mardi 9 mars 2010

الزّمن يغيّر الأحوال

مع الزّمن كلّ شيئ يتغيّر
مع الزّمن كلّ يوم تتساقط أزهار ملتهبة
كلّ شيئ مع الزّمن ينتهي فجأة
أنتم يا من لا تؤمنون بالصّوت
سيأتي يوم ويهرب الصّوت منكم
حينها ستشعرون بالألم
تكذبون بأصواتكم عن الحقّ
تكذبون بأصواتكم عن الحبّ
ألم كبير كبير حين نري الأموات
حين نري الأسياد
حين نري الأرباب
مثلهم مثل هؤلاء التّعساء
المتشرّدين والمحرومين والأغراب
في مغارة تحت الحجارة
لا يتكلّمون كأنّهم فقدوا حرارة الحياة
نائمون يتذكّرون الدّيون
ديون الحرب والحبّ
والموت يعطيهم مترين من التّراب
ويقف فوق رؤوسهم
يذكّرهم بالعدل والمساواة
وأنّ الأرض للجميع وليست لأحد
وأنّ كلّ البشر في رحلة الحياة عابرون
أنتم يا من تكدّسون الأموال كالجبال
على ظهور العمّال
ففوق الجبال الرّيح تعوي قويّة باردة
فيها صوت كلّه غضب
فكثرة الثّراء ثقل على القلوب كلّه شغب
إذا كانت الحياة بالمال أمامكم مشرقة
فخلفكم ليل وسجن من ذهب
إذا كانت الحياة أمامكم لأجل المال حزينة
فخلفكم فجر كلّه حبّ وطرب
أنتم يا من تتاجرون بالعباد
وتكذبون بأصواتكم عن الحبّ
سيأتي يوم ويهرب منكم الحبّ
شرّدوا، أقتلوا، صادروا حقوق النّاس
كلوا العرق
فذاك العرق من جبين إخوانكم
آلم وشقاء وأرق
لكم قلوب لا أدري بماذا أقارنها
كأنّها من حديد أو من حجر
أمام الحبّ كلّنا سواء
ومأساتنا حين تدقّ ساعة النّهاية
لا نجد في صندوقنا إلاّ الماضي
نختار منه الهدف
والهدف واحد هو كيف نكون بعد الإنسان
يسيل الكلام كالنّدي
من عروقنا
يقول قصيدة كأنّها من السّماء البعيدة
هذا الكلام الّذي كان يخبّئه لنا الزّمن
في سعال كالبريق
كان يلمع به من الشّفاه ويبتعد
لكي حين يلاقينا يعيد على مسامعنا
أناشيدنا ذاتها
ثمّ يملؤه الرّحيل ألوهة
الأحبّة هاجروا، الأحبّة ماتوا
ولم يتركوا ورائهم إلاّ الكلام
كلام متجسّد بأفعال
والأفعال إمّا حصاد قلب لوز طيّب
وإمّا حصاد قلب لوز مرّ

Aucun commentaire: