mercredi 30 juin 2010

القدر

القدر يغلي والمناصب ثلاثة أو أربعة
ونحن نأكل ونجري إلى حيث لا ندري
الزّيت والملح والبصل الحارّ أساس الطّعام
ثمّ اللّحم والخضر والقمح
يأكلنا القدر يأكلنا لحما ويرمينا عظام
إن جعنا نكفر وإن شبعنا نكفر
الأكل منّا يخرج نتن
لا نأخذ بقدر ما نعطي
ولا نعطي بقدر ما نأخذ
الرّوح تعلّمنا عبر اليدين
عبر الأصابع الأربعة
كيف يكون الأخذ بقدر العطاء
والعطاء بقدر الأخذ
لا نتأمّل أيادينا كيف تتحرّك
فنحن في العماء
الإنسان يغلي والمناصب ثلاثة أو أربعة
والقدر يسأله كم هو الثّمن
ثمن ماذا يا قدر؟
ثمن الضّوء والماء والهواء والتّراب
وثمن الإنسان
كلّ تلك الثّروات جعلت لها ثمن
والثمن نارا يغلي بها القدر
القدر قدرك وأنت صانعه
وكلّ ما تضعه في قدرك تجده
خيرا أو شرّ
مال حلال أو مال حرام
عمل مفيد أو عمل مضرّ
لماذا ما تأكله لذيذ أيّها الإنسان
يخرج منك نتن ؟
الجواب بسيط
لأنّك كفرت لأنّك كفرت
بالميزان
لأنّك بعت الطّبيعة والإنسان
وإشتريت الأوثان
فحاسب نفسك ظالم أنت أم مظلوم
الحساب حسابك
وأنت من خلق المال وحسابات المال
فمن ليس له المال لا يحسب ولا يحاسب
العقل والشّعور يقول
ما يأكله البقر والحمير
أكثر بكثير ممّا تأكله العصافير
وما يأخذه أمير أو مدير من أموال
أكثر بكثير ممّا يأخذه عامل فقير
و ما يبذّره الأسياد والأمراء
على الأكل والشّهوات
كثير كثير كثير
العامل يعمل ويعرق والأمير مرتاح
فمن له اللّيل القصير
ومن له اللّيل الطّويل
الشّاقي أو المرتاح
القدر يغلي بنا والمناصب ثلاثة أو أربعة
ونحن نأكل ونجري إلى حيث لا ندري
وكلّ واحد يجري به قدره
ورزقه وفعله وقوله في الحياة
أين وضعت نفسك أيّها الإنسان تجدها
فأنت تعلم مصير الظّالم ومصير المظلوم
وبماذا يحكم على الظّالم
وبماذا يحكم على المظلوم
النّصر والبراءة لمن ينام سعيدا
يري النّور في منامه والأمطار
والرّاحة لمن عمل وكدّ وإجتهد
بضمير من ذهب
فالقضاء لا يكون إلاّ حسب القدر
الإنسان في الميزان
العمل بالحبّ مقابل المال
والقضاء مقابل القدر
والعطاء مقابل الأخذ
والخير مقابل الشرّ
لو وضع الإنسان أعماله في الميزان
سيشعر أنّه حزين أو فرحان
الإنسان يطير في حالة الفرح
وليس من الأحزان
يرتقي الإنسان إذا كانت أعمال الخير
أكثر من أعمال الشرّ
إذا كان العطاء أكثر من الأخذ
يبقي إنسان حين يكون عمل
الخير بقدر عمل الشّر
والعطاء بقدر الأخذ
ويطرد ويسقط حين تكون أعمال الشرّ
تفوق أعمال الخير
والأخذ أكثر من العطاء
الميزان يعيش مع كلّ إنسان
الميزان عقل الإنسان وشعوره
غنيّ أو فقير
أمير أو مأمور
رئيس أو مرؤوس
الميزان في العينين
والإنسان هو الإنسان
وكلّ قطّ في عين أمّه غزال
لا فرق بين البشر
لا فرق بين أوراق الشّجر
إلاّ بما يصنعه الإنسان
لنفسه ولغيره من ثمر



لماذا الدّين والأديان

سلام عليكم يمينا ويسارا
سلام على من يؤمنون بالأرض والسّماء
أرض بلا قيود وسماء بلا حدود
الضّوء يرشدنا والماء
للتّراب والهواء
ماذا تقول يا من لا تؤمن
لا بالمسيح ولا بالرّسول
متي ستكفّ من سفك الدّماء
أما كان حلم الرّسول أرض على حدّ زينتها
وروعتها
أما كان حلم المسيح حمامة بيضاء
على ماذا إذا أنتم مختلفون
الإثنان يعشقان الحريّة
الإثنان يعشقان الحياة الأبديّة
كلّ واحد منهما موعود بالجنّة والخلود
سلام عليكم يا من تؤمنون
بالعقل والشّعور
سلام عليكم يا من تعشقون
ظلّ الشّجرة وشدو العصفور
باليمين واليسار لا شكّ أنّكم تعملون
بالأصابع العشرة لا شكّ أنّكم تؤمنون
فطور صباحكم لا شكّ
أنّه خبزو حليب وتمر وزيت زيتون
هل هما أموات أم أحياء عند ربّهم يرزقون
هل هما أحياء أم هما أموات أرهقهما
الفقر والمرض والعياء
معشر المسلمين لماذا في صلاتكم
تسلّمون على اليمين واليسار
وأنتم على التّراب راكعين
معشر المسيحيين
لماذا تجمعون أياديكم مع بعضها البعض
وتنظرون للسّماء باكين
ماذا عند الأرض لمن هم بالمال مؤمنين
ماذا عند السّماء لمن هم بالحبّ كافرين
اللّه في المثنّي نحمده ونشكره
لأنّه اليمين واليسار
لأنّه اللّيل والنّهار
لأنّه الأرض والسّماء
لأنّه الملك القدّوس والملاك
فلا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ القدير
ومن لا يحمد اللّه في المثني فهو فقير
أللّه ليس شخص أو شخصين
وأنّما هو برنامج دواء لفائدة كلّ الإبناء
الحصاد في الأرض مساواة
والحصاد في السّماء حريّة
الحصاد في الأرض أرض بلا قيود
حيث الثّروات الطّبيعيّة بلا ثمن
فهي من حقّ كلّ الأبناء
رسالة السّماء هذه المرّة التّعليم والسّياسة
والبرمجة والفنّ
الشّجرة والعصفور
وإلاّ السّجن والألم والموت
الأنبياء من نور والظّلم سجن
الأنبياء حياة والظّلم موت
الأنبياء حريّة والظّلم وحشيّة
الأنبياء جنّة والظّلم نار
الأنبياء مساواة والظّلم مأساة
الأنبياء فرح والظّلم حزن
الأنبياء حبّ والظّلم مال وحرب
الدّين والأديان
لأجل تحرير الأرض والإنسان
من القيود والضّغوطات
وتعاونوا على البرّ والتّقوي
ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان
صدق اللّه العظيم

mardi 29 juin 2010

الشّيطان الرّجيم والرّحمان الرّحيم

ماذا سنفعل بدون الحبّ والمال
بدون رحمة التّراب والنّار
أسطورتان يحملاننا نحو الغيم البعيد
الحبّ يمرّ بنا شهدة يقطر عسلا
والمال يمرّ بنا دخان أسود
الحبّ يمرّ بنا يتحدّث عن اللإخلاص والوفاء
والمال يمرّ بنا يتحدّث عن الكذب والخيانة
الحبّ يمرّ بنا شجرة كلّها أزهار
والمال يمرّ بنا شجرة من رماد ونار
لا بدّ إذا من أن يكون لنا حلم
الجنّة وحلم النّار
حلم الجنّة مساواة وحريّة
وحلم النّار مأساة وعبوديّة
الجنّة معناها الإرتواء
والنّار معناها العطش
ومن يشرب من ماء الحبّ لا يعطش أبدا
ومن يشرب من ماء المال لا يرتوي أبدا
من يأكل من خبز الحبّ لا يجوع أبدا
ومن يأكل من خبز المال لا يشبع أبدا
عشّاق المال شياطين
وعشّاق الحبّ ملائكة
الإنسان هو الوسط
هو الإيمان بالحبّ والمال
لذلك لكلّ إنسان في عينه ميزان
إمّا يكون به ملاكا أو شيطان
غير معقول أن يسلب أحد حقّ الآخر في الحياة
فالشّجرة تغذّي كلّ أوراقها بلا إستثناء
كلّ شيئ مرسوم أمام عيون الإنسان بكلّ دقّة وفنّ
وجمال وثمر وليس هناك أشياء غيبيّة
لا يعرفها الإنسان
من الشّجرة نتعلّم أنّ هذا الضّوء وهذا الماء
وهذا الهواء وهذا التّراب
لأجل كلّ الأبناء
والشّجرة لا تكون جميلة ومثمرة
إلاّ بالعمل الجميل والمثمر
فلا تسقي الشّجرة بالماء المالح
ماء المال ودموع التّماسيح الكاذبة
وإنّما يلزمها العمل والماء الحلو
أي الكلمة الطيّبة والأسلوب الطيّب
في التّعامل مع الآخرين
فيوم الإمتحان لا يكون إلاّ على الأشياء
الّتي شاهدها اللإنسان بعينه وتعامل معها
بكلّ حواسه وفكره
الإمتحان لا يكون على أشياء الّتي لا يعرفها التّلاميذ
فالذّي سيطرد يعرف نفسه
والّذي سيرسب يعرف نفسه
والّذي سيرتقي يعرف نفسه
وذلك عن طريق الحلم فالحياة حلم
معلّم الحلم لا يكذب على الإنسان
ولا يعطيه أعداد لا يستحقّها
معلّم الحلم لا يقبل الرّشاوي والمساومات
الكتب السّماويّة تعلّم أيضا للإنسان
ما معني المال وما معني الحبّ
وتترك للإنسان أن يختار
ما بين الجنّة والنّار
أخي الإنسان إن جوّعت أخاك
فسوف تجوع
وإن شرّدت أخاك فسوف تتشرّد
وإن ثمّنت الضّوء والماء والهواء والتّراب
ستدفع الثّمن خسارة فادحة إسمها الإنسان
فمن عمل مثقال ذرّة مع أخيه خيرا يره
ومن عمل مثقال ذرّة شرّا يره
يا عاشق المال وليس في قلبك الحبّ
المال إن تركته بعدك تركت الفتنة لأبنائك
والحبّ إن تركته بعدك تركت الرّحمة لأبنائك
المال حين تكنزه لا ينفعك ولا ينفع أبنائك
والحبّ حين تكنزه ينفعك دنيا وآخرة وينفع أبنائك

lundi 28 juin 2010

المهاجر

هو إنسان لا يقول الحقيقة
يرتدي قميص الشّقاء الأزرق
مبعثر ينظر للأعراف للسّعداء
وهم يداعبون الكلاب
والقطط
ويشربون الشّمبانيا ويسبحون
في الزّبد المعطّر
بعرق جبين المحرومين والأشقياء
إنسان ليس من حقّه أن يرتاح
يغسل الصّحون ، يكنس، يبني،
ويقوم بكلّ الأعمال الشّاقة
ويلهث ليل ونهار ولا يبالي
أعطه يا من لجأ إليك
أعطه يداك لكي ينتصر
لقد جائك حالما بالفرح
أنا لا أعرف هذا الغريب
لقد جائني مطأطئ الرّأس
من هو ؟
هو إنسان لا أكثر ولا أقلّ
وأين عاش وكيف عاش
عاش في الصّحراء
عيشة الزّعاف
والجفاف
أيّاما عجاف
جين يريد أن يتكلّم
من شدّة القهر يخاف
ما إسمه؟
يلمع في إسمه كلّ المشرّدين الزّاحفين
من الصّحراء مثله
ربّما هو كاتب، أو معلّم أو لاجئ
أو فلاّح أو عامل يومي بالأجر أو بدون أجر
الأكيد الأكيد أنّه إنسان يحلم
بالحريّة والحريّات
وليس بالحوريّات كما يقولون
إشربي كأس نبيذك بعرق جبينه
محكوم عليه أن يمشي حافيا على الشّوك
كي تكبر في إسمه الخيبة والمرارة
أكثر وأكثر
لكي يكبر في الخيبة ضحيّة
مثل الحقيقة ضحيّة
جادبيّة الحريّة وحقوق الإنسان
تستهويه دون أن ينتبه
إشربي يا من لجأ إليك هاربا
من وجع الحياة
فالجراح منك لا تزال تنزف حيّة
ماذا فعلتم بنا؟
أفلا تذكرون
ألسنا بشر مثلكم نربّي الأمل
ونحلم حتّي وإن كنّا عاطلون عن العمل
الأحبّة هاجروا وهاجر العقل معهم
يبنون لكم عالمكم السّحري
الأحبّة تغيّر لهم نوع السّلاح
لكنّ الجراح هي الجراح
حيث السّلام المستحيل والرّاحة المستحيلة
أمّهم من تحت الأنقاظ في الصّحراء تناديهم
لقد باعت لأجلهم خلخالها الذّهبيّ
ومليتها الحمراء
أمّهم عاشت وماتت لأجلهم فى الفقر والعياء
وأوصتهم ألاّ يصدّقوا إمرأة أخري سواها
صحرائها خلف أصابعم لتري نور الجنّة
هل نسيتها يا إبنها
هل نسيت الخبز من يديها في الصّباح
ساخنا بزيت الزّيتون
هل نسيت عنب الدّوالي
هل نسيت النّخلة وعرجون دقلة النّور
كيف إنفصلت منه كيف سرت إلي إمرأة أخري
ترتعش حين تقبّل يديك
فمهما كانت حنونة عليك
فيديها لا تطرّز ريشك
ولا تمنحك الأمان والحنان
والمال منها مسامير للحمير والأبقار
هي ترتّب بيتها من شغلك اليدوي
هي تستغلّك لأنّك في نظرها بدويّ
شرابها الأسود من عرق جبينك
تشنقك فوق الجدار
وتجعل أحلامك
مجرّد جادبيّة أنثي تراودك
في الطّريق العام
لك سرّك وفنّك وفرحك وحزنك
الّذي ولد معك وعاش فيك
أيّها المهاجر الغريب
حين تتذكّره تأخذك رغبة في البكاء
لماذا تكذب على من كانت تحرسك
وتدفّيك بدمعها وشقائها
وتجري وراء الّتي كانت تسلبك الأكل والغطاء
وتقتلك من الصّباح حتّي المساء
شاحبة الوجه أمّك أيّها المهاجر كالصّحراء
عطشانة للعمل والحبّ الكبير
مكتوب عليك أن تمشي حافيا على الشّوك مثلها
فأنت ضحيّة مثل الحقيقة ضحيّة
تكفر بالنّعمة وتحنّ للنّقمة
تكفر بالإستقلال والحبّ
وتؤمن بالإستغلال والحرب


samedi 26 juin 2010

تري لأجل من أموت

هل أموت لأجل أبي وأدفن في الأرض الأبيّة
هل أموت لأجل أمّي وأحرق كالضحيّة
لماذا خلقت، لمادا أموت، لماذا بعثت حيّة
هل أدفن لأجل أبي في التّراب
هل أحرق لأجل أمّي بنار العذاب
في كلتا الحالتين أشعر أنّي أنثي غير مرغوب فيّ
أقول كلمتي ثمّ أموت كيفما أموت
غرقا أو حرقا أو خنقا
أقول أنّ روحي تشتهي أن تموت لأجل
الحقّ والحبّ والحريّة
فمن يا تري يقدر أن يجعلني
في التّراب حوريّة وفي الماء سمكة ذهبيّة
وفي الهواء حمامة الحريّة
أنا إبنة الكلمة والرّوح
أنا إبنة الشّمس الوفيّة
أن إبنة الأرض الأبيّة
علّمني أبي أنّ جسدي بيده
علّمتني أمّي أنّ روحي بيدها هي
أبي فلاّح يعشق الشّمس والمطر
والأرض والشّجر
و أمّي هي الكلمة الملكة
وإن تحوّلنا من حال إلى حال
فلا تحوّلنا إلاّ هي
تحوّل القمح لأجل الخبز دقيق
والزّيتون لأجل الشّعور بريق
هي الكلمة الحرّة
فلا تحبل من الهواء أنثي إلاّ هي
كلمة الإنسان حرّة كالبخار
تتشكّل في رحم البحار
الكلمة مرآة
الحلم مرآة
الماء مرآة
فإن أردنا أن نكون فلا نكون إلاّ بها هي
من الكلمة والرّوح والأصابع العشرة
الولادة الحقيقيّة
من الحقّ والحبّ والحريّة
ولادة الإنسان الحقيقيّة
من البحر يلبس الإنسان ملابسه
المستقبليّة
السّجن أوالحريّة
أموت كيفما أموت ما دمت
لا أملك مع الكلمة شيئا
فلباسي الجديد تسهر أن تفصّله لي هي
أنا لا أثق إلاّ في فنّها وذوقها هي
فمهما كبرت في العمر تقدر أن تجعلني صغيرة
ومهما تفاخرت بالثّروة الماليّة تقدر أن تجعلني فقيرة
ومهما قلت أنّتي الأحسن والأجمل
تفدر أن تجعلني حقيرة
ماذا أنا أمام قدرتها هي
ماذا أنا أمام فنّها وحبّها هي
أنا لا شيئ أمامها هي
فهذه الحرّة تحلم برجل حرّ وإمرأة حرّة
بفقير وفقيرة
ولا يعنيها الأمير والأميرة
لا يهمّها سكّان القصور
فهي تعشق من يفهمون الشّجرة والعصفور
تحلم بصدق الكلمة والرّوح
تحلم بالمساواة والحريّة
ولا يعنيها المكياج والمظاهر الخارجيّة
لأنّ الحريّة ليست الملكيّة
لأنّ العشق ليس الزّواج
لأنّ الهواء ليس التّراب
لأنّ الحبّ ليس المال
هي الشّمس وهي القمر
هي الجسد وهي الطّل
هي الأنثي وهي الذّكر
هي الشّجرة وهي الثمر
هي مانحة العقل والشّعور
هي من تعطّر روائح الورد والزّهور
هي الكلمة لكلّ إنسان مغرور
هي الصّباح المضيئ وشدو العصفور
هي الخير، هي العطاء
هي المطر، هي الضّياء
هي القمح والشّعير
لكلّ فقيرة وكلّ فقير
أموت لأجل الّحقّ والحبّ والحريّة
الحقّ شجرة وجنّة تجري من تحتها اللأنهار
والحبّ حريّة وحياة أبديّة
خلقنا من الحبّ والكلمة نموت
لأجل الحبّ والكلمة ونبعث
لأجل الحقّ والحبّ والحريّة
فهل نحن الأن أحياء
أم نحن في رحم الوجود نفكّر كيف سنولد
عن طريق الموت أحرار أم عبيد
لأنّ الموت هو المساواة والحريّة
والحياة كلّها ظلم وعبوديّة
لكي نحقّق المساواة علينا أن نتألّم ونموت
لكي نحقّق الحريّة نفس الشّيء
لذلك صلب الإنسان وتألّم على عود الشّجر
لأجل المساواة والحريّة
فلا بدّ إذا لهذه الشّمس وهذا البحر
أن يخلقا من الحبّ ذكرا وأنثي
الذّكر دينه الحقّ
والأنثي دينها الحريّة
كلّ واحد منهما مات لأجل الآخر
هي ماتت ودفنت حيّة لأجل الحقّ والعشق
وهو تألّم ومات لأجل الحريّة والحياة الأبديّة
تري من هما ؟
هما ثنائيّة الماء والضّوء
العقل والشّعور

jeudi 24 juin 2010

الأسرة أساس المجتمع

اللأسرة أساس لمجتمع متطوّر حين يكون أساسها الحبّ والإحترام المتبادل
والثّقة المتبادلة
وليس الخوف والطّمع والشّك والكذب
العلاقة بين المرأة والرّجل ليست مجرّد ورقة نكتبها تحت الضّغوطات
وإنّما بناء على أساس صحيج وهو القناعة العقليّة والشّعوريّة
من يسمح بذلك؟ لا أحد، الإبن والإبنة ليسوا أحرار هما واقعان في سجن الموروث
الّذي يعتبر أنّ إنجاب الإنسان هو عمليّة جنسيّة لا تخضع لنواميس اللأنوار
لذلك المرأة مهانة والرّجل مهان ينجبان الإنسان في الظلام
فالتّي تطلب من الخطيب منزل فخم وسيّارة ومهر عالي
أعتقد أنّها لا تحبّه هو وإنّما تحبّه طمعا في الرّخاء والرّاحة
والّذي يطلب من الخطيبة أن تكفّ عن العمل إن كانت تعمل وتبقي في المنزل
يعني ذلك أنّه لا يحبّها وإنّما يحبّ السّيادة عليها، فهو
غير مستعدّ أن يساعدها في المنزل كما هي تساعده
بالعمل خارج المنزل
خوف المرأة من البقاء عانس يجبررها على القبول
الذّي يبني أسرة ليس أساسها الحبّ واللإحترام

كأنّه يبني بيت على الرّمل سرعان ما تحطّمه الرّياح
والأطفال هم من يدفعون الثّمن هم يغرقون
أكثر وأكثر في الخوف والطّمع والشّك والكذب
تبدأ العلاقة بين الرّجل والمرأة مكياج ومصرح
كلّ واحد منهما يعد الآخر بسعادة لا مثيل لها
لكن بعد الزّواج تكشف الأعوار والحبّ والكلمة يصبح لهما أنياب
نحن بحاجة لإنسان جديد يقيّم الآخر من فوق إلى تحت وليس العكس
يعني القناعة العقليّة والقناعة الشّعوريّة، الجنسيّة هي الأخيرة وليست الأولي
الحياة ضمير ذهبي وشعور من نور ثمّ جنس مثمر
شمس قمر أرض وليس العكس، كلمة روح جسد وليس العكس
الشّمس كلمة للأنثي والذّكر، القمر روح للأنثي والذّكر، الأرض جسد للأنثي والذّكر
الإنسان لا يفهم ذلك ولا يقدّر أنّ له شريكة أو شريك
لذلك لا يزال يولد مصلوب على رأسه يبكي
فهو يتعامل مع الحبّ جنس ومظهر خارجي ومصلحة ماديّة
يفكّر مع الآخر بنصفه الأسفل علاقة إستغلال متبادلة وليس حبّ متبادل
في حين العلاقة المثمرة تكون في كنف الحريّة والإستقلال المادّي والمعنوي
الإنسان عقل وشعور وليس حيوان ، الإنسان مسؤول بعقله وشعوره على نفسه
وعلى الآخر وعلى الأبناء الّذين سوف ينجبهم في المستقبل
أسرة راقية يعني مجتمع راقي، أسرة مهمّشة يعني مجتمع مهمّش
نشأنا على الخوف،والطّمع والكذب والشّك نحرّم الحبّ ونحلّل الإجرام
نشأنا على الحرب نحرّم القبلة ونحلّل القنبلة
نحرّم قول الحقّ ونحلّل الكذب
نحلّل زواج المصلحة ونحرّم زواج الحبّ
لذلك نحن على هذه الحال لا نفكّر في بعضنا البعض ولا نشعر ببعضنا
إلاّ نادرا، نحن نخاف من بعضنا لأنّ نور العقل والشّعور غير موجود
الأمراض الّتي تعاني منها الأسرة هي منعكسة على كلّ المجتمع
خوف الأبناء من الأب هو خوف الشّعب من الحاكم
لا وجود للصّدق بين الأب والأمّ والأبناء لا تجده كذلك في المجتمع
أسرة مبنية على تراكمات الموروث ورماد الموروث
هي أسرة هشّة ومجتمع هشّ
لا يزال الإنسان يولد يبكي لأنّ الرّوح لا تحبّ الرّجوع إلى جسد العذاب
فلا يمكن لهذا الإنسان أن يطير بجناح مكسور وهذا الجناج المكسور هي المرأة
كلّ ما رسم اللّه على جسد الإنسان يقول إثنان
عينان، نفسان، شفتان، أذنان، يدان ،عقل وشعور ، قدمان
الحبّ ليس واحد إسمه الرّجل وإنّما هو إثنان
كيف هي أحوال الأسرة في مجتمعاتنا وكيف ينظر الرّجل للمرأة
وهل لهذه المرأة روح وكلمة أم هي مجرّد جسد لإنجاب الأطفال والإستغلال
ماذا علّمتنا الأديان العزوف عن الزّواج أو تعدّد الزّوجات
فالمسيح الّذي لم يتزوّج فلأنّه ربّما كان يبحث عن الكمال في المرأة لكنّه لم يجده
فمات يتخيّلها حمامة
والرّسول الّذي عدّد الزّوجات ربّما كان يبحث عن المرأة الصّالحة والأرض الصّالحة
لكنّه لم يجدها فمات عاشقا لإمرأة و أرض سيجدها يوما ما على حدّ جمالها وزينتها
الواقع مرّ المرأة مكنسة للغبار
المرأة عورة وكلّها عار
من المفروظ أنّ
الأوّل مات لأجل الحريّة والحياة الأبديّة
والثّاني مات لأجل الجنّة الّتي تجري من تحتها الأنهار
لكن كلاهما كان يحرّم على المرأة ما يحلّله لنفسه
حتّي أوصلتنا الأنانيّة إلى حروب دامية
المرأة تنجب الإنسان والرّجل يقتل ويسجن ويشرّد
المرأة أرنب تنجب والأسد يأكلهم بقوانين الإرهاب الحرب
لذلك لم نري هذا الرّجل قد تحرّر لكي يصبح إلاها بدون المرأة في السّماء
ولم نره قد حقّق الجنّة المنشودة في الأرض
بدون الإعتراف بالمرأة إنسانة وليست حيوانة
الإنسان له حفرة مثل الشّجرة مادام لم يفهم بعد قانونها الذّي يقول
لا فرق بين الرّجل والمرأة ولا فرق بين الغنيّ والفقير
إلاّ بالقول والفعل فذاك ما للإ نسان في الحقيقة
الشّمس كلمته خير أو شرّ
القمر روحه خير أو شرّ
اللأرض جسده وولادته عبد أو حرّ
الخير من شرّ والشّر من خير
الحياة من موت والموت من الحياة
النّهار من اللّيل واللّيل من النّهار
الفرح من الحزن والحزن من الفرح
الحريّة من السّجن والسّجن من الحريّة
الأنثي من الذّكر والذّكر من الأنثي
الحرارة من البرد والبرد من الحرارة
الأغنياء من الفقراء والفقراء من الفقراء
فهل هناك إثنان كلّ واحد منهما مات لأجل الآخر
الفقير دائما يموت لأجل الغنيّ
والضّعيف يموت لأجل القويّ
والمرأة تموت لأجل الرّجل
يوم مات الإبن لأجل الأب
إشتعل الحبّ وتحوّل حرب
الأب ربّ والإبن ربّ والمرأة سبّ وإحتقار للحبّ


mercredi 23 juin 2010

أجمل ما في الحياة

أجمل ما في الحياة البساطة
الحياة كنز والكنز فيها هو الحلم
ويوم نفكّر أن نمتلك
تأخذنا الحياة في دوّامة
لا نجد منها مخرج
الحياة كلّها حريّة وكلّها فنّ
هي مثل الحبّ وجدت لكي نستمتع بها
ونحلم فيها ونبدع فيها
هي بسيطة جدّا ونحن عقّدناها
كما الموت يقتل الحياة
كما الماء يطفئ النّار
كما الرّيح يسقط ورق الشّجر
كما التّراب يثقل ويصبح حجر
الزّواج يقتل الحبّ
ويسقطه ورق أصفر
ويثقّل الذّنوب على الإنسان
والمال يقتل العوطف
وتصبح الحياة معناها موت
الحبّ لا يعيش إلاّ في الحريّة
الحبّ برق لا يمكن تعليبه
وإن علّبناه ينطفئ
الحبّ نقرأه في العينين
يقول لنا إن إمتلك الرّمش الرّمش
يحلّ الظّلام ويعمي القلب والعقل
وتتشوّه كلمة الإنسان الجميلة
ومن مرتبة الإنسان
ينزل إلى مرتبة الحيوان
فالحبّ لحظات شاعريّة
تجمع إثنين
كما يجتمع الرّمش بالرّمش
بضوء البصر
وكذلك ضوء الكون
لا يمكن في منطق الحبّ
أن يفرض أحدنا نفسه على الآخر
فالحبّ هو الذّي يفرض نفسه علينا
لأنّ غايته هو البحث عن الكمال
العقلي والشعوري ثمّ الجنسي
وليس الملكيّة
الملكيّة هي قبر الحبّ
والحريّة هي هواءه
كلّ إنسان هو إبن الطّبيعة
ومن يصخّره لأجل مصلحته الخاصّة
هو مسؤول على ذلك
لأنّه ليس هو الذّي خلقه وأبدعه
فكيف يسمح لنفسه أن يستغلّه
أو يقتله بغير أجل طبيعي
كلّ واحد خلق في الحياة له عمره
الخاصّ وحياتة الخاصّة
وحلمه الخاصّ
فملكيّة الإنسان وملكيّة الحبّ نار
وحريّة الإنسان وحريّة الحبّ جنّة
إنّ الّذي يحبّ بصدق
لا يمكن له أن يكذب أو يخون
نحن ننظر كلّ صباح في المرآة
وعوض أن نتجمّل للكلمة
الصّادقة والعمل الصّادق الّذي يسعدنا
ويسعد الآخرين وينفعنا وينفعهم
وننظر في تفاصيل واجبات الأعضاء
وماذا مطلوب منّا أن نفعل
ننظر لكلّ ذلك بعيون عمياء
وعقول وقلوب عمياء
ونتجمّل للكذب على نفوسنا
وعلى الآخرين
فنحن بذلك في الظّلام والموت
أشقياء
نحن في الجحيم تعساء
لأنّنا في الحقيقة
لا نملك شيئا
إلاّ القول والفعل
بهم نرتقي في سلّم الحياة
أو نرسب أو نطرد إلى حيث التوحّش
والحيوانيّة
فهل نحن نملك هذا الضّوء
وهذا الماء
وهذا الهواء
وهذا التّراب
كي يسمح لنا أن نملك الإنسان
وكلمته المقدّسة
ظالم أو مظلوم
الإنسان لا يملكه إلاّ مبدعه
وخالقه
ولا يمكن لإنسان مثله أن يملكه
أو يسجنه أو يقتله
إلاّ إذا كان هو الذّي خلقه
لأجل الملكيّة أو الحريّة
كم عين الإنسان كبيرة
أمام عين الشّمس والقمر
فالإنسان لا يملك إلاّ مترين من التّراب
وما كنزت له الكلمة من حبّ شديد
للمال أو للإنسان
أجمل ما في الحياة البساطة
وتبّت يدا أبي لهب وتبّ
ما أغني عنه ماله وما كسب...
من منّا لا يحفظ ما قالته الكتب السّماويّة
المباركة
إنّ الّذين يحسبون ويكنزون الأموال
لا يفضل لهم شيئا
إلاّ الأفعال والأقوال


معركة الإنسان مع الكذب

الكذب حليب أسود نرضعه كلّ يوم
الكذب شقاء وعذاب نعيشه كلّ يوم
الكذب دمار يدمّرنا كلّ يوم
صديقي من علّمك الكذب
إن كان الضّوء فالضّوء وفاء
وإن كان الماء فالماء صفاء
وإن كان الهواء فالهواء عصفور
وإن كان التّراب فالتّراب شجرة
حصاد أنت بلا ثمر
حزنا أنت على الوتر
عصفور أنت مكسور
شجرة أنت لا تصنع إلاّ الغرور
الكذب صفة من صفاة البشر
بالكذب يضيع منّا العقل والشّعور
ويضيع وسع البال
ولا يبقي منّا إلاّ الشرّ
ربّما الحليب الذّي يرضعه لنا
المال هو السّبب
فحليب الحبّ ليس فيه عطب
هذا حليب وذاك حليب
هذا يصنع الموت وهذا يصنع الحياة
نبحث في الحياة
عن شيئا ما يسعدنا
وهذا الشّيئ أهو المال أم هو الحبّ؟
فإن كان بحثنا عن السّعادة
عن طريق المال والسّلطة
نكون بالضّرورة كاذبين
وإن كان بحثنا عن السّعادة
عن طريق الحبّ والحقّ والحريّة
نكون بالضّرورة صادقين
المال يفرّقنا ويجعلنا مشرّدين
نطلب الخبز من الغرباء كالمساكين
والحبّ يجمّعنا في شجرة كالعصافير
المال جعلك تعيس
ضيّع من قلبك الحبّ النّفيس
جعل حلمك كلّه كوابيس
جعلك وجع بلا ولادة
جعلك سجن بلا حريّة
حليب المال غاز أسود
والغاز خبز حياتنا اليومي
وماء حياتنا اليومي
أشتهي أن أموت بالغاز المصفّي
الصّالح للطّائرات
تحت ضوء الشّمس
فهذا غاز يقتلني
وذاك غاز يحييني
هذا غاز يصنع الحرب والتّدمير
وذاك غاز يصنع العصافير
فرق كبير بين هذا وذاك
ذاك يصنع الملاك
وهذا يصنع الهلاك
ذاك يصنع المطر
وهذا يصنع الدّموع
أطفالي في الحرمان
أطفالي في الغربة والجوع
لمن يا تري الرّجوع
للبشر والشّر
أم لمانحة الخير والقمح والثّمر
لست أدري هل أبي محاربا أم هو فلاّح
وهل أمّي أعطتني الجمر بين يديّ
أم أعطتني مفتاح ومفتاح
ساعدوني على الحياة
أو ساعدوني على الموت لكي أرتاح
أنا مع حقّ وكرامة الأمّهات والأطفال
مع الجياع والفقراء والمحرومين
إلي يوم أموت
فالمال رمل وحجر الفراعنة
وليس قمح وشعير العصافير
المال يصرف على الحرب والزّناء
وكرة القدم
ولا يصرف لأجل التّعليم
والصحّة والفلاحة
لأجل الأطفال والأمّهات
الّذين يعيشون في الجوع
والمرض والأميّة والهمّ


mardi 22 juin 2010

اللإنسان الحلم

من المعلّمين تعلّم الإنسان الخوف
ولم يتعلّم ما الحبّ

لا يعرف هذا الإنسان لماذا خلق
أو لأيّ غاية خلق

الإنسان هو أوّلا وقبل كلّ شيئ كلمة
والكلمة هي الرّوح والرّوح عقل وشعور
هذا العقل وهذا الشعور
هما الموت والحياة
العقل دوما ضدّ الشّعور
كما الرّجل ضدّ المرأة
كما الماء ضدّ الضّوء
لكن لن يتحرّر العقل بدون شعور
والعكس صحيح
لا تحرّر للرّجل بدون إمرأة حرّة
ولا تحرّر للمرأة بدون رجل حرّ
الشّمس هي الشّعور
وهذا الإنسان منذ كان
ناموسة متكوّنة من

قليل من التّراب والماء وهي ترعاه
حتّي أصبح إنسان كامل العقل والشّعور
الإنسان هو آخر قصيدة مكتوبة بماء
الدّموع والصّير
أنجبت إبنين
واحد هو رسالة الشّعور
والآخر رسالة العقل
وكانت بهما تودّ الجنّة في اللأرض والسّماء
لكن لم يفهم أحد أنّ الشّجرة مساواة
والعصفور حريّة
كلاهما كان مؤمنا بنفسه كافرا بها
الإنسان هو إبن الكلمة
والكلمة تمشي معنا صامتة
فحين خلقتنا سكتت وأعطتنا الكلام
لكي نتحرّر
وأوّل ما علّمتنا البكاء
هذا البحر كلّه بكاء ودماء
هذا البحر يقول لنا كم هو صبر العذراء
من الكلمة كلّ الأشكال القبيحة والجميلة
الأسد حاكم قويّ ومخيف
بخيل لا يحنّ علي النّاس
ولا يحاول فهمهم
القرش حيوان جشع يأكل الإنسان
الأرنب هي المرأة الّتي تلد كثيراف
بدون عقل وبدون شعور
كلّ حيوان له ميولاته وغرائزه الّتي
حصل عليها عن طريق عقله وشعوره
وقوله وفعله
لأنّ الإنسان يصدّق المال
ولا يصدّق الحبّ

فهو في شقاء دائم
الكلمة موجودة بين شفاه الإنسان
تخرج من عقله وشعوره
بكلّ حريّة
الشّمس تحبل بالمولود الجديد
عن طريق الكلمة
الكلمة مرسومة على
أصابع الإنسان الأربعة
وهو يبيع فيها ويشتري

ضوء وهواء وماء وتراب
وهذا مسخا لها وإحتقار
هو يمسخها بالمال
وهي تمسخه بالحبّ
هو يمسخها بالملكيّة
وهي تمسخه بالحريّة
الطّبيعة كلّها لكلّ النّاس
على حدّ سواء
كلّنا نحتاجها وهي لا تحتاجنا
لذلك هذا الإنسان محكوم عليه بالموت
عن طريق الموت إمّا فوق
وإمّا في تحت
هذا ما يقوله إصبع الإبهام
الذّي يرافق الأصابع الأربعة
يمينا ويسارا
الإنسان إمّا له إلاه يعبده إسمه الحبّ
وإمّا إلاه يعبده إسمه المال
فاض الكأس وأصبحت الدّموع أكبر
والوجع أكبر
والفقر أكبر
والمرض أكبر
والكفر أكبر
والإنسان لم يستحي
لكي يحقّق في الأرض عدالة الشّجرة
وفي السّماء حريّة العصفور
المساواة والحريّة
بالعقل والشّعور
ليس فقط بالأكل والجنس
والبيع والشّراء في الطّبيعة
والإنسان بالمال
المال ضروري لأجل خلق الجنّة
بالمساواة
وليس لخلق النّار والعذاب
بالأنانيّة وحبّ الذّات
حين تتراجع الحرب
حين يتعادل ميزان الحبّ والمال
تكفّ الدّموع
ويتعادل ميزان البحر والصّحراء
ويتعادل بذلك ضوء الشّمس
مع ضوء القمر
ويتعادل العقل والشّعور
وتتحقّق عدالة الشّجرة والعصفور
ويعيش الإنسان في السّعادة
أرضا وسماء
وينتهي الموت
ويحلّ الخلود
هذا هو دور الإنسان الحلم في الحياة
هذا الإنسان ليس لنا مثله في أيّ
كوكب آخر
وهذا البحر كذلك
وهذا التّراب
وهذا الهواء
فإمّا بهم نحيا وإمّا نموت


vendredi 18 juin 2010

الرّوح القدس

حبّي وعشقي للإنسان
جعلني أطلب السّماء لأجله

نحن في السّجن أيّتها الرّوح
نحن في الإختناق ما العمل؟

الإنسان يريد أن يتحرّر
هل خلق لكي يموت؟
الرّوح:
سجنني التّراب لأجل الأبناء
قتلني الماء لأجل الهواء
أنا نار’ التّراب خلق منّي الدّود
وملأ رأسي بالقمل
الماء ملأني ظلم وظلام وأحزان
الماء أطفئني ليضيئ هو
هو مدّ وجزر بحرا
وأنا مدّ وجزر سحبا
ما العمل نموت؟ نغرق
أنا والماء واحد
أنا والدّمع واحد
أنا والتّراب واحد
أنا والجسد واحد
روحا وجسدا أنا
وأنت وإبن البحر واحد روحا
وأنت وإبن الصّحراء واحد جسدا
هؤلاء البشر شموع
نفخة تطفئهم ونفخة تحرّرهم
هم مثل السّحاب
نفخة ترفعهم
ونفخة ترجعهم يبكون
على عقولهم ومشاعرهم العمياء
المخرّبة والمدمّرة
للطّبيعة والإنسان
هم سجائر تحترق بين العقل والشّعور
يا ناري الّتي لم تخلّف إلاّ الرّماد والدّخان
إن إستطاع البشر أن يعيدوا
بالعقل والشّعور
ذكرا وأنثي
كما كانا صغيرين
مثلما يرجع البدر كما كان صغير
مليئا بالحيويّة والحياة
وإلاّ أنت روحي أنا
أرضا
وإبن البحر روحي أنا بدرا
المرأة وحدها قادرة أن تنجب الإنسان
والبدر وحده قادر أن يرجع
الأموات أحياء
الشّمس وحدها قادرة أن تمنح
الكلمة والأصابع العشرة
والبحر وحده قادر أن يمنح الأجنحة
للعصافير
فلا حريّة لهم إلاّ بكما
فمن قال أنّه ليس للأبناء
حريّة وجنّة في الأرض والسّماء
لك مفتاحين صغيرين
للدّارين
الدّار الأولي أكل وجنس
النّاس فيها غذائهم عن طريق الفمّ
والأكل والجنس فيها نجاسة
والدّار الثانية
غذائهم عن طريق الشّم
والحبّ فيها هو القبلة المقدّسة
والكلمة المقدّسة
الدّار الأولي ظالم ومظلوم
في الأكل والجنس
والثّانية لا ظالم ولا مظلوم
الدّار الأولي سجن ونجاسة
والثّانية حريّة وقداسة
الأولي بالمال
والثانية بالأفعال
زهور واحد له كلمة نتنة
وواحد له كلمة عطرة
كلّ إنسان الكلمة هي الّتي تجعله عبد
أو تجعله حرّ
في الزّواج الكلمة نتنة
في العشق الكلمة عطرة
في الملكيّة الكلمة نتنة
في الحريّة الكلمة عطرة
سياسيّا الكلمة عقل
فنيّا الكلمة شعور وإحساس
العقل مكتسب من الأرض
والشّعور موهوب من السّماء
أيّتها الرّوح القدس
ما رضاء اللّه إلاّ برضاء الوالدين
إبن الشّمس العذراء
هو إبن الشّمس العذراء
وإبن الأرض العذراء هو إبن الأرض
العذراء
فأنا لا أحبّ أن أمتلك أحد
ولا أحبّ من يفكّر أن يمتلكني
الملكيّة بكلّ أشكالها موت
والحريّة بكلّ أشكالها حياة
الملكيّة بالعقل سلطة
الملكيّة بالشّعور سلطة
في حين أنّ الإنسان الحرّ
هو الّذي يعقل ويشعر
أنّه ملك العناصر الطّبيعيّة الأربعة
الضوء والماء والهواء والتّراب
وليس ملكا للإنسان
فهذه العناصر هي موته وحياته
سجنه وحريّته
هم ما وراء عرش الإنسان الحلم
الملكيّة بالعقل
تراب وحجر موت
الملكيّة بالشّعور بحرا من الدّموع
موت
الحريّة بالعقل شجرة مساواة حياة
الحريّة بالشّعور عصفور مساواة حياة





jeudi 17 juin 2010

جئت للحياة لأجل السّجن والموت

لا أحد يدرك ما معني السّجن
الّذي تعيشه المرأة

لا أحد يدرك ما معني الموت
الّذي تشعر به المرأة

السّجن عليها حكم من قبل الولادة
والموت عليها حكم من قبل الولادة
دورها في الحياة هو إنجاب الأطفال
دورها في الحياة هو الموت لأجل الرّجل
محاصرة من الجهات الأربعة
لا يحقّ لها أن تتكلّم
لا يحقّ لها أن تتألّم

لا يحقّ لها أن تحبّ
لا يحقّ لها أن تعشق
عيشتها علقم وتاريخها مرّ
يعتقد الرّجل أنّ المرأة متاع أو متعة
لم تخلق إلاّ لكي تخدمه وتمتّعه
لذلك هي تعيش في سجنه
وتموت في قبره الحجري
هي تسجن لأجله أمّا هو فلا
هي تموت لأجله أمّا هو فلا
السّجن والموت للمرأة
االحريّة والحياة للرّجل
هو حكم القويّ على الضّعيف
جئت للحياة لأجل أن أعرف
السجّان والقاتل

فمن سجنني له مصلحة في سجني
ومن قتلني له مصلحة في قتلي
من سجنني سجنته باللأطفال
ومن قتلني
جعلت له الحريّة في
السّماء من المحال

وأسأل نفسي هل تحبّين
السجّان والقاتل

تجيب نفسي نعم
السّجّان يعيش في الفقر والهمّ
والقاتل يعيش في الشّقاء والألم
فأنت الحريّة وأنت الدّواء
لمن يريد أن يتحرّر
ومن يطلب الشّفاء

سلاحك الحبّ والعشق
وليس الحرب والخنق
سلاحك الرّحمة وليس النّقمة
هذا زمن غريب
المرأة فيه أصبحت تحبّ
السجّان وتعشق القاتل

لأنّ الّذي سجنها عليه أن
يعرف كيف يحرّرها

والّذي قتلها عليه حين تموت
أن يعرف كيف يحييها
أنا أؤمن بالرّسول الّذي يعترف
بحقّ وحريّة الإنسان
وأؤمن بالمسيح القادر
أن يحيي الأموات
لأنّ الرّسول العاشق
للأبناء لا يقدر ان ينجبهم بدوني
والمسيح العاشق للهواء
لا يقدر أن يأخذه بدوني
أنا لست تعدّد الأزواج
أو الزّوجات
وإنّما في الأرض والسّماء
حريّة وحياة ولست سجن وموت

mardi 15 juin 2010

ليلكم الّذى ينحرّك حرّا

تبكي يا شعب أو تضحك
تجوع أو تشبع
تعطش أو ترتوي
الشمس تمخض شكوتك
ومن حليبك القارس تطعمك
الزّبدة والسّمن
فلا لوم على الحاكم
يحملك حاكم متفرّعا منك
لغته قلائد حول الأعناق
من لغتك ومن أفعالك وممارساتك ولد
من أنت يا شعب؟
إبن نزوات، إبن رشوات
إبن شهوات
هل غيّرت أحوالك؟
أعرف أوّلا ما يخرّب قلبك وعقلك
ولماذا طردت من الفردوس
إرجع للحكاية ولا تهرب من الحقيقة
الحقيقة لا تعرفها إلاّ أنت والظّل
إلاّ أنت والماء والضّوء
إلاّ أنت والعقل والشّعور
إلاّ أنت والحبّ والعشق
تأمّل ماضيك من عباءة أجدادك
ستجد نفسك قد ألفت الطّريق
البيع والشّراء في قدس السّور القديم
الإغراء بالمال والجمال والزّناء
فكيف يا شعب يكبر فيك الطّفل معافي
ويصبح إنسانا سويّا
لا لوم على الحاكم
هو يفعل ما تفعل
هو يتصرّف كما تتصرّف
هو منك وأنت منه
ضع حليبك يا شعب فوق النّار
وأتركه يفيض بما تحمله في نفسك
حتّي يصفي قلبك وعقلك
وقتها ستكتشف أنّ هذا الحاكم
هو أنت... هو حليبك
الحليب ولاء للولادة
والبنّ الأسود زينته
يفهمك الحاكم حين تفهمه
يثق بك حين تجعله يثق بك
فمهما فعلت يا شعب
فأنت في نظر الحاكم
قطيع من الخرفان
وهو الرّاعي
والرّاعي يفعل بالقطيع ما يريد
فلا أنت يا شعب شعب اللّه
ولا هذا الحاكم خليفة اللّه في الأرض
متي يصبح الشّعب والحاكم واحد
متي أصبح الشّعب حبّ
يصبح الحاكم حبّ
متي أصبح الشّعب حقّ
يصبح الحاكم حقّ
متي أصبح الشّعب حريّة
يصبح الحاكم حريّة
فأين نحن شعوبا وحكّام؟
سؤال جوابه
طريق سابحة في الضّوء والماء
أنت يا شعب وضعت الماء والضّوء
والهواء والتّراب تحت أمر المال
تحت أمر البيع والشّراء
فضاع الإنسان وأختلّ الميزان
المال مسخك
حيوانات بريّة وبحريّة وجويّة
فاختر بالمال ماذا تريد أن تكون
كلّ أحزانك سببها المال
وكلّ شرورك سببها المال
المال نار لا تدفئ
وماء مالح لا يروي
المفروض الآن أن يكون العمل
بالكلمة عبادة
بالضّوء عبادة
بالماء عبادة
بالتّراب عبادة
كلّ هذه العناصر حبّ
وجمال ورفعة للإنسان وليست مال
فأنت تأخذ كلّ ذلك من الطّبيعة
بدون مقابل
تقتل وتظلم وتقهر وتشرّد
ولا تريد أن تساعد به الإنسان
عليك يا شعب أن تثق في الرّئيس
الّذي لا يؤمن بالمال
بل يؤمن بحقّ وحريّة الإنسان
وهذا الرّئيس هو الحبّ والعشق
العقل والشّعور
فإمّا يبقيك على الأرض إنسان
وإمّا يمنحك الكمال
في الإنسان العصفور
أمّا عبادة المال
فهي قبح وليست جمال
الإنسان في صورة شجرة النّخيل
حقّ ومساواة
الإنسان في صورة شجرة الزّيتون
دمعة ولمعة فوق البحر
العصفور عن طريق البحر ميزان
حذاري صديقي الأنسان
المال هو الغابة وليس الحظارة
المال هو النّار وليس الجنّة
المال هو الظلام والوحشيّة
وليس النّور والحريّة
المال هو الحيوان وليس الإنسان
ليس لنا وقت كثير لإصلاح الأخطاء
وتعديل الميزان
فإمّا ننجوا وإمّا نغرق
نحن في نظر السّماء تنمّل بشري
بلا معني
لا نعبد إلاّ المال
عقولنا ومشاعرنا بلا معني
عيوننا حفر بلا معني
الرّئيس هو الحبّ والعشق
هو العقل والشّعور
هو الشّجرة والعصفور
هو المساواة والحريّة
الإنسان يضحك كثيرا
ويبكي كثيرا
لأنّه مخيّر بين حبّ اللّه والطّبيعة
وبين المال
لأنّه مخيّر بين الحياة والحريّة
وبين الموت والحيوانيّة
بالعقل والشّعور
من سيحاسب الإنسان
هو الظّل المرافق
الّذي يعرف عنه كلّ صغيرة
وكبيرة
فهل نحترم الظّل في صورة الإنسان
العظيم ذكرا أو أنثي
ذاك ما تكشفه الأحلام للإنسان



lundi 14 juin 2010

النّهر هو النّهار

هو النّهر فينا يبشّركم بالرّبيع
كي توقفوا الحرب

هو النّهر يريد أن يمنحكم أجنحة
فلا تشهروا على بعضكم الأسلحة

رجعنا كما يرجع
الضّوء والهواء والماء

أسماء أمّهاتنا تحلّق فوق رؤسنا
مثل طيور الجداول

نبشّركم بالحظارة
لكنّنا ننزف الآن حاضرنا

فأيّام المجد مضت في رماد الأساطير
موتي في المكان نحن
والملح يملّح خشب أبوابنا

أتركوا الحرب لكي نمضي
لوطن الطّيور الحالمة

سربا من البشر العاشقين
أتركوا الحرب كي تفتح لنا الأرض
من المقابر طريقا للسّماء

أتركوا الحرب ومدّوا
الأنابيب للبرق والعشق
لأنابيب الرّعد والكلمة
كي ترضعنا الشّمس حليب الحنين
الحبّ هو النّهر هو النّهار
فأوقفوا المذبحة

ولا توقفوا نهر الحبّ المؤدّية للبحر
فمن البحر نرتدي الأجنحة
لا تجعل يا صاحبي الحبّ في مستنقع
من الماء والكلام الرّديئ
بل قل سأكون في الحبّ نهرا
تحت ضوء النّهار

أتجدّد كلّ يوم
وكلّ شهر وكلّ سنة مع حوريّات البحر
كنهر النّيل علّني أجد حمامة الأبديّة بينهنّ
نهر النّيل كان يتجدّد بحوريّة من حوريّات البحر
لكنّ البحر يأكلهنّ جميعا
لأنّهنّ ناقصات عقل ودين
المرأة الّتي تعاشرك
جثّة بلا إحساس متبادل

لا تسكن معبدها
لك حبّك ولها حبّها
لك ميولاتك ولها ميولاتها
لك دينك ولها دينها
الحبّ إن تحوّل حرب بينكما
يقتلك ويقتلها
والكلمة إن تكسّرت بينكما
تجرحك وتجرحها
والماء إن تلوّث بينكما
يلوّثك ويلوثّها
والنّور إن غاب عنكما
يظلم نفسك ونفسها
كن خفيف الرّوح معها
ولا تجعل الحبّ بينك وبينها
نكسة أو حرب

تطلّ على الهاوية
فالصّخر الّذي تضعه أمام الحبّ
لا يمكن أن يمنع تدفّق النّهر السّريع
نحو البحر
والقفص الّذي تحبس فيه الحمام
لا يمكن أن يمنع ضوء الحبّ في العيون
الحبّ نهر ونهار
الحبّ إلاه ---إه ولا
لتنضج فيكم عظمة
الحبّ والرّوح والكلمة
الحبّ نهر سريع لا يمكن إمتلاكه
نشرب منه
ولا يوقفه ويجدّده
إلاّ الشّمس والبحر
وما يتحكّم فيه هو البرق والرّعد
الرّوح والكلمة
هو البحر والشّمس
يريدان منح الأجنحة
للعاشقين الأحرار
فلماذا يا تري هذه السّماء
أصبحت قويّة الحرارة
غزيرة الأمطار والثّلوج
ولماذا الدّمع الحنون في البحر أصبح
جبّار وقهّار ومخيف
أمّا أن نلتقي في هذا الزّمان الجديد
في بلد واحد مثلما يلتقي الغرباء في الهاوية
لنا ما لنا من أمراض وما لكم من شقاء
فلكي يأخذ كلّ واحد ما يريد
من ذهب الأرض والشّمس
لكي يفهم عشّاق الأرض أنّ البشر سواسية
كأوراق الشّجر
إذا لماذا يواصلون حرب الإبادة
والنّاس تعاني من الفقر والجوع والحرمان
لماذا لهم عود يبكي على المسلمين
الخارجين من الأندلس
ما دامت لهم مع نبيّهم الكريم
حنّة تجري من تحتها الأنهار
وأن يفهم عشّاق الإنسان
لماذا لهم حلم يراودهم حين يأتي المساء
وأن يفهم عشّاق السّماء
لماذا لهم عصافير تنشد للحريّة
من الصّباح حتّي المساء
أمّا أن نلتقي في هذا الزّمان الجديد
من ثلاثة معاني للأمّهات
حليمة ومباركة ونبيهة
فذلك يعني حلم الأرض المباركة بالمساواة
وحلم الشّمس والبحر بالحريّة
الأرض كلّها بركة
أمّا أن نلتقي ثلاثة فقراء في بلد
غنيّ بالقمح والشّعير
وزيت الزّيتون والنّخيل
فذاك لكي نقول
أنّ المال صلب الحقّ وجعله ظلم
وصلب الحبّ وجعله حرب
وصلب الحريّة وجعلها سجن
وقال هذا المال أنا ربّكم الأعلى فأعبدونى
سأرفع الأنذال وأهزم الأبطال
سأسفك الدّماء
المجد للكذب والخيانة والغشّ والنّفاق
وليس للإنسان
المحد للحرب المجد للسّجن المجد للّيل
المجد للموت والتّوحّش والحيوانيّة
المجد للبيع والشّراء
لا أحد يصدّق أنّ اللّه هو الأرض والسّماء
لا أحد يصدّق أنّ اللّه لا يموت
لا أحد يصدّق أنّ الرّسائل السّماويّة
شعورا وعقلا
كانت عن طريق رجال
لماذا برنامج الدّواء
لماذا الرّيش والعود
لماذا
التّاريخ والجغرافيا والسّياسة
لا أحد يصدّق أنّ السيّد المسيح
هو فداء الرّوح والكلمة
هو فداء السّماء
والرّسول هو فداء الرّوح والدّم
هو فداء الأرض
تبكي الخرفان على الإنسان
لا أحد يصدّق أنّ المسيح دمه خمر
ولحمه مرّ مثل الزّيتون
وإنّ الميزان الّذي صلب عليه في عينه
حيث لا أحد يقدر أن يكذب عليه
ثمّ أنّ زيت الزّيتون يلمع فوق الماء
بحيث الغصن الّذي لا يثمر يجب قطعه
والرّوح الّتي لا تلمع كالزّيت
فوق الماء تغرق في البحر
الماء حقّ والعيون ميزان
يتعامل به كلّ إنسان
فليس للأنسان إلآّ ما يحتاج
البشر هو سبب هذا الإختلال الطّبيعي المخيف
يا ناس حبّوا وأعشقوا
الحبّ والعشق بين النّاس اللّه محلّلوا
لكم حريّة مع المسيح في السّماء
ولكم مع الرّسول جنّة تجري من تحتها الأنهار
كيف أصبحتم تبيعون الماء والضّوء بالمال
والماء والضّوء هما نور الحبّ
ونور العيون ونبض العقل والقلب
كيف أصبحتم تبيعون التّراب
ومن التّراب أجسادكم
كيف أصبحتم تبيعون الكلمة بالمال
والكلمة هوائكم وأنفسكم
محمّد هو مفتاح مكّة
محمّد هو مفتاح القدس
مكّة هي الأرض المباركة المكرّمة
القدس هي الشّمس النّبيهة والشّريفة

dimanche 13 juin 2010

فناجين قهوتنا

الصّباح قهوة حليب أو بنّ
ونحن ضيوفا على الأبديّة
فلو أخذنا الحياة لنصنع منها قهوة
سنقول أنّ الحياة كلمة حليبيّة
تفيض وتقول
إنّي أكره الإعتقال وأكره الجروح
وأكره الغشّ وأحبّ التجدّد
كلمة بنّ سوداء
تفيض بها حياتنا
بالأحزان والأشجان
في صباح العشق
الكلمة حليب مشبّعة بالخصوبة
مشبّعة بالرّطوبة يعيش
بها الإنسان معافي
في صباح العشق ينتهي الإحتلال القديم
ونتحرّر من حكمة الكلمة القاتلة
فكلّ ما فعلناه بالأمس
أنّنا شربنا الحبّ العكر والماء العكر
وصنعنا في السّماء دخان أسود
هذه الكلمة عبثنا بها وهذا الهواء لوثّناه
صلبنا الحبّ والكلمة
فصار الماء يبكي علينا حزين
الحبّ أخذنا للموت
الحبّ أخذنا للخوف
الحبّ أخذنا للجحيم
لأنّنا إمتلكناه كالنّهر
وجعلناه مستنقع
يصنع الدّود والحشرات
صارت الكلمة في المستنقع
تكسّر الوجدان الإنساني
الضّوء يكشف لنا صفاء الماء حين يتجدّد
الضّوء يجعلنا نحملق في المستنقعات
الّتي تندلع فيها الحروب
الصّباح أوقفني وجعلني
أقطف وردة حمراء وأخري بيضاء
الكلمة في الملكيّة حرب وإنتقام
الكلمة في الحريّة حبّ وسلام
خسارة حين ظلمنا الحبّ وألف خسارة
خسارة حين إمتلكنا
الحبّ وألف ألف خسارة
الماء يسيل من ضرع الحجارة
ولا يسيل من العيون
الحبّ هو أساس الحياة
والكلمة أركانه الأربعة
فحين تصبح الكلمة بين إثنين رعد
يلمع ضوء الحبّ
ليقول لنا حذاري
الماء تعكّر تعكّر
والكلمة بينكما أصبحت مدمّرة
للمشاعر والأحاسيس
الماء يحتاج للتّغيير والكلمة كذلك
والحبّ كذلك
الكلمة غذاء الرّوح
وهي مرآتنا الدّاخليّة حين نتكلّم
الكلمة تنشد بها العصافير
وتجري وتتجدّد بها السّواقي والأنهار
وتورق وتزهر وتثمر بها اللأشجار
منها الخصب ومنها الخير ومنها العطاء
وهي أساس تكوّن الإنسان وتربيته
نحتاج للتّشمّس في هذا الزّحام وهذا التّكاثر
وهذا الدّمار وهذا السّجن
ونحتاج أن نتأمّل أجسادنا
كيف انّ الطّبيعة
منحت للذّكر بويضتين
ومنحت للأنثي حلمتين
أو ثديين
يعني ذلك الخلف ذكر وأنثي
ال " أنا " في المثنّي
طوبي لنا سرنا نتناسل كالزّواحف
ونلهث جائعين
ولا أحد رجع من الموت كما نعرفه
كلّ شيء بعد الموت يتغيّر
ولا نعرف إلى ماذا قد تغيّر
وعوض أن نبحث عن الخبز والماء
نهرب للحرب كالمجانين
إلى أين تأخذنا يا حبّ
يا سيّد السّلاطين
وهل سوف ننجوا من التّراب والعذاب
ليس لإسمي بعد ريش ولا عود
لأشرب قهوة الحليب الصّباحيّة
القهوة أشربها سوداء داكنة برائحة التّبغ
النّاس يمرّون أمامي موتي
بلا إحساس وبلا مشاعر
كأنّهم معادن من حجر أو فحم
موتي يرصدون موتي
موتي يخيفون موتي
إلى أين يا حكّام الشّعوب
إلى سماء مخيفة بالرّصاص والطّائرات
إن سقطت في الموت فأنّي أعرف أنّي
سأسقط في صدر ورحم أمّي
لكي ينتصر القمح على الرّصاص
والمحراث على الدّبّابة
والبرق على غلاء الكهرباء
والماء على غلاء الغاز
وغلاء الحبّ على غلاء الحرب
من هنا تتبخّر أجسادنا جميعا
والكلمة تصعد حرّة للسّماء في الفضاء تتلألأ
مثل أرواحنا نجمة نجمة كالنّشيد
أنا لا أحمل في هذا الجسد المريض
إلاّ تمثال حريّة لا يردّ التّحيّة
لكن سأرجع مع اللأصدقاء لأجل التّراب
ضوءا وهواء وماء

samedi 12 juin 2010

الحمام الزّاجل

الحمام الزّاجل لا ينسي الأوطان
والطّريق على تقشّف الظّل
سوداء داكنة كما هي

والنّاس يمرّون على الأغصان
ويتأمّلون نشيد الطّيور

لكنّهم سرعان ما يخرجون من الحكاية
ويهربون للدّم المسفوك

لا ينظرون للغربال الدّائري
في كلّ ركن من أركان البيت

الأرض والسّماء في القدس
على شكل الرّحاء الّتي ترحي حبّ القمح والحبّ

وما يدير الرّحاء هي العصا السّحريّة
حمامة لو نزلت ينزل معها الغربال
لها عيون و لها شكل سبحان المعبود
لا يملكه البشر
ولا تعطيه الشّمس الحرّة إلاّ لنفسها
هذه العيون
حين لا تجد الكمال
بين الأنثي والذّكر

تكسّرهما الإثنين
حين لا تري ضوء الحبّ في العيون
حين لا تري بريق الحقّ
والميزان في العينين
حين لا تري نور العقل والشّعور
لدي الذّكر والأنثي
تكسّرهما الإثنين
فنحن مع الأسف في الحبّ نبدأ
من الأسفل إلى الأعلى

وهذا خطأ
نحن نصلب الحبّ على رأسه
وهو يمشي بالعقل والشّعور
و لا بالغريزة والشّهوات فقط
الإنسان يجب أن يجد روحه في الآخر
أن يجد نصفه الثّاني في الآخر
عقلا وشعورا، روحا وجسدا
وإلاّ حياته تكون بلا معني
ويسقط للحيوانيّة والتوحّش
في القدس الأنبياء هناك يمشون
إلى المنحدر

تندلع الحروب بينهم بلا رحمة
الحجر هناك شحيح الضّوء والحمام ينام
على صوت القنابل والطّائرات
لا أحد يحسّ
فكلّ شيئ هناك طبيعيّ

القدس بلد
لم تعد صالحة للقصيدة
والشجر والعصافير

الحمام الزّاجل في الجوامع والكنائس
يريد أن ينهي الزّمن البربريّ
ويغيّر الحرب بالحبّ
والقنبلة بالقبلة
فلا يبقي في الغربال
إلآّ الجمال والكمال

أنا لا أفهم البرمجة
ولا أفهم فنّ الشّجرة والعصفور

لا أفهم التّاريخ ولا الجغرافيا
ولا السّياسة

لكن معي صديقين يفهمان كلّ ذلك
جيّدا وأنا أثق بهما
البحر هو الفنّ والبرمجة
الصّحراء هي
التّاريخ والجغرافيا والسّياسة
عمرالإنسان الطّبيعي مئة سنة
يعني ذلك صفرين وراء الواحد
يعني ذلك حبيبين
يعني ذلك عشيقين
على شكل زوج الحمام
الحمام يعني الصّدق والوفاء
يعني شرف التّراب والكلمة
القدس باعوها الأبناء
ومن إشتري القدس بالمال
فلكي يحرق الأمّهات والأطفال
فلا تبيعوا دماء أجدادكم
وأرض أجدادكم وكلمة أجدادكم
حتّي لا يجري لكم ما جري
للقدس الشّريفة
فتموتوا وتتشرّدوا
فالشّريف من لا يبيع أرضه
وكلمته للأعداء
مقابل المال
المطلوب بالنّسبة لهذه الحمامة
هو الإيمان بالعقل والشّعور
بالشّجرة والعصفور


jeudi 10 juin 2010

جذور الإرهاب

اللّه يكره المرأة
اللّه حكم على المرأة بالموت
من خلال الرّجل

من أنت يا اللّه؟
هل أنت رجل؟
من هو جبريل يا اللّه؟
من هو الرّسول يا اللّه؟
هل أوصيتهما بالنّقمة على المرأة
هل جبريل هو ذاك الرّجل الّذي تحرّر
بعدما عذّبوه وصلبوه
فوق عود الشّجر؟

هل هو ذاك الرّجل الّذي ليس
له قبر بين الأموات

هل هو ذاك الرّجل الّذي مات ولم يتزوّج
لماذا يا إلاهي لا نراه جبريل العظيم
طائرا حرّا في هذه السّماء
كي يحكم علينا بالإعدام والموت
أو ينشر الحقّ بين البشر
مثل الشّجر الّذي صلب عليه
لقد بقي العالم من بعد وفاته
يمشي بقدم واحد

فالرّجل هو الإلاه والمرأة لا شيئ
جبريل أعدم فكرة المرأة من حياته
وأعتبر المرأة كنيسة
المرأة في بيت سيّدها
مكنسة غبار وليست كنيسة
ولا تملك مع الرّجل أيّ قداسة
هل أنت الرّسول يا اللّه
فماذا فعلت يا اللّه
بعد وفاة الجميلة خديجة

هل الحبّ يموت يا اللّه
هل تكرّم الميّتة بعد الدّفن
بالوفاء والإخلاص
أم تكرّم بجمع النّساء
خديجة ليست جامع وإنّما هي حمامة
تصدّ العدوان على الحبيب من مظالم قريش
هذه المرأة يا اللّه بين ناكر ونكير
واحد ينكرها شعور ويقول ناقصة دين
والآخر ينكرها عقل ويقول ناقصة عقل
من أتلف عقلها وشعورها؟

عيب أن يعدم الرّجل المرأة من حياته
ويأخذ حريّة لوحده
عيب أن يتزوّج بغير حساب وبدون عقل
المرأة صديقة الرّجل ورفيقة دربه
لكن الرّسالة أعمق وتتطلّب
أن ينضج الرّجل

عقلا وشعورا حتّي يصبح
لا يعتبر المرأة

مجرّد جسد للإستغلال
ماذا نري في الواقع
نري إمرأة تحبس نفسها في الأبيض
رافضة للزّواج مثل سيّدها الرّجل
معتبرة نفسها ملاك طاهر
ليس لها شعور ولا رغبات ولا أحاسيس
نري إمرأة تحبس نفسها في الأسود
وتقبل معها أخريات على سرير واحد
وذلك لكي يرضي عليها سيّدها الرّجل
نري إمرأة في الموت والعذاب والقهر
السيّد المسيح يعتبرها
ملاك لا يجب مسّها

والرّسول يعتبر النّساء ملكا له
ويلبسهنّ الأسود تفضيلا
على هؤلاء المتبرّجات

أقول للسيّد المسيح
وإن كان هو جبريل ملك الموت

والرّسول وإن كان ما يكون
من يقدر منكما الإثنين أن
يخلقني مرّة أخري
فعمليّة الخلق ليست بيديكما
وليست بيدي
السّماء تفعل بنا ما تريد
كم للمسيح من ملاك أبيض
ينتظر الزّواج منه
كم للرّسول من نساء
يلبسن الأسود وينتظرن شفاعته
دور المرأة في الحياة هو الطّاعة العمياء
والولادة والمعاناة والألم
المرأة شعوريّا عمياء
وعقليّا عمياء
هي لا تعرف متي وكيف
تقول نعم وتقول لا
لأجل ذلك خلق قوس قزح
يبحث عن هذا الحبّ بالأبيض والأسود
جاء يبحث عنهما لأجل إصلاح الأخطاء
يقول قوس قزح نحن بحاجة لهما الإثنين
من حيث أنّ الحريّة بالنّسبة للسّماء
هي حمامة بيضاء
والحريّة بالنّسبة للأرض
هي تعدّد الزّوجات
و كلّ واحد حرّ فيما يختار
التّعدّد هنا على الأرض
والحبّ الواحد الّذي لا شريك له
في السّماء
السيّد المسيح قبل موته قال
الرّجل والمرأة واحد
هي خلقت منه وهو خلق منها
كما يخلق الماء من الضّوء
والضّوء من الماء
جبريل هو السيّد المسيح
وهو عنوان الحريّة
والرّسول هو عنوان الملكيّة
هما الإثنين أحياء على هذه الأرض
لأجل الأخطاء
المسيح لا يقدر على الزّواج
لأنّه مريض
والرّسول لا يقدر على تعدّد الزّوجات
لأنّه مريض
المهمّ المجتمع كلّه مريض
وهما الإثنين برنامج الدّواء
يوم الفرح هو اليوم الّّذي يري فيه النّاس
زوج حمام على صورة الإلاه الكامل
والجمال الكامل والبهاء الكامل
في السّماء
وزوج إنسان على صورة
الكمال العقلى والشّعوري والجنسي
فيكون بذلك الأمن في الأرض
والحلم في السّماء
ما عدا ذلك نحن في الغابة وحوش
نأكل بعضنا البعض
ونقتل بعضنا البعض
فبالحبّ خلقت هذه الحياة
لأجل السّعادة والحياة والحريّة
ولا لأجل الموت
أحبّ الحياة كما لا يحبّ الحياة أحد
أحبّ الرّجل العقل والشّعور
فهل يقدر العقل أن يرجع أنثي وذكر صغيرين
مثلما تفعل الشّمس مع القمر
وهل يقدر الشّعور
أن يمنحهما أجنحة مثلما يفعل
البحر للعصافير
لأنّ الإنسان بصفة عامّة لا يحبّ العجز
ولا يحبّ السّجن
فما جدوي العقل وما جدوي الشّعور
الذّي يحلم بالحرب والموت
والفناء ولا يحلم بالسّعادة والحياة والحريّة
الشّمس وحدها قادرة أن تحوّل الكهل صغير
والبحر وحده قادر أن يمنح الأجنحة للعصافير
فنحن جميعا من ضوء وماء
ولنا حريّة التّراب أو الهواء


لن تنتهي الحرب

لن تنتهي الحرب ما دام الحقّ
تتنازع عليه الملائكة والشّياطين

أدافع على اللّذين أغتصبت حقوقهمم ،
كما أنّي لا أعادي هؤلاء اللّذين أحاربهم

الضّيف يقول لنا لا تلوموا الضحيّة
لا تلوموا من دمه وألمه لم يجفّفه اللّيل
الضّيف حصان تركته الأغاني
ينام فوق الرّيش والعود كالغريب

نزل لكوخنا من المنار لكي يستريح
الضّيف له حقّ مسلوب
وحقّه في المال كثير كثير

الحلم جاء يحمله بين يديه
برنامج دواء وتاجه فالننتصر

الضّيف يحمل هويّنه الأولي
ومعدنه الصّقيل

مقدّس ما قدّمه من عمل
فهو يعرف ما يقول
وماذا يفعل
تضع السّماء على جسده مرض
وجدت نفسي في مرضه كطائر كسير
هو الألم والجنون
وأنا خلقت من جنونه وآلامه
هو المسافر وأنا السّبيل
حديثه إرجاع الحقوق لأصحابها
فعن طريق الحقّ يولد الوقت الجميل
رأيت الدّواء خلف أصابعه
رأيت المساواة والحريّة خلف
الرّيش والعود

رأيت السّماء تنفتح على الصّحراء
لتري حديقتها وحقيقتها على وجه السّراب

لا تقولوا مات لذاك الرّجل المريض
لا تقولوا مات لذاك الفرعون الفقير
لا المرض عيب فيه ولا الفقر
فالخبز على وجهه قمحيّا كالسّحاب
جاء لأجل الحمام والسّلام
وكأس حزنه إمتلات
وأصبحت تفيض فوق الرّخام

تطيل الأمّ ليلها لتحرسه
فهو لا يزال يعاني من الأوجاع والآلام
فقد ورث عن أبيه الألم والعذاب
ويقول الأب لإبنه
كن قويّا يا إبني لكي تصعد
غدا ربّما الماء يصبح خمرا
والحبّ يصبح خبز الحياة
والكلام عن الحبّ والعشق
يصبح كالقمح والشّعير الوفير

فعلى شجر الزّيتون
صلب أباك على الشّوك

والشوك والزّيتون
بقي يؤنس البيت إذا غاب سكّانها

لا تخف يا إبني ...
لا تخف من الرّصاص والطّائرات

فحين غذّبوا أباك سامره لمعان الزمرّد
من زيت الزّيتون فوق الماء
ومن الصّحراء لمعت روحه
مثل ضياء ثمر النّخيل

فأصبح أباك شمسا وقمرا مضيء
لأنّه كان بريئ لأنّه كان بريئ
برنامج الدّواء يا إبني
ثمنه ميم السّماء والأرض
وميم السّماء والأرض
ضوئين
ثمنهما كبير كبير

mardi 8 juin 2010

حدائق المنفي

أمام العيون عبادة ومنفي
نهار وليل
فأشهد أنّهما نور
الحريّة والملكيّة

لا تنسي
ربّما نسي الأوائل
وصف بيضتين في المنحدر
يصنعان البشر
ربّما نسي الأوائل وصف حلمتين
هما زوج حمام
نائمين
فوق رحم الشّجر
وقال البدر
لقد إنكسرت
وقلت يا بدر لأنّك كسّرتها
وقال البدر لقد تألّمت
وقلت يا بدر لأنّك ألّمتها
وقال البدر لقد خدعت
وقلت يا بدر لأنّك خدعتها
وقال البدر لقد إحترقت
وقلت يا بدر لأنّك
سجنتها في الأبيض والأسود
وهي قوس قزح
وأبكيتها وهي عاشقة للفرح
يا بدر من يضع
البيض في الأعشاش والأرحام
أنت أم هي؟

يا بدر من يرعي البيض
من يحبل ومن يلد ويرضع
أنت أم هي؟
يا بدر من يسهر ولا ينام
من يرسل الضّوء والأحلام
أنت أم هي ؟
من رحمها يحيض كلّ شهر
بالدّماء حبّا في الأبناء
أنت أم هي
من تقبل الإبن في الرّحم
من تضع أصابع العقل والشّعور
لكي تردّه لأنّ رحمها لا يقبل
إلاّ الصّدق والوفاء
أنت أم هي؟
هل رسمتها بلا خطأ
هل فهمت قصد حبّها
كيف تحلم بالطّيران بدونها
كيف تحلم أن تأخذ هذا الهواء
وهذا التّراب بدونها
فكّر وحدك وأنظر ماذا يجري أمامك
فمن البيض كلام الضّوء
والحبّ المقدّس
المحبّة والسّلام عالية وبعيدة
والحمام ينام في سرير الإنتحار
والخوف والمقت والإنكسار
لا تعتذر أيّها الذّكر
عمّا فعلت بالبيضتين
ما معني بيضتين في المنحدر
لعلّهما العقل والشّعور
لعلّهما أنثي وذكر
من سبب العذاب ؟ من سبب الشّقاء
لا تعتذري أيّتها الأنثي
عمّا تفعلين بالحلمتين
الحرّة تجوع ولا تأكل من ثديها
البيض حارم بلا ضوء الحبّ
والحليب معلّب وقارس بلا برق
العشق
البيض ملقّح بضوء المال والسّلطة
وليس بضوء الحبّ والعشق
والحليب ملقّح بضوء
الكذب والخيانة
وليس بضوء الصّدق والوفاء
أنت الضّحيّة أم هي؟
لنفرض أنّك غبيّ وهي غبيّة
فالهدف واحد
هذا التّراب هو النّشيد
وهو أغنية الملكيّة
هذا الهواء هو النّشيد
وهو أغنية الحريّة
ليس من حقّك كرجل
أن تفكّر في التّراب والمال
بدونها هي
ليس من حقّك أن تفكّر
في الهواء والحريّة
بدونها هي
ليس من حقّك أن تفكّر في نفسك
وتعدمها من حياتك أو تعتبرها
بلا معني
أنت لا شيئ بدونها هي
أنت العدم والموت والألم
بدونها هي
ليس لك حريّة لا في الأرض
و لا في السّماء
في منام الحبيبة كن صحراء
من الأموال
في منام الحبيب
كوني إمرأة قمّة في الجمال
إنّها الملكيّة
في منام الحبيبة كن بحرا
من الحبّ والعطاء
في منام الحبيب كوني
حمامة وفيّة
إنّها الحريّة
أبكي أو أضحك
البكاء والضّحك
هما الملكيّة والحريّة
ولك الحريّة الكاملة
أن تختار
بين اللّيل وبين النّهار
أمّا أنا فإنّي أنشد
التّوازن بين
بين الصّحراء والبحر
بين المال والدّموع
بين الملكيّة والحريّة
عاصفة هذا المال لا يرحم
عاصفة هذه الدّموع
نعيشها كلّ يوم
ملوّثة بالدّم والنّفط
كفي من الحرب
الأرض في حاجة للحبّ والحقّ
والسّماء في حاجة للحريّة
الأرض في حاجة لكلّ إنسان
والسّماء في حاجة لكلّ
زوج حمام
كفي من النّار
كفي من الدّموع
فنحن نحترق كالشّموع
ونغرق
هل هان الحبّ والعشق
هل هان الإنسان
أمام شيطان المال والسّلطة والقوّة
الّذي لا يفرض إلاّ الخوف والرّعب
صار النّاس بأحكام المال
كارهين بعضهم البعض
خائفين من بعضهم البعض
إنّ عقاب السّماء شديد
فهي منتبهة جدّا لكلّ ما يجري
على وجه الأرض
فالكلمة التّي تخرج من الإنسان
لا تموت
الإنسان في حاجة لأرض بلا قيود
وسماء بلا حدود
الأرض كلّها للإنسان وطن واحد
لكنّ الموانع عديدة ومتعدّدة
لأنّ الإنسان يعشق ليل الملكيّة
وظلم الملكيّة وشراسة الملكيّة
الميزان مختلّ بسبب المال
الإنسان يعيش في قمّة الفقر
وقمّة الغني
قمّة الدّموع وقمّة الإلتهاب
على الثّروة الماليّة
بين الإغتصاب والغصب
بين الخوف والقوّة
لكنّ المخلوق لا يملك شيئا مع الخالق
والموت حكمة ودرس للبشر
القمر يطلع وينير لأجل المساواة
بين البشر
القمر هو إلاه الموت
الشّمس تطلع وتنير لأجل الحريّة
والحقّ والحياة الأبديّة
الأرض تنشد حبيبين
والسّماء تنشد عشيقين
ومن لا يؤمن بالحبّ والعشق
هل يؤمن بالنّار
النّار هنا
والطّين هنا
والماء هنا
والكلمة هنا
والحيوانات موجودة
بكلّ الأشكال
وما على الإنسان
إلاّ أن يعرف ما معني حبّ المال
وما معني حبّ البنون

samedi 5 juin 2010

العمل هو العبادة

لا تعبدوا المخلوق بل أعبدوا الخالق
لا تعبدوا من هم في القبور أو القصور
بل أعبدوا خالق الشّجرة والعصفور
لا تعبدوا الّذين يأخذون ويعطون بالحساب
بل أعبدوا الحبّ
الّذي يأخذ ويعطي بغير حساب
لا تعبدوا الحبّ الّذي يموت
بل أعبدوا الحبّ
الّذي يحوّل اللّيل إلى نهار
والنّهار إلى ليل
والموت إلى حياة
والحياة إلى موت
ولا يموت
لا تعبدوا البشر
بل أعبدوا مانح الضّوء والمطر
أعبدوا من كلّ يوم
تمسح أخطاء الماضي
وتغسلها بالدّموع
خوفا ورحمة بالشّموع
أعبدوا العمل
الّذي تصنعه الأصابع العشرة
وتقدّمه للآخرين
أعبدوا الكلمة الّتي تخرجها
الرّوح من لسانكم
لتتكلّم مع الآخرين
أعبدوا العقل والشّعور
كأنّهما العينين
العمل هو العبادة للعباد
كلّ شيئ في هذه الدّنيا زرع وحصاد
من عمل مثقال ذرّة خيرا يره
ومن عمل مثقال ذرّة شرّا يره
وأخطاء البشر بلغت حدّ الجنون
كلّ البشر مخطئون
لكنّ الأخطاء لها درجات
كلّ البشر يعملون
لكن هذه الأعمال لها محاسن
ولها سيّئات
كلّ البشر لهم قلوب وعقول
لكن كلّ واحد له ما يفعل وما يقول
لا تعبدوا المال والبشر والحجر
بل أعبدوا مانح الضّوء والمطر
الشّجر يقول الحقّ
لا فرق بين ورق وورق
الشّجر يدعوا البشر
لخلق الزّهور وخلق الثّمر
سيّد الشّجر عصفورة وعصفور
هل يا تري
بالعقل يحلّق العصافير في السّماء
أم بالحبّ والشّعور
نحن نعيش بشجرة مكسّرة
وعصفور مكسّر
العقل حرّم الحبّ
حرّم الحقّ والحريّة
ولم يحلّل
إلاّ الإستغلال والموت والعبوديّة
العقل قطّع أغصان الشّجرة
وجعلها أجناس وملل
أدخلنا هذا العقل لعوالم الحرب
وحرّم علينا نور الحبّ
أدخلنا لعوالم الظّلم
وحرّم علينا نور الحقّ
أدخلنا لعوالم الخريف والزّمهرير
وحرّم علينا نسيم الرّبيع
أدخلنا لعوالم السجن والقهر والإستبداد
وحرّم علينا نور المساواة والحريّة
بدون مساواة لن تكون حريّة
وبدون شجرة مثمرة
لن تكون في السّماء عصافير ولا حريّة
العمل هو العبادة
ولكلّ عمل في النّهار
له جزاء في اللّيل
ولكلّ عمل في الحياة
له جزاء في الموت
نحن كلّنا بشر مخطئون
نرنوا للسّعادة والكمال
فقهر الموت إلاّ بالمساواة
وقهر الظّلم إلاّ بنور الحقّ
وقهر الخوف إلاّ بنور الحبّ
وقهر السّجن إلاّ بنور الحريّة
فالنقهر في نفوسنا الكذب
لنكون صادقين
والنقهر الخيانة لنكون أوفياء
والنقهر الشّر والأنانيّة
لنكون عاشقين للحياة الأبديّة والخلود
في اللأرض والسّماء
إسألوا ماذا تقّدم أصابعكم العشرة للأخر
الموت أم الحياة؟
إسألوا ماذا يقدّم العقل والشّعور لللأخر
الموت أم الحياة؟
إسألوا ماذا تقدّم الكلمة للأخر
الموت أم الحياة
من يعمل لأجل الموت له الموت
ومن يعمل لأجل الحياة له الحياة


vendredi 4 juin 2010

الحقيقة العارية

يا أمّ الأحباب تعرّي
وقولي الحقيقة
لا تخجلي بالأنوثة
لا تخجلي بالخصوبة
لا تخجلي بالنّعمة
لا تبقي وراء الضّباب والسّحب
وراء الحجب العتيقة
ماذا يقول الجسد فيك
ماذا يقول
يقول أنّك سيّدة الفصول
والحقول
نصفك اللأسفل قمح
والقمح زرع وحصاد
للقلوب والعقول
نصفك اللأعلي حليب
والحليب كلمة والكلمة حريّة
للعقول والقلوب
نصفك الأسفل أمّي ليس عورة
وصوتك الحنون الرّقيق ليس عورة
من أنت؟ أنت الخبز والحريّة
لماذا الخجل؟
لماذا الأمّ تهان والإبن يصبح
على حسابها بطل
يصلب هذا الإبن وهذه الإبنة
للشّقاء والعذاب
ويصلب معهما الأمل
لأنّهما لا يفهمان معاني
الخبز والحريّة
الخبز نحضره على النّار
والحريّة نأخذها بالنّار
لا يمكننا أن نسقي القمح بالملح والماء
إلاّ حين نحرقه بالنّار لكي نأكله
نحن نحرق الحبّ بالنّار ثمّ نأكله
نحرق الحريّة بالنّار
نحرق الحقّ بالنّار
الحبّ صدق وليس كذب
وفاء وليس خيانة
والحريّة لا تعني الزّناء
والحقّ لا يعني الظّلم
القمح يسقي بماء السّحاب
لا ضباب لا نقاب
والذّي يروي الحبّ
هي كلمة الحبّ الصّادقة
يا أحباب
الحريّة لا تكون إلاّ بحبّ صادق
لكن خبزنا محروق فوق النّار
وماءنا مع الأسف مالح
نعيش كالحيوانات نأكل القشّ
نكذب ، نغدر، نخون
ونفعل بالحبّ ما تفعله الحيوانات
الحبّ ليس له عقل ولا شعور
الحبّ عندنا معناه الغريزة
أمّي العزيزة
أنت الغربال
وأنت ما لا يخطر على البال
أنت أنثي أغرب من الخيال
القمح لنا معاش
والحبّ لنا فراش
والكلمة لنا نقاش
القمح نعمة
والحليب نعمة
والحبّ إمّا عشق وصدق
وإمّا نقمة
أمّي أنت كلّ ما تقوله الحقول
والفصول والأشعار والبحور
أنت العشق، أنت البرق
أنت الضّياء
وأنت الصّدق والوفاء
النّاس فهموا جسدك وحبّك
مجرّد شهوة جنسيّة
عابرة
فكانت الشّجرة بلا عصافير
وبلا حريّة
وحياتنا أيضا
أصبحت بلا معني مجرّد
شهوة عابرة في السّجن
والعبوديّة
فحليب العصافير
ثمنه موت لأجلك
فنحن لا نفهم الحبّ
و لا نفهم العشق
نحن حيوانات عند ربّهم يرزقون
نأكل الخبز واللّحم على النّار
ونسأل هل نحن فعلا خلقنا أحرار
الذّكور صوّروا لنا المرأة
إغراء وزناء ودعارة
وحجبوا عليها ضوء الشّمس
ودفنوها حيّة وراء الحجب والحجر
فكان الحجاب الأسود على مبدعيه أسود
والحجاب الأبيض على مبدعيه
برد قارس وثلوج
فهذا موت وذاك موت
الإنسان شرقا وغربا في الموت
يعيش كالأعمي عيناه حفر بلا معني
أمّي رفقا بالإنسان
الماء سيغرّقنا
والنّفط سيخنقنا، سيحرقنا
أنت الرّحم وأنت الرّحيمة
كفر من كذب عليك شمسا
كفر من خانك أرضا
كفر من إحتقرك وأحطّ
من شأنك إمرأة
جنّتهم هي أن يعترفون بك
حقّا وحبّا وحريّة
الحرّ أمّي من يسقي الحبّ
بالماء الصّادق
والعبد من يسقي الحبّ
بالماء الكاذب
كم هو سهل أن نقول نحبّ
وكم هو صعب أن نسأل أنفسنا
ماذا نحبّ
كلّ أعمالنا بالحبّ
لكن أين هو هذا الحبّ
أصلّي أمّي أمام هذا الرّحم
الّذي منحني بالألم الشّديد
والصّبر الكبير
العقل والشّعور
لكي أزرع وأحصد
والكلمة لكي أزرع بها وأحصد
والأصابع العشرة
لكي أزرع بهم وأحصد
أصلّي أمّي لأجل الميم
بحرا وصحراء
زيتون ونخيل
سماء وأرض
أشكرك لأجل الهدم والبناء
لأجل الكسر والشّفاء
لأجل النّار والمطر
لأجل الحزن والفرح
لأجل قوس قزح
الميم هما أصدقائي الأعزّاء
لا أثق إلاّ بهما
ولا أشعر بالتّوازن والرّاحة
إلاّ معهما
هما العقل والشّعور
هما عيناي الّتي بهما أري
هما اليمين واليسار
هما السّياسة والفنّ
هما ثنائيّة الخلق والحقّ
ثنائيّة اللّيل والنّهار
ثنائيّة الشّجرة والعصفور
ثنائيّة المساواة والحريّة
هما البداية والنّهاية
هما الأليف والياء
هما التّراب والهواء
هما الجنّة الّتي تجري من تحتها الأنهار
هما جنّة العصافير الأحرار
هما جنّة المال والكمال
بدونهما أنا لا شيئ
بدونهما أنا عمياء
في الضّياع والعياء
أصلّي أمّي من الصّباح حتّي المساء
وأطلب منك المغفرة والتّسامح لكلّ
اللأحباب والأصدقاء
وأرجو أن تكون الخاتمة مثل الفاتحة
مسكا وعنبر
حبّك رحمان رحيم
حبّك نعمة أمّي
وليس نقمة
حبّك هو الأمن والسّلام في اللأرض
والحريّة والجمال في السّماء
حبّك شهد أيّتها العاشقة الشّهيدة
حبّك حقّ أيّتها العادلة
حبّك حريّة أيّتها الحرّة
عشت لنا ضوءا
ينير لنا مسيرتنا القادمة
ضوء حبّك كلّ يوم يمحي سواد الماضي
وأخطاء الماضي وأحزان الماضي
لأجل ذلك تستقبلك العصافير
بالأناشيد لأنّك رحيمة
لكنّنا لا ننتبه ولا نفكّر إلاّ في الخبر
المحروق والحريّة المحروقة
والحقّ المحروق
سامحينا أمّي فنحن أمام حبّك الكبير
أميين متخلّفين أنانيين
لا زلنا في الكهف نائمين
الوقت يجري بنا ونحن تائهين
لا نسعي لأجل المساواة في الأرض
و لا نسعي لأجل الحريّة في السّماء
نحن أجناس مختلفة وأوطان مختلفة
كلّ جنس له كهفه الخاصّ
حيث المرور من كهف إلى كهف
يتطلّب تأشيرة مرور
ومشقّة كبري
نحن نؤمن بالسجن والعبوديّة
فأخنقينا جميعا بالنّفط فماذا سنفعل
مع السّلاطين
هم اللأقوي واللأعنف
ونحن ضعفاء فقراء مساكين
لا نملك لا المال ولا السّلطة





mercredi 2 juin 2010

فلسطين الأرض المحروقة والإنسان المحروق

حبّ واقع بين الأنياب
يعيش العذاب ويصلّي لأجل الأحباب

فلسطين هي قضيّة الأمّ المكرّمة والمقدّسة
والإنسان المكرّم والمقدّس

صامدة كالتّمثال تنظر للأجيال
نساءا ورجال
وهم يرمونها بالنّبال
زيتونة لا تزعزها الرّياح
ونخلة تنظر لحقيقة القلوب
عن بعد
تضيئ علينا كلّ مساء وكلّ صباح
كلّها أحزان وكلّها أفراح
على عودها
صلب ولا يزال يصلب الإنسان

عاشقها يقتل بالنّار لا بل يعبث بالنّار
لأجل القدس تحفر آبار النّفط
والنّفط يباع لأجل المال
والمال مهر الحبيبة

أمّا الغاز فهو لأجل حرقها
هي وأبنائها
تصنع لأجل القدس
أسلحة الدّمار الشّامل

من يشتري الحبيبة بالمال
فلكي يسجنها ويقهرها ويقتلها
ويكويها بالنّار
ويستعمل معها كلّ الأسلحة الفتّاكة
ومن يشتري اللأرض بالمال
فلكي يشرّد ويحرق الأمّهات والأطفال
فلسطين هي قضيّة
بيع وشراء الحبّ والتّراب بالمال

الإنسان يغرق في بحر
من الغاز والدّماء بسبب المال
الإنسان
مصلوب في العذاب
لأنّه لا يفهم الحقّ والحبّ والحريّة
فلاحته هي البيع والشّراء
المرأة تباع وتشتري فهي بظاعة رخيصة
والأرض تباع وتشتري فهي أرض رخيصة
تتشرّد هي وأبنائها الحبّ للمال
تباع هي وسكّانها الحبّ للمال
لا يهمّ لا يهمّ
فالحبّ هو الخيانة والكذب والزّناء
والكلمة الملكة كذلك
فلسطين هي قضيّة المرأة
وليست قضيّة الرّجل

إن باعت المرأة جسدها بالمال
فما على الرّجل

إلاّ أن يقهرها ويسجنها
ويقتلها ويحرقها

وإن باع الأبناء أرضهم بالمال
فما على الإستعمار
إلاّ أن يشرّدهم ويمزّقهم

فلا خير في الّذي يبيع
الجسد الغالي
والحبّ الغالي والتّراب الغالى

ولا خير في الّذي يشتريه
ويقدّره بالمال

سفينة تنطلق تشقّ البحر
تسمّي نفسها الحريّة

والبحر يتلوّث بالنّفط والدّماء
والنّاس كأنّهم في العماء لا يبصرون
كفي... كفي... كفي
سنغرق كلّنا في متاهات
الكذب والخيانة والزّناء

كفي... كفي
كيف الحبّ العظيم
يباع بالمال ويشتري
وكيف التّراب المبارك والمثمر
يباع بالمال ويشتري
الحقّ فوق الجميع
الحبّ فوق الجميع
الحريّة فوق الجميع
ومن لا يموت لأجل هذه الأشياء
فليس له إلاّ
الحيوانيّة والتّوحّش والشّقاء
قضيّة فلسطين تهمّ كلّ زوج
يشرّد ويعذّب ويستغلّ
زوجته وأبنائه لأجل المال
تهمّ كلّ حاكم يبيع الأرض
وقوت الشّعب لأجل المال
قضيّة فلسطين هي قضيّة
كذب أو صدق
خيانة أم وفاء
من تشرف على قضيّة القدس
هي أمّ الإنسان المقدّس
من تشرف على الحبّ المقدّس
هي الرّوح القدس
والرّوح القدس هي الشّمس العذراء
في صورة الأرض العذراء
والمرأة العذراء
الشّرف بالنّسبة لها هو الكلمة
وليس سفك الدّماء
وكلّ إنسان يعرف ماذا فعل بالكلمة
في حقّ الأرض المقدّسة
والإنسان المقدّس
وكلّ إنسان يعرف أنّ الجسد يموت
لكن كلمة الرّوح المقدّسة لا تموت
تبقي تنتظر مولاها إلي أن يفتح مصباح
علاء الدّين مغارة على بابا
تقول الرّوح دموعي لأجل الإنسان
كلّ هذا البحر
وحناني على الإنسان
كلّ ما ترونه من خيرات
فوق الأرض بحرا وبرّا وجوّا
لكن طبع البشر هو الجوع والشّر
ما خلق الإنسان إلاّ لكي
يعيش مكرّم ويموت مقدّس
فعوض القتل والفتك به
قولوا لي
كيف خلق الإنسان الحلم
وبأيّ عذاب ولد
وبأيّ حنان رضع الحليب
لعلّ كلّ ذلك كان بالمال
أو لعلّ السّماء تمطر بالمال
أو لعلّ النّحل حين يصنع الشّهد
يعمل بمقابل المال
أو لأجل المال
الكلام الصّادق شفاء للقلوب
والعسل الحرّ شفاء للعقول
القدس هي عروسة تخضّب
أصابعها العشرة بالدّماء
حزنا على ملوك الشّرق والغرب
اللّذين أوقعوا حبّها المقدّس
في شراك البيع والشّراء
القدس ليست ملكا لأحد
كما الشّمس ليست ملكا لأحد
كما البحر ليس ملكا لأحد
كما الأرض ليست ملكا لأحد
كما الهواء ليس ملكا لأحد
لا المرأة ملكا للرّجل
ولا الرّجل ملكا للمرأة
فالذّي يملك كلّ شيئ هو الحبّ
المقدّس
ولا شيئ غير الحبّ
الإنسان مع الحبّ لا يملك
إلاّ القول والفعل
خطيئتنا أنّنا تصوّرنا الحبّ
ظلم وهو حقّ
تصوّرناه رعد وهو برق
تصوّرناه زواج وهو عشق
تصوّرناه ملكيّة وهو حريّة
تصوّرناه تراب وهو هواء
تصوّرناه نار وهو بحر من الدّموع
تصوّرنا شرف الحبّ الرّوح والدّم
لكنّ شرفه هو الرّوح والكلمة
على أرضنا المباركة
والمقدّسة
هناك مفتاحين
هما الميم
والميم مفتاح الأرض والسّماء
الميم هما الميلاد والمولد
هما أبناء العذراء
فقراء من جهة البحر والصّحراء
من صمود شجر الزّيتون والنّخيل
لا أحد يؤمن في هذه الأيّام بهما
ولا أحد سيري جنّة إلاّ بهما
إسم الأمّ فيهما
له معاني الأرض والسّماء
نباهة السّماء
وبركات الأرض
كي ينتبه الإنسان
لما تعطيه له السّماء من بركات
بدون مقابل
وهو لا يحمد ولا يشكر النّعمة
الجنّة تحت أقدام الأمّهات
والميم نور فوق نور
الميم مفتاح العقول والصّدور
الميم معابد مضيئة
على مرّ العصور
الميم كلمة خالدة في التّاريخ
لم تمت
تنشد الخلود والحريّة
والحياة الأبديّة
تنشد أرضا بلا قيود
وسماء بلا حدود
مفتاح ومفتاح
لأجل مساء مقمر
لأجل نور الصّباح
البحر إنعكاس للصّحراء
الشّمس إنعكاس للقمر
الأرض إنعكاس للسّماء
هل اللّعنة هي ذكرين؟
كلاهما يكره الآخر
هما الإثنين في العذاب
هما الإثنين في الشّقاء
يعتقدان أنّ السّماء أخطأت
فأتّسعت رقعة الخصام بينهما
شرقا وغربا
والضحيّة هي القدس
لأجل القدس أرسلت السّماء
هذين المفتاحين
لتقول للجميع أنّ الذّي مات لأجل الهواء
له الهواء
والّذي مات لأجل التّراب له التّراب
السّماء أرسلت قوس قزح لأجل الفرح
ليكسّر الحبّ بالأبيض والأسود
ويفتح أبواب الحبّ بالألوان
تحت ضوء الشّمس وماء المطر
الحبّ في السّماء والأرض باللألوان
ينشد كمال العقل والشّعور
للإناث والذّكور
فكلّ روح عليها أن تجد الكمال
الرّوحي
في الطّرف الآخر بكلّ حريّة
هذا لا يعني أن نفكّر في الأنثي
مجرّد شهوة جنسيّة
أو جسد لأجل الإستغلال
الأنثي كلمة وروح وجسد وإسم
والذّكر نفس الشّيئ
حبّوا وأعشقوا بعضكم
فما كان الحبّ والعشق حرام
لكن لا تكذبوا ولا تخونوا
بعضكم البعض
تحت ضوء الشّمس
وماء المطر
في مسألة الحبّ لا يجب أن تقودنا
الغرائز والشّهوات
وإنّما الّذي يقودنا هو العقل والشّعور
وبعد الكمال يكون الوصال
فمن القبح يولد الجمال
ومن الملكيّة تولد الحريّة
ومن العقل يولد الشّعور
ومن التّراب تتكوّن الرّياح
ومن السّحاب والضّوء
يولد قوس قزح
ومن الحزن يولد الفرح
ومن الظّلم يولد الضّياء
ومن الضّياء يأتي الخصب
ويغنّي الرّبيع وتنتعش
العقول والقلوب
وتغنّي الطّبيعة لفرحة الحياة
في الأرض والسّماء
عمر الحبّ واحد وراءه صفرين
عمر الحبّ مهما طال قصير
فيكفي من عبادة المال
فالإنسان أيضا جميل
دعكم من الحرب والتّدمير
بالتّجارة وأنظروا للفلاحة
وأنظروا للمجاعات والأمراض
في العالم وغلاء الخبز والماء والضّوء
وأعملوا بالجهد والسّاعد
لأجل المساواة والحريّة
فالشّجرة والعصفور
أجمل من القبر
والحبّ أجمل من الحرب
والقبلة أجمل من القنبلة
والإنسان أجمل من الحيوان
والحياة أجمل من الموت
والضّوء أجمل من الظّلمة
والخبز أجمل من الجوع
والماء أجمل من العطش
والحبّ أجمل من البغض والكره
والرّبيع أجمل من الخريف
والشّتاء أرحم من الصّيف
القدس هي أنت وأنت
وكلّ إنسان على هذه الأرض هو مقدّس
ما دام له العقل والشّعور
والرّوح والكلمة واللأصابع العشرة
من أنتم حتّي تحرموه من حقّه
وحبّه وحريّته في الحياة
إن سألتم عن اللّه أين هو
فهو هذا التّراب الواسع
والماء الواسع
والهواء الواسع
والضّوء الواسع
وروحه وظلّه الكريم
يرافقنا من الأربعة جهات
قريب يسمع دعوة الدّاعي
إذا دعاه
مع الأخيار هو خير
ومع الأشرار هو شرّ
كيفما كلّمته يكلّمك
وكيفما عاملته يعاملك
روح اللّه في كلّ الأشكال الحيّة
هو أوسع من أن يكون إنسان
هو الحبّ العظيم الذّي لا يمكننا
أن نساويه بالمال
أنا أرتعش وأخاف من أصابعي
حين تتحرّك لكي تكتب
وأحتار وأبهت وأشرد في إنسان
يحرّك أصابعه لأجل أن يصنع الموت
بكلّ أشكاله القهريّة ضدّ أخيه الإنسان
لذلك يتحوّل كلّ هذا الوسع وهذا الرّخاء
للأشرار ضيق فهم يضيّقون رزق اللّه
على إخوانهم
فما أوسع رزق اللّه وما أضيق القبر
مربّع واسع جدّا ومربّع ضيّق جدّا
وللإنسان أن يختار
فله عقل وشعور يقدر أن يقول بهما
أنا ربّكم الأعلى وأنتم عبيدي
أفعل بكم ما أريد
رحمة يا إلاهي رحمة بالإنسان
فأنت رحمان رحيم



mardi 1 juin 2010

الخبز والحريّة

أمّي تخبز الخبز على النّار
لتطعمه للأحرار
أمّي تغلّي الماء على النّار
ولا تأخذ من الماء إلاّ البخار
لتسقي به أبنائها الأبرار
أمّي حبلى بفتاة تلبس فستان أزرق
تهدي الأناشيد
لكلّ روح تشتهي أن تحلّق

أمّي حبلي بفتاة
تلبس فستان أبيض مثل الحرير

تهدي الحليب الصّافي للعصافير
أمّي حبلي بفتاة تلبس فستان أحمر
تهدي الدّم الطّاهر
لكلّ روح تطفو مضيئة

فوق ماء البحر
كما تطفو مضيئة نجوم السّماء
الحرّ عند أمّي من يولد من دموع البحر
ولا تستعبده الشّهوات
فهي تراقب الأبناء من الأربعة جهات
أنت تراب أنت ماء
أنت نار أنت هواء
وكلمتك وروحك من أجمل
الشّهادات
عاشق المال عند أمّي
جمل في الصّحراء
يأكل الأشواك ويحمل الأثقال
ويجترّ الافعال
والعابث بالنّساء
هو ديك يصيح خوفا
حين يصافحه الضّياء

من يعشق الحمام
عند أمّي تعطيه حمامة

ومن يعشق الدّجاج تعطيه دجاجات
من يعشق الهواء تعطيه الهواء
ومن يعشق التّراب تمنحه التّراب
أمّي لها كلّ الأسماء وكلّ الصّفات
وكلّ الأشكال وكلّ الآيات
فهي خبز الحياة وماء الحياة
وهي حبّ الحياة وحريّة الحياة
هل تحبّ أن تراها
إغمض عيونك ثمّ فتّح
سيملأ عيونك الضّياء
ستجد العصافير تستقبلها بالنّشيد
فوق الأشجار
حرّة هي وقد خلقتك حرّا
فكيف خلقت لها قوانين الملكيّة
عادلة هي وقد خلقتك بالحقّ
فكيف تعاملها بالأنانيّة
عاشقة هي وقد خلقتك عاشقا
فكيف تعذّبها في حجرتك الزّوجيّة
هل أنت الّذي خلقت الإنسان
كلمة وروح وجسد أم هي
ماذا أنت أمام بحر دموعها هي
أنت شمعة تذوب بدموعها
عاشقة للخبز والحريّة