dimanche 14 mars 2010

فكرة الطّيران

لا أقدر أن أصنع المساواة
لأنّي لا أفهم السّياسة
لا أقدر أن أصنع طائرة
لأنّي لا أفهم العلم
لكنّي أحلم بالطّيران مثل الآخرين
سألت السّحب
عن الطّيور كيف تطير
بكت السّحب وقالت
الطّيور يلزمها القمح والشّعير
يلزمها عقل صغير وقلب كبير
والإنسان يلزمه ضمير من ذهب
وقلب لا ينبض إلاّ حبّ
ولسان صادق لا يعرف الخيانة
ولا يعرف الكذب
قلت لا يوجد هذا الحبّ
السّياسة حرب
العلم حرب
الدّين حرب
الحبّ حلم من الأحلام
الحقّ حلم من الأحلام
الحريّة حلم من الأحلام
لكنّني أشعر بالسّلام
مع النّفس والآخرين
رضعت حليب الحنين
مع أصدقائي الفقراء الطّيّبين
تشرّدنا كثيرا وعشنا ثائرين
مسافرين مثل أبناء السّبيل
نحمل في قلوبنا الأفراح
ولا نفكّر أبدا في حمل السّلاح
قضيّتنا هي كيف نصنع الوقت الجميل
كلّ واحد منّا يشعر أنّه قتيل
كلّ واحد منّا يبحث في الظّلام عن الدّليل
الظّلم يمضغنا وليلنا طويل
قرأنا ، درسنا، فتحنا الكتب، هدّنا التّعب
مشينا حفاة، عشنا جياع، عشنا عراة
عرفنا الألم ، عرفنا الدّموع
عشنا الجنون وعرفنا السّقم
وكلّ زعيم يساندنا
نطرز إسمه كوكب
من كواكب السّماء
ونحفظ ذكراه، وتبقي روحه تشتعل فينا
ولا ندفنه في الرّماد والظّلام والسّواد
الرّوح تعيش فينا طليقة
تعبد الحقّ وتعشق الحقيقة
الرّوح فينا تعبد إله الطّبيعة
وتعشق النّاس الطّيّبين
نزرع الكلام كما نزرع القمح والشّعير
ونغنّي للعصافير
نقول كلاما مضيئا عن الحبّ
للكبير والصّغير
الكلام ذهب نزرعه في الظّلام للنّجوم
لكي يتغيّر الإيقاع
ونصبح مع الحبّ ضدّ الحرب
ونغنّي جميعا لنجمة الصّباح
ذات القلب والنّبض الذّهبيّ
الكلام يلمع لها خاتما خاتما
وكلّ ما نقوله تسمعه جيّدا
وتحفظه ورائها ثمّ تلمع من جديد
فوق البيت أو السّجن الحجريّ
كلّ صباح نفتح لها الأبواب
والشّبابيك لكي تدخل وتدفئنا
وكلّ صباح تفتح لنا
كتاب المراسيل لكي نبعث
لها أناشيد العشق والحبّ الأصيل
كلام يفرحها وكلام يحزنها
كلام يضحكها وكلام يبكيها
كلام يغضبها وكلام يزهّيها
الكلام لؤلؤ يشعّ من حول جيدنا
ويشعّ خواتم ذهبيّة
من أصابعنا العشرة
يلمع لها وتلمع له
لا أقدر أن أصنع طائرة
أقتل بها الآخرين
لأنّي لا أفهم العلم
لا أقدر أن أسكن
الكنائس والجوامع
لأنّي لا أفهم الدّين
لآ أقدر أن أصنع المساواة
لأنّي لا أفهم السّياسة
الحرب من صنع السّياسة والعلم والدّين
الخوف من صنع السّياسة والعلم والدّين
ودمار الأرض والإنسان
سيكون بأمر السّياسة والعلم والدّين
أعترف أنّني ناقصة عقل ودين
لكنّي أحلم بطائرة.. بنجمة .. بدرّة
تسعد بصدق شعورها الآخرين
وتطلب من أبنائها في الأرض
أن يكونوا مع بعضهم البعض
مثل الأشجار المثمرة طيّبين
فالموت عندها نشيد المساواة
والحياة نشيد الحريّة
وبحقيق المساواة بين البشر
مثل أوراق الشّجر
يتحرّر الإنسان
ويتجسّد الحبّ والحريّة
هل السّياسة والعلم والدّين
في خدمة الحرب
أو في خدمة الحبّ؟
في خدمة الظّلم
أو في خدمة الحقّ؟

2 commentaires:

Anonyme a dit…

[الكلام يلمع لها خاتما خاتما
وكلّ ما نقوله تسمعه جيّدا
وتلقي به ورائها ثمّ تلمع من جديد
لا أظنها سترمي به وراءها!
[لا أقدر أن أصنع طائرة
أقتل بها الآخرين
لأنّي لا أفهم العلم].. من المؤكد أن القلب الذي يحمل هذه المشاعر لايمكنه أن يفكر أصلا بقتل الآخرين.. كلمات أكثر من جميلة..

Taammoulat a dit…

أشكرك أيّتها الصّديقة العزيزة على تشجيعاتك المستمرّة لتأمّلات الّني أودّ أن تفتّح العيون والعقول والقلوب الّتي أصبحت تعبد المال ولا تفكّر إلاّ في الشرّ