّيتون وقد حباها عاشقها
بجامع الزّيتونه المعمور
بلد الحرب والحب وقد حباها عاشقها
بروائح الفلّ والياسمين
تونس بلد الفنّ النّاس فيها يصنعون بأناملهم
وأفواهم الشّهد
تونس عذراء شهيدة
كلّما إغتصبوها إلاّ وزادت إسرارا
على حبّ الحياة والحريّة
أحبّ البلاد كما لا يحبّ البلاد أحد
صباحا مساءا وكلّ صباح وكلّ مساءا ويوم الأحد
صدقت أيّها الشّاعر العزيز
أمثالك أبدا أبدا لا يموتون
تونس بلد الأنبياء واللأحرار
إنّها البلد الّذي تطلب منه الشّمس
أن يصنع الشّهد في الصّحراء بأنامل أبنائه
فلا يتحرّر أحد إلاّ بذاك النّظام المقدّس
نظام النّحل في الصّحراء العذراء
كلّ جنس حيواني هو حظارة
وكلّ شجرة هي حظارة
وعوض أن نحفر لأجل الغاز والدّم
نحفر لأجل الماء
لنا مائدة مائيّة في الصّحراء
كأنّها الصّفاء والمروة
يستلذّ بها النّبات والإنسان
ولنا صحراء كبري تتغنّي بالماء العذب
جنّة تجري من تحتها الأنهار
كما قال القرآن العظيم
وأبناء تونس الكرام ورؤوس أموالهم
في الدّاخل والخارج
قادرة أن تموّل الفلاحة والصّناعة
الشّمس تعلم أنّ شعب تونس بالقمح فقط قادر
أن يعيش لولا الصّادرات والسّرقات
والنّفوس الجائعة والغير قنوعة
لا ينقصنا في تونس إلاّ برنامج دواء جيّد
لا ينقصنا إلاّ آب حنون وأمّ حنونة
لا يفرّقان بين الأبناء
نحن نغرق في الدّموع بسبب قساوة القلوب
وحبّنا الشّديد للمال
نحن بحاجة للمال لأجل المساواة
نحن بحاجة للحبّ لأجل الحريّة
أبناء الشّمس والضّياء والماء
هكذا هو حبّ الأمّهات
لا تبيع الكبد حتّي ولو إستحال لها
هذا البحر وهذه الصّحراء أموال
وأنا أيضا لن أبيعكما
حتّي ولو كدّسوا لي بإسم المسيح والرّسول
صناديق من المال
لا لشيئ إلاّ لأنّي أعشق الإنسان
وأ

mardi 18 mai 2010

الالعمل الفلاحي

ما زرعنا سنة بدون حرث
ما جاءنا شتاء بدون خريف
ما جاءنا ربيع بدون شتاء
ما حصدنا بدون ربيع مثمر
الحرث تجدّد
والخريف غضب
والشّتاء بكاء
الحصاد قشّ فارغ من النّعمة
ما بقي الحمل في بطن أمّه أكثر من عشرة شهور
وحين يولد يفرز له الخالق من نعمته حليبه
هذا الحليب هو أوّلا وقبل كلّ شيئ من الفلاحة
من الأرض إلي الأمّ
ومن الأمّ إلي الإبن والإبنة

اليوم نحن نرضع لللأبناء
حليب البقر المعلّبل

وهذا دليل على أنّ الأرض شحّت ونشفت
من العطاء
والأثداء شحّت ونشفت من الرّحمة

نحن في زمن اللأخطاء الكبيرة والكفر
نحن مع قسوة الأرض والسّماء
نحن نؤمن بالمال ولا نؤمن بالحب

السّماوي والأرضي
نحن كفّار شرقا وغربا

نحن نزرع فوق أرض حكّامها يمنعون الفصول
لا يسمحون بالحرث ولا يؤمنون بالتّجدّد
في اللأقوال والأفعال وجمال الحقول
حكّام لا يسمحون بغضب الخريف ولا بكاء الشّتاء
ولا يتركون الشّعوب تحلم بالرّبيع والحصاد الجيّد
حكّام قلوبهم من حجر
لكنّ الحجر يبكي عليهم وهم لا يبكون
شعوبهم غاضبة عليهم وهم لا يكترثون
يخزنون الأموال ويهرّبون
الحمل لا يبقي في بطن أمّه
أكثر من عشرة شهور

و هم لا يعيشون أكثر من مئة سنة
لكنّ الحاكم يبقي في بطن أمّه
يموت ويحيا في العذاب والشّقاء

الحاكم يتطوّر إلى التّهوّر والقمع أكثر وأكثر
هذا يعني أنّه علينا ألاّ نحرث
ولا نغضب ولا نبكي ولا نفرح وعلينا أن نبقي
في الموت لا نتحرّر لا أرضا ولا سماء
لأنّ الحكّام يقمعون الحرث والفصول
والقمح والنّعمة والعطاء

العصافير تستقبل ضوء الشّمس
بالأناشيد والفرح

ونحن حين نولد
نستقبل الضّياء بالصّراخ والبكاء

لأنّ السّماء حتّي وإن متنا أبطال وأحرار
ترجعنا للشّقاء

لأنّه يلزمنا أن نحقّق المساواة في الأرض
والحريّة في السّماء

لا يوجد في سمائنا إنسان عصفور
لا يوجد في أرضنا رجل قادر
أن يقود السّفينة الغارقة لبرّ الأمان

لا يوجد في سمائنا حلم حقيقي بالحريّة
لا يوجد في أرضنا حلم حقيقي بالمساواة
السّفينة تغرق بنا
لأنّ المركب لا يمكن أن يقوده عشرون ألف حاكم

هذه الأرض يلزمها حاكم واحد
الأرض ممزّقة أشلاء
والإنسان محكوم عليه أن يعيش بعمر
قصير
ثمّ يموت واللّه وحده يرجع للحياة من يريد

الإنسان أصبح لا يفهم الفصول الأربعة
والفصول الأربعة لا تفهمه
ولا تؤمن به جسدا وروحا
أصبح لا يؤمن بالعناصر الأربعة
والعناصر الأربعة لا تؤمن به
وجسدا وروحا
أصبح لا يؤمن بأصابعه الأربعة يمينا ويسارا
وأصابعه اللأربعة يمينا ويسارا لا تؤمن به
أصابع الإبهام طالعة نازلة
منذ البدء بدون جدوي وبدون فهم
الإنسان لا يزال مصلوبا في العذاب
على عود الشّجر

ولأنّه لا يفهم الشّجر والمساواة بين البشر
السّماء لا تقبله والهواء يرجعه
للموت والعذاب والشّقاء
ماذا نفعل نستسلم ؟
وحين نستسلم
من أين نبدأ من اللّيل أو من النّهار؟

من الصّحراء أو من البحر
نبدأ من الصّحراء
ونحفر الماء لكي لا نعطش

عطش الصّحراء قاسي ومرهق
الصّحراء في حاجة للفصول الأربعة
والعناصر الأربعة
والأصابع الأربعة يمينا ويسارا
وإن آمن آهل الأرض بالمال
فالمال عند اللّيل في بيت المسلمين
نعمة مصوّرة في الدّينار
أتذكّر يوما ذهبت فيه أنا وزوجي للصّحراء
كي نزرع القمح
لحقتنا هناك البركات

فكان شتاء ممطر
وإرتوت الأرض بعد طول جفاف

وزرعنا القموح وحصدنا وكان خير اللّه وافر
ثمّ حفرنا في الصّحراء بئر
كان ماءه حلو المذاق

وأصبحت الصّحراء بذاك البئر
عروسة تتغنّي بجمالها

الخضر على كلّ نوع وشكل
والغلال والخيرات
وكنت أعمل هناك بكلّ نشوة وحبّ
لكنّ آل قريش
وعشّاق القرش طبعهم صعب

لذلك غادرنا البلاد
ورجعت حليمة تغرّد في البئر كالحمامة
ورجعت الصّحراء
كما كانت صحراء جافّة وقاحلة

محمّد الآن محكوم عليه
بعشرة سنوات لا يدخل البلد

وأنا لا أرجع إلاّ معه
لأنّي بدونه أخاف الرّجوع لذاك اللّيل
وذاك الخوف وذاك الرّعب
كنت هناك أخاف من الخروج
لكي أشتري الخبز لأبنائي
لو لم يكن اللّه يطمئنني
ويقول لي أنت بريئة لكنت متّ من الخوف
فعوض أن يقتلني اللّه
أدخلني المستشفي لكي أرتاح
أنا لا أرجع لذاك البلد
إلاّ ومعي محمّد
أنا أؤمن به أنّه نور الأرض
لكن هو لا يؤمن

أؤمن أنّ معه البركة الأرضيّة
في إسم أمّه مباركة

لكن هو لا يؤمن
يعجبني في أفكاره الإجتماعيّة والسّياسيّة
لكن هو لا يعحب نفسه
محمّد إنسان لا يدّعي أنّه مهمّ
في هذه الحياة
وليس له إعتقاد أنّ النّاس هناك تحتاج إليه
حتّي أصحابه وأحبابه أصبح كافرا بهم
محمّد يشعر أنّه إنسان بلا شرف ولا همّة
هو في الهجرة يتألّم بصمت
لكن أسرار قلبه الدّاخليّة
لا يعلم بها إلاّ من بعثه خصّيصا
في تلك الصّحراء
كلّ ما أعرف أنّه كافر بالجوع والفقر والمرض
محمّد لا يعلم شيئا عمّا أكتبه
لكنّي أحمل عنه القرآن في يديّ اليمني
والإنجيل في يديّ اليسري
منهما تعلّمت ما معني الحريّة وما معني المساواة
وما معني عيشتهم هم الإثنين
في أهوال العبوديّة والخوف
والرّعب والعذاب والموت والألم
أنا لا أؤمن إلاّ بالرّسول والمسيح
أنا لا أؤمن إلاّ بالكلمة
والأصابع العشرة
والشّجرة والعصفور
أسياد الأرض والسّماء

lundi 17 mai 2010

جنوني

تفاقم جنوني فأدخلوني مستشفي الأمراض العقليّة،
لكي أعيش حياة رصينة ناسية كلّ شيئ
في المستشفي ركنت للبكاء

كنت أهذي وكانت صورة حمامة أمامي أحكي لها
كلّ شيئ عن همومي وكان يسكنني حزنا دائم

رأسي يدوخ دائما لأنّي لم أجد لذّة حقيقيّة في هذه الحياة،
رأسي مليئ بالمتاعب

يحدث لي مرّات هيجان ولا أعرف من هي المرأة الّتي تأمرني دون أن أراها
لا أذكر إلاّ نبضات قلبي الّتي تدقّ بها

أجد متعة حين أحاكيها في صمتها الجليل وكم يسرّني حين تدعوني للنّوم
إتّفقنا على حقيقة وهي أنّ الإنسان لا يعرف حقيقة نفسه إلاّ حين ينام
وهي الّتي نبّهتني أنّ إسم الأمّ قدوة للإنسان في الحياة
أحيانا تسكنني سعادة كبري بها وأحيانا يسكنني حزنا كبير، وفي كلتا الحالتين لا أتحمّل الموقف وأسقط في الإنهيار والإنكسار
أحيانا نظرتها ناعسة وطيّبة وأحيانا نظرتها شرّيرة
شلاّل أبيض وأسود أعيشه في حالات المرض معها
في ذهني دائما مكنسة غبار وخبز ولحم فوق النّار وإمرأة تحتجّ على كلّ الأوضاع الأسريّة والإجتماعيّة والسّياسيّة
وتريد أن تنتقم من كلّ من وضع المرأة الفلاّحة تشقي لأجل المرفّهين وتكنس أوساخ المرفّهين
إمرأة تعزّي نفسها على أنّ حياتها مع الإسياد شقيّة
وكلّما حاولت أن أنسي ينتابني كابوس ملازم للأسياد، لقد أشقوني وعذّبوني كثيرا
أشعر أنّي تكسّرت مثلها تماما
حين جئت مع أسرتي لفرنسا ليس لأسكن في شقّة فخمة وإنّما لأعيش بكرامة
لكن يبدوا أنّني سأعيش أزمة جديدة
نظرا للطّيبة الّتي يتعامل بها أصحاب رؤوس الأموال مع المهاجرين

وخاصّة منهم الفلاّحين فأنا وزوجي لا يعترف بنا إلاّ في الفلاحة ولا شيئ غير الفلاحة
الشّهادات الّتي يحملونها المهاجرين غير معترف بها في هذا البلد
وأنا إمرأة مجنونة لا أتحمّل العمل في مثل هذه الظّروف
عملي الوحيد هو البكاء والنّظر إلى السّماء
لأنّ الإستعمار الفرنسي كسّرنا وشرّدنا ونهبنا ولا يريد حتّي أن يعترف بحقّنا
في العمل الشّريف، الموت ثمّ الموت ثمّ الموت لنا والحياة والحكم والسّلطة للمال
فبسواعد وعرق الفلاّحين والفلاّحات تحت لهيب الشّمس وبرد الشتاء يأكلون هؤلاء الأبطال ويستعبدون من يخرجون لهم من الأرض الخضر والغلال والخبز
ما أتعس المرأة في الحقول وما أجمل المرأة في القصور
ما أتعس الرّجل في الحقول وما أجمل الرّجل في القصور
الحقّ الحقّ واحد ولد عمره ألف شهر والأخر ولد إبن تسعة شهور
حيّ على الصّلاة حيّ على الفلاح فهل تنفع الصّلواة الكاذبة
بدون عمل جدّي لأجل المساواة والحريّة
من فضلكم لا تبحثوا على نملة في هذه الأرض
تعشق أمّها من خلال الكلمة والأصابع العشرة
وتعشق أباها من خلال الشّجرة والعصفور
لأنّ هذه النّملة تكره الشّهرة والأضواء
بل أنظروا لكمّيات الثّلج المتراكمة في الغرب
وكمّيات النّفط المتفجّرة في البحر والبراكين التّي تمنع الطّائرات
من التّحليق في الهواء
قالت لي العصفورة إنّي أتابع حركة الأصابع العشرة عن بعد
وأتابع كلّ من حاول قمع الكلمة
فلا أنا هي ولا هي أنا، أنا حشرة ككلّ الحشرات لا أعرف حتّي هذه الأصابع
كيف خلقت أو كيف رسمت ومن يجعلها تتحرّك وتبدع وتبني القصور والقبور
وتزرع وتحصد وتأخذ وتعطي وتصنع اللّذة والألم والحياة والموت
أنا لا أفهم حتّي نفسي ، أنا لا أفهم لماذا خلقت في هذه الحياة
كلّ ما أعلم أنّني فلاّحة وأمّي فلاّحة وأبي فلاّح
نحن الثّلاثة نعشق الشّمس والمطر
برجي قوس قزح وقوس قزح إبن الشّمس والمطر
أبي أعطاني من ملكه الكبير من هذا البحر الأبيض المتوسّط
حوض من التّراب وقال لي إزرعي فيه القمح
وأوصاني ألاّ أعشق المال بل أعشق الشّقاء والعرق والعمل الحلال
أبي لم يستكثر عليّ حوض صغير مثل بلدي تونس الحبيبة
أنا مدلّلة عند أبي لأنّني إبنته البكر
سألت أبي: يا أبي لماذا الماء يتجدّد والضّوء يتجدّد والهواء يتجدّد وأنت علّمتنا
أن نحرث في كلّ سنة بعد الحصاد لكي ترتاح الأرض وتشرب الهواء
و بعد ذلك نزرع ونحصد منها قمح جيّد وأجمل في العام المقبل
لماذا يا أبي الحكّام في أرضنا لا يتغيّرون بل يتمسّكون بالحكم مدي الحياة
فنحن في ظلّ القمع والخوف والرّعب لا نقدر على شيء
فهل نعبدهم هم أم نعبدك أنت؟
سكت أبي وقال لا إشراك باللّه هذا الشّيء قاله الإنجيل والقرآن
لا يمكن أن يعوّض اللّه في الحكم والسّلطة أحد
وظلّ الحقّ على الجميع
ولا يمكن أن نسوّي بين حبّ اللّه لنا وحبّ المال
فحتّي الأنبياء يموتون لأنّهم بشر ويخطئون إلاّ كلمة اللّه لا تموت
الجحود يغيّر الجلود والأنانيّة نتائجها سلبيّة
فما هو عمر الإنسان بالنّسبة لعمر الزّمن وماذا لو عاش مئة سنة
كلّها أخطاء وظلم للآخرين
فما فرّق اللّه بين البشر وبين أوراق الشّجر وما فرّق في الكلمة واليدين
بين الأنثي والذّكر، اللّه بكلّ شيئ عليم


dimanche 16 mai 2010

الحريّة مقابل الملكيّة

زهور تفكيري فيها ليل ونهار، زهور تفكيري فيها أبيض وأسود ،
زهور تفكيري فيها حمامة بيضاء وقطّة سوداء

لأجل ذلك رفعت رأسي إلي السّماء، وجوه لا توحي لي إلاّ باليأس
وجوه جعلتني أحلم بعوالم أخري لأنّ هذا اللّيل سيدفننا هنا

ليل الحلم أسفار بعيدة وحياة مجيدة، أمّا نهاري لم أري فيه ضوء الشّروق
لا يهمّ المهمّ كيف نحلم وكيف نكون
في هذا اللّيل كلّ شيئ ركن إلى الإستسلام والخوف وكلّ عاطفة في ليلنا هذا هي أخطبوط،
لكأنّي ولدت أكره الحليب القارس والملكيّة

هذا اللّيل هو سليلة إمبراطوريّة غارقة في الدّموع والنّار
ترعبني وتشقيني وأشعر دائما أنّي على موعد مع إفلاس اللّيل بقوّة النّجوم والأنوار

هذا اللّيل يذيب فينا الجسدي والمعنوي ونركن في النّهاية إلى الإنهيار
هذا اللّيل هو الملكيّة بكلّ أسرارها المقدّسة
نحن نعيش مع برابرة اللّيل في هذه الطّريق الملتهبة، نأكل الخبز والماء والحبّ والصّبر
والرّوح تنحلّ وتغوص في تلوّث المدينة الغلاّب مع العنف والصّمت
لا أرض ولا سماء، الموت هو الحقّ الأكبر
في المنفي يعيش الحبّ وفي الحرب
في المقابر يعيش الحبّ وفي القصور
في الحانات يعيش الحبّ وفي المعابد
بالبندقيّة نحلم بالحريّة
بالسّلاح نحلم بالأفراح
بالظّلم نحلم بالسّلام
لعبة الحياة مع المجهول والسّراب هي قوانين الملكيّة تغمرنا في عمقها البهيج
في غفوة لذيذة، فتستحيل الحياة ومضة تخنقنا وتبهجنا
لا يتحقّق الحلم إلاّ حين يهزمنا الطّموح، ولا نتذكّر همومنا إلاّ حين نجلس ونكتب
الكلمة تساعدنا وتحرّرنا وتجعلنا نولد من جديد من رحم اللّيل
ماذا لنا في هذا اليوم، الدّموع والنّار، وكلّ شيئ يفني وكلّ شيئ يبدأ
القطط السّوداء عزائهم اللّيل والحمائم البيض نشيدهم النّهار
هذا اليوم هو اليوم الّذي يجب أن يعرف فيه كلّ إنسان ثلاثة أبطال أعدموا
بسبب الملكيّة وهم الحقّ والحبّ زالحريّة


samedi 15 mai 2010

الحبّ مقابل المال

كسّرت الشّمس من يحاول أن يكسّر كلمتها
كسّرت الشّمس من لا يؤمن حتّي بأصابعه العشرة
كسّرت الشّمس من لا يؤمن بكلمة اللّه والإنسان
الحبّ والمال :
السّماء تعرف أنّ هذا المال ينفق على من يظنّون أنفسهم مهمّين
السّماء تريد المال لأجل أن تكفّف به دموع الأمّهات والأطفال
السّماء تريد المال لأجل أن لا يموت الإنسان وعلى وجهه الجوع الماسخ
الإنسان يأكل ويخاف من الجوع والفقر
كفي إنّكم لا تفهمون اللّه ولا تفهمون الرّسل والرّسائل السّماويّة
المال عند الأغنياء أكداسا مثل الرّمال
ونحن بين غضب البحر والصّحراء
نعم تزوّجت مناضلا بالغ الحساسيّة للإشتراكيّة وللدّيمقراطيّة والحريّة
حكت لي أمّه في منامي بعين دامعة أنّه أحسن النّاس لديها
قالت جاء لأجل هذا التّاريخ المنكود في الأندلس
والجغرافيا المنكودة والسّياسة المنكودة
جاء من جهة الصّحراء بأمر مستعجل لأجل السّفن الغارقة في الدّموع
جاء لإجل الجياع والمساكين والمحرومين من النّعمة
ولكي يدعّم صدقه شارك الكنيسة في الهبة السّماويّة
فهو إسم اللّه في المثنّي، إسمه تباركه النّجوم لكنّه يخشي أن يقول
إسم في المثنّي والتّحيّة عشرة الميلاد والمولد بعد عشرة سنوات إنتظار
لا أدري ما هي مرتبة الأرض في الكواكب وما سرّ العشرة
لا أدري لماذا واحد من جهه الصّحراء والآخر من جهة البحر
السّماء أرسلتهما لمحو هذا الحزن ولهما الفخر هما الإثنان في أن يكونا من بلد واحد
تنهض منذ فجر الإستقلال في النّهوض لأجل الدّفاع عن حقوق المرأة وحقوق الإنسان
رفض في بلده أن يأكل من خبز الرّشوة، لم يكن يري في إتّحاد العمّال والمناضلين
سوي التّفرقة والإنسلاخ عن حبّ الوطن، لم يكن يري في الإتّحاد سوي الطّاعة العمياء
رفاقه يعتبرونه مهبول لا يؤمن إلاّ بفاعليّة الإنقلاب
وهو يعتبر أنّ اللأرض إذا يبست وشحّت يجب حرثها لكي تجد الحبوب النّفس والهواء
هاجر مع أسرته نحو الغرب هرب من القمع والعذاب
كتب رواية وتركها للمناضلين الأحبّاء إسمها السبّورة السّوداء
زوجته تكتب هي الأخري خواطرها وتشكو طول الوقت للسّماء
عن خيبتها في الحبّ معه وسأمها من الحياة وسوء حظّ أبنائها معه
الهموم الّتي عاشتها معه جعلتها تسأل أللّه عن هذا القدر وكان سلاحها الوحيد هي الدّموع
تعيش معه حياة عنكبوت، فهو في أوقات اليأس أسدا شرّير وفي أوقات الرّخاء من أنبل النّاس
نبّهتني أمّه للمربّعات الأربعة وقالت
ماذا يطلب البشر وأيّ قصر يطلبون
أهو القصر المشيّد بالضّياء والماء والهواء والتّراب أم هو القصر والمربّع المشيّد
بخشب الشّجر والتّراب والحجر
ماذا يطلب الإنسان اللّيل أم النّهار؟ الموت أم الحياة، الظّلم أم الحقّ
تقول إسم الأمّ كتاب علم نفس تستأثر به الشّعوب والأوطان
وينبغي لنا أن نقرأ دلالة الأسماء، المرأة مرآة نفسها ومرآة الوطن
آه من إمرأة تشكّل لها ظلاّ تحت الشّمس وتغتصب فينا الذّكاء
وتغرس مستقبل القهر والزّمن الرّديئ
آه من إمرأة تسكنني طوفان من الدّموع والحنان وتأمرني أن أكتب بدون خوف من أحد
آه من الشّمس العذراء والكلمة العذراء أمّ الإنسان
آه من صحراء تهاجر منها النّسور ويسكنها الماء العكر والنّاموس
تقول لي إن سجنوك في التّراب ودفنوك حيّة فأنت إبنة التّراب
وإن أخرجوك من مائك مثل السّمكة فأنت إبنة الدّموع
وإن قتلوك في الهواء فأنت إبنة الرّياح والنّواح
وإن قتلوك بالنّار فأنت إبنة الشّمس
ظلّ اللّه يحميك من الجهات الأربعة
تقول لي أنت لست حيّة الآن أنت ميّتة وحياتك لم تبدأ بعد
أنت تناشدين الحقّ بإسم المسيح إبن العذراء والرّسول محمّد
في الإنجيل قال اللّه من يحبّني فيجب أن يختار بيني وبين المال
في القرآن لا يمكن للإنسان أن يعبد الأوثان

mercredi 12 mai 2010

الحبّ والألم

أبدا لم أرها في منامي متأّلّمة،
الألم هو لإنسان لا يفهم ما تقول سعيدة،
تقول الإنسان لم يستطع أن يسيطر على يده ولسانه
فإمتلأ حزنا وظلال وغضب،
يتخيّل نفسه معلّما وطبيبا وعالما والتّلاميذ وراءه صفوف، ينام ويستيقظ، يموت ويحيا

يبكي ويضحك، يحزن ويفرح ويأكل الخبز المنقّع بزيت الزّيتون والخبز المنقّع بعسل النّحل
لكنّه لا يفهم معاني شجر الزّيتون ولا معاني الشّهد ،
تحترق سعيدة لأجل المساواة والحريّة من خلال العسل وشجر الزّيتون
ويعيش قاتلها في الشّرود والذّهول، يشعله الزّمن كشمعة في اللّيل وحين يطلع نور الصّباح
يطفئه ويتركه يعمل بيده وعقله وشعوره

بيده يخترع الخوف، بقلبه يقسو على النّاس، بعقله يقتل وهو غير قادر على خلق ذبابة أو نملة
بيده يسرق ويجوّع ويتاجر بكلّ شيئ حتّي بالإنسان، بيده يوقّع على بيع نفسه للمال ولا للحبّ
ظالم شرب هو وسعيدة من كأس واحدة، وحين ملّ منها قتلها وبقي وحيدا في الشّقاء والعذاب
سعيدة كانت إمرأة طيّبة ،ماذا فعلت سعيدة حتّي تلاقي ذاك المصير؟
ماذا فعلت الحمامة حتّي يخترع لها الصيّاد بندقيّة لأجل طلقتين ورصاصتين
واحدة لعقلها وواحدة لقلبها

ماذا فعلت السّمكة الذّهبيّة حتّي يضعها الصيّاد في الثلاّجة لكي يشويها ويقليها ويطبخها
ماذا فعلت الحوريّة حتّي يتّهمها الحبيب بالزّناء والعار ويدفنها حيّة في التّراب
وسط الغاز والنّار
هو الّذي جني عليها، هو الّذي قادها إلي اليأس والموت والذّل والخوف
لكن سعيدة لم تمت مثل الحمير، كانت تتعلّم في المدارس اللّيليّة كيفيّة قصّ الأجنحة
وأصبحت تسكن في حلم كلّ إنسان حريّة أو كما يسمّونها العرب حوريّة
سعيدة هي الرّوح هي الشّمس والظلّ، هي الحياة والموت هي حرارة الكلمة وحرارة الأصابع العشرة
وبالكلمة والأصابع العشرة لكلّ إنسان ما يحبّ وما يختار
سعيدة من يراها يقول هذه وردة، لكن للورد أسراره الشّوكيّة
بيت سعيدة يبدوا سعيدا لكن من الدّاخل خربة متداعية للسّقوط بسبب كثرة الدّموع والأحزان
الأبيض على الجدران أصبح أسود، وعنب الدّوالي تحوّل خمر أحمر
وشعير الخابية تفيض منه الكؤوس
سعيدة تصوّر على الجدران ثيران وأكباش وديوك باعوها بأبخس الأثمان
باعوا الحبّ وإختاروا المال والذّهب
سعيدة جعلوها تعيش في الأميّة والجنون
لغتها الصّمت والصّمت على عذابها وآلامها أجمل كلام
سعيدة لغتها ماء البحار والأمطار والأشجار والأطيار واللأزهار
سعيدة تكره لغة السّلاح والحرب والدّمار
هي تعمل لأجل الإعمار، من يزرع في بطنها بالصّدق حبّة قمح تعطيه سنبلة
ومن يزرع في بطنها حبّة شعير تعطيه سنبلة من الشّعور
سعيدة تعشق الإنسان الّذي يقول الحقّ ويعشق الحقّ ويتعامل مع الآخر بالحقّ
سعيدة ليس لها مع الرّجل أيّ حقّ،
سعيدة من العبد تنجب عبد
ومن الحرّ تنجب حرّ
من يعطي لسعيدة حبّا صادقا تعطيه حليبا صادقا
ومن يعطيها حبّا كاذبا لا يجني منها إلاّ الكذب، جسدها هو هذه الأرض
الّتي تخضّب يداها بالدّماء
سعيدة هي المرضعة حليمة، هي سيّدة الحلم والأحلام
هي الأمن والأمان والأمّ الأمينة
سعيدة تحلم بأرض آمنة وسماء حالمة
هي المربّية والمرضعة
الحرّ تظهر في منامه حمامة والعبد يراها قطّة سوداء شرسة
الأبيض تلبسه للحرّ حريّة والأسود تلبسه للعبد عبوديّة
هي الدّجاجة والحمامة
هي السّجن لمن يسجنها وهي الحريّة لمن يحرّرها ويعترف بحقوقها
سعيدة هي النّار وهي الجنّة ، هي الشّر وهي الخير، هي الأرض وهي السّماء
هي العبوديّة وهي الحريّة
سعيدة هي روح لها ثلاثة أبعاد هي البرّ والبحر والجوّ
هي حوريّة وحوتة وحمامة، هي القبر والدّموع والسّجن
فبأيّ ذنب قتلت سعيدة؟
لا بدّ أنّ ذنبها هو الحبّ ومن لا يفهم الحبّ فله الألم
ومن لا يفهم السّعادة فله الشّقاء ومن لا يفهم الحريّة فله السّجن
ومن لا يفهم الهواء فله التّراب، ومن لا يفهم الحقّ فله الظّلام
أبدا سعيدة ما سمّت نفسها ظالمة فهي أنثي مظلومة
الحقّ والحبّ والحريّة هو دين سعيدة
الحبّ هو إبن الحقّ والموت
الحبّ هو الإنسان
والحريّة إبنة هذا الحبّ المجيد
سعيدة هي إبنة اللّيل والأحزان والآلام
هي أنثي غريبة وعجيبة لأجلها
لأنّها حمامة الحريّة، الحريّة ثمنها موت لأجل الآخر
وليس قتل اللآخر لأجل النّفس
كلّ زعيم أراد أن يكون إلاها علي حساب أمّه
والأمّ هي الشّمس والأرض، هي الرّوح والكلمة
لا فرق عندها بين البشر كما ليس هناك فرق بين أوراق الشّجر
فمن يعترف بحقّ الأمّ ؟
لا يمكن أن يتحرّر أيّ سجين إلاّ عن طريق سعيدة
لا يمكن أن ينال الإنسان سعادة إلاّ عن طريق الحلم والأحلام




vendredi 7 mai 2010

البيعة

دقّ الباب، فقالت جميلة يكفي هراء يكفي من القفز فوق المربّعات
المخطّطة فوق الأصابع الأربعة
سألتها لماذا الموت؟ قدّمت لي خبزا أسود وزيتون أسود وحجاب أسود
قالت الموت هو الحجاب، لبشر يعبدون المال أكثر من الحبّ والإنسان
الحجاب ظلال يلاحقهم في الحضور والغياب
الموت عاقبة العصيان
الحجاب ظلال ، الحجاب هو الزّمن، هو الكلمة، الحجاب أكبر العادلين
الحجاب هو الذّاكرة، هو صوت الحقّ
لا كذب ولا خداع مع حجاب الشّمس فهو يلفّ كلّ البشر على حدّ سواء
البشر يرضعون من ثدي البؤس غارقين في الفجور
والتّجارة والسّلطة والتّسلّط والعنصريّة والأنانيّة

متباهين بمناصبهم على ظهور المساكين والمحرومين
فصوت الظّالم مقموع وصوت المظلوم مسموع
الإنسان خلق بالحبّ والحقّ ولم يخلق بالظّلم
المربّعات يقدّمون النّعيم لكلّ إنسان مجانا لكي يتحرّر
والبشر يثمّنون الضّوء والماء
والتّراب والهواء بالمال،
المربّعات مرسومة على أياديهم مثل خريطة قديمة ماثلة في كلّ ذاكرة

المربعات الأربعة أخذ وعطاء موت وحياة
وليسوا على ذمّة إنسان واحد يأخذ كلّ شيئ ويحقد بهم على الآخرين
إنسان لا يحبّ حتّى الحبّ الّذي أهداه اليدين والكلمة

من يبيع الضّوء أين سيجده
من يبيع الماء أين سيجده
من يبيع التّراب أين سيجده
من يبيع الهواء أين سيجده
من يبيع أصابعه الأربعة وفصوله الأربعة وإتّجاهاته الأربعة
وعناصره الأربعة أين سيجدهم؟
من يبيع الإنسان أين سيجده؟
من يبيع الحبّ أين سيجده؟
من يبيع الحقّ أين سيجده؟
من ببيع الكلمة أين سيجدها؟
من باع كلّ ذلك فقد باع نفسه للموت والموت قصر ضيّق
قلت لها هذه مهمّة الأقوياء فينا
هم يسكنون القصور ونحن في بيوت البؤس الجميل
ليس لنا ثمن شربة ماء في مقهي المغارة
نتعاطي الحبوب كي نحافظ على المزاج المتعادل

وسط هذا الإخضرار الجميل والألوان الّتي يحتار في وصف جمالها
الشّعراء والعاشقينم،
نحن ولدنا في الشّتاء ونعشق فصل الشّتاء
لأنّ الشّتاء تموت فيه الرّغبات ونجد فيه المتعة في النّوم
السّماء في الشّتاء تحكي عن همومها وتقول
لكلّ إمرئ ما نوي وما هوي
وكلّ إنسان يبدأ وينتهي فارغ اليدين
ويبدأ وينتهي في الصّراخ
يبدأ بالصّراخ لأنّ ضوء الشّمس فضّاح وضوء الكلمة فضّاح
وينتهي بالصّراخ لأنّ الموت سيسلبه الكلمة والأصابع العشرة
ويحوّله أيّ شيئ آخر إلاّ إنسان
الإنسان بالعقل والشّعور والكلمة والأصابع العشرة هو أجمل المخلوقات
الشّتاء هو البكاء على همومنا المشتركة وقد يكون
دعوة لصحوة مشتركة وحلم ربيعي مشترك
غباء
الشّتاء على حقّ وحبّ - والتّراب على حقّ وحبّ
والضّوء على حقّ وحبّ- والهواء على حقّ وحبّ
والكلمة على حقّ وحبّ وحريّة والإنسان على حقّ وحبّ وحريّة
الإنسان عليه أن يعشق الحقّ والحبّ والكلمة الحرّة
الإنسان فاكهة في أوانها بالمربّعات، بالكلمة والأصابع العشرة
وبعد وفاته لا فائدة في المال والسّلطة

فما يفعله باليمين يأخذه باليسار
باع --
الإنسان خروف باع نفسه بالمال
الإنسان مات لأنّه لا يفهم المساواة والحريّة
باع الإنسان الحبّ بالرّخيص فإستحقّ الموت
الموت هو سيّد الأزمان وكلّنا ولا شكّ نخاف من الزّمن

mercredi 5 mai 2010

شروق الشّمس وغروبها

عندما ينطفئ نور المسيح في الغرب
تصبح الشّمس تشرق على الشّرق
الغرب سقط في الظّلام والظّلاميّة
الغرب كافر ويجب شنّ الحروب عليه
عندما ينطفئ نور الرّسول محمّد في الشّرق
تصبح الشّمس تشرق على الغرب
الشّرق سقط في الظّلام والظّلاميّة
الشّرق كافر ويجب شنّ الحروب عليه
في الحقيقة السّبب ليس الكفر وإنّما
المصلحة والملكيّة وحبّ السّيطرة على الآخر
بأسم الدّين تندلع الحروب.. والدّين ليس حرب
وإنّما هو حبّ وعشق للأرض والسّماء
الرّيح شرقيّة وغربيّة
لكن لنا شجرة زيتون لا شرقيّة ولا غربيّة
عقليّة وعاطفيّة مليئة ومضيئة
مقدّسة في الأرض وكذلك في الكتب السّماويّة
لها وهج الصّبر في جراح الإنسان والإنسانيّة
ترقص وتغنّي وتشتعل فحما حتّي تتفجّر شظايا
أهي الجنّة والنّار أم هي المساواة والحريّة
تقول لنا متي تنتهي الحرب بين الشّرق والغرب
متي ينتهي الإحتلال ؟
الغرب يعاني من العماء العاطفي وإحتكار العلم لنفسه
الشّرق يعاني من العماء الفكري وإحتكار الغاز لنفسه
الغرب في قسوة الثّلج والشّرق في قسوة الحرارة
الغرب يغرّق الأسواق في الشّرق بالدّيون ويبيع المعرفة والعلم بالمال
والشّرق يبيع الغاز بالمال
والأرض كرة قدم بين فريقين والنّتيجة صفر مقابل صفر
من أين ستأتي الجنّة من الغرب أو الشّرق
هل السيّد المسيح كان يناصر الثّراء والأثرياء؟
هل الرّسول محمّد كان يحارب لأجل وحدة الشّعوب أم لأجل المال؟
يخشي السّيّد المسيح من عباد علماء يخترعون طائرات لأجل قتل الأبرياء
يخشي السيّد الرّسول من عباد كرماء يجنون الأموال من الغاز الحارق والخانق للأبرياء
كلمة المسيح كان لها صدق الثّلجّ
كلمة الرّسول كان لها حرارة الإنتصار
السيّد المسيح عليه السّلام كان ضدّ الثّروة ومع الإنسان والحبّ
الرّسول محمّد عليه السّلام كان ضدّ عبادة الأوثان ومع الإنسان والعقل
هل كان في عهد المسيح طائرات؟
هل كان في عهد الرّسول آبار نفط؟
ألم تكن الأرض تحفر لأجل الماء
ألم يكن الآذان يقول حيّ على الفلاح أي الفلاحة
والعمل الفلاحي
الصّحراء في حاجة للماء وليس للنّفط
النّفط ماله حرام
والعلم المخرّب للإنسان ماله حرام
العالم أصبح يعاني الجوع والعطش
أصبح يعاني أمراض عويصة
كيف سيأتي ربيع الإنسان والإعتدال الطّبيعي
بالحرب أو بإرساء قيم الحقّ والحبّ والحريّة لكلّ النّاس
متي يولد الإبن ضاحكا سعيدا؟
متي تصبح الطّبيعة والإنسان واحد
يوم مطر ويوم حرارة
يوم بكاء ويوم ضحك
هذا الإنسان لم يعد يعرف لماذا يبكي ولماذا يضحك
لماذا يحزن ولماذا يفرح
لا يغيّر اللّه ما بقوم حتّي يغيّروا ما بأنفسهم
متي يكبر الطّفل في الأرض معافا من الأمراض
متي يدرس الأطفال في معهد واحد
متي يخرج أهل الكهف من القبر من غرفة الغاز
متي يخرج أهل الكهف من القبر من غرفة البرد
ومن أحكام الخوف والبندقيّة والتّفجيرات
متي يشعرون أنّهم إخوة مهما إختلفت ألوانهم ولغاتهم
متي يفهمون أنّ الإنسان مثل الشّجرة
وكلّ الأبناء لهم الحقّ في هذا التّراب وهذا الماء
وهذا الهواء وهذا الضّياء
آه أيّتها الشّجرة الكريمة والرّحيمة
لقد عذّبوني مثلما عذّبوك
لقد كسّروني مثلما كسّروك
لقد حرقوني مثلما حرقوك
لقد داسوني مثلما داسوك
فالرّيح الغربي نافع والرّيح الشّرقي نافع
الرّيح الحارّ نافع والرّيح البارد نافع
ونحن في حاجة للرّبيع في دنيا السّلام والحريّة
فهل يفهم الإنسان الكلمات العتيقة والنّفوس الطّليقة
وإنّه مثل أوراق الشّجر لا فرق بين الأنثي والذّكر
وإنّه مثل الرّيح الشّرقيّة والغربيّة
لا فرق بين المساواة والحريّة ولا فرق بين الرّسول والمسيح
ولا فرق بين الشّجرة والعصفور ولا فرق بين العقل والشعور
فمن حقّ الإنسان الحرّ
أن يجد التّراب والماء والضّوء والهواء في كلّ برّ
ما زال الإنسان لم يصدّق بعد أنّ هذه العناصر الأربعة ليست ملكا له
و هو لا يملك منها إلاّ قوله وفعله
الشّرق الآن في الظّلام والظّلاميّة والغرب أخذ ما أراده من الأموات والأحياء
ماذا تريدون معشر المسلمين أن نحجّ إلى بيت اللّه
فهل بيت اللّه تعترف بحقّ الأمّهات والأطفال؟
وتضع على ذمّتهم راتب شهري يجعلهم يعيشون
بكرامة مدي الحياة مثلما يفعل الغرب
كلّ العقول أصبحت تحجّ للغرب لأجل هذه الحقوق
هل بيت اللّه المكرّمة تكرّم الأمّ والإبن
ماذا تفعل أموال الحجّ والبترول في القدس والعراق ولبنان
يا سيّد الخيل يا محمّد يا رسول اللّه من بعدك نحن مختلفون
على لون الدّم ولون الحليب

ألم تتعب من وهج هذه الجراح؟
سألت عنك البحر والصّحراء
فقالوا كيف الكلمة تموت وكيف الأسياد يموتون

سألت الشّمس والهواء فقالوا لقد أرسانهم برنامج دواء
الجرح تاريخ وجغرافيا وسياسة ... الجرح أنانيّة
جرح التّاريخ تعدّد الزّوجات
جرح الجغرافيا قتل وتعذيب وتشريد الأطفال والأمّهات
جرح السّياسة كثرة الرّؤساء والزّعامات
جرح الإنسان وصلبه على عود الشّجر ودفنه في التّراب
هي الأنانيّة ونكران الآخر
هذه الجراح الأربعة تغرّد بجانبي
وأنا أغنّي حتّي أصبت بداء الجنون
كيف أسقطت ثلاثة حمامات بطلقة واحدة يا محمّد
كيف وقعوا الثّلاثة بين يديك في شبّاك الغرام
تذكّرت أمّك العاشقة للأرض في صحراء مقطوعة الظّل
تغزل لأجلك الصّوف وتربّي فيك الأمل أيّها الخروف
أنت خوف الخيول من مواجهة الحقيقة
يا عودة الرّوح الشّريد
التّاريخ يسخر من أبطاله وإن أخطأت لفظ إسمي
فإنّي إبنة النّخلة والكرمة والزّيتونة
شجرة أنا أو حجرة والتّراب يشربني على مهل
لي حاء الحبيبة والحقّ والحبّ والحريّة
ولي الملح وحجر القبر ولاء وولادة
ولي ميم المريض والمغامر وماء المساء بنار البخور
ولي دبكة البعير والخيول فلا شيئ يغريني فيك
فنحن جميعا في ليل الغيوم
أنت إسم قديم يفيض على العابرين
أنت جرح مشاع ودم مشاع وفكرة مشاعة
أنت أسطورة تحلم تحت شجر النّخيل والزّيتون
أنت جرح لم يجفّفه اللّيل مات لكنّه لم يمت
شمسك تحوّلت للغرب لأنّ الغرب يعطي حقّ الأمّ والإبن
فما دام المرء مؤمنا بالتّجدّد الدّائم في الأنوار وماء البحار
وماء الأنهار والسّيول فلا بدّ أن ينتصر الرّسول
ويحقّق المساواة
الأصابع العشرة فرسان في بهاء كامل
بهما يلتقي الشّكل بالمضمون
وتلتقي النّهاية بالبداية
فلا أحد على أحد مسؤول
ولا أحد تحت نور الشّمس مجهول
لنا كلّنا ظلالنا حجب ولنا الحلم وأمل الوصول
الحبّ عند السّماء معروف لا فرق بين الظّالم والمظلوم
لا فرق بين الذّئب والخروف
فواحد يأكنا ويأكل خبز أبنائنا
وواحد يبيعنا حشيش ويجعلنا تحت جبّته مصروف


mardi 4 mai 2010

إفتحوا الأبواب للشّمس والمطر

إفتحوا عقولكم للضّياء
إفتحوا قلوبكم للمطر
تري أما شاهدتم عاصفة
لأجل شجرة إنكسرت وعصفور
قد إنكسر
السّماء اليوم ناقصة
ونحن عابرون فوق الحطام
لا حريّة لنا ولا سلام
أوراق ذابلة نحن تتساقط كأوراق الشّجر
والدّم أمامنا مسفوك والإنسان
بلا صحّة وبلا تعليم مهلوك
مهلوك مهلوك
بالحرب والدّم المسفوك
نحن في المنفي حاملين
نعوشنا معنا سوداء
ملأي بالأخطاء
تنبت الكلمات من أفواهنا كالأعشاب
لنا اليدان مثل حمامتان يجمعان الحصاد
ويكتبان حكايتنا على صفحات من ذهب
علي الصّليب يحلّقان
ماذا بعد الصّليب؟
هو أنت ثانية أيّها الإنسان ألم تمت؟
من أنت
فكّر وحدك كأنّك المسيح إبن مريم
أو الرّسول محمّد
حلّق في السّماء إنسان عصفور
أو كن إنسان ولا تسقط إلى مرتبة الحيوان
الحريّة والسّلام مقدّسان عند اللّه والإنسان
إبحث عن مكانك ما دام لك
هذا الضّوء وهذا الماء
وقف لتقطف وردة بيضاء أو حمراء
وإجلس مثل حرف وأكبر بإسمك
أنت مواطن أينما ذهبت
ولست سجين أو لاجئ
أنت في المكان العاطفي
ولست في الجحيم
لأجلك هذا النّور وهذا الماء
وهذا التّراب وهذا الهواء
لأجلك العقل لأجلك الشّعور
لأجلك الشّجرة لأجلك العصفور
أكبر بإسمك فعمّا قليل سوف لم
تعد صالحا للمغني والأغاني

dimanche 2 mai 2010

لا تكسّروا كلماتي

لا لا تكسّروا كلماتي
فإنّ الّتي علّمتني أصول الكلام
حرارتها تطيّر الحمامات
الأسود تلبسه عباءة
والأبيض حليب الشّجيرات
الموتي يمرّون على جسرها
وهي التّي ترفع عنّا الغطاء حين ننام
وترضعنا من الحلمات
لا تكسّروا كلماتي
فأنّ الّتي علّمتني أصول الكلام
تطلّ علينا من ثقوب الغيمات
تطلّ على أرضنا
من هواء البحيرات
لا تكسّروا كلماتي
أصابعكم العشرة من أجمل الهبات
موتي يعودون
لأجل العود يعودون
لأجل الرّيش يعودون
لأجل الكلمة يعودون
مرضي يعودون
لأجل شجر النّخيل والزّيتون
لأجل كلّ قلب طيّب وحنون
العود يشمّ أصابعهم
التّي لم تلمس رصاصة أو بندقيّة
موتي يعودون يدافعون
عن المساواة والحريّة
موتي يعودون لا عرش لهم إلاّ الهوامش
إنكسرت بهم شجرة النّصر الأبيّة
العود يبكي على الكلمة
الخارجة من عرش لإنسان إلى المنحدر
العود يبكي على حضارة إسلاميّة
خارجة من الأندلس إلى المنحدر
العود أغنية حبّ وكرامة
ملييء ومضيئ
العود جسد دافئ طيّب وحنون
علّموا أصابعكم أن تعتذر
لما فعلت في شجرة الأمّ
بيعوا أرض النّخيل والزّيتون
لا أحد سيوقّع بإسمه
لا تقطعوا شجر إسم الأمّ
خذوا ما شئتم وأتركوا لنا أسمائنا
وأسماء أمّهاتنا
في معاني الهمسات البعيدة
خذوا وقتكم ليقتل كلّ واحد منكم أمّه
في قوّة الظّل وعرش الزّمن
خذوا وقتكم لكي تقتلوا الشّمس
كي تكون أقلّ إنفعالا وإشتعالا
الأمّ تع

samedi 1 mai 2010

طوق الحمام

لي أنا طوق الحمام
وهذا البحر لي
وهذا الضّوء لي
لكنّني غريب
لكنّني كئيب
وكأسي يفيض فوق الرّخام
جواز سفر يحكمني وليل طويل
غريب في حاجة لجناح
يقود الرّبيع للحالمين
كي أسافر يلزمني الطّائرات والسّفن
لكنّني فقير
لكنّني أجير
أنا حبّ صغير يبلّله المطر
أشرب خمرتي
وأسلّم على الأحباب
في بيتي أنا غريب
ممنوع من السّفر
فقير أنا ---أجير أنا
هذه الثريّا تلمع منها
حقول القمح والشّعير
وهذا الثّراء يلمع منه
سيف الأميرة والأمير
فلتكن السّماء تلمع منها الحياة
فلتكن الأرض يلمع منها الموت
كيف أشفي؟
والمكان في منحدر اللّيل

لن أخزن صوتي
ليس لي خسارة
أنا ضدّ هذا القهر وهذا الموت
أحبّ أن أشرب خمرتي
من ضرع الحجارة

أنا هنا لأجل يوم غنائيّ الإشارة
لا تلوموا الضحيّة
لولا المسدّس والبندقيّة
لكنّا جميعا ننعم بالسّلام والحريّة
آه منّي من أنا؟
أغنية في جسد متعب أنا وهي