lundi 24 mai 2010

العذاب

من عذّب إمرأة في بلدي فهو في العذاب
من سجن إمرأة في بلدي فهو في السّجن
من قهر إمرأة في بلدي فهو في القهر
من أذلّ إمرأة في بلدي فهو في الذّل
حبّوا النّساء، حبّوا النّساء، حبّوا النّساء
أمّ وأخت وإبنة وصديقة
من الصّباح حتّي المساء
لا شيئ أنتم يا رجال بدون نساء
هنّ عنوان فشلكم وعجزكم وعنوان العياء
هنّ عنوان مجدكم وعنوان الرّخاء
من أناملهنّ يصنع الشّهد
من كلمتهنّ يخلق الفهد
المرأة ليست مكنسة غبار
المرأة بكلّ أشكال حبّها لكم
ليست عار

هي موجودة منذ الأزل
وأنتم لا تصنعون بها
إلاّ الموت والدّمار

ماذا؟ ماذا؟ ماذا؟ ماذا؟
أنتم بدون نساء
نارا كنتم معها هي سلطة وعذاب
ماءا كنتم معها هي دموع معكم
هواء كنتم معها هي حمامة معكم
ترابا كنتم معها هي دجاجة معكم
الدّيوك لا تقدر على الطّيران
في الهواء الطّلق بدون النّساء
ماذا أنتم بدون رقّة وحنان النّساء
من كثر العذاب
هذه الملائكة صنعت لها أنياب
من كثر القهر
هذه الشّريفة أصبحت تصنع العهر
من كثر البكاء خلقت لها إبن من البحر
بدون آب

تحمّلت لأجل إبنها العزيز عار الزّناء
هل تعلمون ما هو حبّ النّساء
ما هو حريق وعذاب
الأمّهات لأجل الأبناء
المرأة ليلكم ونهاركم
المرأة موتكم وحياتكم
المرأة
ذلّكم وقهركم وعذابكم وتشرّدكم
المرأة
مجدكم ورقيّكم وحظارتكم وحبّكم
وتحرّركم
في صورة ما إعترفتم بحقّ
الأمّهات والأبناء
في العيش المكرّم والمقدّس
حبّوا النّساء ليل ونهار
لكي تفهموا ما معني النّساء
حبيبتي ثوبها ممزّق وأنت تلعنها
حبيبتي جسدها عاري وأنت تلعنها
حبيبتي لا تقدر بدون حضورك معها
أن تنظّم وتنظّف الدار
حبيبتي قتلها الخوف والرّعب والتّسلّط
حبيبتي لا تقدر وحدها ان ترقّع البنوار
الذّي مزّقتموه للأجل الإغتصاب والفتوحات
تمزّقت وتمزّقتم معها
تشرّدت وتشرّدتم معها
تعذّبت وتعذّبتم معها
أغتصبت فأغتصبوكم معها
حبيبتي أصبحت ذئبة
فكيف تحنّ الذّئبة على الخرفان
حبيبتي أصبحت فهد
فكيف يحنّ الفهد على العصيان
حبيبتي من كثر عذابها
طالت أظافرها وتحوّلت قطّة
فكيف تحنّ القطّة على الفئران
حبيبتي متسلّطة جدّا
وذاك جزاء ما تفعلونه أنتم
في النّساء
حبّوها ولو كانت لكم ليل وخوف
فهي في منطق الحبّ قمر
يرنو للضّياء
المرأة مجنونة لأجل الجنّة
الّتي تجري من تحتها الأنهار
أنهار الحبّ والإعتراف
بالحريّة للأحرار
متعطّشة للحريّة والحبّ
عطش الصّحراء للماء والخضر
هل هي في الجنّة أم هي في النّار
وهل كلّ ذاك الحبّ
لا يسوي إلاّ دينار
إفهموا النّساء وتعاونوا لأجل السّلام
فبأصواتهنّ يغرّد
في الجوامع والكنائس
هذا الحمام
المرأة حمامة
فهل تفهمون معشر الرّجال
ما معني حبّ الحمام
حبّ الحمام صدق ووفاء
وتكامل في العقل والشّعور
وليس بيع وشراء بالمال
وليس زناء
حبّ الحمام عشق وليس زواج
حريّة وليس ملكيّة
برق وليس رعد
حبّ وليس رعب
فلماذا تكتّفون وتسجنون
لأجل مصالحكم هؤلاء النّساء
صحّتكم النّفسيّة والعاطفيّة والعضويّة
والإجتماعيّة والسّياسيّة
والفنيّة لا تكون جيّدة ومثمرة
إلاّ بصحّة النّساء
المرأة كائن حسّاس جدّا
كلمة تقتلها وكلمة تحييها
فما بالك الغدر والخيانة
والضّرب والتّعذيب
والإهانات
المرأة خلقت لتكون عاشقة للحياة
من خلال الحبّ والحريّة وليس كارهة للحياة
من خلال السّب والضّرب والحرب
والملكيّة
ما ملكتم من إمتلاك حبّها بالغصب
إلاّ الشّقاء والعذاب
ليس من حقّكم أن تحاسبوا النّساء
على ما يفعلنه معكم بل الأجدر
أن تحاسبوا أنفسكم أوّلا
على ما تفعلوه أنتم مع النّساء
سيّدي الرّجل
هل للمرأة حياة حرّة خارج مملكتك
وهل لك أنت حياة حرّة خارج مملكتها
يوم إمتلكتها إملكتك
ويوم سجنتها سجنتك
ويوم عذّبتها عذّبتك
ويوم قهرتها قهرتك
ويوم ذلّلتها أذلّتك
فأصنع معها المساواة والحبّ والحريّة
إن كنت فعلا تعشق معها الحياة
فحتّي إن كان اللّه هو الهواء
فهو مظطرّ أن ينجب الإنسان
العقل والشّعور والكلمة
والأصابع العشرة عن طريق المرأة
هل اللّه خلقه الرّجل
لكي يخيف به المرأة؟
ويفعل بها ما يريد؟
هل جننتم حين تفكّرون في جنّة
في الأرض والسّماء بدون حبّ المرأة
الكبير والعظيم
ظلمكم لها بلغ
تسعة وتسعين فاصل تسعة وتسعين
في المئة
لذلك نحن في اللّيل والظّلام والتّخلّف
والجهل والعبوديّة والسّجن
تحت لهيب الشّمس الغاضبة
على الجميع
بدموع البحر الكبير والعظيم
هل يبكي الرّجال
لأجل الحب والحريّة والحقّ
كما تبكي النّساء
البحر مرآة الصّحراء
حوت يأكل حوت
وقليل الجهد يموت
البقاء لسمك القرش
وعشّاق المال والقرش
هذا هو منطق حقوق الإنسان
والحريّات والجنّة والحياة
الفقراء يموتون
ويبقي التّراب الحنون
للأغنياء والغنيّات
للأسياد والسّيّدات
كم هو التّراب حنون لمن لا يعقلون
ولا يشعرون ولا يبصرون
تأتيهم الأموال سهلة بدون أن يشقون
ولا يعملون ولا يكدّون
الموت نفسه يكبّهم سواء
لا فرق بين إمرأة ورجل
ولا فرق بين الرّئيس والمرؤس
هناك عبيد لأجل الأسياد يتحمّلون
هناك عبيد سود لأجل الأسياد يشقون
ويتعذّبون لعلّ أسيادهم يرضون
فهم أبدا أبدا على العبيد لا يرضون
كيف يرضون فقد خلقوا هؤلاء العبيد لأجل
أن يعملوا كالحمير ويسكتون
العبيد يخافون من الأسياد يرتعشون



Aucun commentaire: