lundi 14 juin 2010

النّهر هو النّهار

هو النّهر فينا يبشّركم بالرّبيع
كي توقفوا الحرب

هو النّهر يريد أن يمنحكم أجنحة
فلا تشهروا على بعضكم الأسلحة

رجعنا كما يرجع
الضّوء والهواء والماء

أسماء أمّهاتنا تحلّق فوق رؤسنا
مثل طيور الجداول

نبشّركم بالحظارة
لكنّنا ننزف الآن حاضرنا

فأيّام المجد مضت في رماد الأساطير
موتي في المكان نحن
والملح يملّح خشب أبوابنا

أتركوا الحرب لكي نمضي
لوطن الطّيور الحالمة

سربا من البشر العاشقين
أتركوا الحرب كي تفتح لنا الأرض
من المقابر طريقا للسّماء

أتركوا الحرب ومدّوا
الأنابيب للبرق والعشق
لأنابيب الرّعد والكلمة
كي ترضعنا الشّمس حليب الحنين
الحبّ هو النّهر هو النّهار
فأوقفوا المذبحة

ولا توقفوا نهر الحبّ المؤدّية للبحر
فمن البحر نرتدي الأجنحة
لا تجعل يا صاحبي الحبّ في مستنقع
من الماء والكلام الرّديئ
بل قل سأكون في الحبّ نهرا
تحت ضوء النّهار

أتجدّد كلّ يوم
وكلّ شهر وكلّ سنة مع حوريّات البحر
كنهر النّيل علّني أجد حمامة الأبديّة بينهنّ
نهر النّيل كان يتجدّد بحوريّة من حوريّات البحر
لكنّ البحر يأكلهنّ جميعا
لأنّهنّ ناقصات عقل ودين
المرأة الّتي تعاشرك
جثّة بلا إحساس متبادل

لا تسكن معبدها
لك حبّك ولها حبّها
لك ميولاتك ولها ميولاتها
لك دينك ولها دينها
الحبّ إن تحوّل حرب بينكما
يقتلك ويقتلها
والكلمة إن تكسّرت بينكما
تجرحك وتجرحها
والماء إن تلوّث بينكما
يلوّثك ويلوثّها
والنّور إن غاب عنكما
يظلم نفسك ونفسها
كن خفيف الرّوح معها
ولا تجعل الحبّ بينك وبينها
نكسة أو حرب

تطلّ على الهاوية
فالصّخر الّذي تضعه أمام الحبّ
لا يمكن أن يمنع تدفّق النّهر السّريع
نحو البحر
والقفص الّذي تحبس فيه الحمام
لا يمكن أن يمنع ضوء الحبّ في العيون
الحبّ نهر ونهار
الحبّ إلاه ---إه ولا
لتنضج فيكم عظمة
الحبّ والرّوح والكلمة
الحبّ نهر سريع لا يمكن إمتلاكه
نشرب منه
ولا يوقفه ويجدّده
إلاّ الشّمس والبحر
وما يتحكّم فيه هو البرق والرّعد
الرّوح والكلمة
هو البحر والشّمس
يريدان منح الأجنحة
للعاشقين الأحرار
فلماذا يا تري هذه السّماء
أصبحت قويّة الحرارة
غزيرة الأمطار والثّلوج
ولماذا الدّمع الحنون في البحر أصبح
جبّار وقهّار ومخيف
أمّا أن نلتقي في هذا الزّمان الجديد
في بلد واحد مثلما يلتقي الغرباء في الهاوية
لنا ما لنا من أمراض وما لكم من شقاء
فلكي يأخذ كلّ واحد ما يريد
من ذهب الأرض والشّمس
لكي يفهم عشّاق الأرض أنّ البشر سواسية
كأوراق الشّجر
إذا لماذا يواصلون حرب الإبادة
والنّاس تعاني من الفقر والجوع والحرمان
لماذا لهم عود يبكي على المسلمين
الخارجين من الأندلس
ما دامت لهم مع نبيّهم الكريم
حنّة تجري من تحتها الأنهار
وأن يفهم عشّاق الإنسان
لماذا لهم حلم يراودهم حين يأتي المساء
وأن يفهم عشّاق السّماء
لماذا لهم عصافير تنشد للحريّة
من الصّباح حتّي المساء
أمّا أن نلتقي في هذا الزّمان الجديد
من ثلاثة معاني للأمّهات
حليمة ومباركة ونبيهة
فذلك يعني حلم الأرض المباركة بالمساواة
وحلم الشّمس والبحر بالحريّة
الأرض كلّها بركة
أمّا أن نلتقي ثلاثة فقراء في بلد
غنيّ بالقمح والشّعير
وزيت الزّيتون والنّخيل
فذاك لكي نقول
أنّ المال صلب الحقّ وجعله ظلم
وصلب الحبّ وجعله حرب
وصلب الحريّة وجعلها سجن
وقال هذا المال أنا ربّكم الأعلى فأعبدونى
سأرفع الأنذال وأهزم الأبطال
سأسفك الدّماء
المجد للكذب والخيانة والغشّ والنّفاق
وليس للإنسان
المحد للحرب المجد للسّجن المجد للّيل
المجد للموت والتّوحّش والحيوانيّة
المجد للبيع والشّراء
لا أحد يصدّق أنّ اللّه هو الأرض والسّماء
لا أحد يصدّق أنّ اللّه لا يموت
لا أحد يصدّق أنّ الرّسائل السّماويّة
شعورا وعقلا
كانت عن طريق رجال
لماذا برنامج الدّواء
لماذا الرّيش والعود
لماذا
التّاريخ والجغرافيا والسّياسة
لا أحد يصدّق أنّ السيّد المسيح
هو فداء الرّوح والكلمة
هو فداء السّماء
والرّسول هو فداء الرّوح والدّم
هو فداء الأرض
تبكي الخرفان على الإنسان
لا أحد يصدّق أنّ المسيح دمه خمر
ولحمه مرّ مثل الزّيتون
وإنّ الميزان الّذي صلب عليه في عينه
حيث لا أحد يقدر أن يكذب عليه
ثمّ أنّ زيت الزّيتون يلمع فوق الماء
بحيث الغصن الّذي لا يثمر يجب قطعه
والرّوح الّتي لا تلمع كالزّيت
فوق الماء تغرق في البحر
الماء حقّ والعيون ميزان
يتعامل به كلّ إنسان
فليس للأنسان إلآّ ما يحتاج
البشر هو سبب هذا الإختلال الطّبيعي المخيف
يا ناس حبّوا وأعشقوا
الحبّ والعشق بين النّاس اللّه محلّلوا
لكم حريّة مع المسيح في السّماء
ولكم مع الرّسول جنّة تجري من تحتها الأنهار
كيف أصبحتم تبيعون الماء والضّوء بالمال
والماء والضّوء هما نور الحبّ
ونور العيون ونبض العقل والقلب
كيف أصبحتم تبيعون التّراب
ومن التّراب أجسادكم
كيف أصبحتم تبيعون الكلمة بالمال
والكلمة هوائكم وأنفسكم
محمّد هو مفتاح مكّة
محمّد هو مفتاح القدس
مكّة هي الأرض المباركة المكرّمة
القدس هي الشّمس النّبيهة والشّريفة

Aucun commentaire: