mardi 16 mars 2010

الخروف

يعيش الخروف في
متاهات الظّروف
ينام على القشّ
ويتذكّر مسكنه القديم
أيّام كان محتفلا
بغيث الرّبيع الجميل وشمسه
الخروف يستعيد ذكرياته
بمزيج من الفرح والحزن
الخروف كان شامخا أمام
أمّ حرّة
أعطت له كلّ شيئ
ولم يعد لها ما تعطي له شيئا آخر
إلاّ القشّ
ينام فيه عند الأصيل
كي يكون له في دفئ القشّ
عمق الأحلام
الخروف لم يتحضّر بعد
ولم يفهم حضارة القشّ
لم يذكّره عشّ القشّ
أنّ العصافير تستمدّ الألفة في الحياة
فوق الشّجر من القشّ
وتخرج من أعشاشها البسيطة
بحركات رشيقة
متناسقة وأصوات رقيقة
تدوّخ مشاهديها
الخروف على الأرض هائما متألّما
يعيش في متاهات الظّروف
لا يفهم معاني القشّ ولا معاني العشّ
يبني قصورا ضخمة من حجر
لها أبواب من حديد
و يبني قبورا من حجر
لا تدخلها الشّمس ولا الهواء
الخروف في السّجن ضحيّة الحريّة
الحريّة بالنّسبة إليه ليست سوي
متعة جنسيّة
يشتريها من السّوق
ويضعها في القفص الحجري والحديدي
فهذه الحريّة في الحقيقة
هي ملكة نائمة قربه
مثل ساعة فوق الجدار
تضيئ عليه كلّ يوم
ساعة الإحتظار يقول الخروف" باع
تجيبه ساعة الجدار
ماذا بعت أيّها الخروف؟
بعت الحريّة وإشتريت السّجن
بعت الوفاء وإشتريت الخيانة
بعت الصّدق وإشتريت الكذب
الخروف جدّا مؤمن بالحبّ
الدّنيا على قرنه الأيمن
والآخرة على قرنه الأيسر
له كلمة لا بأس بها حين يتكلّم
لكنّه يجهل الكلام
عن الملكة الّتي ترضع
حليب العصافير
الخروف لم يكن شجاعا
إلاّ في فراشه مع الأنثي
لذلك هذه الأنثي لا تثق به
في مسألة السّعادة
وفي مسألة الصّدق والوفاء
سعادته معها منفلتة لا عقل لها
حمامة بيضاء خائفة
لا يكاد يقترب منها حتّى تطير
لا يكاد يصلها حتّي تغيب
هو كسول جدّا في حقّها وظالم
يريدها حجرة، شجرة، حشرة
أيّ شيئ آخر إلاّ حرّة مثله
فهو يريد نفسه على حسابها عصفور
الخروف الإنسان
تألّم على عود الشّجر
لأجل البشر
هل خلقت لنا الشّمس والبحر
إنسان عصفور؟
بلى هذا الإنسان لا يزال هائما متألّما
مصلوبا على عود الشّجر
لأجل المساواة والحريّة
حاشا الذّكر الإلاه أن يتزوّج من أنثي
تعاليم الدّين
حاشا الرّجل أن يؤمن بالمرأة
ويعطيها حقّها المادّي والمعنوي
تعاليم الأسرة والمجتمع
أيّها الإنسان
من الأنثي رضعت الحليب
أنثي وذكر
من الحياة رضعت حليب
الخير والشرّ
من الكلمة العذراء ترضع حليب
الحريّة أو السّجن
ماذا فعلت بالمرأة؟ أمّك
ماذا فعلت بالحياة؟ حبّك
ماذا فعلت بالكلمة؟ سرّك
أمّا أباك فأنت تعلم
أنّه يموت عشقا و صدقا ووفاء
ويفدي بروحه الزكيّة أمّك
الرّضاعة هي أمّك ثمّ أمّك ثمّ أمّك
حقّا هي أمّك
والحقّ حليبها الصّادق
حبّا هي أمّك
والحبّ حياتك الصّادقة
حريّة هي أمّك
والحريّة كلمتك الصّادقة
فكلّ غيمة وكلّ دمعة حزن من عينها
هي منك ولأجلك
وكلّ قطرة ماء وقطرة دمّ وقطرة حليب
تكوّنت وأصبحت
إنسان يبكي ويضحك ويحلم
كانت في رحم أمّك
أيّها الإنسان
أعطها حبّا مثل حبّها
وكلمة من ثغرك الجميل
حلوة وصادقة مثل حليبها
ودمّ من قلب عطوف مثل قلبها
وماء جميل مثل دمعها
وخذ الباقي
هل كانت حياتك ووفاتك لأجل أبيك
أو لأجل أمّك؟
أيّها الإنسان
ماذا رضعت من أبيك
وماذا رضعت من أمّك؟
من أنت؟
بدون حبّ أمّك
وعشق أمّك وصبر أمّك
من أنت بدون ضوء وماء
بدون أمّ وآب
أيّها الإنسان إنّك فرح
إنّك قوس قزح
إلاهي لماذا يومنا وعمرنا
يبدأ ضياء
وينتهي ظلام وعياء؟
لماذا الإنسان يولد كالهلال
وينتهي كالمحال
ولا يبقي منه إلاّ الكلام؟
لماذا الزّواج عندنا
يبدأ نغم وينتهي ندم ؟
يبدأ نعم وينتهي لا
لماذا ميلادنا يبدأ فرح وينتهي حزن
ألاهي متي ينتهي الشّتاء ويأتينا الرّبيع
متي ينتهي اللّيل ويأتينا الضّياء
متي يولد في نفوسنا الفرح
متي يفهم العشّاق
ما معني قوس قزح
متي يفهم العشّاق
أنّ الحبّ يموت في الملكيّة ويحزن
ولا يعيش ولا يفرح إلاّ في الحريّة
متي يفهم العشّاق
أنّ الحبّ يموت
مع الكذب والخيانة ويمرض
ولا يعيش ولا يكون معافي
إلاّ مع الصّدق والوفاء
الإنسان حرّ
لأنّه إبن الضّوء والماء
وإبن الكلمة
والكلمة حريّة الإنسان
ومسؤوليته
بأيّ حقّ تسجن المرأة
مع رجل لا ترتاح معه
ويسجن الرّجل مع
إمرأة لا يرتاح معها
من بيده قرار السّجن
الحبّ أم الإنسان؟
من بيده قرار الملكيّة والعبوديّة
الرّجال أم النّساء؟

Aucun commentaire: