dimanche 28 mars 2010

عين الأنثي عمياء وجناحها مكسور

كلمة من هنا وكلمة من الماضي والماء إذا سال طاب وإن بقي راكدا تعفّن وتعكّر
البحر موج يطوي موج والكلام يطوي الكلام والآب في الإبن والإبن في الآب
والبنت في الأمّ والأمّ في البنت والحياة مسرحيّة كبري وكاتب السّيناريو والمخرج هو الحبّ
موضوع المسرحيّة هو حوار بين الألم واللّذة، بين العقل والشّعور
أحسّ وكأنّي أعيش في الإختناق ، فأقول هناك معلّم كبير يكرهني، يسخر من ضعفي
أقترب منه فيقول لي غبيّة، حمارة عودي إلي طنجرتك عوض أن تضيّعي وقتك معي
وتضيّعي لي وقتي معك في السّخافات والهراء ، أنت لست سوي إمرأة حمقاء
فكّرت أن أعضّ أذنه وأسمعه كلام لا يعجبه، فلا أنا أعجبه ولا هو يعجبني
أنا أنظر له رجلا مريضا بلا شعور ولا إحساس وهو ينظر لي إمرأة مجنونة بلا عقل
فكّرت أن أقول له أنت من أعمى عين المرأة وأنت من كسّر جناحها
فيردّ عليّ صوتا متألّما ومتوجّعا شاتما هؤلاء اللّذين يتّهمونه في غيابه وحضوره بالخيانة
أسمع صوته يقول ما ذنبي أنا في الدّجاج الّّّذي لا يفكّر، الدّجاج الّذي لا ينتفض ولا يقول لا
قد أردت دوما الإبتعاد عن الدّجاج ولكنّي لم أسلم
أنا مريض بفيروس مؤلم إسمه إفلونزا الدّجاج الأعمي ولا أحد يفهم ألمي ويفهم مرضي
آلام لا يفهمها الأطبّاء ولم أعثر لها على دواء، رغم أنّي بريئ من كلّ الأتّهامات
أكره الدّجاج الأعمي والحمير والبقر، الّذي يتعاطي العلف والماء والجنس وهو بلا عقل ولا شعور
وبلا معرفة دقيقة بالآخر و بلا إرادة
كلّ إمرأة تريد أن تنتقم من كلّ الرّجال من خلال رجل واحد
كلّ إمرأة تعتقد أنّ الرّجل هو المسؤول عن عمائها وسذاجتها
هو المسؤول عن فشل حياتها.. كلّهنّ فاشلات في الحبّ
إمرأة بلا شخصيّة ولا تعرف ماذا تريد
إن عزفت أنا عن الزّواج فلماذا تبعني وفعل مثلي هذا الدّجاج؟
ماذا أنا؟ رجل كالآخرين براءة الأطفال فيّ وفيّ وحش المتوحّشين
أحبّ وأكره مثل النّاس العاديين حرّ في أن أفعل بحياتي ما أريد
متي قلت إفعلوا بحياتكم مثلما أنا أفعل؟
هل النّاس قطيع من الغنم جبناء يقودهم راعي إسمه الرّجل؟
أليست لهم عقول يملكون بها حقّ تقرير مصيرهم بأنفسهم
أليست لهم حريّة القول والفعل؟
تضحك عن الحريّة وفي أعماقها زفرة تهزّ كيانها لوعة وحسرة وحيرة
ويتابع .. هذا الحبّ همّ كبير لم أفهمه لا بالأبيض ولا بالأسود ولا بالألوان
هذه المرأة بلا عقل ، الرّجل يقودها مثل الحمارة
الرّجال يمارسون الجنس معها كي ينسوا هموم الحبّ
تقصد يمارسون معها الحبّ بلا عقل .. نعم
إذن أنت لا تحبّ النّساء ولا تحبّ الدّجاج؟
ربّما يوقضن فيّ أشياء تؤلمني وتوجعني كثيرا
المرأة هي التّبعيّة العمياء للرّجل ناقصة عقل ودين
الخمرة أجمل منها ، الخمرة هي ربّي وحبّي وصمتي وشرودي
طالما الأنسان لم يجد الحبّ الحقيقي
حبّ حقيقي؟
ما معني حبّ حقيقي؟
أنا لا أعرفه هذا الحبّ الّذي تتحدّث عليه، أنا أعرف الخوف لكنّ الحبّ لا أعرفه
أنت تمزح هل يوجد حبّ حقيقي؟
هل هو الحبّ أن تلبس المرأة الأبيض أو الأسود أو تتعرّي مثل بظاعة وكلّ ذلك بأمر الرّجل
وتحدّ ثني عن الحبّ الحقيقي والحريّة
على من أنت تكذب؟
على الحريّة أم عن الحبّ؟
ربّما أنت تحكي عن الرّعب وليس عن الحبّ
عن السّجن وليس عن الحريّة
فالمرأة تلبس الأبيض خوفا من الرّجل أو طمعا فيه
وتلبس الأسود كذلك خوفا منه أو طمعا في شفاعته لها
وتتعرّي وتبيع لحمها خوفا من الجوع وطمعا في المال
ومعظم النّاس يمارسون العبادات والصّلوات ليس حبّا في الخالق
وإنّما طمعا في الجنّة أو خوفا من النّار
هل يفهم النّاس ما معني الجنّة وما معني النّار؟
هل يفهمون ما معني الحريّة وما معني السّجن؟
هل يفهمون ما معني العشق وما معني الزّناء؟
هل يفهمون ما معني إنسان وما معني حيوان؟
متي قالت السّماء أنّي أعاقب العشّاق أو المحبّين لبعضهم البعض؟
متي قالت السّماء أنّ المرأة ملكا خاصّ للرّجل يفعل بها ما يريد؟
في رسالة الإنجيل النّص يقول : المرأة والرّجل واحد
في رسالة القرآن النّص يقول إن خفتم ألاّ تعدلوا فواحدة
هل الحبّ هو الخوف؟
هل هو السّلطة؟ هل هو التسلّط على حقوق الآخر وعن مشاعره
الخوف أحيانا يصنع المعجزات
ومن الخوف تكوّنت عباقرة وحظارات
ماتت العباقرة وفنت الحظارات الّتي أقيمت على الخوف والسّلطة
أين الفراعنة لم يبقي منهم سوي القبور الّتي بنوها على ظهور العبيد
تلك الحظارات تشهد عن الهيمنة والجبروت وقهر الإنسان للإنسان
ما رأيك في إنسان يناطح السّحاب وأخيه
يبيت في الجوع والبرد ولا يجد أين يسكن ولا ماذا يأكل
ما رأيك في بنوك تغصّ بالأموال والنّاس لا يجدون عمل ولا يجدون ماذا يأكلون
ما رأيك في أموال طائلة تصرف لأجل السّلاح والتّسلّح والنّاس جياع محرومين
هذا الطّفل الّذي يقتل من طرف الأنسان هل يقدر قاتله أن يخلقة ويعيده لأمّه إنسان
الإنسان لا يقدر مع الأسف الشّديد.. لكنّ الحبّ يقدر لأنّه خالقة
الحبّ هو الّذي خلق الإنسان وليس العكس
الحبّ قادر أن يحيي الأموات
الحبّ هو الكلمة الملكة هو الماء والنّور والهواء والتّراب
الحبّ قادر أن يقتل ويحيي لكنّ الإنسان يقدر أن يقتل ولا يقدر أن يحيي الموتي
الحبّ مع الخوف والسّلطة لا يثمر إلاّ الأمراض والإعاقات والآلام والأوجاع
الحبّ مع الخوف حياة مرعبة وأطفال متوحّشين ومتشرّدين ومقعدين
الحبّ في ظلّ الخوف كوابيس
والّذي يحبّ الآخر بصدق لا تزوره الكوابيس
الإنسان في حاجة للآخر كي يعيش معه واقعا وحلما
ولا يمكن لرجل واحد أن يعشق أكثر من واحدة
الرّجل هو الّذي كان ولا يزال يخيف المرأة ولا يتعامل معها بصدق الحبّ
يتحكّم في كلّ تفاصيل حياتها الكبيرة والصّغيرة
ولا يتركها تصنع حياتها كما تريد
هو الّذي جعلها دجاجة وحمارة وبقرة وجعل نفسه عليها وكيل وربّ وسيّد
وهي لا تعرف إلاّ الإستسلام والبكاء
الرّجال يعتقدون أنّهم بالعنف أقوي من النّساء
لكنّ الدّجاج الأعمي كما تقول يوقع الدّيوك المغرورة في العبوديّة والسّجن
هل رأيت ديك إستطاع أن يطير؟ الدّجاجات هنّ الّواتي يتحكّمن في مسألة الحريّة
كلّ إنسان أراد أن يكون ربّا متسلّطا في بيته
حرم من نعيم الحريّة والرّاحة مع نفسه ومن نعيم محبّة السّماء والنّاس إليه
وكلّ رجل كان مع المرأة متسلّطا وكاذبا كانت له خوف ورعب وكوابيس
المرأة هي الحبّ والحريّة وليس الرّجل، هي النّور والرّوح،
هي الأمان والحنان والعطاء والخصب
هي الشّمس العذراء والأرض العذراء، والكلمة العذراء هي الأمّ والحياة
الرّجل هو الآب، هو منبع السّلطة العمياء والحرب العمياء والسّجن والعنف والخوف
ومع الحرب والسّجن والعنف هذه المرأة الرّقيقة أصبح لها أنياب
المرأة حوته ذهبيّة والبحّار الماهرهو الّذي يعرف فنّ العوم والغوص معها
في أعماق عقلها وشعورها لكي يعرف هل يتطابق الشّكل مع المضمون
المرأة حمامة ذكيّة والرّجل الماهر هو الّذي يجعلها تحطّّ على كتفيه، وهي مرتاحة البال
وتختاره من بين كلّ الرّجال لا ينفع العنف مع المرأة ولا الخوف ولا ينفع شراء حبّها بالمال
الطّيور على أمثالها تقع
العنف أو شراء الحبّ بالمال يعني الزّناء والزّناء سجن وعبوديّة
مفهوم الحبّ سطحي جدّا عند النّساء والرّجال
ولا يعني النّور بل يعني الظّلام
لا يعني الصّدق بل يعني الكذب
نعم الحبّ جعلني كارها للنّساء، أشرب الخمر ليلا نهارا
سرت مدمنا عن الكيف والخمر
الحبّ لعنة والنّساء لعنتي، كلّ حبّ أنساه بحبّ آخر
وكلّهنّ في الهواء سواء
المرأة في الحبّ قشرة فارغة والرّجل في الحبّ معها متوحّش
هكذا هو الحبّ حين يعيش في الضّغط والملكيّة والسّجن
كيف تطلب من سجين أن يكون صادقا مع السّجان؟
كيف تطلب من الحمام أن يعشق الأقفاص الحديديّة أو الحجريّة
المرأة في السّجن كاذبة وخائنة ومتوحّشة ولها كلمة مؤلمة وشرسة
فهي سجينة واقع كاذب ومتوحّش وظالم
تخاف من الرّجل السّلطة، الرّجل الأب، الرّجل الأخ، الرّجل الدّين، الرّجل الشّارع
وهل يكون هناك حبّ وراحة نفسيّة في ظلّ كلّ هذه المخاوف وهذا الرّعب
الخوف ركب على الجميع والقلوب سكنها الظّلام
ولست أدري هل هو الحبّ أصبح مخيف أم الإنسان ؟
حاشا الحبّ إن كان مخيف لكنّه في الخوف والرّعب يصبح كذلك
أنا لست مسؤول على ما يفعله النّاس بإسم الحبّ والحقّ
ماذا سيقولون عنك يا تري؟ سيقولون أنّك إبن زانية وإبن عاهرة
وإنّك ظلمت النّاس ولم تكن لهم ربّا رحيما
كنت دائما مظلوما من النّاس، كنت دائما متّهم، كنت دائما مقهور
أتشرّف كثيرا بما يقوله أحبابي عنّي فأمّي فعلا زانية وعاهرة
لكنّ الكلمة الّتي تخرج من شفاههم كيف هي أحوالها؟
هل هي شريفة أم زانية؟
الّذي يرمي نفسا بالحجر عليه أن يرمي هذا الحجر على نفسه أوّلا
الشّمس والكلمة العذراء نبيهة لما يقولون لو كانوا يعلمون
حان الوقت لكي أرتاح كفايا ما تحمّلت بدون ذنب آلاما وجراح
هذا الزّمن هو زمن إجترار الأفعال
والنّفس لا تقدر أن تتحمّل آلاما أكثر من طاقتها
الإنسان روح وكلمة أمّا الجسد فله عمر مهما طال قصير
فلا الرّوح تموت ولا الكلمة تموت، وهما أهمّ ما في الإنسان
فالرّوح والكلمة الّتي عملت الفنّ لأجل الفنّ لا تزال حيّة تطربنا
والتّي عملت العلم والطّب لأجل العلم والطّب لا تزال حيّة تنفعنا
والّتي عملت التّاريخ لأجل التّاريخ لا تزال حيّة ترشدنا
والّتي عملت الجغرافيا لأجل الجغرافيا لا تزال حيّة تعلّمنا
والّتي عملت السّياسة لأجل السّياسة لا تزال حيّة تذكّرنا
ماتت الأجساد وبقيت أرواحهم وكلمتهم حيّة على مرّ التاريخ
ورجل واحد لا يقدر أن يكون ملمّا بكلّ هذه المعارف وعمره قصير
لكنّ المشكلة الأساسيّة هي المشاكل الّتي يعاني منها الرّجال والنّساء
في مسألة الحبّ والحقّ والحريّة
مشاكل كبيرة فعلا
ما رأيك بإمرأة لا تطلب من الرّجل إلاّ الصّداقة؟
الجنس رغبتها فيه قليلة، الجنس عقدتها الكبيرة
الجنس هو وجعها وألمها الّذي لم تعثر له على دواء
فهي تؤمن أنّ الرّجل لا يقبل أن يصادقها إلاّ لأجل الجنس
هل يوجد رجال يقبلون صداقة المرأة بدون التّفكير في نصفها الأسفل؟
أحسّ بحرج الرّجولة في مثل هذه المواقف
المرأة بالنّسبة للرّجل جنس مخالف وليست صديقة
المرأة بالنّسبة للرّجل هي كلّ شيئ إلاّ رفيقة
الرّجال لا يثقون في النّساء تلك هي الحقيقة
إذا اللّعنة على من؟
اللّعنة على من إذا جرت أرنب يجري ورائها ذئب
اللّعنة على من إذا تعرّت إمرأة يجري ورائها وحش
أنا أبحث عن صديق يحمل معي قصّة جنوني ومرضي وغضبي وشرودي
وليس لي ما أعطيه إلاّ سجارتين وزجاجتين من عصير الشّعير
وأقول له
أنّ اللّه خلق المرأة ليختبر بها الرّجل وخلق الرّجل ليختبر به المرأة
وإنّ الرّجل يحترق ويتألّم بالمرأة والمرأة تحترق وتتألّم بالرّجل
الإثنين في الجحيم الإثنين في نظر الحبّ حيوانات
فلا هي تملأ عقله وشعوره ولا هو يملأ عقلها وشعورها
هو سجنها وهي سجنه، هو حريّتها وهي حريّته
أين هو الحبّ؟
لا يوجد في وقتنا هذا الحبّ، الحبّ بريق كاذب إسمه الذّهب
الحبّ أسطورة
الحبّ متألّما يعزف لحن الوجع للعالمين
ويقرأ أحلام الحالمين بالحبّ والحريّة
أين هو ؟
كي نسمّر يداه مثل المسيح على الشّجر
أو ندفنه إن كان برقا أو رعدا تحت الحجر
الحبّ يسخر من تفاهات البشر
الحبّ خيال، الحبّ حرّ
إن سأله أحدكم من أنت يا حبّ يقول له أنا أنت
الحبّ حرّ وهو غير مسؤول عن غباء البش
روحا وكلمة هو الحبّ ، برقا ورعدا هو الحبّ
الحبّ فينا يعيش، وفينا يسكن وفينا يتألّم وفينا يحزن وفينا يفرح
كم أنا في حاجة إلى صديق حين يولد في نفسي توتّرا شبيها بحيوان في قفص
في حاجة إلى صديق أنظر معه إلى السّماء،
إلى الطّيور وأقول له لماذا نحن في نظر الحبّ قشور
أنا في حاجة لصديق نفيس توقظه الكوابيس ليحلم معي في المنام واليقظة
في حاجة إلى صديق يسألني ما هي مشكلتك وما هي مشكلتي؟
فأجيبه مشكلتنا يا صديقي هي تلوّث الدّم وتلوّث الحليب
وتلوّث الماء والهواء
وفقر العقل وفقر الشّعور وفقر الكلمة
وفقر الحبّ وفقر الحقّ وفقر الحريّة
فهل الغناء أصبح لا يعني إلاّ المال والجنس والجمال المصنّع؟
في حاجة إلى صديق يقسم معي خبز اللّه ونور اللّه وأنسي معه أنّني فقيرة
هذا الحبّ أريده إنسان حيّ يسكن ظلّي
وليس وحش ميّت لا أعرفه أو شبح أو حيوان يخيفني في منامي ويقظتي
فأنا عاشقة للإنسان وروح الإنسان وكلمة الإنسان وفنّ وسياسة الإنسان

Aucun commentaire: