mercredi 3 mars 2010

يا بحر

يا بحر قلبي مليئ
بريئ مضيئ
وأنت بعض أناي
أكره السّجن ولا أكرهك
أكره الغدر ولا أكرهك
في المنفي لنا لغتين
لغة النّار ولغة الماء
يخزنان أصواتنا
يقيمان عالمهم فوق عالمنا
كلّ يوم يشربان منّا
حتّي نمضي إلى حدفنا
ستحسن صنعا يا بحر
لو إخترت من هذا العالم
قلبين، روحين، شخصين
كزوج الحمام
لأجل المحبّة لأجل السّلام
أيّها الثّائر ألم تتعب
وقد إمتلأت بكلّ أسباب الرّحيل
والملح على جدار البيت متمّم
للولادة أينما وجدت
ووعد الدّرب دمعة
وحسرة وحيرة وحرقة
لماذا ولدنا نبكي
ألأنّنا نزلنا بالألم إلى
حدائق المنفي
يسبقنا الحزن والشّقاء
في زمن دائريّ
نجهل فيه الأمام
ونجهل الوراء
خذني برفق يا بحر
إلى الموت ضاحكة
كأنّي أحمل عطر النّدي
كي يتنفّس قلبي الهواء
خذني بحبّ مسيحا جريحا
خذني بذوق حمامة بيضاء
خذني من فراشات حلمي
لعلّني أصبح أغنية المساء
لعلّ الحبّ يصبح أمل اللّقاء
أيّ زمان تريد يا بحر أيّ زمان
كلّما غصت فيك وجدت إمرأة
في الشّقاء في العجز في العياء
تحلم بالحريّة تحلم بالهواء
ألم تشعر بها حين تبكي
ألم تشعر بها
كلّ يوم أراها توقد النّار
في قمر بارد
هداياك يا بحر تفيض
على العابرين
تقول أنّنا مختلفين، مخطئين
في سرير العاشقين
هل فكّرت في حليب
لا يتغيّر طعمه
كعطر الياسمين
هل فكّرت في ماء لا يتغيّر لونه
وطعمه كماء الثلوج
واو هو الحليب أبيض
هو الثّلج أبيض
يسبّح للصّدق والوفاء
نحن من نحن يا بحر
ماذا لنا؟
لنا تاج الغبار يعبد الغيم الّذي
يسيل من السّماء
لا تقتل العشب والورد والأشجار
والنّساء بالملح أكثر
وإضحك لنا كي تضحك السّماء
كفانا ضجر، كفانا دموع
فهل خلقنا إمّا للحريق وإمّا للغريق
نريد أن نري عرش الحبّ
كملتقي ضوئين
كملتقي ثديين
كملتقي حرفين
كملتقي بيضتين
يخرجان من الزّبد الأبيض
إلى حيث الهواء
لا شيئ أسود يعبر بينهما
السّماء لهما صافية تغنّي الوفاء
هما يضيئان لمن سيأتي بعدهما

Aucun commentaire: