samedi 26 juin 2010

تري لأجل من أموت

هل أموت لأجل أبي وأدفن في الأرض الأبيّة
هل أموت لأجل أمّي وأحرق كالضحيّة
لماذا خلقت، لمادا أموت، لماذا بعثت حيّة
هل أدفن لأجل أبي في التّراب
هل أحرق لأجل أمّي بنار العذاب
في كلتا الحالتين أشعر أنّي أنثي غير مرغوب فيّ
أقول كلمتي ثمّ أموت كيفما أموت
غرقا أو حرقا أو خنقا
أقول أنّ روحي تشتهي أن تموت لأجل
الحقّ والحبّ والحريّة
فمن يا تري يقدر أن يجعلني
في التّراب حوريّة وفي الماء سمكة ذهبيّة
وفي الهواء حمامة الحريّة
أنا إبنة الكلمة والرّوح
أنا إبنة الشّمس الوفيّة
أن إبنة الأرض الأبيّة
علّمني أبي أنّ جسدي بيده
علّمتني أمّي أنّ روحي بيدها هي
أبي فلاّح يعشق الشّمس والمطر
والأرض والشّجر
و أمّي هي الكلمة الملكة
وإن تحوّلنا من حال إلى حال
فلا تحوّلنا إلاّ هي
تحوّل القمح لأجل الخبز دقيق
والزّيتون لأجل الشّعور بريق
هي الكلمة الحرّة
فلا تحبل من الهواء أنثي إلاّ هي
كلمة الإنسان حرّة كالبخار
تتشكّل في رحم البحار
الكلمة مرآة
الحلم مرآة
الماء مرآة
فإن أردنا أن نكون فلا نكون إلاّ بها هي
من الكلمة والرّوح والأصابع العشرة
الولادة الحقيقيّة
من الحقّ والحبّ والحريّة
ولادة الإنسان الحقيقيّة
من البحر يلبس الإنسان ملابسه
المستقبليّة
السّجن أوالحريّة
أموت كيفما أموت ما دمت
لا أملك مع الكلمة شيئا
فلباسي الجديد تسهر أن تفصّله لي هي
أنا لا أثق إلاّ في فنّها وذوقها هي
فمهما كبرت في العمر تقدر أن تجعلني صغيرة
ومهما تفاخرت بالثّروة الماليّة تقدر أن تجعلني فقيرة
ومهما قلت أنّتي الأحسن والأجمل
تفدر أن تجعلني حقيرة
ماذا أنا أمام قدرتها هي
ماذا أنا أمام فنّها وحبّها هي
أنا لا شيئ أمامها هي
فهذه الحرّة تحلم برجل حرّ وإمرأة حرّة
بفقير وفقيرة
ولا يعنيها الأمير والأميرة
لا يهمّها سكّان القصور
فهي تعشق من يفهمون الشّجرة والعصفور
تحلم بصدق الكلمة والرّوح
تحلم بالمساواة والحريّة
ولا يعنيها المكياج والمظاهر الخارجيّة
لأنّ الحريّة ليست الملكيّة
لأنّ العشق ليس الزّواج
لأنّ الهواء ليس التّراب
لأنّ الحبّ ليس المال
هي الشّمس وهي القمر
هي الجسد وهي الطّل
هي الأنثي وهي الذّكر
هي الشّجرة وهي الثمر
هي مانحة العقل والشّعور
هي من تعطّر روائح الورد والزّهور
هي الكلمة لكلّ إنسان مغرور
هي الصّباح المضيئ وشدو العصفور
هي الخير، هي العطاء
هي المطر، هي الضّياء
هي القمح والشّعير
لكلّ فقيرة وكلّ فقير
أموت لأجل الّحقّ والحبّ والحريّة
الحقّ شجرة وجنّة تجري من تحتها اللأنهار
والحبّ حريّة وحياة أبديّة
خلقنا من الحبّ والكلمة نموت
لأجل الحبّ والكلمة ونبعث
لأجل الحقّ والحبّ والحريّة
فهل نحن الأن أحياء
أم نحن في رحم الوجود نفكّر كيف سنولد
عن طريق الموت أحرار أم عبيد
لأنّ الموت هو المساواة والحريّة
والحياة كلّها ظلم وعبوديّة
لكي نحقّق المساواة علينا أن نتألّم ونموت
لكي نحقّق الحريّة نفس الشّيء
لذلك صلب الإنسان وتألّم على عود الشّجر
لأجل المساواة والحريّة
فلا بدّ إذا لهذه الشّمس وهذا البحر
أن يخلقا من الحبّ ذكرا وأنثي
الذّكر دينه الحقّ
والأنثي دينها الحريّة
كلّ واحد منهما مات لأجل الآخر
هي ماتت ودفنت حيّة لأجل الحقّ والعشق
وهو تألّم ومات لأجل الحريّة والحياة الأبديّة
تري من هما ؟
هما ثنائيّة الماء والضّوء
العقل والشّعور

Aucun commentaire: