jeudi 7 janvier 2010

الدّين صالح لكلّ زمان ومكان

في نثر الكلام
هبّ الغبار على الزّجاج
رحلتم أيّها الأبطال
راسمين إشارة النّصر
الجريحة في الدّم المسفوك
رحلتم وتركتم وصيّة
في كلّ ركن وفي كلّ بيت
الدّين صالح لكلّ زمان ومكان
رسائلكم بطاقة شخصيّة
للمساواة والحريّة
رسائلكم باللّغة العربيّة والعبريّة
كنت أمشي وأهمس
كيف إختلف الرّواة على كلمة ضوئيّة
ما الفرق بين الشّكل والمضمون
الفرق يتوتّر في المعني
والحقيقة أنّه لا فرق بين
المساواة والحريّة
لا فرق بين شعب اللّه واللّه
في المساواة فرحة الشّعب
مع المساواة يتجسّد الحبّ والحريّة
وينتصر الإنسان على الموت
في المساواة والحريّة
تعاليم الشّجرة والعصفور
أيّها الرّاكعون في الجوامع
أيّها الواقفون في الكنائس
قد تشعرون أنّكم بشر مثلنا
تنشدون هذه الحريّة وهذه المساواة
إنّ الزّمن يسخر من ضحاياه ومن أبطاله
يلقي عليهم نظرة ثمّ يمرّ بهم إلى الموت
و يرسل نفسه من جديد
عبر الحاء والميم والدّاء
حاء المحبّة والحقّ
وميم المريض والمغامر
والدّاء هي الدّلو والدّماء والدّواء
والدليل
تفرحني وتبكيني
نزلت على الصّليب
وقلت هذا البحر له
هذا الهواء الرّطب له
حدّثني الصّليب كما يتحدّث عودا متوجّعا
كما يتحدّت عصفور مكسور
كما يتحدّث الغيم الخفيف
قال إنّي أخاف ركوب الطّائرات
وأصوات الطّائرات
وأعشق أصوات العصافير
وأجنحة العصافير
أكل من خبزنا وبين أصابعه
الرّيشة والعود يبكيان
وينشدان للمساء
قلت للصّليب حذاري
أن يحرّك غضبك ملح البحار
نزلت على الهلال
فقال الهلال الأموال شرّدت الأجيال
رفعت الأنذال وذلّلت الأبطال
حدّثني كما يتحدّث عقل مجنون
كافر بالصّلاة الّتي لا تعني المساواة
كافر بالآذان الّذي لا ينادي للفلاح
والصّالح العام للإنسان
كافر بالصّيام الّذي لا يعني كبح الشّهوات
قلت للهلال
حذاري أن يحرّك غضبك
الرّمال الصّفراء
من أنتما ؟ ومن أنا؟
هذا الغيم الأسود والأبيض
أخذت منه دلوان
هذا السّراب لحرفان
ولد منهما قوس قزح
ما دلّني أحد عليكما
دليلي هي كلمتي وروحي
دليلي هو البحر والصّحراء
دليلي الدّلو الفائض بالأحزان
دليلي في أسامي الأمّهات
والكلمات
ولدت بين قبيلتان
عليهما نقش الدّم الأحمر والأبيض
هذه الحديقة وهذه الألوان
عليهما نقش الدّم الأحمر والأبيض
الدّين صالح لكلّ زمان ومكان
الصّلاة عندنا تعلّم الخوف من النّار
ولا تعلّم المساواة
الآذان عندنا يدعو
للحرب وحمل السّلاح
الصّليب عندنا لا يعلّم التّوازن
بل يعلّم الإختلال
لا يعلّم الحقّ بل يعلّم الظّلم والإستعمار
قال الصّليب الأحمر والهلال الأحمر
الصّابون لا يخرج إلاّ نظيف
الإنسان لا يتحرّر إلاّ بالميزان
والميزان في عيون كلّ إنسان
ماذا علّمت في الأرض كلمة الأديان؟
علّمت أن يصبح إنسان يناطح السّحاب
لا يعرف كيف يحصي الأموال
وإنسان مرمي في الصّحراء
في الجوع والبرد والحرمان؟
لنري غدا مشرقا
يحملنا العقل والشّعورعبر الأزمان
يحملنا خبز القمح والشّعير
والشّهداء اللّذين دفعوا الآلام والدّماء
لأجل الحريّة والكرامة والسّلام
من نحن ؟
نحن غريبان
قد إلتقينا في طريق لا يؤدّي إلى هدف
طريقنا الوحيد إمّا الحياة وإمّا الموت
يحملنا الإثنين حرف الحاء والميم والدّاء
ما قلنا يوما إنّنا أبطال
بل قلنا نحن لسنا سوي خرفان
نموت لأجل الإنسان
نموت لأجل الحقّ والحريّة
نموت لأجل الميزان

Aucun commentaire: