samedi 6 mars 2010

جنون العقل

الجنون يجعلنا نتقدّم
الجنون يجعلنا نتطوّر
يجعلنا نحلم بفكرة الطّيران أعلى
راسمين إشارة النّصر الجريحة
نحو الحريّة
يجعلنا الجنون نرحل إلى النّجوم
ثمّ نرجع ونهرب
إلى الحرب إلى الدّم المسفوك
راسمين بالحرب إشارة النّصر الجريحة
نحو الحريّة
نجلس ونفكّر وحدنا نتذكّر الموت
كيف ننتصر على هذا الموت
لا أحد رجع من الموت
ما العمل؟
يجب أن نفكّر في عقل لا يموت
لأجل ماذا؟
لأجل أن نعوّض به
عقل من تراب وماء يموت
لا شيئ إلاّ الضّوء يحرّك الأشياء
يجب أن نخلق بالعلم
إنسان أخر بعقل آخر لا يموت
إنسان يقدر أن يصعد
إلى السّماء وينزل
أقلّ إحباط من البشر
البشر يخافون من الموت
إذا يلزمنا من لا يخاف من الموت
نقدر به أن نغزوا الفضاء
ونهرب من الأرض
باحثين على عوالم أخري
هذا فيما يخصّ الجنون العقلي
والأفكار العلميّة المتقدّمة
لكن هناك جنون آخر
وهو جنون القلب والشّعور
هذا الجنون يجعل الإنسان حين ينام
يكتشف في منامه
أنّه قادر على الطّيران
ليس بالجسد لكن بالرّوح
هل هذا النّصر يحقّقه الإنسان
بالعقل أو بالقلب أو بالرّوح
لا نعلم
لكن هذا المخلوق الّذي يريد أن يخلقه
الإنسان بعقله في المصانع والمخابر
إنسان لا يشعر
هل سيركع للإنسان الطّبيعي
أم سيدمّره من على وجه الأرض
بالتّأكيد سيدمّر الإنسان الطّبيعي
ويحرمه من الحلم
هكذا أصبح الإنسان يفعل بعقله
ما لا يفعله الموت به
الموت فيها الخير والشرّ
أمّا هذا العقل كلّه شرّ
لأنّه كافر بالإنسان والطّبيعة
الضّوء أبيض
الضّوء أسود
بالشّعور والحبّ نحلم لكي نتحرّر
روحا قبل الجسد المادّي
بالعلم والحرب نحلم لكي نتحرّر
بالجسد المادّي قبل الرّوح
هل الحريّة عن طريق الحبّ؟
أم هي عن طريق الحرب؟
أنا لا أفهم العلم ولا الفلسفة
ولا أفهم لغة الحساب
ولكن عقلي الصّغير يقول لي
أنّ الشّمس وجدت قبل الأرض
واللأرض وجدت قبل الإنسان
الرّوح مثلها مثل الشّمس
وجدت قبل الجسد
والكلمة مثلها مثل الأرض
وجدت قبل الأشياء
قبل أن نخلق يجب أن نعرف
ماذا نخلق
كما أنّنا يجب أن نسمّي الأشياء قبل
خلقها
وهل سوف نخلقها لأجل الإنسان
أو لأجل الشّيطان
متي أصبحنا نصنع الأشياء قبل
أن نعطيها روح
ونعطيها كلمة ونعطيها معني
وما معني أنّنا نخلق إنسان آلة
لا يحلم ولا يشعر ولا يخاف
ولا يبكي ولا يضحك
ولا يحزن ولا يفرح ولا يتذوّق الأشياء
إنسان مهمّته تقديم خدمات
للأغنياء أصحاب رؤوس الأموال
الحاجة تدفعنا في هذه الحياة
كي نفعل الحسنات والحماقات
هناك من هو بحاجة
أن تكون له أجنحة مثل العصافير
وهناك من هو بحاجة أن يقتل العالم
ليصنع صاروخ يحمله للفضاء
العصافير موجودة
والصّواريخ موجودة
أيّهما أجمل يا تري؟
الصّواريخ حين تقترب
من الشّمس تنفجر وتحترق
أمّا العصافير فتستقبلهم الشّمس
بالدّفئ والضّياء
ويستقبلونها بالأناشيد
لأنّ الصّواريخ صنعت
وطارت على حساب
الجياع والمحرومين
والمرضي والمتعبين
والأمّيين والمتشرّدين
في حين هؤلاء العصافير
حياتهم بسيطة ومعيشتهم جميلة
ويرضون بالقليل
وليست لهم ديون لغيرهم
متراكمة فوق ظهورهم
تعويض الإنسان الطّبيعي بالآلي
يعني تدمير الإنسان والطّبيعة
وتدمير الحبّ والحلم
فأن إستطاع الإنسان بأصابعه العشرة
وعقله أن يدمّر الحياة على الأرض
فهو غير قادر أن يدمّر الكون
لذلك الطّبيعة ترفض أن تمنح للإنسان
اليدين والأجنحة معا
حرمت العصافير من اليدين
والإنسان حرمته من الأجنحة
الكمال باليدين والأجنحة
على ذلك يتنافس المتنافوس
العقل والشّعور

Aucun commentaire: