mercredi 24 mars 2010

الحبّ بالأبيض والأسود

رجل لا يثق بالنّساء
شعوره يعزف النّقاء والصّفاء
تعيش في خياله حمامة بيضاء
غير متجسّدة على أرض الشّقاء
بالنّسبة إليه
يتألّم ويموت ولا يشرب
كأس الحبّ مع إمرأة يتّسخ بها
وتفوح في ثيابه منها روائح اللأخطاء
وتتسرّب إليه منها العفونة
الزّواج منها يعني
أطفال يتغذّون من الرّذيلة
أطفال مقعدين
عبيد غير متحرّرين
لا يحبّ الزّواج
من إمرأة تشبه الفاكهة
ما إن تقطف وتوضع
في ثلاّجة العلاقة الزّوجيّة
حتّي تتعفّن
ويتغيّر لونها وتفسد
إمرأة كيفيّة شراءها
كقطعة حلوي سهل
لا تصلح إلاّ للجنس والولادة
والإنكباب كالّدّجاجة على الأبناء
تستهلك جسدها
لأجل الإغراء والشّقاء
هذه المرأة الوقوع معها في الزّواج
يعني الوقوع في الرّذيلة
يعني الوقوع في الخطيئة
فالحرّ إن تزوّج منها توقعه في العبوديّة
وتحرمه من نقاء الهواء والحريّة
فالمرأة لها طعم مغر
حتّي في أحقر ظروفها
رجل يعيش حياته ساخرا
لا يغامر مع المرأة
وليست له معها تجارب
رجل لا يفهم المرأة ولا يفهم
مشاعر النّساء
بالنّسبة إليه الألم والموت
هما العدالة والرّاحة المنصفة له
فهو يموت لأجل المرأة
النّور الخارق
المرأة الطّاهرة
الّتي ليس لها تجارب جنسيّة
في الحياة
إمرأة كالشّمس تعبد من بعيد
إنّه البدر في بهائه وأمّه
لم تنجبه من الجنس
وإنّما أنجبته من الهواء
وهو لديها من خيرة الأبناء
لا يحبّ إلاّ أمّه حيث لا يصدّق
غيرها من النّساء
ماذا تقولين له أيّتها المرأة المسكينة؟
أبلّغ للبدر سلامي
وأقول له أنا أمام البحر حبّة رمل
تهتف بمن أبدعها
جسدا وروحا
إنسان
أنا أمّي أنجبتني
من الحبّ وليس من الهواء
من اللّذّة والألم
من الفرح والحزن
من السّعادة والشّقاء
من الضّحك والبكاء
من الخريف من الرّبيع
من الصّيف من الشّتاء
من الضّوء من الماء
من التّراب من الهواء
وأعطتني إسم من أجمل الأسماء
وكلمة وأصابع عشرة
وأوصتني أن أكون
في خدمة الزّوج والأبناء
فهل تغفر يا تري أخطائي؟
أقول للبدر أنّ الورد
لا ينبت في النّظافة
الورد يقتله الثّلج
فهو يحبّ حرارة الشّمس
ولا يكون جميلا وله روائح عطرة
إلاّ حين يزرع في الأوساخ
من حسن حظّ هذا الرّجل أنّه حين
مات لأجل الهواء والحريّة لم يكن
يعاني من أيّ مرض
يجعله يتألّم لأجل أنثي
أعطت له الحياة
لكي يعيشها بكلّ معانيها
و يعرف ويجرّب من خلالها
أنواع النّساء
ويصبح قادر عن قناعة
أن يقول" آه ولا
المرأة هي وردة
لا تحبّ الرّجل الثّلج الّذي
ليست له تجارب في الحياة
المرأة تحبّ الرّجل الّذي يختارها
من بين آلاف النّساء هي بالذّات
وهي تختاره
من بين آلاف الرّجال هو بالذّات
الحياة جعلت لأجل التّجارب والمغامرات
والعشق هو الموت لأجل البحث
عن النّصف الآخر
نصف يقول فيه الرّجل
هذه المرأة هي أنا ،هي روحي الثّانية
وتقول فيه المرأة
هذا الرّجل هو أنا هو روحي الثّانية
لكنّ الرّجل لا يبحث عن الحريّة
بل يبحث عن العذريّة والطّهارة
والملكيّة وكيفيّة سجن المرأة
في قبر مظلم وموحش من الحجر
الصوّان
أقول للبدر
أنّ البحر يختزن
حرارة الشّمس كلّها
لكنّه لم يخلق لنا لحدّ الآن طائرا
إسمه كاره النّساء أو عاشق النّساء
يرقص أو يسبّح في الهواء وحده
ليجمّل السّماء
فلو كان للهواء إبن إسمه الإنسان
فلماذا لأحبابه لا يظهر؟
لا يمكن أن يطير طائر
وعين الأنثي عمياء
لا يمكن أن يحلّق عصفور
وجناح الأنثي مكسور
الرّوح القويّة تنقلنا من حلم إلى حلم
ومن مغامرة إلى مغامرة
والإنسان سيّد رغباته
وسيّد حريّته
الإنسان في علاقته بالآخر " آه و لا
دور الحبّ هو الصّعود بنا إلى الأعلى
أو النّزول بنا إلى الأسفل
يبدوا أنّ المرأة الملاك
المرأة النّور الخارق
قد خانت هذا الرّجل الصّادق
فهي تضيئ على غيم معتقداته
البيضاء والسّوداء
لتقول له أنّ العشق ليس
أبيض ولا أسود وإنّما هو بالألوان
المرأة النّور الخارق خيال
الرّجل النّور الخارق خيال
كلاهما يبحث في الآخر عن الصّفاء
كلاهما في السّجن
يحلم بالهواء والحريّة
هو يعشقها ملكيّة وليس حريّة
وهي تعشقه متحرّر وليس سجّان
هو لها رعد وخوف وهي له برق
هو لها غيم وهي له قوس قزح
ظنّ أنّ السّعادة معها في الزّواج
لكنّ السّعادة معها في العشق
الحبّ بالأبيض والأسود
غيم كلّه أحزان
تبرق عليه الشّمس
وتفرقعه
بحرا وبرّا وجوّا
ألحان وألوان
فكّر في اللّون أيّها الإنسان
فالنّساء ألوان
والرّجال ألوان
أيّ لون يحرّك شعورك
وأيّ طبع يحرّك وجدانك
لا حريّة للرّجل على حساب المرأة
ولا يمكن أن ينال
على حساب تضحيّاتها
سلطان
لا سلطة بين الرّجل والمرأة
إلاّ بريق أو برق الحبّ
لا يمكن لنا أن نعلّب البرق والعشق
كي يصبح الحبّ كدودة تتآكل
في شريحة لحم ميت... فاسد
ومتعفّن.. بلا شعور ولا إحساس
الحبّ نوع من الإصطدام العشقي
ليس لنا عليه إحتكام
عصفور هذا الحبّ حين يخفق في قلوبنا
فكيف قتلناه؟
كيف من قلوبنا طردناه؟
كيف ضعنا وكيف ضيّعناه؟
كيف إختنقنا في التّراب والحجر
حين خنقناه
لا يمكن لنا أن نعشق أيّ جثّة
تمرّ أمامنا بدون أن يكون لنا شيئ ما
يجذبنا لذاك الشّخص كالبرق
وهذا الشّيئ هو الحبّ وليس الجنس
شيئ يوقع قلبين في شراك الهوي
قتصبح الكلمة تنطق الصّدق
وليس الكذب
فالفرق بين الحبّ والجنس
هو الفرق بين الإنسان والحيوان
الكلمة في الملكيّة تتعفّن وتفسد
الكلمة في الحريّة تكون
حيّة مغذّية ونافعة
لذلك نحن بدون حريّة متعفّنين
كلمة وروح وجسد
نحن أموات، حيوانات
نتعاطي العلف والماء والجنس طالما
لسنا أحرار
العيب أنّ معظم الرّجال
ينظرون للمرأة
شكلا وليس مضمونا
يذوبون أمام جسدها كقطعة سكّر
بعد ذلك يحمّلونها هي المسؤوليّة
ويقولون عنها ما يقولون
فنحن في أرض الشّقاء
والألم والموت والمرض والتّعب
تحت الغضب والموت
ماذا أريد؟
أريد أن أكسّر كلّ تقاليد الفرح الكاذب
الّتي لا تقول الحقّ والحبّ والحريّة
للجنسين
أريد ناس رئيسهم هو برق وصدق الحبّ
وقانونهم العشق والإحساس

2 commentaires:

Anonyme a dit…

[أنا أمّي أنجبتني
من الحبّ وليس من الهواء...وأعطتني إسم من أجمل الأسماء
وكلمة وأصابع عشرة]
أظن أن عبارتك هذه قد أوجزت عشق المرأة لذاتها!

Taammoulat a dit…

صديقتي الشّعر والعشق والفنّ يجعل الإنسان عاشقا للخالق من خلال نفسه فكيف المرأة لا تكون عاشقة لذاتها وقد جعلها اللّه أمّ