vendredi 30 avril 2010

ضوء الحياة وماء الحياة

لا شيئ يظلّل عاشقان للحياة
يمشيان كأنّهما واحد
لا ينظران ورائهما
يسيران من زمن إلى زمن
وكلّ شيئ منهما
نلبس ونتكلّم ونحيا بهما
فمن نكون غدا بهما
المعني لا يظلّل إمرأة على أهبة الفجر
تهدي الخبز والحريّة للعاشقين
المعني لا يظلّل رجل على أهبة المساء
يعطي أشكالا في السّحب لا نهائيّة التّكوين
إمرأة من نهدها ترضع العصافير
ورجل من مائه كلّ الأشكال و العناوين
هل هي بعض أناه؟
هل هو بعض أناها؟
عاطفتها لا تخصّه
وتفكيره لا يخصّها
كلّ واحد منهما له ليله الخصوصيّ
قلبها مليئ بما ليس يعنيه
وقلبه في المعتقل
والجرح ورد من وهج الضّوء
تشكّله السّحب الرّماديّة
الإبن والإبنة هما الضحيّة
لو كنّا تذكّرنا الإحتلال
لرأينا إمرأة تلبس الأسود
في غرفة الغاز مرميّة
لكنّا غيّرنا رأينا
في أصول الأمّ العربيّة
ما هكذا نصنع الأمل
كلّ واحد منّا عليه أن يأخذ
متران من التّراب وجسد مؤقّت
ويشرب قهوته على مهل قائلا
هذا الضّوء لي
هذا الماء لي
ماذا سيكون بهما غدي؟
هما الولاء للولادة
أينما ذهبنا وأينما وجدنا
هما وعد الوالدين
ولنا منهما تاج التّراب والهواء
فلننتصر
هما الكلمة والكلمة عصا سحريّة
معجزة عند الإنسان هي
معلّقة في كتاب الرّمل والهواء هي
هي حدائق وطيور وهويّة
بها يولد فينا الوقت الجميل
وبها ننتصر على الموت ونعانق الحريّة
نحن ما قالت الكلمة كونوا فكنّا جسدا
في السّجن والمعتقل مثلها هي
أنا قلت للكلمة كوني طائرا
فكنت في حلمي فوق الأرض يحملني كلامي
في سلام كبير
حرّرني كلامي من الزّمن الثّقيل
أمّي تضيء مكاني
وتجلس حول مرآتي عند الأصيل
إنطلقت بفضلها وهي تسمع صدي صوتي
صباح الخير -- مساء الخير
هي أمّي الّتي علّمتني كيف تنفتح السّماء
لأري خلف أصابعي العشرة
حدائق تكوّنت من عطر النّدي والبكاء
يكفي أن أنام بين أحضانها
لكي يكون منامي واضحا
وأعرف أنّ عنواني تغيّر فوق قارعة السّجون
وأنّ أيّامي القادمة سأعيشها فداء
فلاّحة تزرع القمح والشّعير للعصافير

jeudi 29 avril 2010

مخابرات

أ

أرسل الجهاز يطلب فقيرين للمحاكمة

بتهمة الكفر والإلحاد

سأل الجهاز الفقير الأوّل
من أين أنت؟
من سماء رماديّة ليس فيها طائر أزرق
أتابع أغنيتي وأحمل حلمي بين يديّ
أنا والزّمان قد إمتلأنا بليل يفيض منه الكأس
ضحك الحاكم وقال للفقير
لو كان لي أن أكون لكنتك أنت

ماذا أكون لو كنت أنت فيّ
أحمل لهذا الجهل الرّصاص والبندقيّة؟

أحمل للمظلومين السّجن عوض الحريّة

أطبّق على المحرومين الإعدام

لا أنا فيك و لا أنت فيّ

أنا معلّم هبّ الغبار عليّ وإنكسرت
نزلت لكي أسمع صوت قلبي واضحا
أنا إسم مات ولم يمت
كافر لأنّه ليس لي
إلاّ منفايا في جسد الألم

لأنّ جراحي لا تزال حيّة

سأل الحاكم الفقير الثاني
من أين أنت؟
من طريق الهجرة من تحت اللّحد
من رغبة في البكاء لأجل أحد
جاهد من أجل لا شيئ
أنا الميّت في لمعة الرّمل الهشّ
أنا من زهر المقابر
أنا ملحد لأنّي لا أزال تحت
اللّحد

وهموم الجهاد في سبيل الأرض

لا تزال حيّة

هذا زمن رادار يرصد الموتي
إلى أين أيّها الجهاز تأخذون الأرض؟
إلى ماذا تفتحون الطّريق
مدّوا الأنابيب إلى رعد الكلام

إلى ذاك الجهاد إلى ذاك الألم

نظر الجهاز إلى الفقيرين وقال
من هذه الأرض تتبخّر الأجساد
غيمة غيمة
وحين نحدّق في الغيم يغرق الوقت فينا

يرجع لنا الهواء والنّار والماء

هذه الأرض وهذه السّماء موقّعة بالدّماء
فأتركوا الرّيح تبكي
على شعب هذا المكان الجريح

mardi 27 avril 2010

الميم

الميم ميلاد ومولد
الميم معابد مضيئة
الميم موعد متجدّد
الميم مطر ممتلئ
الميم ماء وموقد
ومدّ مراكب للعابرين
الميم نور اللّه في المثنّي
يبكي الزّمان لأجل مسيح مكسّر
يبكي المكان لأجل مهاجر مبعثر
توأمين نائمين
بكأس الشّراب المقدّس

على بركات الغيم
نحدّق في الغيم
الغيم أسود وأبيض
الميم كلمة اللّه في المثنّي
بماذا وعدتهما السّماء
بأرض لا موت فيها
وأجمل ما خلق اللّه من النّور والماء
من البدء الطّريق هكذا
مسيحا يحلّق طائرا
ومجاهدا لأجل أرض
في أوج عزّتها وزينتها
الميم شاهدان
على ما يعدّ غدا لهما
خاتما خاتما
غيمة غيمة
إلى أن يقول لهما اللّه
لم يبقي في الوجود غيركما
الميم حكاية عشق
لحياة أبديّة في الأرض والسّماء

samedi 24 avril 2010

سيّدة نفسها

غاضبة لأجل نظرة إحتقار
لأجل إتّهامها بالعار
قاتمة لكنّها لا تنهزم
ثابتة وهم يذهبون وإليها يعودون
كأوراق الشّجر يموتون ويحيون
كالماء، كالبخار
يصعدون إليها وينزلون
بالصّراخ ينزلون
بالصّراخ يصعدون
سيّدة العطاء والسّخاء
في الصّيف تخنقنا حرارة
في الشّتاء تقتلنا بردا وثلجا
لا ينقذنا منها إلاّ دموع البحر
وظلال الشّجر

ثرثرة السّكاري تضاعف غضبها
ثرثرة الأديان والدّعارة تضاعف
حرارتها وحزنها
وأنا لا أكتب إلاّ حين يلبسني الغضب
يئست سئمت يبست
من الحبّ الهارب منها

وكلّ سواد فيها صادر عن روح متحطّمة
وكلّ بياض صادر عن روح متألّمة
وكلّ بكاء لأجل
شجرة مكسّرة
وعصفور مهشّم
لباسها الأسود من البيت الحجري
لباسها الأبيض من الحبّ الحجري
لا يصلها سوي دخان العقل والشّعور
فلا شجرة محبّة بيننا
و لا عصفور
أقول لها لا أتحمّل حرارة الصّيف
تقول وأنا لا أتحمّل الكذب والخيانة
أقول لها أحتاج في فصل الصّيف إلي الثلج
تقول الماء مرآة العقل والشّعور
كيف قتلوا الحبّ وهو حيّ
العصر الجميل نجمة وهلال
العصر الجميل ريشة وعود
العصر الجميل نور وماء
الوضع عندنا يزداد إنهيار
الوضع عندنا يزداد إنكسار
أقول أنا أخاف من الموت
ما به الموت؟
الموت حياة، الموت مساواة
ومن حفر جبّا لأخيه وقع فيه
من ألبس المرأة الأسود
وقع في الأسود
يعاني من اليأس والتّخلّف والإستعباد
ومن ألبس المرأة الأبيض
وقع في الثّلج
يعاني الأنانيّة والظّلم والإستبداد
الموت هو الإستبداد والإستعباد
كلّ ما يفعلوه معها يعود عليهم
بالحبّ الأسود ليس لها الحقّ
في الخروج عن طاعة السيّد
وليس للسيّد الحقّ
في الخروج عن طاعة الإستعمار
الظّالم والأسود
بالأبيض ليس لها الحقّ
في صنع القرار
وليس للسيّد الأناني الحقّ في التّحليق
مثل الأطيار
لا خلود في الأرض بدونها
ولا جنّة تجري فيها الأنهار
لا خلود في السّماء بدونها
ولا تحرّر من الظّلال
سيّدة نفسها لا تنهزم
الموت للجميع هو الحقّ الأكبر
أنا لا أكتب إلاّ حين تلبسني
روح الخريف
أدوخ من حرارة الصّيف
أموت من برد الشّتاء
أدوخ من شدّة الإستعباد
أموت من شدّة الإستبداد
فصل الرّبيع هو فصل السّعادة
حيث جمال النّور والماء
هو فصل الإعتدال الطّبيعي
وفصل الخصب والرّخاء
لا للإستعباد
لا للإستبداد
الأرض والسّماء للإنسان
ميعاد شجرة وعصفور

dimanche 18 avril 2010

أمّك

يا ولدي لست أنا أمّك
أمّك هي مصيرك مع نفسك
أمّك هي نارك هي هوائك
هي ترابك هي مائك
أمّك هي كلمتك
أنت البشري يا ولدي
وهي العشرة
هي أصابعك العشرة
أنا لست ربّا ولست رسولا
كي أشفع لك ذنبك
يا ولدي ليس لي لك إلاّ البكاء
فهذا البكاء هو ضعفي أمامك
أنا أنجبتك إنسان هذا صحيح
أنا أنجبتك عقلا وشعورا
أنا أنجبتك
ذكر وأنثي
لكن لست أنا الّتي خلقتك
من أين أنت لست أدري؟
أنا جاهلة مثلك
أمّك تقدر أن تحبل من الهواء
من الكلمة
أمّا أنا فلا أقدر
آسفة يا ولدي
لا أقدر أن أغفر لك ذنبك
وأكذب عليك
لو قلت لك يوما أموت لأجلك
لأنّي أنا لست أمّك
ماذا أنت يا ولدي؟
نورا أم ظلما ؟ حبّا أم قسوة؟
بسمة أم دمعة ؟ ثمرة أم جمرة؟
فخرا أم عارا؟ مجدا أم حقدا
حياة أم موت؟ فرحا أم حزنا؟
يا ولدي لست أنا أمّك
أمّك هي مصيرك مع نفسك
هي ظلّك، هي حلمك
أنا ليس لي عقل ولا شعور
ولا أعرف ما معني شجرة
وما معني عصفور
قد أكون أنا سبب حياتك
لكن أمّك الحقيقيّة
هي موتك وبعثك
هي حزنك وفرحك
أنا لا أقدر أن أخلق
شعرة واحدة من شعر رأسك

samedi 17 avril 2010

صراع الحاكم مع المحكوم

وكأنّني أمشي في الهواء خفيفة مثل الرّيشة،
وكأنّي لا زلت أحلم بالحياة، لم أعش يوما واحدا فيها
كأنّ سعالي يهدل مثل حمامة

كرهت القهوة بالحليب والبنّ والسكّر
وقلت عصير البرتقال أجمل طعام أبدأ به فطور الصّباح

أنخرط في نوبة من البكاء وأنا أردّد
كلّ شيئ في هذا العالم مخيف، كلّ شيئ يهدّدني بالموت

لو خنقت بالمصران الأعور وأنا في بطن أمّي لخلّصتني من هذا الجحيم
لست أدري لماذا أشعر بالفرح حين أنظر للشّمس والبحر
أقول هذا الضّوء وهذا الماء إمتياز
هذا الضّوء وهذا الماء إنتصار
سأجعلهما موت وليس حياة

بدأ رأسي يدور وفقدت توازني لكنّي تأكّدت
أنّهما يعانيان من نفس المرض

فهمت أنّه لا ينبغي أن تكون بينهما شهوة الجسد
فالجنس مصيره هو الموت
وكلّ واحد منهما يخشي الآخر

جدار منيع بينهما والجنس هو سبب هذا التّاريخ المنكود
ماذا عن الإنسان أيّها الموت
أطماع الرّجال والنّساء في الجنس لا حدود لها كما تعلم ايّها الموت
وبهذا الطّمع والخوف من طرف الرّجال وهذا الطّمع والخوف من طرف النّساء
لا زلنا نجرّ أذيال الهزيمة
يلزمنا أب حكيم وأمّ حكيمة
الخيانة
تأتي دائما من طرف المرأة
نعم المرأة لا تثق بالرّجل لأنّه وهي على حقّ يخدم مصالحه على حساب تضحياتها
فهي سجينة بين الدّموع والتّراب في خدمة الإنسان الأب والإبن
هل يعقل أن يحكم حاكم على التّراب أو على الماء
بدون أن يكون هناك إنسان لهم فيه نفع

يديم لهم الحكم مدي الحياة، من هو هذا الحاكم ؟ هذا الحاكم هو إنسان هو عقل وشعور
هذا الحاكم رجل تباركه وتتبارك به النّجوم يحمد ويشكر وتحمده وتشكره النّجوم
لأنّه مخلص هذا الحاكم هو رأسمالي أو إشتراكي يقتل لأجل نفسه أو يموت لأجل الآخر

أقول لهما لمن هذا الرّعد الّذي نسمعه من بعيد ، كأنّما هو ذكري الكلام الإنساني
ينبعث من خلال ذاك الصّوت المخيف، يملأ الجميع بالخوف والرّعب
لماذا لنا دائما موعد مع الخوف لماذا لنا دائما موعد مع إفلاس الحبّ
لست أدري لماذا ولدت أصرخ؟
ألا يكون من يملك شجرة هو واحد ومن يملك الأرض ومن عليها هو واحد
وهو اللّه الحبّ والمساواة اللّه الموت
أهو الخوف من الظّلم نصرخ وحين نري النّور في ظلّ حنان الأمّ والأب نبتسم

رهان زائف مع الخوف والرّعب والرّعد والموت هذه الحياة
حياة بلا هدف ..الماء مالح والشجرة يابسة بلا عصافير
رهان يبدأ بالحلم والأمل وينتهي بالموت والفناء
رهان يبدأ بالفرح وينتهي بالبكاء
إقطع أصابعي العشرة أيّها الموت .... ها هما إقطعهما
الزّمن مع الحرب والخوف هو الهلاك، الزّمن مع القتل هو الهلاك
إنهارت العربة وإنهار الحمار وبلا مسافرين للهواء إنهار القطار
قطار لا يذهب بنا إلاّ للموت والوحش والظّلمة
إقطع أصابعي العشرة أيّها الموت
عقول النّاس كلّها أثقال
في الخوف والرّعب نعيش نساء ورجال
نحن نعيش مع سمك القرش الّذي إسمه المال
لا تهمّنا عدالة ولا محبّة ولا حريّات
يفترسنا سمك القرش بلا رحمة ما أكبر أسنان سمك القرش وما أصغر أسناننا
أين الأموات يا موت أين الأموات؟
وهل هناك في كلّ هذه المخلوقات أجمل من الإنسان
كلّ إنسان يشعر أنّ أمامه هاوية بسبب المال
لو أعطيتك يا موت كسرة مع تمر وحليب هل تشبع؟
لو أعطيتك يا موت كسرة مع العسل وزيت الزّيتون هل تشبع؟
هل ماتت حبيبتك يا موت وتركتك تحكم وحدك
كلاّ أنت لست مثلها وهي ليست مثلك
هي تنجب الأطفال من الهوي وأنت تأكلهم
أنت لا تقدر أن تلدهم أو ترضعهم أو تحرّرهم من الخوف والظّلم
بأصابعي العشرة أكتب خواطر أمّ وخيبتها في الحبّ
وسأمها من الحياة لأنّ هذا الهواء ليس فيه الإنسان بشكل العصافير
مشكلة كبيرة بينها وبينك
أنت ماهر في قتل أمهر النّاس وأنبل النّاس
لا تحبّ أن تناقش أيّ شيئ بعمق، ولا تفهم من هو الّذي
يستحقّ أن يموت ومن لا يستحقّ
أنت أعمي أيّها الموت
أنت تريد أن تحرمها من الأبناء، تريد أن تحرمها من حلمها
وشمّ ثمرتها
الإبن بالنّسبة لها هو كلّ ثروة ثمينة
تبيع لأجله أساورها وخواتمها وسلاسلها الذّهبيّة
لتصنع له مستقبل مشرّف ولائق في الأرض أو في السّماء
لا أفهم الرّعد لكنّي أنزعج وأنفعل لسماع صوته وتشخيصه
إنّه صوت موحش ومخيف كأنّه منبعث من نفق مظلم يريد أن يناطح الهواء
لكي نهزم فكرة الموت علينا أن نعيش الخلود ولو في الوهم
فلا يقهر الموت إلاّ حبّنا وتعلّقنا الشّديد بالحريّة والمساواة
وهذا يعني تعلّقنا الشّديد بالحياة
فالموت نفسه مساواة وحريّة


vendredi 16 avril 2010

مكياج

الأحمر يزيّن شفتاها والسّواد يزّين عيناها
إمرأة لا تعرف التّوقيع بالكتابة
نشبوا أظافرهم في ثوبها ولحمها ضربوها بالهراوات ركعت تحت الضّربات
الدّماء تسيل على وجهها، جيش يندفع لتمزيقها بمختلف الأدوات
يسحبونها إلى عرض الطّريق ...زانية ، عاهرة عار أنت علينا لا لن أكون إبن أنثي
الأطفال يصرخون ، واحد يشعل النّار بهراوة منقوعة في النّفط
صرخات غضب لأجل الضحيّة
الأطفال يردّدون هتافات معادية للملك معادية الإستغلال
من أين هذا الإبن؟ من أبوه؟ الهواء
الأطفال يتصرّفون أكثر عداوة من الملك
الملك لا يعترف بالإبن
إمرأة وإبنها يطعنونها بالسّكاكين عيناها زائغتان
قيّدوها بالسّلاسل والحبال وصلبوها مع آلامها
تحت شجر الزّيتون والنّخيل

جسد المرأة ينتفض وروحها تصرخ
القضيّة هي أنّها حبلت به ولا أحد يعرف من أين ومن يكون أبوه
الإمّ مصلوبة على الشّجرة والإبن مصلوب على الشّجرة
والأب غير موجود، التّهمة موجّهة ضدّ الأمّ والأب بريئ
رائحة كريهة من الأمّ والإبن خانقة رائحة البشر مقرفة
يا إلاهي قيل ماتوا الإثنين الأمّ والإبن
الحياة الحقيقيّة عندهما أصبحت تدوّن في الكتب
الإبن إبن الهوي أين هو إبن الهوي
إبن الهواء إنسان عصفور لماذا لا نراه في السّماء
هو وأمّه تحت ظلال الشّجر يتخيّلان
أشكال السّحب حيوانات ضخمة ومفترسة

الذّكريات بيت خربة هو منزلهما القديم
مكياج تضعه المرأة يخاله النّاس فرحة وجمال وهو في الحقيقة دماء وشقاء وأحزان
الأحمر لون الدّماء والدّم خوف
الأسود لون الظّلم والظّلم خوف
الأزرق لون البحر والبحر دموع وشقاء وغدر
الخوف من الزّوج كي لا يضربها، الخوف من الزّوج كي لا يغيّرها بأخري
الخوف من الجوع والحرمان والتّشرّد،
هذه المرأة تتزيّن خوفا وتعيش خوفا
وتحبل وتنجب الخوف .. الخوف إعاقة كبري لها ولأبنائها
إمرأة لا تعرف التّوقيع بالكتابة ولكنّها تتقن التّوقيع بالكلمة
الذّكور يخافون منها لأنّها لو شاءت تحرقهم كما حرقوها هي وإبنها
فحبّها الكبير للإنسان هو الّذي يمنعها
لها رحم ولها كلمة يكرم بها الأنسان أو يهان
هذه الأمّ وهذا الإبن هما الرّوح والكلمة
هما نار الهواء
هي ماتت وتعذّبت وتألّمت لأجله وهو مات وتعذّب وتألّم لأجلها
لأجل الإبن عشقت الأمّ الحياة ومن الدّموع كان لها هذا الإنسان


jeudi 15 avril 2010

تأمّلوا الصّليب

واحد قيامة والآخر مدد
هما الحريّة والملكيّة
هما عشق الهواء والتّراب
تاريخ عريق لشخصيتان مئطّرتان
وركام خبز محروق

حملت لهما رسالتان
قالوا من أين أنت؟
قلت من الرّيف
أمّي تسكن في مدينة الشّخير
مدينة القمح والشّعير

وأنا جئت لكي أدبّر عيشي
هل سبق لك أن دخلت المدرسة
لم يقبلوني في الجامعات
كنت حمارة في مادّة التّاريخ والجغرافيا
كنت لا أحبّ مادّة الحساب والجبر
لم يكن بوسعي أن أحمل كلّ هذا الثّقل
في هذا الرّأس الصّغير

كنت مشوّشة في قسم الآداب
لذلك لم أنجح في هذه الشّعبة
ولم أحصل على عمل مشرّف

أخفّ عليّ أن أنظر للأشجار والأزهار والأطيار
الشّجرة تحدّثني عن المساواة
الورد يحدّثني عن الحبّ والعشق
الطّير يحدّثني عن الحريّة

قرأت الكتب فأشعرتني الكتب
بالغربة والإنزواء والضّياع

مشيت على طريق الشّوك
ولم أمشي على طريق الورد

مشيت على طريق الرّمل
ولم أمشي على طريق العلم

عشقت النّحل وشهاداته العمليّة
ولم أعشق العلم والشّهادات العلميّة

مشيت على طريق الحبّ
ولم أمشي على طريق الحرب

أنام وأستفيق مهووسة بالإنسان
أنا بائسة وأمّي كذلك بائسة مثلي
عشقها للذّكور يصرخ فيّ

وخوفها على من هؤلاء الذّكور يصرخ فيّ
أبي صيّاد وطلقة منه في الهواء بالنّار تزعجني
لا تخافوا إنّي أصطاد لأجلكم
يقول أبي
إشعلوا النّار، أكل الصّيد على النّار لذيذ
القتل إحتفال بدائي ورثناه عن الآباء
لم أذكر يوما أمّي حملت بندقيّة
وضربت بها حمامة طائرة في السّماء

فهي لا تعرف إلاّ خلع الرّيش
وتنظيف الأمعاء من الأوساخ
أنا أتعلّم منها وليس من المعلّمين أو رجال الدّين
فقلبها يخفق ماءا وضوءا وهواء وتراب
فلا ظلّ لنا في بيتنا إلاّ ظلّ
كرمه و زيتونة
حين أعود في العطلة
أتأمّلهم تاريخ وجغرافيا وسياسة
وفنّ ودواء
ودفئ وحبّ وتعاون
الشّجرة تبدوا لي كأمّ تضمّ
كلّ البشر بين أحضانها
الوردة تبدوا لي كأمّ تجمع عشّاقها
الطّير يبدوا لي مغرّدا لأجل الأصابع العشرة
الإنسان يبدوا لي حزينا لأجل الأجنحة

mercredi 14 avril 2010

آهات ملكة

سأتحدّث عن ملكة في صمتها عويل العصور
تباهت في كبرياء الضّياء ثمّ توارت وراء أمواج البحر والرّمال

أعطتني سيجارتين وقالت ليس لك سواهما
الدّار فوضي، الدّار وسخة، الدّار متداعية للإنهيار والإنكسار
لا أقدر أن أنظّف كلّ هذه الأوساخ

قالت : من قال لك نظّفي
الحبّ الحقيقي هو المعني بالنّظافة

سينظّف من أجل الحبيبة الشّقراء
سيزرع اللأشجار المثمرة في الصّحراء
كي يتعادل الرّمل مع ماء البحر
قلت لها :
من أين أنت ؟
قالت من مكناس من جهة البحر من بلد النّعاس
مكناس معناها مكنسة الغبار
بلد النّعاس معناها الحلم والأحلام
قلت هل أنت أمّي حليمة
حلمت بك تلبسين ثوبا مرقّعا رثّا وشعرك مليئ بالقمل
ما بك أمّي ؟ من فعل بك هذا؟
قالت ملوك البحر والصّحراء
واحد قال عنّي جربة وبيتك خربة
والآخر قال حليبك قارس
من قال عنك جربة فبيته خربة
ومن قال حليبك قارس عوده يابس وحليبه معلّب وقارس
حليبك أمّي لا يعلّب في العلب
حليبك حليب الإنسان العقل والشّعور
ضحكت ، من هما هذا العقل وهذا الشّعور؟
هما ملوك البحر والصّحراء
هما من كسّروا الشّجرة وصلبوا العصفور؟
هما من إتّهموا الملكة العذراء بالزّناء؟
أنا إمرأة عظيمة أنت لا تعرفيني بعد
ما يعينني على هؤلاء الملوك هو موتي وموتهم
الرّبو بدأ يطرحهم على الفراش، سيعانون كثيرا من مرض الرّبو
لكي يردّوا الأوساخ والأموال لأصحابها لكي تروي الصّحراء بالماء والمال
أعرف أنّهم سيبصقون على المال سبب سجنهم ومذلّتهم
لأنّهم يشترون به السّلاح ويغتصبون به النّساء والأطفال
ولا يصدّقونه على الفقراء ولا يقدّمون لإخوانهم هدايا
أعرف أنّهم سينظرون إلى الماء والضّوء
ويقارنون ذلك بمذلّة القبر أو الحرق
الحلم هو نسر ذلك اللّيل المطير، ذلك اللّيل الطّويل والكئيب
الغضب في يديّ وفي عينيّ لأنظّف به الأمعاء
أهذه بطولة الحبّ أمّي؟
بطولة الشّمس العذراء ؟
ليسقط هذا الظّلم وهذا الخوف وهذا الموت
الظّلال هي دليلا لمن ظلّوا طريقهم وعبدوا الحرب عوض الحبّ
عبدوا المال عوض الكمال
عبدوا الظّلم عوض الحياة والمساواة
سرت ظلّ نفسي وحكمت على نفسي بالنّفي الأبدي
أرسم لهم مراكب قد غرقت
بسبب الخيانة والكذب والحرب والملكيّة والإنتهازيّة
البطل هو من يغرق في الزّناء وينسي هموم الحبّ
هو من يركب على حساب تضحيات أمّه ويصبح أمامها فارس

mardi 13 avril 2010

أشواق أمّ

أحسست بكآبتها تنعكس في الأحياء والشّوارع،أحسست بالحزن المتساقط من عيونها
أحسست بحريقها لأجل الأبناء، أحسست بزفراتها في الهواء والفراغ
أحسست بصمتها، بموتها بآلامها وأوجاعها وحزنها الكبير لأجل الإنسان والإنسانيّة
الجوّ غائم، الأطفال يلعبون والأمّهات يثرثرن وينهين أطفالهنّ من مخاطر ضرب بعضهم البعض بالحجر أو صنع الألعاب الّتي تضرّ بالآخرين ، الرّيح تعصف بقوّة والبحر هائج، البحر والصّحراء لا يغرّقان أحد
يراجعان درسا مع إمرأة لم تنجح في دراستها لكن كلّ شيئ عندها مباح كشمس الصّباح، صديقين أعطتهما بعض النّقود لشراء علبة سجائر وقالت لهما إسم العلبة على إسم الرّبيع أريد أن أصنع معكما الرّبيع،
كلّ جديد يلقّح بالقديم والتّاريخ هو التّاريخ

كلّ واحد منهما يكون مستعدّ أن يبدأ حياة جديدة
لكنّهما لا يتعلّقان بشيئ
في نظرهما كلّ شيئ هشّ وكلّ شيئ متداعي للسّقوط والإنكسار والإنهيار
فلا العقل هو العقل ولا الشّعور هو الشّعور الخوف والمرض هتك بالجميع
يقولان لسنا ندري لماذا القدر يلغي الأخيار ويتحالف مع الأشرار
تنهّدت بعمق وقلت لهما
إنّها مساوئ رجال الدّين
يقودون النّاس إلى اليأس التّام والموت والإنهيار
يدنّسون الأمّهات ويطهّرون ويمجّدون الأسياد
كلّ حديث عن الدّين والكوارث الطّبيعيّة يتزعّمها رجال الدّين في التّفسير والتّأويل يحفظون القرآن والإنجيل ولا يعلّمون الأطفال والأمّهات إلاّ الخوف والصّراع على الحكم
لا يعلّمون عن اللّه إلاّ الخوف من النّار والجحيم
رجال الدّين يحييون الأموات ويقتلون الأحياء
رجال الدّين اللآذان يقول حيّ على الفلاح وهم يقولون حيّ على السّلاح
الصّلاة تدعوا للمساواة وهم يدعون للظّلم والذلّ والإنحطاط
الصّوم يدعوا لكبح الشّهوات وهم في هذا الشّهر يتكالبون على أنواع الأكل والمشروبات
رجل الدّين رجل رائع وأروع ما فيه أنّه لا يحبّ الخروج من الماضي
يمشي ورأسه إلى الوراء، يمشي وعقله في الحرب والغزوات
يعيش على الخبز البايت ويقرأ على الضّوء الباهت ضوء الموت والأحزان
إنّه يبالغ في صنع الكلام المخيف ويسرق على حساب بناء المساجد
رجل الدّين يسرق خبز الفقراء والمساكين، يعطونه قوت يومهم خوفا من النّار

هو الأخر يلعب الورق ويغازل في الطّريق البغايا ويسأل أين يوجد مخورعبدالله قشّ ويدفع ثمن الدّخلة 10 دنانير أو أكثر
هو أيضا يترك زوجته ويغادر لأخري..
رجل الدّين يشرب النّبيذ الأبيض ويمارس العهر الفاحش مع النّساء والأطفال

شاحبا يبدو وجهه من الجوع والغربة والخوف
على أصابعه العشرة وفي عينيه لا يوجد أي إحساس بالرّحمة
إلاّ الخوف وتخويف الآخرين

في عينه وبين أصابعه تعيش الأحزان، الزّمن معه هو الهلاك والموت عنده هو الحقّ الأكبر رجل الدّين لا يحبّ الإستماع إلى الأنغام والموسيقي مثل النّاس
لا يريد إلاّ الإنزواء في المغاور والعيش مع العنكبوت ويخرج من هناك بلحية طويلة
مخيفة تثير الرّعب في نفوس النّاظرين إليه فلا يكفيه الخوف الّذي يعيش فيه هو داخل نفسه وروحه فيفرض ذاك السّواد على المرأة بما أنّها مخلوقة من ضلعه أو عقله الأعوج ،بما أنّها ملكه الخاصّ ليجعلها هي الأخري شيئا مخيفا تحت خرقة سوداء لا يفهم الإنسان ماذا يوجد تحت ذاك السّواد وتحت ذاك الظّلام
ما بها قلوب النّاس أصبحت لا تحوم إلاّ حول الحجر والسّواد، حول الزّهور الذّابلة
زوروا اللأحياء بنفس الزّهور الّتي تزورون بها الأموات
زهور الأحزان هي نفسها زهور الأفراح
هل يوجد يا إبراهيم "حبّ" في الأكواخ والقصور؟
هل يوجد "حبّ" بين السّلم والحرب

الأبناء إتّبعوا الآباء والألم والتشرّد والموت هم العدالة المنصفة لهم
ما أطول عمر الزّيتون والنّخيل يا إبراهيم وما أقصر عمر الإنسان
الأخيار لا يموتون الزّيف فقط يموت والقشّ
القمح الجيّد يعاد زرعه، والقلب الجيّد يعاد بعثه، والكلمة الجيّدة يعاد إحياءها
والرّوح الجميل يعاد ذكره
فيروس الدّجاج يؤلمني أنا ويجنّنني أنا
أحبل آلاف المرّات بإنسان عصفور لأجل السّماء لكنّ الحمل يطلع في عيني كاذب فأضع أصابع العقل والشّعور في فمي وأردّ الكذب والأوساخ
طفل مريض حبلت به لا أحد يعرف من اين مأتاه وما هو مرضه
في تصرفّاته يعكس جميع حالات عالمه على الأخرين، إنّه لا يعيش مأساته وحده
كمعظم المرضي فمرضه مرض وراثي ليس له دواء
لو كنت أمامي يا إبراهيم لقدّمت لك كسرة وبصلتين، فالبصل، يصفّي العيون ويجعل الرّؤية واضحة
البصل فاكهة مقدّسة لمرض العيون
هل العشق حلال على الرّجال ومحرّم على النّساء يا إبراهيم؟
هل الماء يقبل الكذب؟ هل التّراب يقبل الكذب؟ هل الهواء يقبل الكذب؟
هل الشّمس تقبل الكذب؟ هل رحم المرأة يقبل الكذب
رجل الدّين يا إبراهيم يتعلّم منه الإنسان كيف يطير بأجنحة مقصوصة
ذكر بدون أنثي
رجال الدّين يبدؤون بالحلم وينتهون بالموت واليأس،
الرّجل فقط يتعلّم والمرأة لها كنس الغبار أو غسل الغسيل
الرّجل فقط له الحقّ في الحياة والحريّة والمرأة لها الحقّ في القبر والسّجن لدي السيّد الأمير، الرّجل فقط له الحقّ في الحبّ
والمرأة وعاء لوضع الأوساخ والسّموم تعمل عند الحبّ كالأجير
وجود الأمّ في السّماء متعلّق بميلاد طفل قادر أن يصنع المساواة على الأرض
ويطبّق مبادئ الشّجرة
و عصفور لا تقدر أن تخلقه إلاّ بالمساواة
عقل وشعور مريضين
رائحة الغازات الأتية إليهما
من صور الفتيات العاريات الممتلئات بالأمراض
تجعلهما يتقيّآن الأوساخ لتسكين الأوجاع

كلّ إمرأة أراها تلبس الأسود أو تتعري
كشريحة لحم بدون إحساس أضحك عليها
التحجّب والعراء يعبّران على أنّ المرأة ليست عقل وشعور
وإنّما هي قطعة حلوي يفعل بها الحلواني ما يحلوا له
ولقد كرّمنا الإنسان بالعقل والشّعور والجسد
ولقد قدّسنا الإنسان بالكلمة والرّوح
أين هي المرأة المكرّمة
أين هي المرأة المقدّسة والإبن المقدّس


mercredi 7 avril 2010

هاتف جوّال

عاد حسن وقد سوّي مشكل عودته يعيش في مقهي صداقاته الصّغيرة في مقهي الفقراء ويستمتع بأغاني صليحة حين تقول أمّ الحسن غنّات فوق الشّجرة، أمّ الحسن تعلّمني بمحبّة ولا تتذمّر منّي أبدا، أخطائي كثيرة لكن تجاربي في المواضيع الحسّاسة جيّدة
حسن أكسل صديق عرفته في حياتي لا ينام جيّدا بسبب الكوابيس والجوع والبرد عندما ينتهي ليله في الملاهي اللّيليّة يبدأ ليله المشؤوم مع الآلام والأوجاع والكوابيس والخوف من الظّلمة’ حسن يريد أن ينام في الضّوء فهو يخاف من الظّلام والظّلمة
إذا سقط الثّلج أتذكّر صديقي حسن ولا أجد في طريقي
سوي شجرة قطرات الدّموع تغطّي أغصانها

أتذكّره وأتذكّر عذابه وآلامه على عود الشّجرة، لا أحبّ أن أتذكّر ذاك العذاب ، إشتياقي لرؤيته يحزنني ولا أحبّ أن أتذكّر حزنه على ذاك البرنامج الّذي ضاع منه
يعرف حسن أنّ صديقه مهووس بالسّياسة والتّاريخ والجغرافيا لكنّه فقير الحال
حذائه يتسرّب منه الماء

قال لي أنا يتيم متشرّد، يلتفت يمينا ويسارا فلا يجد من يعطيه المال لكي يطبّق مواهبه التّاريخيّة والجغرافيّة والسّياسيّة
أضحك عليه وأقول العزاء في عشّاق المال والفساد بدون فائدة
أسأله عن اللّغة العربيّة والأصالة والعروبة
يموت ضحكا على اللّغة العربيّة ويسبّ العرب ومن ينطق بالعربيّة
ويقول أنا لست عربيّ أنا كلّ شيئ إلاّ عربي، أنا كافر بالعرب أنا ملحد
منذ كنت صغير وأنا أعلف في الكتب العربيّة مثلما يعلف الحمار القشّ
كنت أحسبها لغة الخلق والإبداع، لغة الشّعراء، لغة العلماء، لغة
الألم واللّذة، كنت أحسبها لغة النّار لغة الحلم والجمال
فوجدتها مثل إمرأة عجوز تركب حمارة
وتتلحّف بخرق مرقّعة بالية وسخة وقارسة تسمّي الوطن العربي
ليس لي علاقة لا بالتّاريخ ولا بالجغرافيا ولا بالسّياسة
سأصبح فلاّح لكي أبتعد عن العهر العربي وأنسي همومي
التّاريخ والجغرافيا والسّياسة صاروا هوسا يعيشهم في الحلم واليقظة
قال لي سرت أتخيّل نفسي قلما أو حرفا من نار، بئس الحلم والكوابيس
أحيانا وأنا في بلاد الغربة لا أجد ثمن شراء دفتر
فألتقط ورقة من الشّارع لأكتب عليها مذكّرات حمار تافه

لكنّ الكتابة تنعدم في الزّيت كلمة هنا وكلمة هناك كالخرقة البالية وتتكوّن على الورقة أنواع من التّشكيل الصّبياني والزّخرف الفارغ
وأقول قذارتي كانت في الشّهوات الجسديّة أحسّ أنّني لم أتمتّع أبدا بها
لا أتوقّف على سبّ نفسي أنظر في المرآة وأقول هذا أنت يا... ؟
أقول له صديقك
له هاتف جوّال كلّما كلّمته إلاّ وقفل في وجهي الخطّ..
رجل جبان هاتفه لا يستعمله إلاّ بأطراف الأصابع
لم نكن نجحد عليه شيئا، كنّا نساعده ببعض النّقود والسّجائر
حسن آت من طريق البحريّة
عشيقته شقراء قد تكون لها طباع قطّة مساكسة

هي عنيدة وأنا لا أقدر أن لا آخذ لها حقّها منه
هي الآن لا تحبّ أحدا منّا لكنّها تبحث عن الحبّ الحقيقي
قلت لها إنّك أعطيت العهدة لطفلين لا يعرفان كيف يحلّلان سرّ واحد من أسرار العالم
لقد سمعت أن هؤلاء الطّفلين كانوا يكتبان عن الحبّ الحقيقي
قلت لها لقد وجدت العزاء فيهما صليب أحمر وهلال أحمر
حبّ مشروط بالموت والألم والمرض والحزن والجنون والحرب
أنت أنثي عظيمة لكنّ النّار لا تخلّف إلاّ الرّماد
طفلين: واحد يقول لنا إركعوا على التّراب
والآخر يقول إرفعوا رؤوسكم للسّماء
لكنّ النّاس لا تفهم لماذا نركع ولماذا نرفع رؤوسنا للسّماء
النّاس لا تفهم ما معني التّراب وما معني الهواء
النّاس لا تفهم ما معني ملكيّة وما معني حريّة
النّاس لا تفهم أنّ السّماء أرادت أن تبلّغ للأبناء
أنّ الذّي يموت لأجل الهواء هو للسّماء
والّذي يموت لأجل التّراب هو للأرض
وسيّد الأرض عليه أن يكون عاشقا للمساواة
وسيّد السّماء عليه أن يكون عاشقا للحريّة
لا فرق عندها بينهما كلّ واحد يكمّل الآخر
أتأمّل غيبوبتها وتنفّسها الواهن
وحزنها الشّديد من هذين الولدين، لحمها أزرق من شدّة العياء والبكاء
لها اللآن جمال إمرأة ميّتة مشتهاة في كلّ الأزمان لم يعد فيها ما يغري الرّجال
فقدت كبريائها وتباهيها، لقد تحرّرت من كلّ خداع وكلّ زيف بشري
وأصبحت حمامة حرّة
و البستني فستان همّها وشقائها الأزرق

فما كان منّي إلاّ أن دخّنت كالسّيجارة لكي
أفكّر في العلاقات البشريّة القذرة والصّداقات القذرة

وحلمت بصفّ كبير من الدّيوك والكباش المذبوحة
لأجل مضاجعة أنثي بدون رضاها

من أنت يا إبن الصّحراء؟ من أنت يا إبن البحر؟
هل أنتما أرباب أم أحباب أم أشباح أم أغراب
من عرّفني بكما من نزّل حرف إسمي في حرف إسمكما
بدونكما لا أقدر أن أتحرّك أنتما عقلي وشعوري، أنتما شمسي وبدري
ما هذا الدّم المسفوك، ما هذه العاصفة، ما هذه الحرب؟
لأجل ماذا ؟
حقّا أنا خائفة منكما ؟
هاتف جوّال
هل يكفّ عن الإبتذال؟ هل يصنع المحال؟
هل يذهب عن طريقه القبح ويبقي الكمال الجمال
هل تموت به وحشيّة الحيوان ويحيا به الإنسان
وكأنّي بأخوين يلتقيان في الزّمن المرّ تحت ظلّ شجرة حزينة
ليس فيها عصافير يغرّد فوقها الحمام والبوم بصوت حزين
ويبكي فوقها السّحاب بالأبيض والأسود ويرعد ويبرق
وهي في سبات عميق الحياة بالنّسبة لها هي الفناء والحريق
يا أللّه العزيز هل خلقتنا بالحبّ والعشق لكي تحرقنا بالنّار
أم هذه النّار نحن اللّذين صنعناها لأجل الهيمنة والتّسلّط على بعضنا
الهدف المنشود هو خلق الجنّة
والجنّة هي المساواة على الأرض أوّلا ثمّ الحريّة في السّماء
وكلّ إنسان هو روح وكلمة وإبداع وخلق وموهبة
لا يموت إلاّ الحيوان أمّا الإنسان الحقيقي لا يموت ولا يفني
وكأنّ الآب قد قسم نفسه إلي إثنين في صورة الإنسان
ليكون موجود في الأرض والسّماء
الأرض لتحقيق المساواة ( الشّجرة)
والسّماء للحريّة


mardi 6 avril 2010

سؤال لم يطرح بعد

إنّ المرأة الّتي لا تجعل الرّجل يعزفها في كلّ النّساء
ليست هي المرأة الّتي يعشقها وينبغي له أن يعيش معها
إنّ الرّجل الّذي لا يجعل المرأة تعزفه في كلّ الرّجال
هو ليس الرّجل الّذي ينبغي لها أن تعشقه وتعيش معه
هو يميّزها في الظّلام فهي كلّ النّساء
هي تميّزه في الظّلام فهو كلّ الرّجال
هو ينظر بعينها وهي تنظر بعينه
الحبّ هو ألم وموت لأجل الآخر
فلو إمرأة سألت زوجها بعد سنين من العشرة وقالت له
هل تموت لأجلي حبيبي؟
فسيرفع صوته بالعالي ويقول لا " والعكس بالعكس بالنّسبة للمرأة والمرأة أكثر
المرأة تكره السّجن والسجّان، المرأة خلقت لتكون عاشقة
هذا الرّجل المسكين وقع في الزّواج مع إمرأة لا تحبّ من يستعبدها
لذلك هي عذابه وليست سعادته
علاقة الزّواج مدمّرة لكلّ من المرأة والرّجل، هما الإثنين لا يريدان أن يناقشا الأشياء بعمق حكمهما على الأشياء" نحن تعساء بسبب الأبناء
فلو قمر الموت كان رجلا متزوّجا وأصابه الملل من الزواج لترك زوجته ترضع إبنها وهرب ليغيّرها بأخري ناكرا في الأمّ والإبن قائلا ليس منّي هذا الولد و هذه العذراء لا أعرفها
ولو الشّمس كانت وحدها هي والهواء لأخترعت رجلا من خيالها وأنجبت منه الأبناء
وتحمّلت لأجل أبنها لقب الزّناء
ولو وضعها هذا الزّوج في قفص له ألف باب من الحديد والحجر لخانته في الخيال
وغيّرته برجل آخر تعشقه وترتاح معه
وتقول يا ربّي أعطني حبيبا يحبّني ويفهمني ويكون كما نفسي
وأرحني من هذا الفرعون
في منطق الحبّ هي تحكم وحدها الرّجل له قوّة السّلطة وهي لها قوّة الذّكاء
ذنبها أنّها أعطت الدّنيا والدّين للرّجال وحرمت منهما النّساء
فكان الألم وكانت التّعاسة وكان الشّقاء
هذا الرّجل كلّ إمرأة لا تقوله بعمق ولا تفهمه بعمق ينساها ويقتلها ويمرّ لغيرها
وهذه المرأة كلّ رجل لا يقولها ولا يفهمها بعمق ويسجنها لأجل مصلحته
تجعله سجين مثل الدّيك لا يقدر أن يتحرّر أو يطير
الرّجل تعيس بسجن المرأة والمرأة تعيسة بسجن الرّجل
كلّ زواج مهما بدا سعيدا هو عذاب للرّجل والمرأة
يقول القائل لماذا أمّي وأبي يتعذّبان لأجلي؟ لأيّ سبب أهو الحبّ
لكنّي لا أري الحبّ فيهما فهما أعداء وليسوا أحباب وليسوا أصدقاء
من أين خلقت أنا؟
من شهوة جنسيّة كانت بينهما حلال كانت أو حرام
لم تكن مدروسة ولم يكن فيها إعتدال عقلي وشعوري
من أنا؟ لماذا خلقت أبكي منهما،
ولو قلت لأمّي وأبي أنا لست راضيا بهذا الإيجاد أعيدوني صغير هل يقدران؟
لا بدّ أنّ الّذي خلقني بالفعل هو القادر وليس هما
أنا مريض منهما، أنا متعب منهما، أنا ضائع منهما، أنا متألّم وميّت منهما
أريد لو كنت عصفور فهل هما قادران على خلقي إنسان عصفور حرّ
إذا الإبن في الألم والموت بسبب الزّواج الأبدي والملكيّة
نحن في الألم والمرض والأحزان نموت لأجل الفرح
نحن في الشّقاء والظّلم والأنانيّة وسفك الدّماء
نموت لأجل السّعادة والضّياء


dimanche 4 avril 2010

الإختبار

إذا أخذت قوسا خذ ما هو أكبر
إذا إخذت سهما خذ ما هو أبعد
وإذا أردت أن تحاكم العبيد فأبدأ بسيّدهم
وإذا حاسبت الأبناء فأبدأ أوّلا بأمّهم وأبيهم
وإذا إتّهمت شعب فإتّهم أوّلا رئيسهم
وإذا حاربك أحدهم لأجل السّلطة والمال
قل له من أين لك هذا؟
وقد ولدت فقير الحال
هل هذا المال من عرق جبينك
أو من الظّلم والإستغلال
وأيّهما أجمل عرش الإنسان
أو عرش الحيوان
وإذا حاول أحدهم قتلك فقل له أنا لست حيّا
أنا في السّجن مقتول
صديقي الإنسان
تخيّل أنّك عصفور نزل من السّماء
فوجدت نفسك مقيّد لا تقدر على الطّيران
وأنت سجين وراء القضبان
ماذا تفعل كي تتحرّر
أوّل ما يفعله المظلوم
هو البكاء ثمّ النّظر إلى السّماء
سحب سوداء وبيضاء ولون أحمر
يوحي بسفك الدّماء
وتلتفت على يمينك فتجد بحرا مخيف
وتلتفت على يسارك فتجد التّراب
يهدّدك بيوم الحساب والموت
الحياة في البحر تعكس الحياة في التّراب
حوت يأكل حوت والّذي ليس له جهد يموت
ما معني الدّم الّذي تبوح به السّحب
عليّ أن أتابع الدّم وسيرته مع البكاء
عليّ أن أحمل القوس والسّهم
وأضرب فيما هو أبعد
علاقة زواج سالت منها الدّماء
الصّورة في السّماء توحي بذكر وأنثي
العلاقة بينهما عداء
والصّورة في الأرض توحي بذكرين
العلاقة بينهما عداء
العداء هو القتل
ذكر قتل الأنثي بسبب الملل
ذكر قتل ذكر بسبب الملكيّة
في حالة الملل الرّجل قاتل
لأجل الملكيّة الرّجل قاتل
إذا موته لأجل الحريّة
المرأة في السّماء مع الرّجل مقتولة
المرأة في الأرض مع الرّجل مطعونة
لا تريحه لا في الواحد ولا في العدد
ولا يقتنع بها في الواحد أو في العدد
إذا موتها لأجل الحريّة
الرّجل لا يطمع بحريّة مع المرأة
إلاّ إذا كسّر مؤسّسة الزّواج
وأقام مؤسّسة العشق والحريّة
المرأة كذلك لا تطمع بحريّة مع الرّجل
إلاّ إذا كسّرت معه مؤسّسة الملكيّة
فالمرأة لا يمكن لها أن تعشق
وجه اللّه في الرّجل
إلاّ إذا إقتنعت بالفعل
أنّه يستحقّ أن تموت لأجله
الرّجل لا يقدر أن يعشق
وجه اللّه في المرأة
إلاّ إذا إقتنع بالفعل أنّها
تستحقّ أن يموت لأجلها
قد يموت الرّجل لأجل إمرأة خياليّة
لا يعرفها بما فيه الكفاية
فيندم فيما بعد
والمرأة قد تموت لأجل رجل خيالي
فتندم فيما بعد
هما الإثنين يموتان لأجل الحريّة
هو يري نفسه فيها
وهي تري نفسها فيه
فلا يملكهما الإثنين أوّلا وأخيرا
إلاّ الهواء والحبّ
التّفكير في ملكيّة الآخر بدون حبّ
وبدون معرفة دقيقة
يعني الموت والفناء والضّياع
الرّجل في الملكيّة يشعر بالملل
والمرأة في الملكيّة تشعر بالعذاب
إلى متي سنظلّ نبكي ونتألّم
إلى متي سنظلّ في سفك الدّماء
والحبّ في الملكيّة أحزان
وفي الحريّة أفراح
الحبّ بالأبيض والأسود
أحزان وسفكا للدّماء
الحبّ بقوس قزح حريّة وإنشراح
وكلمة جميلة كلّها أفراح
أخذت القوس والسّهم
وضربت في قلب الشّمس،
ما معني الدّم الّذي في السّحاب
أسأل والعين دامعة
عن الأعداء والأحباب
السّحاب يقول هناك غريبين
واحد مات لأجل الحريّة وله السّماء
وواحد مات لأجل الملكيّة وله الأرض
وهما عنوان الحرب والحبّ
من هو المحارب هو محمّد
من هو الحبيب هو محمّد
من هو المقتول هو محمّد
من هو القاتل هو محمّد
اللّه في المثنّي إذا لأجل الأرض والسّماء
لأجل العبوديّة والحريّة
محمّد يعني حمد
حرف الحاء يعني الحبّ والحقّ والحريّة
الميم تعني ميم المغامر وميم المريض
حرف الدّاء هو الدّواء
والدّواء هو الحقّ الحبّ والحريّة
محمّد هو الشّمس والبدر
هو العقل والشّعور
فهل أقتل العقل والشّعور
لأبقي بدونهما عمياء
لا
أنا مع محمّد أرضا وسماء
محمّد هو العشق وهو أبو الأبناء
حين أكون معه عشقا
نحرّر العاشقين وننقلهم إلي السّماء
المرأة يحرّرها الرّجل
والرّجل تحرّره المرأة
فهو في كلّ الرّجال
وهي في كلّ النّساء
وحين أكون معه حبّا أفرح معه بالأبناء
ربّما لم يبقي لنا من الزّمن
سوي خمسين سنة
وبعد ذلك تكفّ السّماء عن البكاء
وتتحقّق فيهم حلم
المساواة بين النّاس والحريّة
الإنسان خلق لكي يتحرّر لا لكي يسجن
لكي يفرح لا لكي يحزن
لكي يحيا لا لكي يموت
لكي يخلد لا لكي يفني
لأجل الجنّة لا لأجل النّار
لأجل التّعمير لا لأجل التّدمير
لكي يتعلّم كيف يكون إنسان
وليس حيوان
الفرح عصفور لا وجود له
يهيم فوق الدّموع ولا يقدر أن يتكوّن
الجراح واللآلام هي وحدها الّتي
تغزوا الذّاكرة بسفك الدّماء
الحبّ عصفوران في السّجن والعذاب
لأجل الزّواج الكاذب والملكيّة والزّناء
هما الإثنين في حاجة للدّواء
الدّواء هو المساواة
والصّدق والوفاء

samedi 3 avril 2010

سرنا نخاف من الأحباب

كلّ عيب فينا هو عيب فيكم وكلّ ألم فينا هو ألم فيكم أعيدوا الإنسان كما كان معافا وحنونا وجميلا.. نحن في صورة الذّباب الّذي نراه أمامنا مندهشين شاردين، متألّمين على هذا الإنسان
في صورة الوجوه الّتي فقدت حيويّتها وأصالتها وإتّبعت السّخف والهراء،
شاحبا يبدو لنا كلّ ما نراه أمامنا كأوراق الخريف
من كأسنا نحسّ بالألفة مع النّاس لكنّنا في الحقيقة نحن منهم جدّا خائفين
من يأسنا جئنا نتألّم من جديد لأجل العهر البشري الفاحش الّذي أصبح يخيفنا، ثلاثة أشخاص يدخّنون الكيف حول الموقد العتيق والتّاريخ العريق،
البؤس لهذا التطوّر البؤس لهذا التّهوّر
صديقي من أين أنت ؟ من جهة البحر من جبل الزّيتون
ما إسم أمّك؟ فلانة .. أليس إسم أمّك يحنّ للسّماء
هذا الهواء لك وحدك صديقي ولا مكان فيه للمرأة
صديقي من أين أنت؟ من جهة الصّحراء من شجر التّين والزّيتون والنّخيل
ما إسم أمّك ؟ فلانة ... أليس إسم أمّك يحنّ للأرض
هذه الأرض لك وحدك صديقي ولا مكان للمرأة
صفر هذه المرأة بلا تكوين
شجرة عصافير ميّتة
دموع البحر هي.. همّ أزرق لا يحكي ولا يقال
صحراء تشكو عطش الحبّ والحقّ والحريّة
جسد ميّت يملأه الدّود وترعي فيه الجرذان
ماذا جئت تفعل صديقي؟
جئت لأجل تهمة وجّهت إليّ خطأ

أنا لست مثلهم وأنت تعرفين
إبتسم فأنا إعتقدت أنّ الّذي يموت لأجل البشر حرام
لقد وقعت في فخّ النّدم من شدّة الألم
الدّم يتدفّق إلى رأسي بعنف وجبيني يعرق
كرهت ما فعلته لأجل البشر
ومن أمرك أن تتألّم لأجلهم ؟ أمّك أم أباك
يبدوا أنّك تألّمت لأجل نفسك كي تصبح إلاه
الألم هو جزاء كلّ من قال أنا إلاه أمام حبّ الأمّ وحنان الأمّ
صديقي الأنبياء ليسو في حاجة لمن يعلّمهم لأنّ كلّ شيئ كان ينزل عليهم جاهزا
فهم يعتقدون أنّهم بالرّسالة السّماويّة هم آلهة
لكن كلّ واحد منهم عليه أن يتعلّم كغيره من النّاس فنون الحبّ والحقّ والحريّة
لم يسبق لي ولم تكن الظّروف تسمح لي أن أتعلّم كنت أعتقد أنّني ولدت معلّم
أكيد أخطأت لم أعرف كيف أكتب واحد وراءه صفر
لا يا صديقي الواحد هو الحبّ ووراءه صفرين عصفورين بلا تكوين
ألا تري البيض العربي و البيض العبري الحارم من الزّناء والزّواج الكاذب
علينا الآن إذا أن نطرح مشكلة الأصفار
الحقّ صفر, الحبّ صفر, الحريّة صفر
أنا في حاجة لمن يعلّمني
كلّ شيء كان ينزل عليّ جاهزا،
أمّا كلّ واحد عليه أن يتعلّم من جديد مثل القرد
ومن أنت؟
أنا إمرأة بائسة رفعت رأسها إلى السّماء ضارعة إلى اللّه أن يغفر لأصدقائي ذنبهم
إمرأة تذكّرت أنّ أمّها بائسة مثلها انجبتها في الشّتاء تحلم بالرّبيع
أنجبتها ببرج قوس قزح تحلم بالفرح
وتضرع إلي اللّه أن يحفضها من كلّ مكروه
تقول بعد فوات العمر
حين يفرّ السّادة المعلّمين
وحين تموت الملوك يموت العبيد
لا يا سادة يا كرام نحن كلّنا على هذه الأرض خرفان
نعترف أنّ الإنسان أمام الحبّ جبان
كلّ النّاس تعرف أنّنا ضدّ الظّلم والتّوحّش والإستغلال نريد
أن نسقط كلّ هراوة وكلّ بندقيّة
نريد الحقّ يشرق نريد الحبّ نريد الحريّة
السّياسة لأجل الأرض النبيّة والفنّ الأصيل لأجل السّماء الوفيّة
الطّبيعة هي المعلّم الكبير وليس الإنسان
الإنسان أعمي لا يري
لا يري أنّ العصفور لا يمكنه أن يطير بجناح واحد
لا بدّ أن يكون له جناح آخر وإلاّ يقتله القلق والوحدة ويجد نفسه
مظطرّ أن ينزل ليموت للأجل نفسه أو لأجل البشر أو لأجل الحبّ والحريّة

jeudi 1 avril 2010

آلام المسيح

أيّتها الأفراح الّتي لا مكان لها لا في الأرض ولا في السّماء، تعالي نتدفّأ لنحلم قليلا أكثر من الحلم
لا ينقص هذا اللّيل إلاّ الحبّ والحريّة هل أعلن الحبّ إفلاسه؟ هل أعلنت الحريّة إفلاسها؟ هل أعلن الحقّ إفلاسه؟
وفي اللّيل أجد نفسي أصيح في الظّلام وألعن كلّ من حجب علينا نور الحبّ والحقّ والحريّة ألعن من لوّث الإعتدال الطّبيعي
وكأنّي في الجنون لا أرض لي ولا سماء أتعلّم كيف أطير بأجنحة مقصوصة وقلت ثأري من قاتل الحريّة والحبّ كبير
والموت بيننا هو الحقّ الأكبر ويوم فوق الأرض أتكلّم فيه خير من يوم تحت الأرض
ما بها الحريّة والحبّ حتّي تلعنهما الأرض والسّماء، كفاني من البحث عن قاتلهما بين الأموات، البحث عن العدوّ والحبيب يلزمه الخبز والماء وماء الشّعير أيّتها الشّمس الحرّة ساعديني أنا في الظّلام، أنا في الضّياع وكان شاب إسمه حسن لا يكفّ عن الصّراخ والآلام، جائنا وقد ضيّع برنامج دواء جاءنا فقير يطلب السّجائر والخبز والماء، كنّا لأحزانه ملجأ وبدأنا نحتفل بمزج النّبيذ وماء الشّعير، كان دائما شاردا مع الموسيقي، وكنت أعشق بين يديه الرّيشة والعود، عنوان المساواة والحريّة والحبّ
ينظر إليّ مرّات لا شيئ فيّ يثير وساوسه، أتعمّد ألاّ أنظر إليه حين يكون شارد، أتظاهر بالشّرود مثله يؤسفني ماضي أمّه الّتي كافحت كثيرا لأجل مستقبله لكنّه لم يغفر لها ظروفها، سألته مرّة هل أمّك خيّاطة فهاج وقال لا
كيف لا أليست أمّك خيّاطة وفصّالة ماهرة وفنّانة ماهرة حيث كلّ طبع تصنع له لباسه الخاصّ به
وتقول للذّئب ذئب وللخروف خروف، فقد جعلت كلّ حيوانات الأرض والبحر والجوّ تحت أمر الإنسان فمن أين أنت تأكل
يا ناكر الجميل، فهي تحبّك معلّم ماهر، وفنّان ماهر ومبرمج ماهر وسياسي ماهر وطبيب ماهر لكنّها تكره الغشّ والكذب والخيانة وتحبّ الصّراحة والصّدق والوفاء فالطّفل لا يمكن أن يكذب أمام أمّه الّتي خلقته وأنجبته، ولا يمكن أن يكون إلاها عليها ومتسلّط لأنّها تتابع حركة أصابعه العشرة عن بعد
لا يحبّ من يسأله عن مهنة أمّه الشّريفة، الموسيقي الّتي كان يحبّها لم أحسّ أنّه يستمتع بها، أقلقني معه ، تمنّيت أنّي ما عرفته، حدسي يقول لي أنّ وراء هذا الشّاب سرّ لكنّي لا أعرفه، إنّه حبيس نفسه غامض مثل الغيم، يشرب الخمر كثيرا ليخفّف من توتّره، لم نكن صديقين حميمين لكنّي حين أنظر في عينه يؤلمني معه وأتألّم لأجله
نستمتع معا بالموسيقي لكنّ كأسه مثل الشّجرة الّتي تغطّي الغابة وإشتياقه للحريّة إشتياق عصفور يريد أن يخرج من الظّلام إلي النّور، في الصّمت يعيش دائما ويمجّد في علاقاته الّذين يكبرونه في السّن والتّجربة
حين أسأله عن الزّواج ينفعل، أقول في نفسي لقد تعوّدنا على البحر والشّمس فكيف لهذا البحّار مبحرا وحده بدون شمس، أريد أن أقول له ياعصفور لماذا أنت مكسور
من حبيبتك؟ يقول لي شعرها أصفر وعيونها خضراء
ألف مبروك متي الفرح .. لا فرح الآلام متواصلة وهو ينتظر دكتور ومن يفهم الدّاء والدّواء
الدّاء عرفناه أمّا الدّواء فهو قبلة والقبلة محرّمة في دين محمّد يا حسن
محمّد حرّم الحريّة والحبّ وأرادهما لنفسه
محمّد حرّم ماء الحياة وخبز الحياة وأرادهما لنفسه
فأنتهي متألّم ومجنون
وقلت في نفسي نعم الألم والأوجاع هي جزاء للأنانيّة ، الشّمس تنتقم منه لأنّها لا تحبّ الأنانيّة
أوجاعه كانت تكثر في فصل الصّيف وفصل الصّيف هو فصل الحصاد لكن في كلّ فصل يكون الحصاد قشّ فارغ وبيض حارم ليس فيه عصافير بسبب الكذب والغشّ والأنانيّة وعدم الصّدق مع الآخر، ذكّرني بزوجي الذّي يكثر جنونه في فصل الصّيف ويصبح يتصرّف مثل المجنون ، قلت ما علاقة مرض هذين الصّديقين بفصل الصّيف
لا بدّ أنّ المشكلة الّتي تجمع بينهما هي النّظال لأجل اللّيل وليس لأجل النّهار، لأجل السّلطة والألوهيّة وليس لأجل الحقّ والحبّ والحريّة
الحبّ مقلوب على رأسه يبكي ومن المفروض أن يقوم الإنسان لكي يمشي على قدمين وهما العقل والشّعور
الحقّ والحبّ والحريّة للجنسين الذّكر والأنثي لذلك ولأجل هذا الإشكال
نحن ثلاثة أصدقاء لنا نفس المرض ونفس الحريق ونفس الجنون ونفس الشّرود
قد ضيّعنا برنامج دواء
أحدنا سياسي يبحث في برنامج دواء للحقّ والمساواة بين البشر
والثّاني يبحث في برنامج دواء للحريّة
والثّالث يبحث في برنامج دواء للحبّ
قد إلتقينا في طريق القدر
نغنّي للحياة وليس للموت والألم، نغنّي للحبّ وليس للسّلطة والتّسلّط، نغنّي
لفرحة في السّماء و الأرض
الحمد والشّكر لك يا حبّ فأنت القائل أنت واللّه يا محمّد أنت مفتاح الصّدور
أنت شمس أنت بدر أنت نور فوق نور
أين المساواة في الأرض يا محمّد أين الإنسان العصفور في السّماء يا سيّدنا المسيح
أنت أعطيتني مجنونين لأجل جنوني، وأمنياتي أن تصبح كلّ المجانين عقلاء
لا مساواة نحن إذا في الغابة والأسد ينتظرنا
المساواة تعني الموت والغبن والشرّ والأنانيّة من طرف البشر
والبطل هو المال وليس الحبّ
أين نحن؟ نحن في الغابة قردة نرقص فوق الشّجر
ما زلنا في لغة الحبّ أطفال
التّاريخ كلمة وروح وليس جسد
عوض أن ننظر بها إلى الوراء
الأجمل أن ننظر بها إلى الأمام، إلى الحريّة و الحياة الأبديّة
الأجمل أن ننظر بها للإنسان وليس للحيوان
الأجمل ألاّ ننظر بها للّيل
بل ننظر للنّهار
تأمّلوا الملكة ماذا تقول عن المساواة في النّحل
إنّها تقول المساواة تصنع العسل والشّهد والعسل شفاء للعقول
المساواة تصنع الحريّة والحياة الأبديّة
وبدون ذلك الإنسان حيوان للإستهلاك
خروف أو دجاجة أو بقرة
كم هو صعب أن يكون الإنسان إنسان بأتمّ معني الكلمة
الشّمس فوق الجميع حبّ وحقّ وحريّة وليست مال
البحر أمام الجميع حبّ وحقّ وحريّة وليس مال
ولا بحّار بدون شمس
ولا إنسان بدون حبّ
نحن نحيا لأنّنا نحبّ، لأنّنا نقدر أن نقول آه ولا
الإنسان بالكلمة إلاه وبدون كلمة حيوان
الكلمة صدق ووفاء وليست كذب وخيانة
الأنبياء إن ماتوا نخلقهم أحياء ونحاسبهم كلمة وليس إنسان
فهم بشر مثلنا
فلا المسيح لا يحبّ الزّواج ولا الرّسول يقدر أن يتزوّج بكلّ النّساء
الإنسان يموت ويحيا ويتطوّر لكنّ الكلمة هي الكلمة لا تتغيّر
وعنوانها ليس التّهوّر بل الرّفع بالإنسان
الإنسان عليه أن يفكّر في حمامة يرفعها وترفعه أو زوجة يسجنها وتسجنه