mercredi 2 juin 2010

فلسطين الأرض المحروقة والإنسان المحروق

حبّ واقع بين الأنياب
يعيش العذاب ويصلّي لأجل الأحباب

فلسطين هي قضيّة الأمّ المكرّمة والمقدّسة
والإنسان المكرّم والمقدّس

صامدة كالتّمثال تنظر للأجيال
نساءا ورجال
وهم يرمونها بالنّبال
زيتونة لا تزعزها الرّياح
ونخلة تنظر لحقيقة القلوب
عن بعد
تضيئ علينا كلّ مساء وكلّ صباح
كلّها أحزان وكلّها أفراح
على عودها
صلب ولا يزال يصلب الإنسان

عاشقها يقتل بالنّار لا بل يعبث بالنّار
لأجل القدس تحفر آبار النّفط
والنّفط يباع لأجل المال
والمال مهر الحبيبة

أمّا الغاز فهو لأجل حرقها
هي وأبنائها
تصنع لأجل القدس
أسلحة الدّمار الشّامل

من يشتري الحبيبة بالمال
فلكي يسجنها ويقهرها ويقتلها
ويكويها بالنّار
ويستعمل معها كلّ الأسلحة الفتّاكة
ومن يشتري اللأرض بالمال
فلكي يشرّد ويحرق الأمّهات والأطفال
فلسطين هي قضيّة
بيع وشراء الحبّ والتّراب بالمال

الإنسان يغرق في بحر
من الغاز والدّماء بسبب المال
الإنسان
مصلوب في العذاب
لأنّه لا يفهم الحقّ والحبّ والحريّة
فلاحته هي البيع والشّراء
المرأة تباع وتشتري فهي بظاعة رخيصة
والأرض تباع وتشتري فهي أرض رخيصة
تتشرّد هي وأبنائها الحبّ للمال
تباع هي وسكّانها الحبّ للمال
لا يهمّ لا يهمّ
فالحبّ هو الخيانة والكذب والزّناء
والكلمة الملكة كذلك
فلسطين هي قضيّة المرأة
وليست قضيّة الرّجل

إن باعت المرأة جسدها بالمال
فما على الرّجل

إلاّ أن يقهرها ويسجنها
ويقتلها ويحرقها

وإن باع الأبناء أرضهم بالمال
فما على الإستعمار
إلاّ أن يشرّدهم ويمزّقهم

فلا خير في الّذي يبيع
الجسد الغالي
والحبّ الغالي والتّراب الغالى

ولا خير في الّذي يشتريه
ويقدّره بالمال

سفينة تنطلق تشقّ البحر
تسمّي نفسها الحريّة

والبحر يتلوّث بالنّفط والدّماء
والنّاس كأنّهم في العماء لا يبصرون
كفي... كفي... كفي
سنغرق كلّنا في متاهات
الكذب والخيانة والزّناء

كفي... كفي
كيف الحبّ العظيم
يباع بالمال ويشتري
وكيف التّراب المبارك والمثمر
يباع بالمال ويشتري
الحقّ فوق الجميع
الحبّ فوق الجميع
الحريّة فوق الجميع
ومن لا يموت لأجل هذه الأشياء
فليس له إلاّ
الحيوانيّة والتّوحّش والشّقاء
قضيّة فلسطين تهمّ كلّ زوج
يشرّد ويعذّب ويستغلّ
زوجته وأبنائه لأجل المال
تهمّ كلّ حاكم يبيع الأرض
وقوت الشّعب لأجل المال
قضيّة فلسطين هي قضيّة
كذب أو صدق
خيانة أم وفاء
من تشرف على قضيّة القدس
هي أمّ الإنسان المقدّس
من تشرف على الحبّ المقدّس
هي الرّوح القدس
والرّوح القدس هي الشّمس العذراء
في صورة الأرض العذراء
والمرأة العذراء
الشّرف بالنّسبة لها هو الكلمة
وليس سفك الدّماء
وكلّ إنسان يعرف ماذا فعل بالكلمة
في حقّ الأرض المقدّسة
والإنسان المقدّس
وكلّ إنسان يعرف أنّ الجسد يموت
لكن كلمة الرّوح المقدّسة لا تموت
تبقي تنتظر مولاها إلي أن يفتح مصباح
علاء الدّين مغارة على بابا
تقول الرّوح دموعي لأجل الإنسان
كلّ هذا البحر
وحناني على الإنسان
كلّ ما ترونه من خيرات
فوق الأرض بحرا وبرّا وجوّا
لكن طبع البشر هو الجوع والشّر
ما خلق الإنسان إلاّ لكي
يعيش مكرّم ويموت مقدّس
فعوض القتل والفتك به
قولوا لي
كيف خلق الإنسان الحلم
وبأيّ عذاب ولد
وبأيّ حنان رضع الحليب
لعلّ كلّ ذلك كان بالمال
أو لعلّ السّماء تمطر بالمال
أو لعلّ النّحل حين يصنع الشّهد
يعمل بمقابل المال
أو لأجل المال
الكلام الصّادق شفاء للقلوب
والعسل الحرّ شفاء للعقول
القدس هي عروسة تخضّب
أصابعها العشرة بالدّماء
حزنا على ملوك الشّرق والغرب
اللّذين أوقعوا حبّها المقدّس
في شراك البيع والشّراء
القدس ليست ملكا لأحد
كما الشّمس ليست ملكا لأحد
كما البحر ليس ملكا لأحد
كما الأرض ليست ملكا لأحد
كما الهواء ليس ملكا لأحد
لا المرأة ملكا للرّجل
ولا الرّجل ملكا للمرأة
فالذّي يملك كلّ شيئ هو الحبّ
المقدّس
ولا شيئ غير الحبّ
الإنسان مع الحبّ لا يملك
إلاّ القول والفعل
خطيئتنا أنّنا تصوّرنا الحبّ
ظلم وهو حقّ
تصوّرناه رعد وهو برق
تصوّرناه زواج وهو عشق
تصوّرناه ملكيّة وهو حريّة
تصوّرناه تراب وهو هواء
تصوّرناه نار وهو بحر من الدّموع
تصوّرنا شرف الحبّ الرّوح والدّم
لكنّ شرفه هو الرّوح والكلمة
على أرضنا المباركة
والمقدّسة
هناك مفتاحين
هما الميم
والميم مفتاح الأرض والسّماء
الميم هما الميلاد والمولد
هما أبناء العذراء
فقراء من جهة البحر والصّحراء
من صمود شجر الزّيتون والنّخيل
لا أحد يؤمن في هذه الأيّام بهما
ولا أحد سيري جنّة إلاّ بهما
إسم الأمّ فيهما
له معاني الأرض والسّماء
نباهة السّماء
وبركات الأرض
كي ينتبه الإنسان
لما تعطيه له السّماء من بركات
بدون مقابل
وهو لا يحمد ولا يشكر النّعمة
الجنّة تحت أقدام الأمّهات
والميم نور فوق نور
الميم مفتاح العقول والصّدور
الميم معابد مضيئة
على مرّ العصور
الميم كلمة خالدة في التّاريخ
لم تمت
تنشد الخلود والحريّة
والحياة الأبديّة
تنشد أرضا بلا قيود
وسماء بلا حدود
مفتاح ومفتاح
لأجل مساء مقمر
لأجل نور الصّباح
البحر إنعكاس للصّحراء
الشّمس إنعكاس للقمر
الأرض إنعكاس للسّماء
هل اللّعنة هي ذكرين؟
كلاهما يكره الآخر
هما الإثنين في العذاب
هما الإثنين في الشّقاء
يعتقدان أنّ السّماء أخطأت
فأتّسعت رقعة الخصام بينهما
شرقا وغربا
والضحيّة هي القدس
لأجل القدس أرسلت السّماء
هذين المفتاحين
لتقول للجميع أنّ الذّي مات لأجل الهواء
له الهواء
والّذي مات لأجل التّراب له التّراب
السّماء أرسلت قوس قزح لأجل الفرح
ليكسّر الحبّ بالأبيض والأسود
ويفتح أبواب الحبّ بالألوان
تحت ضوء الشّمس وماء المطر
الحبّ في السّماء والأرض باللألوان
ينشد كمال العقل والشّعور
للإناث والذّكور
فكلّ روح عليها أن تجد الكمال
الرّوحي
في الطّرف الآخر بكلّ حريّة
هذا لا يعني أن نفكّر في الأنثي
مجرّد شهوة جنسيّة
أو جسد لأجل الإستغلال
الأنثي كلمة وروح وجسد وإسم
والذّكر نفس الشّيئ
حبّوا وأعشقوا بعضكم
فما كان الحبّ والعشق حرام
لكن لا تكذبوا ولا تخونوا
بعضكم البعض
تحت ضوء الشّمس
وماء المطر
في مسألة الحبّ لا يجب أن تقودنا
الغرائز والشّهوات
وإنّما الّذي يقودنا هو العقل والشّعور
وبعد الكمال يكون الوصال
فمن القبح يولد الجمال
ومن الملكيّة تولد الحريّة
ومن العقل يولد الشّعور
ومن التّراب تتكوّن الرّياح
ومن السّحاب والضّوء
يولد قوس قزح
ومن الحزن يولد الفرح
ومن الظّلم يولد الضّياء
ومن الضّياء يأتي الخصب
ويغنّي الرّبيع وتنتعش
العقول والقلوب
وتغنّي الطّبيعة لفرحة الحياة
في الأرض والسّماء
عمر الحبّ واحد وراءه صفرين
عمر الحبّ مهما طال قصير
فيكفي من عبادة المال
فالإنسان أيضا جميل
دعكم من الحرب والتّدمير
بالتّجارة وأنظروا للفلاحة
وأنظروا للمجاعات والأمراض
في العالم وغلاء الخبز والماء والضّوء
وأعملوا بالجهد والسّاعد
لأجل المساواة والحريّة
فالشّجرة والعصفور
أجمل من القبر
والحبّ أجمل من الحرب
والقبلة أجمل من القنبلة
والإنسان أجمل من الحيوان
والحياة أجمل من الموت
والضّوء أجمل من الظّلمة
والخبز أجمل من الجوع
والماء أجمل من العطش
والحبّ أجمل من البغض والكره
والرّبيع أجمل من الخريف
والشّتاء أرحم من الصّيف
القدس هي أنت وأنت
وكلّ إنسان على هذه الأرض هو مقدّس
ما دام له العقل والشّعور
والرّوح والكلمة واللأصابع العشرة
من أنتم حتّي تحرموه من حقّه
وحبّه وحريّته في الحياة
إن سألتم عن اللّه أين هو
فهو هذا التّراب الواسع
والماء الواسع
والهواء الواسع
والضّوء الواسع
وروحه وظلّه الكريم
يرافقنا من الأربعة جهات
قريب يسمع دعوة الدّاعي
إذا دعاه
مع الأخيار هو خير
ومع الأشرار هو شرّ
كيفما كلّمته يكلّمك
وكيفما عاملته يعاملك
روح اللّه في كلّ الأشكال الحيّة
هو أوسع من أن يكون إنسان
هو الحبّ العظيم الذّي لا يمكننا
أن نساويه بالمال
أنا أرتعش وأخاف من أصابعي
حين تتحرّك لكي تكتب
وأحتار وأبهت وأشرد في إنسان
يحرّك أصابعه لأجل أن يصنع الموت
بكلّ أشكاله القهريّة ضدّ أخيه الإنسان
لذلك يتحوّل كلّ هذا الوسع وهذا الرّخاء
للأشرار ضيق فهم يضيّقون رزق اللّه
على إخوانهم
فما أوسع رزق اللّه وما أضيق القبر
مربّع واسع جدّا ومربّع ضيّق جدّا
وللإنسان أن يختار
فله عقل وشعور يقدر أن يقول بهما
أنا ربّكم الأعلى وأنتم عبيدي
أفعل بكم ما أريد
رحمة يا إلاهي رحمة بالإنسان
فأنت رحمان رحيم



Aucun commentaire: