dimanche 31 janvier 2010

غريبة هذه الدّنيا

وجدت روحي فجأة بين نارين
بين التّراب وبين الماء
في الجاذبيّة الأرضيّة
بين موتي وحياتي
وجدت نفسي بين العقل والشّعور
هما نور الحياة
سألت التّراب عن العقل
فقال التّراب
العقل حصان أحمر شارد
سألت البحر عن الشّعور
فقال البحر
الشّعور حصان أبيض شارد
من المفروض أن يكون العقل ملكا
من المفروض أن يكون الشّعور ملاك
قلت أنا ماذا إذا ومن أكون؟
هذا التّراب هو موتي
هذا الماء هو إنطفائي
أين الهروب منهما؟
كيف أتحرّر منهما لأجل النّار أو الهواء
أنا لا أعرف من هو الصّادق منهما
ومن هو الكاذب منهما
هما يموتان أم أموت أنا؟
قيل لي إن لم تتحقّق
المساواة والحريّة بهما
فلا فائدة منهما هما مجرّد
خيول بلا معني ولا هدف
قلت سأركب معهما
حصان الدّموع الأزرق
إلى أن يحين إنطفائي
وأعرف من هو هذا الملاك
ومن هو هذا الملك
فلا العقل يقدر أن ينكر أنّه عذّبني
ليضيئ هو
ولا الشّعور يقدر أن ينكر أنّه
يؤلّمني ويطفئني ليضيئ هو
إذا لهما هذا الضّياء
ولي من دموعي وظلمي وخوفي وأحزاني
الهذيان في الهواء
الحقّ الحقّ أخاف منهما
عقلا وشعورا
هما سياسة الظّلم
وفنّ القهر
الكلمة منهما أصبحت
عطشانة لصدق كبير
لا المساواة قد تحقّقت بهما
ولا الحريّة
عداء بينهما
يشبه عداء اليهود والمسلمين
هل يا تري اليهود هم الأصدق
في مشكلة السّلام والحبّ
أم المسلمين؟
ولماذا اليهود يعشقون البحر
ولماذا المسلمين يدافعون
بالدّم والرّوح على التّراب
اليهود يعشقون الفضاء
ويعملون كلّ ما في وسعهم لأجل الفضاء
المسلمين يعشقون التّراب
ويعملون كلّ ما في وسعهم لأجل الأرض
اليهود شعب السيّد المسيح المختار
المسلمين هم شعب الرّسول المختار
ما معني يهودي؟
معناه ملاك لا يملك
إنسان مع الحريّة ضدّ الملكيّة
السيّد المسيح تألّم ومات لأجل السّماء
ما معني مسلم؟ معناه ملكا
تألّم ومات لأجل الأرض
هل لنا هذا الملاك اليهودي لأجل السّماء
هل لنا هذا الملك المسلم
لأجل الأرض؟
من هم شعب اللّه المختار أبناء السّماء؟
من هم شعب اللّه أبناء الأرض؟
لسنا ندري
كلّ ما نعرف هو الحرب
الإختناق بالنّار والغاز
والأمراض المستعصية والموت
معشر المسلمين واليهود
بإسم الفنّ والسّياسة
أقول أنّ الرّيش لا يشدو إلاّ فوق العود
والحريّة لا تغنّي إلاّ فوق الشّجرة
وحريّة الإنسان لن تتحقّق إلاّ بالمساواة
بين البشر
لماذا تطلع وتنزل الشّمس؟
لأجل الكمال الإنساني والحريّة
لماذا يسهر البدر ؟
لأجل الكمال الإنساني والحريّة
لماذا حرم الإنسان من الأجنحة
هل الّذي خلق الشّجرة
والإنسان والعصفور
لا يقدر أن يخلق هذا الكمال ؟
إلى ماذا يحتاج هذا الإنسان؟
للحقّ والحبّ والحريّة
أين الأموات؟
في ظلام اللّيل، في الغابة حيوانات
يتناسلون في البحر والجوّ والبرّ
سيّدهم الإنسان يضحك ويبكي
وهم لا يبكون ولا يضحكونّ
قلّة نادرة منهم تبكي
يعيشون بغرائز الأكل المتوحّشة
والجنس المتوحّش
بلا أصابع عشرة
بلا حلم بلا فكر بلا هدف
متي يا تري هذا البحروهذه الشّمس
سيخلقان لنا هذا الإنسان العصفور

vendredi 29 janvier 2010

رسالة الإنجيل والقرآن

رسالة الإنجيل هي رسالة القلب
رسالة القرآن هي رسالة العقل
رسالة الإنجيل لأجل الحريّة
رسالة القرآن لأجل المساواة
رسالة الإنجيل لأجل تحرير الإنسان
من التوحّش والحيوانيّة
من الأمراض الوراثيّة
رسالة القرآن لأجل تحرير الأرض
وتوحيد القبائل والشّعوب
وجعل كلّ النّاس إخوة
هذا هو الشّيء المغاير بينهما
رسالتان يحرّكان فينا شيئا ما
يحرّكان فينا الذّاكرة والحسّ
نحن نمشي على خطاهما
نتبعهما إلى رؤياهما
رسالتان يضيئان لمن يأتي بعدهما
الجرح ورد أبيض وأحمر
تاريخ مقدّس في كلام ضوئي
في مفترق المعاني
يريدان شيئا واحد
حياة جميلة للإنسان لا تكون رحيلا
رسالتان لا تموتان
يتطوّر معهما الإنسان عبر الأزمان
نودّع بهما هذا الطّريق الطّويل
الحلم شجرة مثمرة " مساواة
الحلم إنسان عصفور" الحريّة
في سيرة مرهقة من الأوجاع الخالدة
رسالة الإنجيل
تنشد الكمال الإنساني والحريّة
وتفتّح العيون الّتي لا تبصر
نحو سماء بلا حدود
رسالة القرآن تحرّر الأرض
وتفتح العيون الّتي لا تبصر
نحو أرض بلا قيود
تحرّر الأرض من الأمراض السّياسيّة
تنشد المساواة بين البشر
تنشد التّحرّر من الميز العنصري
تنشد حقّ الحياة لكلّ إنسان
تنشد الصّلاح والفلاح والأعمال
الجميلة القيّمة والمثمرة
رسالة الإنجيل والقرآن
ضوئان ينيران للإنسانيّة جمعاء
هما ضوء العقل وضوء الشّعور
العقل لأجل التّوازن الإجتماعي
الشّعور لأجل التّوازن الإنساني
العقل والشّعور هما هبة
من السّماء للإنسان
كي يتحرّر بهما
ويخلق بهما جنّته وخلوده
الموعود

mercredi 27 janvier 2010

ما معني يولد الإنسان من الهواء بدون أب

لا أحد منّا قد إختار حياته
لا أحد منّا قد إختار منبته
لا أحد منّا قد إختار أمّه وأباه وعائلته
كلّنا جئنا نصرخ
حين نشعر بالحبّ نبتسم
حين نشعر بالدّفئ نفرح
حين نشعر بالحنان نطمئنّ
حين نشعر بالضّياء لا نخاف
إنّه حنان الأمّ والأب
إنّها التّربية
إنّه الحلم بإبن يكون من أجمل الأبناء
الإنسان حين يكبر يكبر عقله
وتبدأ مأساته حين يقول
أنا " حينها يبدأ أناه الأعلى
يحلم فيه ويرسم له المستقبل
كلمة "أنا" تحمل في صفحاتها
مسؤوليّة العقل والشّعور
كلمة "أنا" تحبل من الهواء بالكلمة
الكلمة لدي الإنسان تنطق بحقيقة
عقله وشعوره وترسم له في الحلم
شكله الجديد وولادته الجديدة
الأمّ هنا هي الرّوح
والأب هو الفكر أي العقل
الأمّ هي الكلمة
الأب هو الظّل
الأنسان يولد من الهواء
أي أنّه يولد من فكره وكلمته
من عقله وشعوره
هل العقل والشّعور هواء
أم أنّهما هذا الضّياء الّذي نراه
في النّهار والمساء؟
يقال أنّ الإنسان حين يموت
أوّل ما تحذف له عيناه
لأنّه يمضي حياته
بلا عقل ولا شعور
كالأعمي لا يري
محزن أن يمارس الإنسان الحبّ
كالحيوانات بلا عقل ولا شعور
مفرح أن يلمع هذا الحبّ من العيون
ينطق الكمال الإنساني والشّعور المتبادل
بين العشيقين
الأنسان قيمة عقليّة
الإنسان قيمة أخلاقيّة
الإنسان سيّد الحيوانات جميعا
لماذا إذا لم يظهر هذا الإنسان
الّذي يتمتّع بالأيادي والأجنحة
لماذا لم يظهر هذا الملاك أو هذان
الملكان الّذان لا يموتان
الإنسان لا يولد من الأب
إنّما يولد من الحبّ
الإنسان لا يولد من الأمّ
إنّما يولد من الكلمة
هذا الكمال وهذا الجمال وهذه الحريّة
هم حلم الإنسان الأوّل والأخير
الحريّة وحدها روحا وفكرا
تمنحه اللّباس الّذي يشاء
والكلمة الّتي يشاء
هل لا زلنا نعيش في غابة
البطل الأوحد الّذي ينشد
المساواة والحريّة
هو الموت؟
هل الإنسان لا يحقّق الحريّة
إلاّ إذا حقّق هذه المساواة؟
هل تحقيق المساواة والحريّة
يعني تحقيق الخلود والحياة الأبديّة؟

mardi 26 janvier 2010

عودة الرّوح الشّريد

آي" هذا الإسم فينا منذ الأزل
ألف وياِء
البداية والنّهاية
شجرة تغنّي الإنسان
كلمة ودرس هذا الإنسان
من الأليف إلي الياء
كلّ الطّبائع الحيوانيّة يختزلها
بحرا وبرّا وجوّا
يختزلها في ذاته ولا يقدر
أن يسيطر عليها
تسيطر عليه ولا يسيطر عليها
تقتله ولا يقتلها
يذبح هذه الطّبائع بالسّكّين
يقليها ويشويها ويطبخها
لكنّه لا يقدر أن يذبحها بالإرادة
عنوانها التّوحّش أو السّذاجة
طّبائع حيوانيّة
خفاياها كريهة
لنا الفنّ والسّياسة والعلم
لكي نكون أجمل لكي نرتفع
لكي لا تكون لنا صرخة في البداية
وصرخة في النّهاية
هذا الإنسان
يولد يبكي وينتهي يبكي
تملأه المخاوف من الموت
غير قادر
أن يتحرّر من الموروث الحيواني
آي " هذا الإسم فينا منذ الأزل
ألف وياء
البداية حزن وموت
هل النّهاية تسامح وفرح
آي" هذا الإسم فينا منذ الأزل
حزن وفرح
ألم ولذّة
موت وحياة

samedi 23 janvier 2010

أريني غدا أفضل وأجمل

أريني غدا أفضل وأجمل
كالفلّ، كالياسمين
أريني غدا أفضل وأجمل
تفرح به الأرض والسّماء
أريني غدا أفضل يكسّر الظّلم
يكسّر عبادة الأوثان
ويعبد وينشد للإنسان
أنشودة حياتنا تحتاج للتّنفّس
تحتاج للحقّ والحبّ والحريّة
تحتاج للفرح
ماذا سأفعل بدونك حبيبي
يربطنا التّراب والماء
تربطنا النّار والهواء
لو تأمّلت لوجدت حياتنا جرح
في هذا الزّمان العبثيّ
كن حبّا واثقا بخطاك
كن عشقا واثقا برؤياك
حتّي يناديك وحي الحبّ
يدرّبك على سحره المنشود
نهارك رحبا طويلا
نهارك لا يزال جميلا
نهارك قصّة حبّ في قطار سريع
وليلك حلم وجيز كزمن قصير
إحتضن الكون في داخلك قصيدة
وحاول أن تكن ما تريد نفسك أن تكون
هذا الحبّ في البحر إثنان
في الجوّ إثنان
في البرّ إثنان
حبيبان يعيشان في فوضي الوجدان
حاول أن تختار حبيبا أبديّا
تموت لأجله ويموت لأجلك
حاول أن تفهم بأنّ الحبّ في المثنّي
لكي تفهمك الرّوح وتكلّمك
أريني غدا أفضل
لكي ننجو من الهاوية
لكي لا نمشي إلى العدم
كي نقول لملك الموت
قد خلقنا توأمان
كجسد وظلّ
كي نقول لملك الموت
لا هويّة للظّل لا هويّة
الظّل هو شبح الحبّ
نسكنه بمن نريد ومن نحبّ
الحبّ ليس واحد وإنّما هو إثنان
كضوء وماء
كشمس وقمر
كأنثي وذكر
لا تنظر لنا
خلقنا من تراب وماء
وتعذّبنا كثيرا بنار الهواء
نسألك أهبة الفجرالجديد
من أين نبدأ؟
من الأبيض والأسود
أو من شعاع الضّياء؟
الحبّ الّذي جمّعنا
أقوي من الحقّ
والسرّ الّذي ملأنا
ملأ أحلامنا منذ البداية بالحزن والفرح
هل نحن من سيفتح باب السّماء؟
من بحر الحروف ومعاني الأسماء؟
كفانا أحزان
العدم والألم ووجع الحياة
من عدم الإيمان بالحبّ
نحن نمشي حالمين
بقصيدة من حرفين
تشربنا على مهل
هل من البحر خلقت الحياة؟
هل من البحر يتحرّر الإنسان

mardi 19 janvier 2010

لأنّي أعشق الضّياء

لأنّي أعشق الضّياء
أقرأ الطّبيعة بوضوح
لأنّي أعشق الوضوح
أقرأ الطّبيعة أمل وطموح
شيئ ما أنزلني أصرخ في مركب الحياة
أبحث عن نفسي في الأسامي والكلمات
أحدّق في حروف إسمي كأنّي
أحدّق في التّراب و الماء
ربّما هذا التّراب وهذا
" الماء يقصدني " ربّما
أكيد أكيد هنالك حبّ
هداياه أكبر منّا ينقش في الأسماء
هناك حبّ يعطينا
ميولات وإهتمامات ورغبات
دروس وإمتحانات
والهدف كيف نكون لو نحن خالدون
كيف نكون لو نحن ملكان في السّماء
كيف نكون شجرا مشبّعا بالثّمر والخصوبه
كيف نكون أغنية مشبّعة بالعذوبة
كيف نشعر أنّنا والآخرون
حزن واحد وفرح واحد
في الإسم يدخل الإنسان إلى مرآته
ويرى سرّه
يري كيف كان الضّياء
يتابع عمره بدلا منه
وكيف يحدّثه عن مشاغله
في النّهار والمساء
يحدّثه بوضوح بكلام مفضوح
يقول له من أنت في منفاك
وتضحك ممّا يفعله الضّياء
ثمّ تضحك أكثر
حين تحفر إسمك
حين ينشد لك إسمك نشيد عمرك
وتري من خلال الضّياء غريبين
بهما ولد وينتهي الزّمن الجميل
فكيف نكون لو أصبحنا ملكان مخلّدان؟
هل نقدر أن نعيش الحبّ بالكلمة الجميلة
والقبلة المقدّسة؟
لأنّ الأمراض والهواجس والشّكوك
الجنسيّة عذّبتنا وألّمتنا
هل نقدر أن نعيش بدون أكل؟
نتغذّي من روائح الأشياء الجميلة
لأنّ الرّكض وراء العلف والماء
جعلنا حيوانات عند ربّهم يرزقون
نحن سفليين
في معركة التّراب
الأكل لنا نجاسة
الجنس لنا تعاسة
الحبّ علينا حراسة
الكلمة لنا طريق ودراسة
من حقّنا إذا أن نناظل لأجل العودة
لفردوسنا الجميل
خطايانا كلّها سببها
ممارسات جنسيّة
أنزلتنا إلى الهاوية
والعيش بأكل مرّ بنا
إلى ظلم ووحشة اللّيل
من يا تري نثر لنا أنّ حوريّة البحر
قبل خروجها للبرّ
كانت تمارس الحبّ
بالقبلة المقدّسة
---
هل الحبّ البحري بالنصف الأعلى؟
والحبّ التّرابي بالنّصف الأسفل؟
---
هل الحبّ البحري نشيده العشق؟
والحبّ التّرابي نشيده الزّواج؟
---
هل الحبّ البحري يغنّي للحريّة؟
والحبّ التّرابي يغنّي للملكيّة؟
----
هل الحبّ الجنسي هو الأرض؟
هل القبلة هي السّماء
---
البحر للأحبّاء عطاء
والشّمس للأحبّاء صدق ووفاء
والحبّ الجميل إمّا أرضا وإمّا سماء
بين الرّمشين سكن الضّياء
والمعني متي يحلّق أوّل
ملكان مهاجران من المنفي
يقول لها
هل لدينا من العدل كي نكون
غدا عادلين؟
تقول له
هل لدينا من الحبّ
كي تكون لنا حياة أبديّة؟
يقول لها
العدل بالميزان والميزان
هو الحقّ
تقول له
الحبّ والحريّة نفخة بالهواء
واللأصقاء صنفان
واحد إبن التراب
وواحد إبن الهواء
واحد جنّته هي الأرض
وواحد جنّته هي السّماء
يقول لها عاشق الأرض
أريد أرضا بلا قيود
يقول لها عاشق الهواء
أريد سماءا بلا حدود
تقول لهما
الأرض ساسعة وكذلك السّماء
ما هذا العداء
وما هذه الحرب
الحبّ كبير العادلين بينكما
ونفخة بالهواء
تنقّي الغيم الأبيض من الغيم الأسود
تجعل من للسّماء للسّماء
ومن للأرض للأرض

samedi 16 janvier 2010

الإنتصار والإنهيار

فالننتصر بالحبّ
أوبالحرب ننهار
فالتكن هوّيتنا
إمّا ليل وإمّا نهار
فاليكن صراعنا لأجل
الموت أو لأجل الحياة
لأجل الحزن أو لأجل الفرح
لأجل التّراب أو لأجل الهواء
كن من أنت حيث تكون
عدوّا أو صديقا حنون
وأحمل عبئ قلبك وحدك
وأعرف كيف تنفتح السّماء
لواحد لا شريك له
خبزنا قمحا وشعيرا
ومائنا حليبا وثلجا
على عود الشّجر هناك
صلب أباك
ولم يعترف إلاّ بنفسه
هناك إختلط الغيم مع البحر
هناك إختلط الدّم مع الماء
هناك إختلط الألم مع الأنانيّة
هناك إنتحر الصّقر وحيدا
مكسور الجناح
وتسمّرت أصابعه العشرة بالشّجرة
لأجل تحقيق المساواة والحريّة
هناك إقترن العذاب بالتّراب
نسي الصّقر هناك
أنّ البنون يولدون من نساء
ويرضعون الحليب من ضرع النّساء
نسي الصّقر أنّ الحبّ ضوء وماء
والحريّة عشق التّراب أو عشق الهواء
مشينا على الشّوك حفاة
نبكي ونلمس روح الحصي
لعلّ النّساء لهنّ هبات من السّماء
لعلّ الحقيقة أقوي من الحقّ
لعلّ الحبّ أرقي من الحرب
لعلّ الحريّة أجمل من السّجن
لعلّ الصّدق أنفع من الكذب
لعلّ أوّل قطرة ماء
خلقت من ضرع الحجارة
لعلّ أوّل قطرة دمّ
خلقت بالوجع والألم
لعلّ أوّل نهدان، أوّل ضوئان
أوّل بيضتان
قد خلقا من رحم الأحزان
لعلّ أوّل قطرة حليب خلقت
عن طريق غيمة باكية
لا تنطق بشرف العبارة
أنثى عبر الأزمان
تقتلها وتحييك
تسجنها وتحرّرك
تبكيها وتضحكك
تشقيها وتسعدك
تظلمها وتسامحك
تحتقرها وتحترمك
تمنحها الكوابيس بالحرب والعقل
وتمنحك الشّعور النّفيس بالحبّ والقلب
فالننتصر أو ننهار
لنعرف من منّا منذ البدء ينشد للّيل
ومن منّا ينشد للنّهار؟
من أخرجك من الجنّة هو الحبّ
من سجنك وعذّبك وألّمك هو الحبّ
والحبّ وحده يحرّرك ويشفيك ويسعدك
لكي تعرف كيف تنفتح السّماء للعشّاق
إبحث عن أناك في الآخر
إبحث عن روحك عن طموحك في الآخر
إبحث عن معاني إسمك في معاني إسم الآخر
إبحث عن معاني حظّك في معاني حظّ الآخر

jeudi 14 janvier 2010

لماذا أموت ؟

كي أشعر بالحياة
لا بدّ أوّلا أن أكون حرّة
لا بدّ أن أشعر أنّه لي الحقّ
أن أفكّر كما أريد وأن أحبّ ما أريد
وأن أختار لنفسي ما أريد
لماذا أموت؟
أموت لأجل هذا الحقّ المغتصب
وهذه الحريّة المغتصبة
أموت لأجل شكل طبيعي
يبهرني بجماله وحريّته
أموت لأجل حبّ أشعر أنّه أنا الثّاني
وروحي الثّانية
حياة الإنسان حقّ وحبّ وحريّة
وموته أيضا حقّ وحبّ وحريّة
لكن أيّ حقّ يعمل لأجله الإنسان؟
كيف هو الحبّ الّذي يريده الإنسان؟
وما هو شكل الحريّة الّتي يريد
أن يختارها الإنسان لنفسه؟
فالّذي نفسه تعشق طائر النّورس
لا يمكن أن يكون طبعه مثل طبع الدّيك
والّتي نفسها تعشق الحمامة
لا يكون طبعها مثل طبع الدّجاجة
الطّبيعة تغيّر أشكالنا
حسب الرّغبة وحسب القدرة
الطّبيعة لا ترحم من لا يفهمها
ومن لا يتعلّم منها
ولكي نموت لأجل الحريّة علينا
أن نفهم ما معني الحريّة
ولكي نموت لأجل الحبّ
علينا أن نعرف من يكون هذا الحبّ
ولكي نموت لأجل الحقّ
علينا أن نسعي لتحقيقه في الحلم
قبل الواقع
تحت الضّياء لا شيئ يفني
لا شيئ يموت
كلّ شيئ يتحرّك ويتحوّل
الطّبيعة تذبحنا بسيف حاد
وليس لنا إلا الإمتثال والصّمت
لأنّنا لا نعرف لماذا نعيش
ولأيّ غاية نموت
جئنا لكي نسيطر على الطّبيعة
أي على الطّبائع الّتي يرفضها
الإنسان فينا
ونموت لأجل تحقيق الشّكل
الّذي عملنا لأجله في الحياة
ندرس التّاريخ لكي نفهم من نحن
ثمّ نحاول كيف نتجاوز الأخطاء
كلّنا مخطئون في حقّ نفوسنا
وفي حقّ الآخرين
إلاهي هل الإنسان بالحرب
قادر أن يقتل نفسه بنفسه
وهو بهذه الحرب غير قادر
أن يحرّر نفسه بنفسه؟

mercredi 13 janvier 2010

جذورنا

شجرة تحمل جذورنا
تضيئ مصيرنا
نموت وتمنحنا الحياة والذّكريات
في نفوسنا تنشد على مرّ العصور
للحبّ والمساواة
نحن فيها تعابير، نحن منها كلمات
نحن منها ألحان نحن منها أغنيات
الشّجرة تقول فينا
أنا أمّكم الأولي وأنتم البنون
عمّا أنتم مختلفون
أنتم أبناء ماء واحد وتراب واحد
أنتم أبناء شمس واحدة وهواء واحد
جذوركم تحبل بها الكلمات
جذوركم تحبل بها الأغنيات
والدّم الأحمر والأبيض
ضوئان في السّماء يشتعلان لأجلكم
الشّجرة تقول فينا
هل مات فيكم الحبّ
وأصبحتم تنشدون للحرب؟
هل مات فيكم حلو الثّمر
وأصبحتم تنشدون للموت في الحفر؟
هل ماتت فيكم الأفراح
وأصبحتم تنشدون
لسفك الدّماء والجراح
الأوراق الّتي لا تقاوم العواصف
تأتي الرّياح وتسقطها
والغصن الّذي لا يثمر يقطع ويتلف
الشّجرة حظارة
الشّجرة منارة
الشّجرة تنشد للعدل والحريّة ولا تنشد
للموت في الحفر
الشّجرة تغنّي الحياة والتجدّد
لأجل الحقّ والحريّة

lundi 11 janvier 2010

لا تدفنوا الحبّ في التّراب والكتب

لا تدفنوا الحبّ لينضج فيكم
شجر الزّيتون والنّخيل
يقول الزّمان الجديد
قد إلتقي غريبان في زمن واحد
في بلد واحد
زمن يرسل نفسه من جماجم الأوّلين
رسائلهم تضيئ بين ماء وتراب
والتّحيّة بينهما عشرة
لهما رسائل من يقرأها
يقرأ شرف السّلام على المرسلين
البحر والصّحراء يمنحان لهما دليل
من الصّحراء الحرب لأجل توحيد القبائل
والشّعوب، الحرب لأجل الحقّ والمساواة
بين البشر، الحرب لأجل أرض بلا حدود
الحرب لأجل تحرير الأرض من القيود
ومن البحر الحرب لأجل الإنسان
الحرب لأجل الحريّة والإنتصار
على الطّّبائع الحيوانيّة
الحرب لأجل تحرير
النّفس من المظالم
التّراب له السّياسة والتّعليم
والتّاريخ والجغرافيا
والبحر له
البرمجة والفنّ الأصيل
في تشكيل المشاعر والرّغبات
بأشكال حيوانيّة عديدة ومتعدّدة
منغرسة في الإنسان
التّراب هو الكلمة السّياسيّة
البحر هو الكلمة الفنيّة
جاءوا من الغيم ضيوفا في المكان
جاءوا من ماضيهم بالحقيقة
كلّ الحقيقة
يدافعان عن فخّارهم المجيد
يقولان لا تدفنوا الحبّ في الكتب
جئنا نكشف العطب
جئنا لأجل برنامج دواء
للأرض والإنسان
فقراء نحن لا نعبد المال والذّهب
ومع شجر الزّيتون
والنّخيل لا يموت الحبّ
هذه رسائل من
ذاك الماضي الّذي تهدمون
هذه الرّسائل من ذاك الماضي
الّذي تزوّرون
لا الأرض تحرّرت من القيود الجغرافيّة
ولا الإنسان تحرّر من الجاذبيّة التّرابيّة
ومن كوابيسه وغرائزه الحيوانيّة
ما السّبب؟
السّبب هو الإيمان بالحرب
والكفر بالحبّ
الإيمان بالعقل والكفر بالشّعور
الإيمان بالذّكر والكفر بالأنثي
هل النّاس يؤمنون بالّذي
تألّم على العود
لأجل سماء بلا حدود ؟
هل النّاس يؤمنون بالّذي دفن في التّراب
لأجل أرض بلا قيود ؟
هل حرّر الإنسان نفسه وإنتصر
على شروط طبعه الحيواني؟
هل حرّر الرّجل الأرض من القيود
بالحرب؟
الجنّة في الأرض والسّماء
لن تتحقّق إلاّ بالحبّ
وهذا الحبّ
إسمه الميزان
الحبّ وحده في عينه الكلام الموزون
هو من يقول للشّيئ كن فيكون

dimanche 10 janvier 2010

الضّجر

سيمتدّ هذا الضّجر
إلي أن يشعر المسافرون
أنّ الضّجر من صنع البشر
سيمتدّ هذا الضّجر
إلى أن يشعر المسافرون
أنّ الضّجر يفيض به ليل القمر
سيمتدّ هذا الضّجر
إلى أن يشعر المسافرون
أنّ الظّلم هو سبب الوقوع
في الحفر وفي المنحدر
سألت الشّمس والسّحاب
وقوس قزح عن الفرح
تساءلت من هما هذان الضّوئان
قيل لي هما ملكان قد أصابهما
الإختلال وداء الشّلل
هما في السّجن
يصنعان الأمل
سيمتدّ الضّجر ما دامت الأرض
تدور حول نفسها
وما دامت الشّمس تزور
الضّحيّة كلّ مساء
وما دام الطّريق لا يؤدّي إلى هدف
سيمتدّ الضّجر
ما دام الكأس يفيض من اللّيل
ما دام الكأس يفيض من أعمال البشر
قولوا صباح الخير
كي تمنحكم الحياة دلالها
قولوا مساء الخير
كي تمنحكم الأحلام تفتّحا للسّماء
كي تروا حقيقتكم في الأحلام والسّراب
كي يذهب الزّمن القديم
وتكبرون في حلمكم كما تريدون
قولوا صباح الخير
كي يكون عملكم طيّبا وخبزكم طيّبا
وكلامكم طيّبا ومائكم طيّبا ومصيركم طيّبا
قولوا مساء الخير كي يكون
منامكم واضحا
فيه رسالة تقول أنّ عنوانكم تغيّر
وتحرّرتم من السّجون
كي تفتح أمامكم حوريّة أبواب الأبديّة
قولوا كلاما كثيرا عن الحقّ و الحبّ والحريّة
كي تعبروا سياج الشّوك والضّجر
ليس سهلا أن يعبر الإنسان
حدود الظّلال
ليس سهلا أن يتحرّر من الحصار
في الظّلال يسكن سبب السّجن والحزن والضّجر
في الظّلال أقامت الرّوح رصد الأفعال
ليس في المكان مسامير أقوي من الظّلال
حذاري يا رجال من لسعة أنثي
تطالب بالحقّ والحبّ والحريّة عبر الأجيال
حذاري يا رجال من لسعة أنثي
تأكلون لحمها بالمال وبالميزان
حذاري يا رجال من لسعة أنثي تشربون
من دمّها وخمرها
ولا تعتبرونها إنسان
حذاري يا رجال من لسعة أنثي
تضعكم بجسدها الجميل بالمال
في السّجون والحبال
وتفضح أعمالكم بالفنّ والجمال
حذاري يا رجال من حزن أنثي
تشدّ معكم الرّحال
وسيف حبّها يصنع المحال
إشربوا من حليبها الصّافي
في حقيقة الأحلام
كي تشفيكم من أمراض ظلمكم
وتحقّق لكم الحريّة والسّلام

jeudi 7 janvier 2010

الدّين صالح لكلّ زمان ومكان

في نثر الكلام
هبّ الغبار على الزّجاج
رحلتم أيّها الأبطال
راسمين إشارة النّصر
الجريحة في الدّم المسفوك
رحلتم وتركتم وصيّة
في كلّ ركن وفي كلّ بيت
الدّين صالح لكلّ زمان ومكان
رسائلكم بطاقة شخصيّة
للمساواة والحريّة
رسائلكم باللّغة العربيّة والعبريّة
كنت أمشي وأهمس
كيف إختلف الرّواة على كلمة ضوئيّة
ما الفرق بين الشّكل والمضمون
الفرق يتوتّر في المعني
والحقيقة أنّه لا فرق بين
المساواة والحريّة
لا فرق بين شعب اللّه واللّه
في المساواة فرحة الشّعب
مع المساواة يتجسّد الحبّ والحريّة
وينتصر الإنسان على الموت
في المساواة والحريّة
تعاليم الشّجرة والعصفور
أيّها الرّاكعون في الجوامع
أيّها الواقفون في الكنائس
قد تشعرون أنّكم بشر مثلنا
تنشدون هذه الحريّة وهذه المساواة
إنّ الزّمن يسخر من ضحاياه ومن أبطاله
يلقي عليهم نظرة ثمّ يمرّ بهم إلى الموت
و يرسل نفسه من جديد
عبر الحاء والميم والدّاء
حاء المحبّة والحقّ
وميم المريض والمغامر
والدّاء هي الدّلو والدّماء والدّواء
والدليل
تفرحني وتبكيني
نزلت على الصّليب
وقلت هذا البحر له
هذا الهواء الرّطب له
حدّثني الصّليب كما يتحدّث عودا متوجّعا
كما يتحدّت عصفور مكسور
كما يتحدّث الغيم الخفيف
قال إنّي أخاف ركوب الطّائرات
وأصوات الطّائرات
وأعشق أصوات العصافير
وأجنحة العصافير
أكل من خبزنا وبين أصابعه
الرّيشة والعود يبكيان
وينشدان للمساء
قلت للصّليب حذاري
أن يحرّك غضبك ملح البحار
نزلت على الهلال
فقال الهلال الأموال شرّدت الأجيال
رفعت الأنذال وذلّلت الأبطال
حدّثني كما يتحدّث عقل مجنون
كافر بالصّلاة الّتي لا تعني المساواة
كافر بالآذان الّذي لا ينادي للفلاح
والصّالح العام للإنسان
كافر بالصّيام الّذي لا يعني كبح الشّهوات
قلت للهلال
حذاري أن يحرّك غضبك
الرّمال الصّفراء
من أنتما ؟ ومن أنا؟
هذا الغيم الأسود والأبيض
أخذت منه دلوان
هذا السّراب لحرفان
ولد منهما قوس قزح
ما دلّني أحد عليكما
دليلي هي كلمتي وروحي
دليلي هو البحر والصّحراء
دليلي الدّلو الفائض بالأحزان
دليلي في أسامي الأمّهات
والكلمات
ولدت بين قبيلتان
عليهما نقش الدّم الأحمر والأبيض
هذه الحديقة وهذه الألوان
عليهما نقش الدّم الأحمر والأبيض
الدّين صالح لكلّ زمان ومكان
الصّلاة عندنا تعلّم الخوف من النّار
ولا تعلّم المساواة
الآذان عندنا يدعو
للحرب وحمل السّلاح
الصّليب عندنا لا يعلّم التّوازن
بل يعلّم الإختلال
لا يعلّم الحقّ بل يعلّم الظّلم والإستعمار
قال الصّليب الأحمر والهلال الأحمر
الصّابون لا يخرج إلاّ نظيف
الإنسان لا يتحرّر إلاّ بالميزان
والميزان في عيون كلّ إنسان
ماذا علّمت في الأرض كلمة الأديان؟
علّمت أن يصبح إنسان يناطح السّحاب
لا يعرف كيف يحصي الأموال
وإنسان مرمي في الصّحراء
في الجوع والبرد والحرمان؟
لنري غدا مشرقا
يحملنا العقل والشّعورعبر الأزمان
يحملنا خبز القمح والشّعير
والشّهداء اللّذين دفعوا الآلام والدّماء
لأجل الحريّة والكرامة والسّلام
من نحن ؟
نحن غريبان
قد إلتقينا في طريق لا يؤدّي إلى هدف
طريقنا الوحيد إمّا الحياة وإمّا الموت
يحملنا الإثنين حرف الحاء والميم والدّاء
ما قلنا يوما إنّنا أبطال
بل قلنا نحن لسنا سوي خرفان
نموت لأجل الإنسان
نموت لأجل الحقّ والحريّة
نموت لأجل الميزان

mercredi 6 janvier 2010

ننسي الماضي

ننسي الماضي كأنّه لم يكن
ننساه كما اللّيل ينسي
كما الظّلم ينسي
كما الحزن ينسي
ننسي الماضي ونترك ورائنا ضوء ا
ونفتّح العيون للأمام
لما سيأتي في الآتي
ننسي الماضي كمصرع طائرين
ونفتّح العيون على طباعنا
في تقشّف الظّل واللّيل
الّذي يرجع بنا إلى السّجن
إلى الموت إلى المنفي
لنسافر كلّ يوم في نور سعيد
ونكتب رسالة إلى ضوئين
منهما كلّ الأزمنة وكلّ اللّغات
الضّوء لنا
كي نكون أحرار
نبحث عن زمان أجمل من زماننا
لا شيئ إلاّ الضّوء
يكشف أمراضنا
لا شيئ إلاّ الحبّ
يريحنا من أتعابنا
مع الضّوء يجيئنا حلم
غنائيّ الإشارة لا خسارة
هذه الأوجاع
هذه الآلام
هذه الأحزان
هذه الأمراض
هي كلّ ما فعلناه في الماضي
الضّوء يقصدنا دون أن ننتبه
وعلينا أن نقود الرّبيع بأنفسنا
نتعرّي أمام الضّوء
ليغسلنا بماء المطر
ليكن نزولنا مؤمنين بالحبّ
شمسا وقمرا
أنثي وذكرا
جسدا وظلاّ
واقعا وحلما
لكي يري الحبّ الجميل نفسه
في مرايا المثنّي
من كسّر المرآة؟
كسّرها الحبّ وكسّر نفسه لأجلها
من سجن الحمامة؟
سجنها الحبّ وسجن نفسه لأجلها

mardi 5 janvier 2010

حلمي

في حلمي أنسي كلّ شيئ
وأرتدي غيمة مؤجلة
أشعر كأنّي خرجت من جسدي
أحلم بفرح خفيف الوزن
أحلم بروحي تصهل في الهواء
أجري أخفّ وأقدر أن أطير
أشعر بالسّعادة كأنّي أحلم بغد جميل
أقول حقّا أنا أقدر على إختراق الجاذبيّة
أقول حقّا أنا أقدر أن أتعالى
على الأشياء والأسماء
ثمّ أسأل نفسي لماذا أنا وحدي
جلست أمام حرف يحمله إثنان تحت الحريق
همست ينقصني أن أعرف الفارق
بين المسافر والطّريق
كأنّي في الطّريق أنا وأنا الثّاني
كأنّ الحياة تودّ أن تضبط إيقاعها
كأنّ الحريّة تريد أن تعدّل نقصها
كأنّ هناك من سبقت خطاه خطاي
كأنّ هناك من يملي رؤياه على رؤياي
كأنّ هناك من يغوص
في قلبي وعقلي لأجل الحكاية
كبير هو الحبّ صغير هو العقل والقلب
قلت أريد شيئا واحدا لا غير
أريد موتا بسيطا هادئا
ريثما تأتي البشارة
من أزرق الحلم والظّل
تدلّ على أنّ الحبّ قويّ
قلب وعقل مضيئ
تدلّ على أنّ هناك من مات
وترك في البيت وصيّة
تقول بشري لمن مات لأجل
الحقّ والحبّ والحريّة والحياة الأبديّة
لا شيئ عندي سوى حاء وحيرتان
لا شيئ عندي سوي حاء وحسرتان
لا شيئ عندي سوي متران من هذا التّراب
لوردة حمراء وأخري بيضاء
والباقي للحديقة والورد الفوضويّ
هذا ما قاله اللّه لي الأنا في المثنّي
حين يلتقي الحرف بالحرف
والألم بالألم والقلب بالقلب
والدمّ بالدّم
حين يلتقي حرف الإسم الأوّل والأخير
بالنّهاية والبداية
لا بدّ من نصر إلاهي
الأسلاف الطّيّبون يموتون وترجعهم
السّماء عبر معاني إسم الأمّ والآب عبر
البحر والصّحراء
الأسلاف الطّيّبون عاشوا وماتوا فقراء
سلام سلام على عقل ضوئيّ يغيب ولا يعود
سلام سلام على قلب ضوئيّ يغيب ولا يعود
سلام سلام على خواتم يشعّ منها الظّلام
الفاتحون القدامي من الصّعب أن نتذكّر وجوههم
فكن يا بحر وترا شجيّ أنت والصّحراء
الأرض حبيبتنا وزيتها أجمل
ما كتب اللّه فوق الماء
يلمع سيف الحرب في الصّحراء
تحت الضّياء
ويلمع سيف الحبّ في الماء
تحت الضّياء
يموت الإنسان في الصّحراء
وتخرج من البحر أشكال
جميلة وقبيحة أليفلة ومتوحّشلة
أمام العيون العمياء
إلى حدّ الآن لم يعطي البحر أجنحة للإنسان
أعطاه فقط أصابع عشرة في اليدان
كي يصنع بهما الدّمار
والتّشرّد والفقروالجهل والتّخلّف
لأخيه الإنسان
كي يكنز بهما الأموال
ويناطح بهما السّحاب
ويترك أخاه في الإحتياج والعذاب
يولد الإنسان يصرخ زمن الولادة خائفا
من الموت والفناء
خائفا من المجهول
إرفعوا تماثيل الحبّ والمساواة والحريّة
من وهم وظلم لا يردّ التّحيّة
إرفعوا تماثيل الصّليب الأحمر
والهلال الأحمر
البحر والصّحراء
يتلألأ منهما الضّياء
والكبرياء
مات سيّد البحر لأجل الحريّة
مات سيّد الصّحراء لأجل المساواة
هل نحن نعيش الآن هذه الحياة
بالحريّة والمساواة
عبر ضوئين وهما الشّجرة والعصفور
هل حقّا سيّد الصّحراء مات؟
هل حقّا سيّد البحر مات؟
ولم يبقي في الأرض سوي
إمرأة تعيسة تبحث عن خروفين
عبر الكلمات؟
هل هما نورين ضحيّتين
ليس لهما إلاّ السّكات؟
----
هذه الكلمات يرسلها قوس قزح
بإسم الإنسان والحبّ
عبر دلوين من ماء المطر
لأجل السّعادة والفرح
في الدّارين
الأرض والسّماء