dimanche 13 juin 2010

فناجين قهوتنا

الصّباح قهوة حليب أو بنّ
ونحن ضيوفا على الأبديّة
فلو أخذنا الحياة لنصنع منها قهوة
سنقول أنّ الحياة كلمة حليبيّة
تفيض وتقول
إنّي أكره الإعتقال وأكره الجروح
وأكره الغشّ وأحبّ التجدّد
كلمة بنّ سوداء
تفيض بها حياتنا
بالأحزان والأشجان
في صباح العشق
الكلمة حليب مشبّعة بالخصوبة
مشبّعة بالرّطوبة يعيش
بها الإنسان معافي
في صباح العشق ينتهي الإحتلال القديم
ونتحرّر من حكمة الكلمة القاتلة
فكلّ ما فعلناه بالأمس
أنّنا شربنا الحبّ العكر والماء العكر
وصنعنا في السّماء دخان أسود
هذه الكلمة عبثنا بها وهذا الهواء لوثّناه
صلبنا الحبّ والكلمة
فصار الماء يبكي علينا حزين
الحبّ أخذنا للموت
الحبّ أخذنا للخوف
الحبّ أخذنا للجحيم
لأنّنا إمتلكناه كالنّهر
وجعلناه مستنقع
يصنع الدّود والحشرات
صارت الكلمة في المستنقع
تكسّر الوجدان الإنساني
الضّوء يكشف لنا صفاء الماء حين يتجدّد
الضّوء يجعلنا نحملق في المستنقعات
الّتي تندلع فيها الحروب
الصّباح أوقفني وجعلني
أقطف وردة حمراء وأخري بيضاء
الكلمة في الملكيّة حرب وإنتقام
الكلمة في الحريّة حبّ وسلام
خسارة حين ظلمنا الحبّ وألف خسارة
خسارة حين إمتلكنا
الحبّ وألف ألف خسارة
الماء يسيل من ضرع الحجارة
ولا يسيل من العيون
الحبّ هو أساس الحياة
والكلمة أركانه الأربعة
فحين تصبح الكلمة بين إثنين رعد
يلمع ضوء الحبّ
ليقول لنا حذاري
الماء تعكّر تعكّر
والكلمة بينكما أصبحت مدمّرة
للمشاعر والأحاسيس
الماء يحتاج للتّغيير والكلمة كذلك
والحبّ كذلك
الكلمة غذاء الرّوح
وهي مرآتنا الدّاخليّة حين نتكلّم
الكلمة تنشد بها العصافير
وتجري وتتجدّد بها السّواقي والأنهار
وتورق وتزهر وتثمر بها اللأشجار
منها الخصب ومنها الخير ومنها العطاء
وهي أساس تكوّن الإنسان وتربيته
نحتاج للتّشمّس في هذا الزّحام وهذا التّكاثر
وهذا الدّمار وهذا السّجن
ونحتاج أن نتأمّل أجسادنا
كيف انّ الطّبيعة
منحت للذّكر بويضتين
ومنحت للأنثي حلمتين
أو ثديين
يعني ذلك الخلف ذكر وأنثي
ال " أنا " في المثنّي
طوبي لنا سرنا نتناسل كالزّواحف
ونلهث جائعين
ولا أحد رجع من الموت كما نعرفه
كلّ شيء بعد الموت يتغيّر
ولا نعرف إلى ماذا قد تغيّر
وعوض أن نبحث عن الخبز والماء
نهرب للحرب كالمجانين
إلى أين تأخذنا يا حبّ
يا سيّد السّلاطين
وهل سوف ننجوا من التّراب والعذاب
ليس لإسمي بعد ريش ولا عود
لأشرب قهوة الحليب الصّباحيّة
القهوة أشربها سوداء داكنة برائحة التّبغ
النّاس يمرّون أمامي موتي
بلا إحساس وبلا مشاعر
كأنّهم معادن من حجر أو فحم
موتي يرصدون موتي
موتي يخيفون موتي
إلى أين يا حكّام الشّعوب
إلى سماء مخيفة بالرّصاص والطّائرات
إن سقطت في الموت فأنّي أعرف أنّي
سأسقط في صدر ورحم أمّي
لكي ينتصر القمح على الرّصاص
والمحراث على الدّبّابة
والبرق على غلاء الكهرباء
والماء على غلاء الغاز
وغلاء الحبّ على غلاء الحرب
من هنا تتبخّر أجسادنا جميعا
والكلمة تصعد حرّة للسّماء في الفضاء تتلألأ
مثل أرواحنا نجمة نجمة كالنّشيد
أنا لا أحمل في هذا الجسد المريض
إلاّ تمثال حريّة لا يردّ التّحيّة
لكن سأرجع مع اللأصدقاء لأجل التّراب
ضوءا وهواء وماء

Aucun commentaire: