dimanche 28 mars 2010

عين الأنثي عمياء وجناحها مكسور

كلمة من هنا وكلمة من الماضي والماء إذا سال طاب وإن بقي راكدا تعفّن وتعكّر
البحر موج يطوي موج والكلام يطوي الكلام والآب في الإبن والإبن في الآب
والبنت في الأمّ والأمّ في البنت والحياة مسرحيّة كبري وكاتب السّيناريو والمخرج هو الحبّ
موضوع المسرحيّة هو حوار بين الألم واللّذة، بين العقل والشّعور
أحسّ وكأنّي أعيش في الإختناق ، فأقول هناك معلّم كبير يكرهني، يسخر من ضعفي
أقترب منه فيقول لي غبيّة، حمارة عودي إلي طنجرتك عوض أن تضيّعي وقتك معي
وتضيّعي لي وقتي معك في السّخافات والهراء ، أنت لست سوي إمرأة حمقاء
فكّرت أن أعضّ أذنه وأسمعه كلام لا يعجبه، فلا أنا أعجبه ولا هو يعجبني
أنا أنظر له رجلا مريضا بلا شعور ولا إحساس وهو ينظر لي إمرأة مجنونة بلا عقل
فكّرت أن أقول له أنت من أعمى عين المرأة وأنت من كسّر جناحها
فيردّ عليّ صوتا متألّما ومتوجّعا شاتما هؤلاء اللّذين يتّهمونه في غيابه وحضوره بالخيانة
أسمع صوته يقول ما ذنبي أنا في الدّجاج الّّّذي لا يفكّر، الدّجاج الّذي لا ينتفض ولا يقول لا
قد أردت دوما الإبتعاد عن الدّجاج ولكنّي لم أسلم
أنا مريض بفيروس مؤلم إسمه إفلونزا الدّجاج الأعمي ولا أحد يفهم ألمي ويفهم مرضي
آلام لا يفهمها الأطبّاء ولم أعثر لها على دواء، رغم أنّي بريئ من كلّ الأتّهامات
أكره الدّجاج الأعمي والحمير والبقر، الّذي يتعاطي العلف والماء والجنس وهو بلا عقل ولا شعور
وبلا معرفة دقيقة بالآخر و بلا إرادة
كلّ إمرأة تريد أن تنتقم من كلّ الرّجال من خلال رجل واحد
كلّ إمرأة تعتقد أنّ الرّجل هو المسؤول عن عمائها وسذاجتها
هو المسؤول عن فشل حياتها.. كلّهنّ فاشلات في الحبّ
إمرأة بلا شخصيّة ولا تعرف ماذا تريد
إن عزفت أنا عن الزّواج فلماذا تبعني وفعل مثلي هذا الدّجاج؟
ماذا أنا؟ رجل كالآخرين براءة الأطفال فيّ وفيّ وحش المتوحّشين
أحبّ وأكره مثل النّاس العاديين حرّ في أن أفعل بحياتي ما أريد
متي قلت إفعلوا بحياتكم مثلما أنا أفعل؟
هل النّاس قطيع من الغنم جبناء يقودهم راعي إسمه الرّجل؟
أليست لهم عقول يملكون بها حقّ تقرير مصيرهم بأنفسهم
أليست لهم حريّة القول والفعل؟
تضحك عن الحريّة وفي أعماقها زفرة تهزّ كيانها لوعة وحسرة وحيرة
ويتابع .. هذا الحبّ همّ كبير لم أفهمه لا بالأبيض ولا بالأسود ولا بالألوان
هذه المرأة بلا عقل ، الرّجل يقودها مثل الحمارة
الرّجال يمارسون الجنس معها كي ينسوا هموم الحبّ
تقصد يمارسون معها الحبّ بلا عقل .. نعم
إذن أنت لا تحبّ النّساء ولا تحبّ الدّجاج؟
ربّما يوقضن فيّ أشياء تؤلمني وتوجعني كثيرا
المرأة هي التّبعيّة العمياء للرّجل ناقصة عقل ودين
الخمرة أجمل منها ، الخمرة هي ربّي وحبّي وصمتي وشرودي
طالما الأنسان لم يجد الحبّ الحقيقي
حبّ حقيقي؟
ما معني حبّ حقيقي؟
أنا لا أعرفه هذا الحبّ الّذي تتحدّث عليه، أنا أعرف الخوف لكنّ الحبّ لا أعرفه
أنت تمزح هل يوجد حبّ حقيقي؟
هل هو الحبّ أن تلبس المرأة الأبيض أو الأسود أو تتعرّي مثل بظاعة وكلّ ذلك بأمر الرّجل
وتحدّ ثني عن الحبّ الحقيقي والحريّة
على من أنت تكذب؟
على الحريّة أم عن الحبّ؟
ربّما أنت تحكي عن الرّعب وليس عن الحبّ
عن السّجن وليس عن الحريّة
فالمرأة تلبس الأبيض خوفا من الرّجل أو طمعا فيه
وتلبس الأسود كذلك خوفا منه أو طمعا في شفاعته لها
وتتعرّي وتبيع لحمها خوفا من الجوع وطمعا في المال
ومعظم النّاس يمارسون العبادات والصّلوات ليس حبّا في الخالق
وإنّما طمعا في الجنّة أو خوفا من النّار
هل يفهم النّاس ما معني الجنّة وما معني النّار؟
هل يفهمون ما معني الحريّة وما معني السّجن؟
هل يفهمون ما معني العشق وما معني الزّناء؟
هل يفهمون ما معني إنسان وما معني حيوان؟
متي قالت السّماء أنّي أعاقب العشّاق أو المحبّين لبعضهم البعض؟
متي قالت السّماء أنّ المرأة ملكا خاصّ للرّجل يفعل بها ما يريد؟
في رسالة الإنجيل النّص يقول : المرأة والرّجل واحد
في رسالة القرآن النّص يقول إن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة
هل الحبّ هو الخوف؟
هل هو السّلطة؟ هل هو التسلّط على حقوق الآخر وعن مشاعره
الخوف أحيانا يصنع المعجزات
ومن الخوف تكوّنت عباقرة وحظارات
ماتت العباقرة وفنت الحظارات الّتي أقيمت على الخوف والسّلطة
أين الفراعنة لم يبقي منهم سوي القبور الّتي بنوها على ظهور العبيد
تلك الحظارات تشهد عن الهيمنة والجبروت وقهر الإنسان للإنسان
ما رأيك في إنسان يناطح السّحاب وأخيه
يبيت في الجوع والبرد ولا يجد أين يسكن ولا ماذا يأكل
ما رأيك في بنوك تغصّ بالأموال والنّاس لا يجدون عمل ولا يجدون ماذا يأكلون
ما رأيك في أموال طائلة تصرف لأجل السّلاح والتّسلّح والنّاس جياع محرومين
هذا الطّفل الّذي يقتل من طرف الأنسان هل يقدر قاتله أن يخلقة ويعيده لأمّه إنسان
الإنسان لا يقدر مع الأسف الشّديد.. لكنّ الحبّ يقدر لأنّه خالقة
الحبّ هو الّذي خلق الإنسان وليس العكس
الحبّ قادر أن يحيي الأموات
الحبّ هو الكلمة الملكة هو الماء والنّور والهواء والتّراب
الحبّ قادر أن يقتل ويحيي لكنّ الإنسان يقدر أن يقتل ولا يقدر أن يحيي الموتي
الحبّ مع الخوف والسّلطة لا يثمر إلاّ الأمراض والإعاقات والآلام والأوجاع
الحبّ مع الخوف حياة مرعبة وأطفال متوحّشين ومتشرّدين ومقعدين
الحبّ في ظلّ الخوف كوابيس
والّذي يحبّ الآخر بصدق لا تزوره الكوابيس
الإنسان في حاجة للآخر كي يعيش معه واقعا وحلما
ولا يمكن لرجل واحد أن يعشق أكثر من واحدة
الرّجل هو الّذي كان ولا يزال يخيف المرأة ولا يتعامل معها بصدق الحبّ
يتحكّم في كلّ تفاصيل حياتها الكبيرة والصّغيرة
ولا يتركها تصنع حياتها كما تريد
هو الّذي جعلها دجاجة وحمارة وبقرة وجعل نفسه عليها وكيل وربّ وسيّد
وهي لا تعرف إلاّ الإستسلام والبكاء
الرّجال يعتقدون أنّهم بالعنف أقوي من النّساء
لكنّ الدّجاج الأعمي كما تقول يوقع الدّيوك المغرورة في العبوديّة والسّجن
هل رأيت ديك إستطاع أن يطير؟ الدّجاجات هنّ الّواتي يتحكّمن في مسألة الحريّة
كلّ إنسان أراد أن يكون ربّا متسلّطا في بيته
حرم من نعيم الحريّة والرّاحة مع نفسه ومن نعيم محبّة السّماء والنّاس إليه
وكلّ رجل كان مع المرأة متسلّطا وكاذبا كانت له خوف ورعب وكوابيس
المرأة هي الحبّ والحريّة وليس الرّجل، هي النّور والرّوح،
هي الأمان والحنان والعطاء والخصب
هي الشّمس العذراء والأرض العذراء، والكلمة العذراء هي الأمّ والحياة
الرّجل هو الآب، هو منبع السّلطة العمياء والحرب العمياء والسّجن والعنف والخوف
ومع الحرب والسّجن والعنف هذه المرأة الرّقيقة أصبح لها أنياب
المرأة حوته ذهبيّة والبحّار الماهرهو الّذي يعرف فنّ العوم والغوص معها
في أعماق عقلها وشعورها لكي يعرف هل يتطابق الشّكل مع المضمون
المرأة حمامة ذكيّة والرّجل الماهر هو الّذي يجعلها تحطّّ على كتفيه، وهي مرتاحة البال
وتختاره من بين كلّ الرّجال لا ينفع العنف مع المرأة ولا الخوف ولا ينفع شراء حبّها بالمال
الطّيور على أمثالها تقع
العنف أو شراء الحبّ بالمال يعني الزّناء والزّناء سجن وعبوديّة
مفهوم الحبّ سطحي جدّا عند النّساء والرّجال
ولا يعني النّور بل يعني الظّلام
لا يعني الصّدق بل يعني الكذب
نعم الحبّ جعلني كارها للنّساء، أشرب الخمر ليلا نهارا
سرت مدمنا عن الكيف والخمر
الحبّ لعنة والنّساء لعنتي، كلّ حبّ أنساه بحبّ آخر
وكلّهنّ في الهواء سواء
المرأة في الحبّ قشرة فارغة والرّجل في الحبّ معها متوحّش
هكذا هو الحبّ حين يعيش في الضّغط والملكيّة والسّجن
كيف تطلب من سجين أن يكون صادقا مع السّجان؟
كيف تطلب من الحمام أن يعشق الأقفاص الحديديّة أو الحجريّة
المرأة في السّجن كاذبة وخائنة ومتوحّشة ولها كلمة مؤلمة وشرسة
فهي سجينة واقع كاذب ومتوحّش وظالم
تخاف من الرّجل السّلطة، الرّجل الأب، الرّجل الأخ، الرّجل الدّين، الرّجل الشّارع
وهل يكون هناك حبّ وراحة نفسيّة في ظلّ كلّ هذه المخاوف وهذا الرّعب
الخوف ركب على الجميع والقلوب سكنها الظّلام
ولست أدري هل هو الحبّ أصبح مخيف أم الإنسان ؟
حاشا الحبّ إن كان مخيف لكنّه في الخوف والرّعب يصبح كذلك
أنا لست مسؤول على ما يفعله النّاس بإسم الحبّ والحقّ
ماذا سيقولون عنك يا تري؟ سيقولون أنّك إبن زانية وإبن عاهرة
وإنّك ظلمت النّاس ولم تكن لهم ربّا رحيما
كنت دائما مظلوما من النّاس، كنت دائما متّهم، كنت دائما مقهور
أتشرّف كثيرا بما يقوله أحبابي عنّي فأمّي فعلا زانية وعاهرة
لكنّ الكلمة الّتي تخرج من شفاههم كيف هي أحوالها؟
هل هي شريفة أم زانية؟
الّذي يرمي نفسا بالحجر عليه أن يرمي هذا الحجر على نفسه أوّلا
الشّمس والكلمة العذراء نبيهة لما يقولون لو كانوا يعلمون
حان الوقت لكي أرتاح كفايا ما تحمّلت بدون ذنب آلاما وجراح
هذا الزّمن هو زمن إجترار الأفعال
والنّفس لا تقدر أن تتحمّل آلاما أكثر من طاقتها
الإنسان روح وكلمة أمّا الجسد فله عمر مهما طال قصير
فلا الرّوح تموت ولا الكلمة تموت، وهما أهمّ ما في الإنسان
فالرّوح والكلمة الّتي عملت الفنّ لأجل الفنّ لا تزال حيّة تطربنا
والتّي عملت العلم والطّب لأجل العلم والطّب لا تزال حيّة تنفعنا
والّتي عملت التّاريخ لأجل التّاريخ لا تزال حيّة ترشدنا
والّتي عملت الجغرافيا لأجل الجغرافيا لا تزال حيّة تعلّمنا
والّتي عملت السّياسة لأجل السّياسة لا تزال حيّة تذكّرنا
ماتت الأجساد وبقيت أرواحهم وكلمتهم حيّة على مرّ التاريخ
ورجل واحد لا يقدر أن يكون ملمّا بكلّ هذه المعارف وعمره قصير
لكنّ المشكلة الأساسيّة هي المشاكل الّتي يعاني منها الرّجال والنّساء
في مسألة الحبّ والحقّ والحريّة
مشاكل كبيرة فعلا
ما رأيك بإمرأة لا تطلب من الرّجل إلاّ الصّداقة؟
الجنس رغبتها فيه قليلة، الجنس عقدتها الكبيرة
الجنس هو وجعها وألمها الّذي لم تعثر له على دواء
فهي تؤمن أنّ الرّجل لا يقبل أن يصادقها إلاّ لأجل الجنس
هل يوجد رجال يقبلون صداقة المرأة بدون التّفكير في نصفها الأسفل؟
أحسّ بحرج الرّجولة في مثل هذه المواقف
المرأة بالنّسبة للرّجل جنس مخالف وليست صديقة
المرأة بالنّسبة للرّجل هي كلّ شيئ إلاّ رفيقة
الرّجال لا يثقون في النّساء تلك هي الحقيقة
إذا اللّعنة على من؟
اللّعنة على من إذا جرت أرنب يجري ورائها ذئب
اللّعنة على من إذا تعرّت إمرأة يجري ورائها وحش
أنا أبحث عن صديق يحمل معي قصّة جنوني ومرضي وغضبي وشرودي
وليس لي ما أعطيه إلاّ سجارتين وزجاجتين من عصير الشّعير
وأقول له
أنّ اللّه خلق المرأة ليختبر بها الرّجل وخلق الرّجل ليختبر به المرأة
وإنّ الرّجل يحترق ويتألّم بالمرأة والمرأة تحترق وتتألّم بالرّجل
الإثنين في الجحيم الإثنين في نظر الحبّ حيوانات
فلا هي تملأ عقله وشعوره ولا هو يملأ عقلها وشعورها
هو سجنها وهي سجنه، هو حريّتها وهي حريّته
أين هو الحبّ؟
لا يوجد في وقتنا هذا الحبّ، الحبّ بريق كاذب إسمه الذّهب
الحبّ أسطورة
الحبّ متألّما يعزف لحن الوجع للعالمين
ويقرأ أحلام الحالمين بالحبّ والحريّة
أين هو ؟
كي نسمّر يداه مثل المسيح على الشّجر
أو ندفنه إن كان برقا أو رعدا تحت الحجر
الحبّ يسخر من تفاهات البشر
الحبّ خيال، الحبّ حرّ
إن سأله أحدكم من أنت يا حبّ يقول له أنا أنت
الحبّ حرّ وهو غير مسؤول عن غباء البش
روحا وكلمة هو الحبّ ، برقا ورعدا هو الحبّ
الحبّ فينا يعيش، وفينا يسكن وفينا يتألّم وفينا يحزن وفينا يفرح
كم أنا في حاجة إلى صديق حين يولد في نفسي توتّرا شبيها بحيوان في قفص
في حاجة إلى صديق أنظر معه إلى السّماء،
إلى الطّيور وأقول له لماذا نحن في نظر الحبّ قشور
أنا في حاجة لصديق نفيس توقظه الكوابيس ليحلم معي في المنام واليقظة
في حاجة إلى صديق يسألني ما هي مشكلتك وما هي مشكلتي؟
فأجيبه مشكلتنا يا صديقي هي تلوّث الدّم وتلوّث الحليب
وتلوّث الماء والهواء
وفقر العقل وفقر الشّعور وفقر الكلمة
وفقر الحبّ وفقر الحقّ وفقر الحريّة
فهل الغناء أصبح لا يعني إلاّ المال والجنس والجمال المصنّع؟
في حاجة إلى صديق يقسم معي خبز اللّه ونور اللّه وأنسي معه أنّني فقيرة
هذا الحبّ أريده إنسان حيّ يسكن ظلّي
وليس وحش ميّت لا أعرفه أو شبح أو حيوان يخيفني في منامي ويقظتي
فأنا عاشقة للإنسان وروح الإنسان وكلمة الإنسان وفنّ وسياسة الإنسان

mercredi 24 mars 2010

الحبّ بالأبيض والأسود

رجل لا يثق بالنّساء
شعوره يعزف النّقاء والصّفاء
تعيش في خياله حمامة بيضاء
غير متجسّدة على أرض الشّقاء
بالنّسبة إليه
يتألّم ويموت ولا يشرب
كأس الحبّ مع إمرأة يتّسخ بها
وتفوح في ثيابه منها روائح اللأخطاء
وتتسرّب إليه منها العفونة
الزّواج منها يعني
أطفال يتغذّون من الرّذيلة
أطفال مقعدين
عبيد غير متحرّرين
لا يحبّ الزّواج
من إمرأة تشبه الفاكهة
ما إن تقطف وتوضع
في ثلاّجة العلاقة الزّوجيّة
حتّي تتعفّن
ويتغيّر لونها وتفسد
إمرأة كيفيّة شراءها
كقطعة حلوي سهل
لا تصلح إلاّ للجنس والولادة
والإنكباب كالّدّجاجة على الأبناء
تستهلك جسدها
لأجل الإغراء والشّقاء
هذه المرأة الوقوع معها في الزّواج
يعني الوقوع في الرّذيلة
يعني الوقوع في الخطيئة
فالحرّ إن تزوّج منها توقعه في العبوديّة
وتحرمه من نقاء الهواء والحريّة
فالمرأة لها طعم مغر
حتّي في أحقر ظروفها
رجل يعيش حياته ساخرا
لا يغامر مع المرأة
وليست له معها تجارب
رجل لا يفهم المرأة ولا يفهم
مشاعر النّساء
بالنّسبة إليه الألم والموت
هما العدالة والرّاحة المنصفة له
فهو يموت لأجل المرأة
النّور الخارق
المرأة الطّاهرة
الّتي ليس لها تجارب جنسيّة
في الحياة
إمرأة كالشّمس تعبد من بعيد
إنّه البدر في بهائه وأمّه
لم تنجبه من الجنس
وإنّما أنجبته من الهواء
وهو لديها من خيرة الأبناء
لا يحبّ إلاّ أمّه حيث لا يصدّق
غيرها من النّساء
ماذا تقولين له أيّتها المرأة المسكينة؟
أبلّغ للبدر سلامي
وأقول له أنا أمام البحر حبّة رمل
تهتف بمن أبدعها
جسدا وروحا
إنسان
أنا أمّي أنجبتني
من الحبّ وليس من الهواء
من اللّذّة والألم
من الفرح والحزن
من السّعادة والشّقاء
من الضّحك والبكاء
من الخريف من الرّبيع
من الصّيف من الشّتاء
من الضّوء من الماء
من التّراب من الهواء
وأعطتني إسم من أجمل الأسماء
وكلمة وأصابع عشرة
وأوصتني أن أكون
في خدمة الزّوج والأبناء
فهل تغفر يا تري أخطائي؟
أقول للبدر أنّ الورد
لا ينبت في النّظافة
الورد يقتله الثّلج
فهو يحبّ حرارة الشّمس
ولا يكون جميلا وله روائح عطرة
إلاّ حين يزرع في الأوساخ
من حسن حظّ هذا الرّجل أنّه حين
مات لأجل الهواء والحريّة لم يكن
يعاني من أيّ مرض
يجعله يتألّم لأجل أنثي
أعطت له الحياة
لكي يعيشها بكلّ معانيها
و يعرف ويجرّب من خلالها
أنواع النّساء
ويصبح قادر عن قناعة
أن يقول" آه ولا
المرأة هي وردة
لا تحبّ الرّجل الثّلج الّذي
ليست له تجارب في الحياة
المرأة تحبّ الرّجل الّذي يختارها
من بين آلاف النّساء هي بالذّات
وهي تختاره
من بين آلاف الرّجال هو بالذّات
الحياة جعلت لأجل التّجارب والمغامرات
والعشق هو الموت لأجل البحث
عن النّصف الآخر
نصف يقول فيه الرّجل
هذه المرأة هي أنا ،هي روحي الثّانية
وتقول فيه المرأة
هذا الرّجل هو أنا هو روحي الثّانية
لكنّ الرّجل لا يبحث عن الحريّة
بل يبحث عن العذريّة والطّهارة
والملكيّة وكيفيّة سجن المرأة
في قبر مظلم وموحش من الحجر
الصوّان
أقول للبدر
أنّ البحر يختزن
حرارة الشّمس كلّها
لكنّه لم يخلق لنا لحدّ الآن طائرا
إسمه كاره النّساء أو عاشق النّساء
يرقص أو يسبّح في الهواء وحده
ليجمّل السّماء
فلو كان للهواء إبن إسمه الإنسان
فلماذا لأحبابه لا يظهر؟
لا يمكن أن يطير طائر
وعين الأنثي عمياء
لا يمكن أن يحلّق عصفور
وجناح الأنثي مكسور
الرّوح القويّة تنقلنا من حلم إلى حلم
ومن مغامرة إلى مغامرة
والإنسان سيّد رغباته
وسيّد حريّته
الإنسان في علاقته بالآخر " آه و لا
دور الحبّ هو الصّعود بنا إلى الأعلى
أو النّزول بنا إلى الأسفل
يبدوا أنّ المرأة الملاك
المرأة النّور الخارق
قد خانت هذا الرّجل الصّادق
فهي تضيئ على غيم معتقداته
البيضاء والسّوداء
لتقول له أنّ العشق ليس
أبيض ولا أسود وإنّما هو بالألوان
المرأة النّور الخارق خيال
الرّجل النّور الخارق خيال
كلاهما يبحث في الآخر عن الصّفاء
كلاهما في السّجن
يحلم بالهواء والحريّة
هو يعشقها ملكيّة وليس حريّة
وهي تعشقه متحرّر وليس سجّان
هو لها رعد وخوف وهي له برق
هو لها غيم وهي له قوس قزح
ظنّ أنّ السّعادة معها في الزّواج
لكنّ السّعادة معها في العشق
الحبّ بالأبيض والأسود
غيم كلّه أحزان
تبرق عليه الشّمس
وتفرقعه
بحرا وبرّا وجوّا
ألحان وألوان
فكّر في اللّون أيّها الإنسان
فالنّساء ألوان
والرّجال ألوان
أيّ لون يحرّك شعورك
وأيّ طبع يحرّك وجدانك
لا حريّة للرّجل على حساب المرأة
ولا يمكن أن ينال
على حساب تضحيّاتها
سلطان
لا سلطة بين الرّجل والمرأة
إلاّ بريق أو برق الحبّ
لا يمكن لنا أن نعلّب البرق والعشق
كي يصبح الحبّ كدودة تتآكل
في شريحة لحم ميت... فاسد
ومتعفّن.. بلا شعور ولا إحساس
الحبّ نوع من الإصطدام العشقي
ليس لنا عليه إحتكام
عصفور هذا الحبّ حين يخفق في قلوبنا
فكيف قتلناه؟
كيف من قلوبنا طردناه؟
كيف ضعنا وكيف ضيّعناه؟
كيف إختنقنا في التّراب والحجر
حين خنقناه
لا يمكن لنا أن نعشق أيّ جثّة
تمرّ أمامنا بدون أن يكون لنا شيئ ما
يجذبنا لذاك الشّخص كالبرق
وهذا الشّيئ هو الحبّ وليس الجنس
شيئ يوقع قلبين في شراك الهوي
قتصبح الكلمة تنطق الصّدق
وليس الكذب
فالفرق بين الحبّ والجنس
هو الفرق بين الإنسان والحيوان
الكلمة في الملكيّة تتعفّن وتفسد
الكلمة في الحريّة تكون
حيّة مغذّية ونافعة
لذلك نحن بدون حريّة متعفّنين
كلمة وروح وجسد
نحن أموات، حيوانات
نتعاطي العلف والماء والجنس طالما
لسنا أحرار
العيب أنّ معظم الرّجال
ينظرون للمرأة
شكلا وليس مضمونا
يذوبون أمام جسدها كقطعة سكّر
بعد ذلك يحمّلونها هي المسؤوليّة
ويقولون عنها ما يقولون
فنحن في أرض الشّقاء
والألم والموت والمرض والتّعب
تحت الغضب والموت
ماذا أريد؟
أريد أن أكسّر كلّ تقاليد الفرح الكاذب
الّتي لا تقول الحقّ والحبّ والحريّة
للجنسين
أريد ناس رئيسهم هو برق وصدق الحبّ
وقانونهم العشق والإحساس

vendredi 19 mars 2010

الحقيقة فينا

الحقيقة فينا خيرا و شرّا
ونحن نسير مع الزّمن
فهل نحفظ الذكري
أمن حجر كلام الضّوء
شيئ كالنّعاس يحملنا كفكرة
يحملنا المساء لسرّنا
ذكريات خفيفة
ذكريات ثقيلة
الحبّ يسير معنا بألوان الورد
ويحفظ الذّكري
كي يفسّر للظّلال ظلالها
كن قويّا مع الحبّ وأصعد، وتذكّر
الحبّ يعشق القمر الّذي يتذكّر
أين الهروب من النّعاس
سنحسن صنعا لو تذكّرنا
كلّ واحد منّا له سرّه حين تقع الشّمس
على شجر اللّيل لأجل الحمام
لأجل السّلام
طالع صحف المساء
حقيقة النّجوم تشعّ من المساء
لا تصدّق إلاّ نفسك
لا تصدّق إلاّ حلمك
فالحلم يحمل لك الحقيقة كلّها
وإرجع إلى عبئ قلبك وحده
وكن ما تريد أن تكون
قلبك يفيض بالفرح إضحك
قلبك يفيض بالأحزان إبكي
الضّحك لك دواء
والبكاء لك شفاء
هل أنت بسمة أم أنت دمعة؟
هل أنت حبّ أم غضب؟
هكذا تبوح للمحقّق
فالمحقّق هو ظلّك
أنت بريئ هو يحبّك
أنت مضيئ هو حلمك
وأعشق عرش الحمام
كلّما غاص فيك العشق
وضمّك
أيّ زمان تريد؟
كلّما غاصت في نفسك الأزمان
وأيّ لباس تريد؟
حين يعرّيك المساء
لا شيئ إلاّ الحبّ
ينقذك من الظّلال
فأفضح أمام الحبّ نفسك بنفسك
قبل أن يفضح حبّك المساء
فما إسم الحبّ
لو كان له أن يكون؟
ضوء أو ماء
من أنت؟ من هو؟
أغنية لغريبين
يلتقيان في شارع
لا يؤدّي إلى هدف
ما الهدف لو كان له أن يكون؟
التّراب أم الهواء
السّجن أم الحريّة

jeudi 18 mars 2010

بطولة الحبّ

رفعت رأسي إلى السّماء
لكنّ السّماء لم تقل شيئا
كنت مثل شجرة ميّتة
بأوراق ذابلة
الحزن يكحّل أجفاني
وقطرات الدّموع تدغدغ أغصاني
أهيم في الشّوارع
حبّ خائب.. حبّ كاذب
برد قارس وحريق لا يطاق
ظلم وخوف في ليل لا ينتهي
ونهاية الرّحلة عدم
تنمّل من البشر
يجرون بلا هدف
الحزن يعسر قلبي والدّمع يغسلني
وكان كلّ غضبي في يديّ
قلت أكره الحبّ الّذي يقحم همّه
في شريحة لحم
ليس فيها إحساس وليس فيها شعور
أكره الحبّ الّذي يقحم همّه
في أنثي لا حول لها ولا قوّة
أكره الحبّ الّذي يباع ويشتري بالمال
يخنقني هذا الحبّ ويفرغ منّي
روح الصّدق والجمال
كلّ يوم أشعر أنّ النّساء علب
من الكبريت أو السّجائر
تشتعل الواحدة تلو الأخري
في واقع مرّ وعنيف
لا أكاد أقبض فكرة جميلة عن الحبّ
حتّي تتبخّر أمامي الفكرة وتتلاشي
كأوراق صفراء
دون رحمة أو ندم نحو العدم
ما أقسي الظّروف
وما أقسي القضاء على النّساء
هذه هي حسرتي وإنهياري وإنكساري
وراقني أن أتمشّى مع الظّل
لا أسمح لك أيّها الظّل أن تخونني
حقيقتي معك وليست مع أيّ أحد آخر
أنت الشّاهد على كلّ ما أقول
أنا وحيدة ليلك
ولا أحد يغزوا وحدتي سواك
أمامك أنا عارية عري الحقيقة
وصادقة صدق الطّفولة
أنا في حاجة لمن يحميني
أنا خائفة من المجهول
ومن يرافقنا في رحلة الوجود
هو صديقنا الحقيقي وحبّنا الحقيقي
مع الظّل أشرقت مراحل حياتي
القديمة والحديثة
والأشياء المؤلمة والمفرحة
وسرت أعزّي نفسي وأقول
بعد الموت كلّ شيئ سوف يتغيّر
ويصبح جديد
ويشرق لنا من أمسنا يوما آخر
والإنسان هو كيف ينتهي
وليس كيف يبدأ
والضّحك يأتي بعد البكاء
والرّبيع يأتي بعد الشّتاء
والفرح بعد الحزن
والضّياء بعد الظّلام
الحبّ يأكل معنا ما هو حلو ومرّ
الحبّ خابية عمرها عمر البشر
هل أنت حاكم ظالم أيّها الحبّ؟
لماذا الحبّ عندنا يلبس الأسود؟
والعدالة عندنا لها ثوب أسود؟
والحريّة لها ثوب أسود؟
والسّلطة لها ثوب أسود؟
لكلّ غريب ملجأ ولكلّ باب مفتاح
ورنين الجرس عادة مصحوبا
بدقّات على الباب
وصوت إقلاع البواخر
ليس كصوت إقلاع السّفن
وصوت إقلاع الطّائرات
ليس كصوت إقلاع الطّيور
وخوف الحوت الكبير
ليس كخوف الحوت الصّغير
ماذا تقصد؟
أقصد أنّ البشر يحبّون الأسود
ومن الأسود يخلق الجمال
ومن الحزن يشرق الفرح
يقولون أنّ الحبّ قاهر
لأنّهم يخافون أن يعترفوا بحبّهم
حتّي لأنفسهم
ما الفرق بين الأسود والأبيض؟
هو الفرق بين الأعمي والمبصر
هو الفرق بين الحياة والموت
هو الفرق بين الظّلم والحقّ
متي يصبح الكذب صدق؟
متي شعر الإنسان
أنّ المصائب والأمراض
والأزمات هي دروس في الحياة
متي يعترف الإنسان بأخيه الإنسان
ويعترف الرّجل بحقّ وحريّة المرأة؟
إن كان سجن وظلم
المرأة في الّدّنيا عن طريق الرّجل
فحريّة الرّجل وسعادته في الثّانية
لا تكون إلاّ عن طريق المرأة
خلاص الإنسان
بخلاص ديونه مع الآخر
المرأة مرآة الرّجل
الثّانية مرآة الأولي
إذا من أنت يا بطل؟
أنا الحنين الّذي يصعد من الكلمات
كالخيال المشتعل
أنا النّفس الأمّارة
صاحب العمارة
ولست كاسبا لشيئ
إلاّ الهواء والحبّ
لا يسعدني شيئا إلاّ
أنثي تحبّ ذكرا كنفسها
وذكرا يحبّ أنثي كنفسه
ولا يشقيني شيئا
إلاّ إنسان يموت مدان
لأخيه الإنسان

mardi 16 mars 2010

الخروف

يعيش الخروف في
متاهات الظّروف
ينام على القشّ
ويتذكّر مسكنه القديم
أيّام كان محتفلا
بغيث الرّبيع الجميل وشمسه
الخروف يستعيد ذكرياته
بمزيج من الفرح والحزن
الخروف كان شامخا أمام
أمّ حرّة
أعطت له كلّ شيئ
ولم يعد لها ما تعطي له شيئا آخر
إلاّ القشّ
ينام فيه عند الأصيل
كي يكون له في دفئ القشّ
عمق الأحلام
الخروف لم يتحضّر بعد
ولم يفهم حضارة القشّ
لم يذكّره عشّ القشّ
أنّ العصافير تستمدّ الألفة في الحياة
فوق الشّجر من القشّ
وتخرج من أعشاشها البسيطة
بحركات رشيقة
متناسقة وأصوات رقيقة
تدوّخ مشاهديها
الخروف على الأرض هائما متألّما
يعيش في متاهات الظّروف
لا يفهم معاني القشّ ولا معاني العشّ
يبني قصورا ضخمة من حجر
لها أبواب من حديد
و يبني قبورا من حجر
لا تدخلها الشّمس ولا الهواء
الخروف في السّجن ضحيّة الحريّة
الحريّة بالنّسبة إليه ليست سوي
متعة جنسيّة
يشتريها من السّوق
ويضعها في القفص الحجري والحديدي
فهذه الحريّة في الحقيقة
هي ملكة نائمة قربه
مثل ساعة فوق الجدار
تضيئ عليه كلّ يوم
ساعة الإحتظار يقول الخروف" باع
تجيبه ساعة الجدار
ماذا بعت أيّها الخروف؟
بعت الحريّة وإشتريت السّجن
بعت الوفاء وإشتريت الخيانة
بعت الصّدق وإشتريت الكذب
الخروف جدّا مؤمن بالحبّ
الدّنيا على قرنه الأيمن
والآخرة على قرنه الأيسر
له كلمة لا بأس بها حين يتكلّم
لكنّه يجهل الكلام
عن الملكة الّتي ترضع
حليب العصافير
الخروف لم يكن شجاعا
إلاّ في فراشه مع الأنثي
لذلك هذه الأنثي لا تثق به
في مسألة السّعادة
وفي مسألة الصّدق والوفاء
سعادته معها منفلتة لا عقل لها
حمامة بيضاء خائفة
لا يكاد يقترب منها حتّى تطير
لا يكاد يصلها حتّي تغيب
هو كسول جدّا في حقّها وظالم
يريدها حجرة، شجرة، حشرة
أيّ شيئ آخر إلاّ حرّة مثله
فهو يريد نفسه على حسابها عصفور
الخروف الإنسان
تألّم على عود الشّجر
لأجل البشر
هل خلقت لنا الشّمس والبحر
إنسان عصفور؟
بلى هذا الإنسان لا يزال هائما متألّما
مصلوبا على عود الشّجر
لأجل المساواة والحريّة
حاشا الذّكر الإلاه أن يتزوّج من أنثي
تعاليم الدّين
حاشا الرّجل أن يؤمن بالمرأة
ويعطيها حقّها المادّي والمعنوي
تعاليم الأسرة والمجتمع
أيّها الإنسان
من الأنثي رضعت الحليب
أنثي وذكر
من الحياة رضعت حليب
الخير والشرّ
من الكلمة العذراء ترضع حليب
الحريّة أو السّجن
ماذا فعلت بالمرأة؟ أمّك
ماذا فعلت بالحياة؟ حبّك
ماذا فعلت بالكلمة؟ سرّك
أمّا أباك فأنت تعلم
أنّه يموت عشقا و صدقا ووفاء
ويفدي بروحه الزكيّة أمّك
الرّضاعة هي أمّك ثمّ أمّك ثمّ أمّك
حقّا هي أمّك
والحقّ حليبها الصّادق
حبّا هي أمّك
والحبّ حياتك الصّادقة
حريّة هي أمّك
والحريّة كلمتك الصّادقة
فكلّ غيمة وكلّ دمعة حزن من عينها
هي منك ولأجلك
وكلّ قطرة ماء وقطرة دمّ وقطرة حليب
تكوّنت وأصبحت
إنسان يبكي ويضحك ويحلم
كانت في رحم أمّك
أيّها الإنسان
أعطها حبّا مثل حبّها
وكلمة من ثغرك الجميل
حلوة وصادقة مثل حليبها
ودمّ من قلب عطوف مثل قلبها
وماء جميل مثل دمعها
وخذ الباقي
هل كانت حياتك ووفاتك لأجل أبيك
أو لأجل أمّك؟
أيّها الإنسان
ماذا رضعت من أبيك
وماذا رضعت من أمّك؟
من أنت؟
بدون حبّ أمّك
وعشق أمّك وصبر أمّك
من أنت بدون ضوء وماء
بدون أمّ وآب
أيّها الإنسان إنّك فرح
إنّك قوس قزح
إلاهي لماذا يومنا وعمرنا
يبدأ ضياء
وينتهي ظلام وعياء؟
لماذا الإنسان يولد كالهلال
وينتهي كالمحال
ولا يبقي منه إلاّ الكلام؟
لماذا الزّواج عندنا
يبدأ نغم وينتهي ندم ؟
يبدأ نعم وينتهي لا
لماذا ميلادنا يبدأ فرح وينتهي حزن
ألاهي متي ينتهي الشّتاء ويأتينا الرّبيع
متي ينتهي اللّيل ويأتينا الضّياء
متي يولد في نفوسنا الفرح
متي يفهم العشّاق
ما معني قوس قزح
متي يفهم العشّاق
أنّ الحبّ يموت في الملكيّة ويحزن
ولا يعيش ولا يفرح إلاّ في الحريّة
متي يفهم العشّاق
أنّ الحبّ يموت
مع الكذب والخيانة ويمرض
ولا يعيش ولا يكون معافي
إلاّ مع الصّدق والوفاء
الإنسان حرّ
لأنّه إبن الضّوء والماء
وإبن الكلمة
والكلمة حريّة الإنسان
ومسؤوليته
بأيّ حقّ تسجن المرأة
مع رجل لا ترتاح معه
ويسجن الرّجل مع
إمرأة لا يرتاح معها
من بيده قرار السّجن
الحبّ أم الإنسان؟
من بيده قرار الملكيّة والعبوديّة
الرّجال أم النّساء؟

dimanche 14 mars 2010

فكرة الطّيران

لا أقدر أن أصنع المساواة
لأنّي لا أفهم السّياسة
لا أقدر أن أصنع طائرة
لأنّي لا أفهم العلم
لكنّي أحلم بالطّيران مثل الآخرين
سألت السّحب
عن الطّيور كيف تطير
بكت السّحب وقالت
الطّيور يلزمها القمح والشّعير
يلزمها عقل صغير وقلب كبير
والإنسان يلزمه ضمير من ذهب
وقلب لا ينبض إلاّ حبّ
ولسان صادق لا يعرف الخيانة
ولا يعرف الكذب
قلت لا يوجد هذا الحبّ
السّياسة حرب
العلم حرب
الدّين حرب
الحبّ حلم من الأحلام
الحقّ حلم من الأحلام
الحريّة حلم من الأحلام
لكنّني أشعر بالسّلام
مع النّفس والآخرين
رضعت حليب الحنين
مع أصدقائي الفقراء الطّيّبين
تشرّدنا كثيرا وعشنا ثائرين
مسافرين مثل أبناء السّبيل
نحمل في قلوبنا الأفراح
ولا نفكّر أبدا في حمل السّلاح
قضيّتنا هي كيف نصنع الوقت الجميل
كلّ واحد منّا يشعر أنّه قتيل
كلّ واحد منّا يبحث في الظّلام عن الدّليل
الظّلم يمضغنا وليلنا طويل
قرأنا ، درسنا، فتحنا الكتب، هدّنا التّعب
مشينا حفاة، عشنا جياع، عشنا عراة
عرفنا الألم ، عرفنا الدّموع
عشنا الجنون وعرفنا السّقم
وكلّ زعيم يساندنا
نطرز إسمه كوكب
من كواكب السّماء
ونحفظ ذكراه، وتبقي روحه تشتعل فينا
ولا ندفنه في الرّماد والظّلام والسّواد
الرّوح تعيش فينا طليقة
تعبد الحقّ وتعشق الحقيقة
الرّوح فينا تعبد إله الطّبيعة
وتعشق النّاس الطّيّبين
نزرع الكلام كما نزرع القمح والشّعير
ونغنّي للعصافير
نقول كلاما مضيئا عن الحبّ
للكبير والصّغير
الكلام ذهب نزرعه في الظّلام للنّجوم
لكي يتغيّر الإيقاع
ونصبح مع الحبّ ضدّ الحرب
ونغنّي جميعا لنجمة الصّباح
ذات القلب والنّبض الذّهبيّ
الكلام يلمع لها خاتما خاتما
وكلّ ما نقوله تسمعه جيّدا
وتحفظه ورائها ثمّ تلمع من جديد
فوق البيت أو السّجن الحجريّ
كلّ صباح نفتح لها الأبواب
والشّبابيك لكي تدخل وتدفئنا
وكلّ صباح تفتح لنا
كتاب المراسيل لكي نبعث
لها أناشيد العشق والحبّ الأصيل
كلام يفرحها وكلام يحزنها
كلام يضحكها وكلام يبكيها
كلام يغضبها وكلام يزهّيها
الكلام لؤلؤ يشعّ من حول جيدنا
ويشعّ خواتم ذهبيّة
من أصابعنا العشرة
يلمع لها وتلمع له
لا أقدر أن أصنع طائرة
أقتل بها الآخرين
لأنّي لا أفهم العلم
لا أقدر أن أسكن
الكنائس والجوامع
لأنّي لا أفهم الدّين
لآ أقدر أن أصنع المساواة
لأنّي لا أفهم السّياسة
الحرب من صنع السّياسة والعلم والدّين
الخوف من صنع السّياسة والعلم والدّين
ودمار الأرض والإنسان
سيكون بأمر السّياسة والعلم والدّين
أعترف أنّني ناقصة عقل ودين
لكنّي أحلم بطائرة.. بنجمة .. بدرّة
تسعد بصدق شعورها الآخرين
وتطلب من أبنائها في الأرض
أن يكونوا مع بعضهم البعض
مثل الأشجار المثمرة طيّبين
فالموت عندها نشيد المساواة
والحياة نشيد الحريّة
وبحقيق المساواة بين البشر
مثل أوراق الشّجر
يتحرّر الإنسان
ويتجسّد الحبّ والحريّة
هل السّياسة والعلم والدّين
في خدمة الحرب
أو في خدمة الحبّ؟
في خدمة الظّلم
أو في خدمة الحقّ؟

samedi 13 mars 2010

إنّه يوم الأحد

يوم عطلة لكلّ شيء
كلّ واحد وحده حيث لا أحد
يستمع لنشرة الأخبار في هدوء
ويقول هذا نشيدي الوطني
يملي عليّ مشاعرى
وأنا الصّدي
هذا نفسي، هذا صوتي
هذا حبّي، هذا عشقي
هذه حكايتي مع الزّمن
لا لا يمكن أن أقول ربّما
نسيت نفسي، ربّما ضيّعت
بطاقتي الشّخصيّة في القطار
فضاع عنواني
فهذا كلامي وسرّ حياتي
الّذي لا يعرفه أحد
يوم الأحد السّماء فيه صافية
لكنّني وحدي لا أرى أحد
قد سبقني كلامي
وأنا ملك الصّدي
لا عرش لي إلاّ الذّكريات
إذا هناك من كان يمشي على خطاي
ويتبعني إلى رؤياي
إذا مصيري سيكون على
ضوء حكايتي مع الماضي
ومن يوم وعيت على الحياة
وأنا أحلم بالأمل
أيّ أمل كنت أحلم به أيّ أمل ؟
شبحي وصباحه كان يرصدني
بكأس الشّراب من وراء ظهري
أتذكّر إسمي
ماذا يربطني بإسمي
في معاني
الضّوء والماء و التّراب و الهواء
ماذا يربطني بنفسي
في معاني الخير و الشّر
ماذا يربطني بيوم عيد ميلادي
في معاني
الخريف والشّتاء والرّبيع والصّيف
وأيّ قطار حملني
قبل مجيئ الأحد
قطار النّهار أو قطار اللّيل
قطار الحبّ الأبيض
أو الحبّ الأسود
ماذا أفعل؟
يا تري ماذا أفعل؟
أحمل حقيبة سفري
بكلّ ما فيها فوق ظهري
وأنتظر
مجيئ القطار
فالسّائق سيكون
آت من اللّيل أو من النّهار

jeudi 11 mars 2010

من هو الإنسان؟؟

كلمة وروح هذا الإنسان
هو إسم ، هو رسم، هو جسم
هو معمار هو تخطيط لا يمكن تقليده
هو وتر هو لغز لا صباح بعد موته
هو حبّ ، هو حرب
هو خير ، هو شرّ
هو صوت، هو تاريخ
هو فنّ هو جغرافيا
هو بسمة ، هو دمعة
كلّ شيئ في الإنسان ينطق إثنين
عينين، أذنين، نفسين، شفتين
له يدين، له العقل والشّعور
وله القدمين
الإنسان ذكر وأنثي
يحملهما الزّمن صرخة
في البداية و صرخة في النّهاية
آه منهما كلّ شيء فيهما إثنين
يعيشان في الفوضي
يتناسلان بغير نظام
وبغير صدق ووفاء
الزّمن يسخر منهما
ويعطيهما جسد وعمر
مؤّقّت ومتران من التّراب
الزّمن يدندن لهما لحن أغنية ويقول
أنا في المثنّي كصورة الإنسان
شمس وقمر، أنثي وذكر
ضوء وماء
الزّمن يدندن لهما لحن أغنية ويقول
أنا أعشق المساواة والحريّة
وأعشق السّلام
وزوج الحمام
الزّمن يتحرّك فيهما بالإثنين
ويصهل في الهواء وفي الجسد
الحبّ إثنان للأبد
يا زمن ماذا تريد
من الذّاهبين إلى شجر اللّيل
كلاما كثيرا يضيئ نجوما حولك
إذا أنت حدّقت فيه قرأت الحكاية كلّها
الرّوح تدافع فينا
على الإنسان في الأرض
الرّوح تتحدّث فينا عن عطش
الحقّ والحبّ والحريّة
فأمنحنا يا زمن، زمن مضيء
لأجل السّماء
لعشيقين
يولدان من ضوء وماء
الأرض تنزف بالدّماء
وحرب الإبادة
شرّدت الرّجال وأهلكت النّساء
البشر يعبدون المال
ولا يهمّهم في الأطفال
يعبدون الذّهب
لم لا يعنيهم الحبّ ولا الموت
ولا الغضب
كن رحمة لنا يا زمن
كن شعارا مقدّس
فمن يا زمن سيرفع راية الحبّ
الثّلج صار دخان أسود فوق أرضنا
من سيزرع فينا الأمل؟
فارس أم حارس بائس
ورق العمر صار أصفر
وتاريخنا خريف مرّ
والحروب لم تغيّر
طعم الحليب
بل لوّثته وكسّرته حطبا
وجعلته فحما وأشعلته شظايا
لا أحد صار يصدّق
أنّ الكلام مرايا والمياه مرايا
والرّعد دليل واضح للضّحايا
لا أحد صار يصدّق
أنّ الحليب تاج
من نور ونار
فوق صدور الصّبايا
أنا زفرة حين يتكسّر حولي
عرش الحبّ
يصبح الضّوء والماء
حولي خطر
والثّلج حجر والحليب مرّ ومضرّ
فأطرز لنا يا زمن
من فضّة الدّمع
من حرير الكلام
ملكان من جمال صورتك
كزوج الحمام
يغيّران الأحلام
يهديان زهورهما
لعاشق الحريّة والمساواة
لخالق الرّيش والعود
وخالق السّلام