mercredi 30 juin 2010

القدر

القدر يغلي والمناصب ثلاثة أو أربعة
ونحن نأكل ونجري إلى حيث لا ندري
الزّيت والملح والبصل الحارّ أساس الطّعام
ثمّ اللّحم والخضر والقمح
يأكلنا القدر يأكلنا لحما ويرمينا عظام
إن جعنا نكفر وإن شبعنا نكفر
الأكل منّا يخرج نتن
لا نأخذ بقدر ما نعطي
ولا نعطي بقدر ما نأخذ
الرّوح تعلّمنا عبر اليدين
عبر الأصابع الأربعة
كيف يكون الأخذ بقدر العطاء
والعطاء بقدر الأخذ
لا نتأمّل أيادينا كيف تتحرّك
فنحن في العماء
الإنسان يغلي والمناصب ثلاثة أو أربعة
والقدر يسأله كم هو الثّمن
ثمن ماذا يا قدر؟
ثمن الضّوء والماء والهواء والتّراب
وثمن الإنسان
كلّ تلك الثّروات جعلت لها ثمن
والثمن نارا يغلي بها القدر
القدر قدرك وأنت صانعه
وكلّ ما تضعه في قدرك تجده
خيرا أو شرّ
مال حلال أو مال حرام
عمل مفيد أو عمل مضرّ
لماذا ما تأكله لذيذ أيّها الإنسان
يخرج منك نتن ؟
الجواب بسيط
لأنّك كفرت لأنّك كفرت
بالميزان
لأنّك بعت الطّبيعة والإنسان
وإشتريت الأوثان
فحاسب نفسك ظالم أنت أم مظلوم
الحساب حسابك
وأنت من خلق المال وحسابات المال
فمن ليس له المال لا يحسب ولا يحاسب
العقل والشّعور يقول
ما يأكله البقر والحمير
أكثر بكثير ممّا تأكله العصافير
وما يأخذه أمير أو مدير من أموال
أكثر بكثير ممّا يأخذه عامل فقير
و ما يبذّره الأسياد والأمراء
على الأكل والشّهوات
كثير كثير كثير
العامل يعمل ويعرق والأمير مرتاح
فمن له اللّيل القصير
ومن له اللّيل الطّويل
الشّاقي أو المرتاح
القدر يغلي بنا والمناصب ثلاثة أو أربعة
ونحن نأكل ونجري إلى حيث لا ندري
وكلّ واحد يجري به قدره
ورزقه وفعله وقوله في الحياة
أين وضعت نفسك أيّها الإنسان تجدها
فأنت تعلم مصير الظّالم ومصير المظلوم
وبماذا يحكم على الظّالم
وبماذا يحكم على المظلوم
النّصر والبراءة لمن ينام سعيدا
يري النّور في منامه والأمطار
والرّاحة لمن عمل وكدّ وإجتهد
بضمير من ذهب
فالقضاء لا يكون إلاّ حسب القدر
الإنسان في الميزان
العمل بالحبّ مقابل المال
والقضاء مقابل القدر
والعطاء مقابل الأخذ
والخير مقابل الشرّ
لو وضع الإنسان أعماله في الميزان
سيشعر أنّه حزين أو فرحان
الإنسان يطير في حالة الفرح
وليس من الأحزان
يرتقي الإنسان إذا كانت أعمال الخير
أكثر من أعمال الشرّ
إذا كان العطاء أكثر من الأخذ
يبقي إنسان حين يكون عمل
الخير بقدر عمل الشّر
والعطاء بقدر الأخذ
ويطرد ويسقط حين تكون أعمال الشرّ
تفوق أعمال الخير
والأخذ أكثر من العطاء
الميزان يعيش مع كلّ إنسان
الميزان عقل الإنسان وشعوره
غنيّ أو فقير
أمير أو مأمور
رئيس أو مرؤوس
الميزان في العينين
والإنسان هو الإنسان
وكلّ قطّ في عين أمّه غزال
لا فرق بين البشر
لا فرق بين أوراق الشّجر
إلاّ بما يصنعه الإنسان
لنفسه ولغيره من ثمر



Aucun commentaire: