lundi 28 juin 2010

المهاجر

هو إنسان لا يقول الحقيقة
يرتدي قميص الشّقاء الأزرق
مبعثر ينظر للأعراف للسّعداء
وهم يداعبون الكلاب
والقطط
ويشربون الشّمبانيا ويسبحون
في الزّبد المعطّر
بعرق جبين المحرومين والأشقياء
إنسان ليس من حقّه أن يرتاح
يغسل الصّحون ، يكنس، يبني،
ويقوم بكلّ الأعمال الشّاقة
ويلهث ليل ونهار ولا يبالي
أعطه يا من لجأ إليك
أعطه يداك لكي ينتصر
لقد جائك حالما بالفرح
أنا لا أعرف هذا الغريب
لقد جائني مطأطئ الرّأس
من هو ؟
هو إنسان لا أكثر ولا أقلّ
وأين عاش وكيف عاش
عاش في الصّحراء
عيشة الزّعاف
والجفاف
أيّاما عجاف
جين يريد أن يتكلّم
من شدّة القهر يخاف
ما إسمه؟
يلمع في إسمه كلّ المشرّدين الزّاحفين
من الصّحراء مثله
ربّما هو كاتب، أو معلّم أو لاجئ
أو فلاّح أو عامل يومي بالأجر أو بدون أجر
الأكيد الأكيد أنّه إنسان يحلم
بالحريّة والحريّات
وليس بالحوريّات كما يقولون
إشربي كأس نبيذك بعرق جبينه
محكوم عليه أن يمشي حافيا على الشّوك
كي تكبر في إسمه الخيبة والمرارة
أكثر وأكثر
لكي يكبر في الخيبة ضحيّة
مثل الحقيقة ضحيّة
جادبيّة الحريّة وحقوق الإنسان
تستهويه دون أن ينتبه
إشربي يا من لجأ إليك هاربا
من وجع الحياة
فالجراح منك لا تزال تنزف حيّة
ماذا فعلتم بنا؟
أفلا تذكرون
ألسنا بشر مثلكم نربّي الأمل
ونحلم حتّي وإن كنّا عاطلون عن العمل
الأحبّة هاجروا وهاجر العقل معهم
يبنون لكم عالمكم السّحري
الأحبّة تغيّر لهم نوع السّلاح
لكنّ الجراح هي الجراح
حيث السّلام المستحيل والرّاحة المستحيلة
أمّهم من تحت الأنقاظ في الصّحراء تناديهم
لقد باعت لأجلهم خلخالها الذّهبيّ
ومليتها الحمراء
أمّهم عاشت وماتت لأجلهم فى الفقر والعياء
وأوصتهم ألاّ يصدّقوا إمرأة أخري سواها
صحرائها خلف أصابعم لتري نور الجنّة
هل نسيتها يا إبنها
هل نسيت الخبز من يديها في الصّباح
ساخنا بزيت الزّيتون
هل نسيت عنب الدّوالي
هل نسيت النّخلة وعرجون دقلة النّور
كيف إنفصلت منه كيف سرت إلي إمرأة أخري
ترتعش حين تقبّل يديك
فمهما كانت حنونة عليك
فيديها لا تطرّز ريشك
ولا تمنحك الأمان والحنان
والمال منها مسامير للحمير والأبقار
هي ترتّب بيتها من شغلك اليدوي
هي تستغلّك لأنّك في نظرها بدويّ
شرابها الأسود من عرق جبينك
تشنقك فوق الجدار
وتجعل أحلامك
مجرّد جادبيّة أنثي تراودك
في الطّريق العام
لك سرّك وفنّك وفرحك وحزنك
الّذي ولد معك وعاش فيك
أيّها المهاجر الغريب
حين تتذكّره تأخذك رغبة في البكاء
لماذا تكذب على من كانت تحرسك
وتدفّيك بدمعها وشقائها
وتجري وراء الّتي كانت تسلبك الأكل والغطاء
وتقتلك من الصّباح حتّي المساء
شاحبة الوجه أمّك أيّها المهاجر كالصّحراء
عطشانة للعمل والحبّ الكبير
مكتوب عليك أن تمشي حافيا على الشّوك مثلها
فأنت ضحيّة مثل الحقيقة ضحيّة
تكفر بالنّعمة وتحنّ للنّقمة
تكفر بالإستقلال والحبّ
وتؤمن بالإستغلال والحرب


Aucun commentaire: