jeudi 1 avril 2010

آلام المسيح

أيّتها الأفراح الّتي لا مكان لها لا في الأرض ولا في السّماء، تعالي نتدفّأ لنحلم قليلا أكثر من الحلم
لا ينقص هذا اللّيل إلاّ الحبّ والحريّة هل أعلن الحبّ إفلاسه؟ هل أعلنت الحريّة إفلاسها؟ هل أعلن الحقّ إفلاسه؟
وفي اللّيل أجد نفسي أصيح في الظّلام وألعن كلّ من حجب علينا نور الحبّ والحقّ والحريّة ألعن من لوّث الإعتدال الطّبيعي
وكأنّي في الجنون لا أرض لي ولا سماء أتعلّم كيف أطير بأجنحة مقصوصة وقلت ثأري من قاتل الحريّة والحبّ كبير
والموت بيننا هو الحقّ الأكبر ويوم فوق الأرض أتكلّم فيه خير من يوم تحت الأرض
ما بها الحريّة والحبّ حتّي تلعنهما الأرض والسّماء، كفاني من البحث عن قاتلهما بين الأموات، البحث عن العدوّ والحبيب يلزمه الخبز والماء وماء الشّعير أيّتها الشّمس الحرّة ساعديني أنا في الظّلام، أنا في الضّياع وكان شاب إسمه حسن لا يكفّ عن الصّراخ والآلام، جائنا وقد ضيّع برنامج دواء جاءنا فقير يطلب السّجائر والخبز والماء، كنّا لأحزانه ملجأ وبدأنا نحتفل بمزج النّبيذ وماء الشّعير، كان دائما شاردا مع الموسيقي، وكنت أعشق بين يديه الرّيشة والعود، عنوان المساواة والحريّة والحبّ
ينظر إليّ مرّات لا شيئ فيّ يثير وساوسه، أتعمّد ألاّ أنظر إليه حين يكون شارد، أتظاهر بالشّرود مثله يؤسفني ماضي أمّه الّتي كافحت كثيرا لأجل مستقبله لكنّه لم يغفر لها ظروفها، سألته مرّة هل أمّك خيّاطة فهاج وقال لا
كيف لا أليست أمّك خيّاطة وفصّالة ماهرة وفنّانة ماهرة حيث كلّ طبع تصنع له لباسه الخاصّ به
وتقول للذّئب ذئب وللخروف خروف، فقد جعلت كلّ حيوانات الأرض والبحر والجوّ تحت أمر الإنسان فمن أين أنت تأكل
يا ناكر الجميل، فهي تحبّك معلّم ماهر، وفنّان ماهر ومبرمج ماهر وسياسي ماهر وطبيب ماهر لكنّها تكره الغشّ والكذب والخيانة وتحبّ الصّراحة والصّدق والوفاء فالطّفل لا يمكن أن يكذب أمام أمّه الّتي خلقته وأنجبته، ولا يمكن أن يكون إلاها عليها ومتسلّط لأنّها تتابع حركة أصابعه العشرة عن بعد
لا يحبّ من يسأله عن مهنة أمّه الشّريفة، الموسيقي الّتي كان يحبّها لم أحسّ أنّه يستمتع بها، أقلقني معه ، تمنّيت أنّي ما عرفته، حدسي يقول لي أنّ وراء هذا الشّاب سرّ لكنّي لا أعرفه، إنّه حبيس نفسه غامض مثل الغيم، يشرب الخمر كثيرا ليخفّف من توتّره، لم نكن صديقين حميمين لكنّي حين أنظر في عينه يؤلمني معه وأتألّم لأجله
نستمتع معا بالموسيقي لكنّ كأسه مثل الشّجرة الّتي تغطّي الغابة وإشتياقه للحريّة إشتياق عصفور يريد أن يخرج من الظّلام إلي النّور، في الصّمت يعيش دائما ويمجّد في علاقاته الّذين يكبرونه في السّن والتّجربة
حين أسأله عن الزّواج ينفعل، أقول في نفسي لقد تعوّدنا على البحر والشّمس فكيف لهذا البحّار مبحرا وحده بدون شمس، أريد أن أقول له ياعصفور لماذا أنت مكسور
من حبيبتك؟ يقول لي شعرها أصفر وعيونها خضراء
ألف مبروك متي الفرح .. لا فرح الآلام متواصلة وهو ينتظر دكتور ومن يفهم الدّاء والدّواء
الدّاء عرفناه أمّا الدّواء فهو قبلة والقبلة محرّمة في دين محمّد يا حسن
محمّد حرّم الحريّة والحبّ وأرادهما لنفسه
محمّد حرّم ماء الحياة وخبز الحياة وأرادهما لنفسه
فأنتهي متألّم ومجنون
وقلت في نفسي نعم الألم والأوجاع هي جزاء للأنانيّة ، الشّمس تنتقم منه لأنّها لا تحبّ الأنانيّة
أوجاعه كانت تكثر في فصل الصّيف وفصل الصّيف هو فصل الحصاد لكن في كلّ فصل يكون الحصاد قشّ فارغ وبيض حارم ليس فيه عصافير بسبب الكذب والغشّ والأنانيّة وعدم الصّدق مع الآخر، ذكّرني بزوجي الذّي يكثر جنونه في فصل الصّيف ويصبح يتصرّف مثل المجنون ، قلت ما علاقة مرض هذين الصّديقين بفصل الصّيف
لا بدّ أنّ المشكلة الّتي تجمع بينهما هي النّظال لأجل اللّيل وليس لأجل النّهار، لأجل السّلطة والألوهيّة وليس لأجل الحقّ والحبّ والحريّة
الحبّ مقلوب على رأسه يبكي ومن المفروض أن يقوم الإنسان لكي يمشي على قدمين وهما العقل والشّعور
الحقّ والحبّ والحريّة للجنسين الذّكر والأنثي لذلك ولأجل هذا الإشكال
نحن ثلاثة أصدقاء لنا نفس المرض ونفس الحريق ونفس الجنون ونفس الشّرود
قد ضيّعنا برنامج دواء
أحدنا سياسي يبحث في برنامج دواء للحقّ والمساواة بين البشر
والثّاني يبحث في برنامج دواء للحريّة
والثّالث يبحث في برنامج دواء للحبّ
قد إلتقينا في طريق القدر
نغنّي للحياة وليس للموت والألم، نغنّي للحبّ وليس للسّلطة والتّسلّط، نغنّي
لفرحة في السّماء و الأرض
الحمد والشّكر لك يا حبّ فأنت القائل أنت واللّه يا محمّد أنت مفتاح الصّدور
أنت شمس أنت بدر أنت نور فوق نور
أين المساواة في الأرض يا محمّد أين الإنسان العصفور في السّماء يا سيّدنا المسيح
أنت أعطيتني مجنونين لأجل جنوني، وأمنياتي أن تصبح كلّ المجانين عقلاء
لا مساواة نحن إذا في الغابة والأسد ينتظرنا
المساواة تعني الموت والغبن والشرّ والأنانيّة من طرف البشر
والبطل هو المال وليس الحبّ
أين نحن؟ نحن في الغابة قردة نرقص فوق الشّجر
ما زلنا في لغة الحبّ أطفال
التّاريخ كلمة وروح وليس جسد
عوض أن ننظر بها إلى الوراء
الأجمل أن ننظر بها إلى الأمام، إلى الحريّة و الحياة الأبديّة
الأجمل أن ننظر بها للإنسان وليس للحيوان
الأجمل ألاّ ننظر بها للّيل
بل ننظر للنّهار
تأمّلوا الملكة ماذا تقول عن المساواة في النّحل
إنّها تقول المساواة تصنع العسل والشّهد والعسل شفاء للعقول
المساواة تصنع الحريّة والحياة الأبديّة
وبدون ذلك الإنسان حيوان للإستهلاك
خروف أو دجاجة أو بقرة
كم هو صعب أن يكون الإنسان إنسان بأتمّ معني الكلمة
الشّمس فوق الجميع حبّ وحقّ وحريّة وليست مال
البحر أمام الجميع حبّ وحقّ وحريّة وليس مال
ولا بحّار بدون شمس
ولا إنسان بدون حبّ
نحن نحيا لأنّنا نحبّ، لأنّنا نقدر أن نقول آه ولا
الإنسان بالكلمة إلاه وبدون كلمة حيوان
الكلمة صدق ووفاء وليست كذب وخيانة
الأنبياء إن ماتوا نخلقهم أحياء ونحاسبهم كلمة وليس إنسان
فهم بشر مثلنا
فلا المسيح لا يحبّ الزّواج ولا الرّسول يقدر أن يتزوّج بكلّ النّساء
الإنسان يموت ويحيا ويتطوّر لكنّ الكلمة هي الكلمة لا تتغيّر
وعنوانها ليس التّهوّر بل الرّفع بالإنسان
الإنسان عليه أن يفكّر في حمامة يرفعها وترفعه أو زوجة يسجنها وتسجنه

Aucun commentaire: