mardi 9 mars 2010

عش أيّامك عشقا

إرتدي الأزهار الّتي تبوح بعشقك
فأنّ الموت عاشق للأزهار مثلك
أنظر في المرآة إلى لون عيونك
إلى الضّوء إلى الماء
إلى الهواء إلى التّراب
كلّ شيئ يقول لك إنّني حيّ
أنظر للشّفاه حين تتكلّم حين تغنّي
فلا بدّ أنّها تحرّك فيك شيئ
عش أيّامك عاشقا
وأكتب العشق على كلّ شيئ
وأهرب إلى ملاك النّوم
جرحك وردة بيضاء أو حمراء
يسير بلا ندم ولا عياء
جرحك زوج حمام يغنّي للسّلام
عش العشق فرحة لقاء
وأبحث عن مكان أعلى من مكانك
وزمان أجمل من زمانك
عش العشق على أهبة الفجر
مع الأطيار والأشجار والأزهار
والأنهار
في هيبة الصّباح القويّ البهيّ
عش العشق بعقل منير وقلبا مشرقا
كن شجرا مشبّعا بالثّمر
كن زهرا مشبّعا بالعطر
كن طيرا مشبّعا بالطّرب
كن نهرا مشبّعا بالحبّ والعطاء
كي لا تكون عند الغروب
بلا حصاد جيّد وبلا رجاء
عمّا قليل سيأخذك الموت
ليفحص عقلك وقلبك
ثمّ يعيد زرعك
فأرجع إلى ذكرياتك
وأسأل نفسك
إلى أين يركض بك المنام
إلى الملكيّة أو إلى الحريّة
عش العشق موتا
فالموت يحفظ سرّك
وأنتصر بالعشق
على موت لا يموت
وحبّ لا يفني
يعبد ما تقول
هو الإلاه وأنت الرّسول
إنتصر بالعشق
فهذه الشمس تشرق لأجلك
وهذا المطر ينزل من السّماء لأجلك
وخيرات التّراب والبحر والجوّ لأجلك
لكنّ مأساتك
أنّك تكفر بكلّ ذلك
و لا تؤمن إلاّ بنفسك
فمن أنت بعد منفاك في جسد الإنسان؟
أعرف أنّ لا شيء سيرافقك
عندما يأتي المساء
إلاّ عشقا يخرج من جلدك طائرا
كما يخرج الزّبد من البحر كرغوة الحليب
ثمّ يهبط لك بكلامك وعشقك
من نفسك عدوّك
من نفسك حبيبك
فأعشق الموت كما تعشق الحياة
هذا الموت عاشقا للمساواة
وهذا الإنسان عاشقا للحريّة
فأيّ حريّة للإنسان
بدون تحقيق المساواة وأيّ حياة

Aucun commentaire: