jeudi 20 mai 2010

الحقيقة والحياة أضغاث أحلام

تونس منارة ، تونس تاج الأوطان ، تونس بلد الحبّ والحرب
بلد مشوّش خائف راجف أشرب
من صومعته وكنيسته هديل الحمام
بلد الشّهامة والبطولة والفقر والجوع والأوهام
أكابد بمزج القمح والشّعير ومزج الملح والسكّر
ومزج الزّيت والعسل
ومزج الصّلاة بالخمسة
ومزج الميلاد والمولد بالعشرة
ومزج السّيجارة بأصابع الإنتصار
ومزج الرّكعة والكأس باليمين واليسار
لا أبالي بسرّ سماويّ مستعدّ أن يشاع
سرّ مشترك مثل قهوة الحليب الصّباحيّة
حليب وبنّ وسكّر
وثلاثة أديان نشتمّ منهم رائحة الموت والفناء
هم الثلاثة في تونس الحبيبة
صباحكم جميل يا أهل بلدي الطيّبين
صباحكم زيت وحليب وعسل
في منامي زارني السيّد المسيح عليه السّلام
وأعطاني صناديق من المال موقّعة بالعلم التّونسي
قال لي هذا المال ثمن الدّماء إنّه لأجل البناء
لم أعرفه كشخص ولكنّني
قلت له هذا العلم كلّه دماء نريده أن يرفرف أبيض
أحسست أنّ شيئا ما سوف يحدث في البلاد
رواية الإنكسار في إسبانيا والأندلس
رواية الإنكسار في السّماء للإنسان العصفور
بعد طول شقاء وعذاب وموت
وهزيمة المسلمين الكبري والمسيحيين
هزيمة الحرب والحبّ
والأبطال التّي دفعت الرّوح والدّم لأجل ذاك المجد
حصان أحمر وأبيض وخنجر مطويّ
ماذا تريد بي سيّدي
تقتلني لكي تتلذّذ تخيفني لكي تتلذّذ
تحرقني تشويني وتطبخني لكي تتلذّذ
جريمة صادرة عن يأس
تريدني أن أعبد الأموات في الحجر
في الوهم والقبر
في الكنائس والجوامع
وأقتل الأمّهات والأطفال
بعصفور من حديد ودبّابة
هل قلوبكم من حجر أو من حديد
المرأة الّتي تقتل كلّ يوم في القدس
هي أمّ الإنسان الشّريفة
المرأة التّي تحرق كلّ يوم بالغاز
هي أمّ الإنسان المكرّمة
بكم سأبيع لك أمّي ودموع أمّي
وحرقة أمّي لأجل الإنسان
بكم سأبيع لك تلك الّتي خلقتك من عدم
وأنجبتك بالصّراخ واللألم
كم ثمن النّاقة وكم ثمن الحمامة
ثمنهما روحي أنا وجسدي أنا ودمي أنا
والمال والحرب لا تنفع في زمن الإنكسار واليأس
والأنانيّة لا تنفع أيضا
المرأة لها حقّ في الحياة
الأمّ لها حقّ في الحياة والحريّة
قد يكون ما يجب أن يكون
لنترك المجال لمن لهم الأمل في الحياة
رغم أنّه لا مجال ولا وقت لإقناعهم بالتّوبة
سيّدي المسيح والرّسول أنتما الإثنين أصدقائي
أموات أو أحياء نحن معا لأجل الحقّ والحبّ والحريّة
لأجل شعب الأرض والسّماء لأجل الحبّ والعشق
طفولتكما في إشراقة الحبّل
لكنّكما تعيشان ذكري حصار وهمي
غرام زاركما ضوءا وكلمة
قيّدته أخطاء كثيرة وجنون فات الحدود
الإنسان الحلم أصبح صورة متحرّكة أصبح آلة
أخطاء كبيرة لا تحصي و لا تعدّ
لا تعرفان وحدكما كيف تفتكّان منها
فرق كبير بين الحرب والحبّ
فرق كبير بين الآلة والإنسان
غريبين أنتما والخوف يخدّر حواسكما
فتشردان وتغيب الرّوح في الحزن والظّلام
اللأصدقاء لا يتعدّون بأصابع اليد
هل تذكر سيّدي المسيح والرّسول ذات ليلة
ضاع فيها برنامج دواء
تلك اللّيلة كانت تقريرا
لمن سيهاجر ومن سيبقي في تونس
تلك اللّيلة كانت رأس السّنة الميلاديّة والهجريّة
أتذكران كم إستمتعنا بالنّشيد والغناء
الأرض مباركة والسّماء نبيهة
هكذا قلتما لي
الأرض أمينة والسّماء حليمة
نعم نعم السّماء والأرض يعلمان
أنّكما من اليسار الملحد
لا تؤمنان إلاّ بالنّبيذ القارس المعفّن
هاجر صديقك إبن الصّحراء
فماذا أنت فاعل بماء البحر المالح
صديقك هاجر لأنّه لا يؤمن بالصّداقة
ولا يؤمن بالصّحراء
هو الّذي أمرني أن أشعل النّار في الصّحراء
نظرت إليه في أسي
قال أرجوك لا تناقشيني في شيئ عن ذاك البلد
ذكريات حياتي كاملة تتلاطم بها
الأمواج والعواصف دون رحمة أو ندم
إحمرار وجهه يعكس إنفعاله الشّديد
لا يشرب الماء إلاّ إذا فرغ النّبيذ
يقول ساخرا المال للوحوش والماء للضّفادع
طلب منّي الطّلاق
قلت أطلّقك بشرط
حقّي وحقّ أبنائي في العيش الكريم
قال بلد حقوق الكلاب والقطط تضمن
لك هذا الحقّ بشرط الطّلاق
يبكي كالجمل بغير دموع
لم أكن أعلم أنّ البعير تبكي حين ينحروها
أدركت أنّه يعيش معي في فراش الألم والأنين
ويريد فعلا أن يطّلقني لأجل المال
إنسان عاجز على قيادة زورق في هذه الحياة
يحتوي على خمسة أشخاص
ليتني أري هذا المسيح أو هذا الرّسول
الّذي جعل نفسه إلاه
تحت الشّمس والمطر والكلمة
اللّعنة كيف تعرّفت عليك يا إبن الصّحراء
كم هو رخيص هذا الحبّ يباع ويشتري بالمال
لو قدّر لك اللّه أن تعيش لحدّ هذا الزّمن
تري أيّ لذّة وأيّ حسرة ستشعر بها
الإنسان متجدّد على الدّوام
لكنّ الصّحراء هي الصّحراء
لقد تهرّأت من الحبّ الهارب منها بما فيه الكفاية
حتّي بدأنا نغرق في الدّموع والنّار
زارني السيّد المسيح عليه السّلام
وأعطاني المال لأجل أن يقهر به
فكرة الموت في الأرض والسّماء
قلت له
ما معني وخلقناكم كأسنان المشط
كلّنا أبناء تسعة شهور أليس كذلك
قلت له: ما معني وخلقناكم درجات
درجات في الفكر والشّعور لكي يعمل كلّ إنسان
العمل الّذي يحبّه ويقدر عليه أليس كذلك
قلت له ما معني حبّوا لغيركم ما تحبّونه لأنفسكم
قال الحرّ هو الّذي يتفاني في خدمة الأرض والإنسان
ماذا نفعل لكي نقهر فكرة الموت
نفهم ما معني حقّ المرأة في الحياة
و ما معني حقّ الأبناء
ونعمّر الصّحراء ونملأها بالسّكان
فلا فرق بين إنسان وإنسان
ونبني بيوتا تدخلها الشّمس والهواء
ولا نناطح السّحاب كما تفعل الفراعنة الآن
على أساس أنّنا خالدين
كلّ بيت فيه حديقة
فلا يقهر الموت إلاّ تعلّقنا بالحريّة والحياة
أمّا المال فهو ليس لأجل محمّد
فلا المال ماله
ولا الأرواح أرواحه ولا الدّماء دمائه
الإنسان لا يملك إلاّ ما فعل لسانه ويداه خيرا أو شرّ
محمّد رجع لأجل أرض بلا حدود ولا قيود
فهو يقول الحرّ لا يلدغ من جحره مرّتين
المال هو سبب تعاسة الإنسان
لا ينفع الرّكوع على التّراب بدون فائدة
الصّلاة معناها منذ فجر التّاريخ مساواة
والآذان منذ فجر التّاريخ يدعوا للفلاح
والأعمال الصالحة للإنسان
والصّيام معناه الإحتكام في النّفس
وليس الحكم بالجوع على الفقراء والمحرومين
تونس بلد الزّيتون وقد حباها عاشقها
بجامع الزّيتونه المعمور
بلد الحرب والحب وقد حباها عاشقها
بروائح الفلّ والياسمين
تونس بلد الفنّ النّاس فيها يصنعون بأناملهم
وأفواهم الشّهد
تونس عذراء شهيدة
كلّما إغتصبوها إلاّ وزادت إسرارا
على حبّ الحياة والحريّة
أحبّ البلاد كما لا يحبّ البلاد أحد
صباحا مساءا وكلّ صباح وكلّ مساءا ويوم الأحد
صدقت أيّها الشّاعر العزيز
أمثالك أبدا أبدا لا يموتون
تونس بلد الأنبياء واللأحرار
إنّها البلد الّذي تطلب منه الشّمس
أن يصنع الشّهد في الصّحراء بأنامل أبنائه
فلا يتحرّر أحد إلاّ بذاك النّظام المقدّس
نظام النّحل في الصّحراء العذراء
كلّ جنس حيواني هو حظارة
وكلّ شجرة هي حظارة
وعوض أن نحفر لأجل الغاز والدّم
نحفر لأجل الماء
لنا مائدة مائيّة في الصّحراء
كأنّها الصّفاء والمروة
يستلذّ بها النّبات والإنسان
ولنا صحراء كبري تتغنّي بالماء العذب
جنّة تجري من تحتها الأنهار
كما قال القرآن العظيم
وأبناء تونس الكرام ورؤوس أموالهم
في الدّاخل والخارج
قادرة أن تموّل الفلاحة والصّناعة
الشّمس تعلم أنّ شعب تونس بالقمح فقط قادر
أن يعيش لولا الصّادرات والسّرقات
والنّفوس الجائعة والغير قنوعة
لا ينقصنا في تونس إلاّ برنامج دواء جيّد
لا ينقصنا إلاّ آب حنون وأمّ حنونة
لا يفرّقان بين الأبناء
نحن نغرق في الدّموع بسبب قساوة القلوب
وحبّنا الشّديد للمال
نحن بحاجة للمال لأجل المساواة
نحن بحاجة للحبّ لأجل الحريّة
أبناء الشّمس والضّياء والماء
هكذا هو حبّ الأمّهات
لا تبيع الكبد حتّي ولو إستحال لها
هذا البحر وهذه الصّحراء أموال
وأنا أيضا لن أبيعكما
حتّي ولو كدّسوا لي بإسم المسيح والرّسول
صناديق من المال
لا لشيئ إلاّ لأنّي أعشق الإنسان
وأ

Aucun commentaire: