jeudi 29 avril 2010

مخابرات

أ

أرسل الجهاز يطلب فقيرين للمحاكمة

بتهمة الكفر والإلحاد

سأل الجهاز الفقير الأوّل
من أين أنت؟
من سماء رماديّة ليس فيها طائر أزرق
أتابع أغنيتي وأحمل حلمي بين يديّ
أنا والزّمان قد إمتلأنا بليل يفيض منه الكأس
ضحك الحاكم وقال للفقير
لو كان لي أن أكون لكنتك أنت

ماذا أكون لو كنت أنت فيّ
أحمل لهذا الجهل الرّصاص والبندقيّة؟

أحمل للمظلومين السّجن عوض الحريّة

أطبّق على المحرومين الإعدام

لا أنا فيك و لا أنت فيّ

أنا معلّم هبّ الغبار عليّ وإنكسرت
نزلت لكي أسمع صوت قلبي واضحا
أنا إسم مات ولم يمت
كافر لأنّه ليس لي
إلاّ منفايا في جسد الألم

لأنّ جراحي لا تزال حيّة

سأل الحاكم الفقير الثاني
من أين أنت؟
من طريق الهجرة من تحت اللّحد
من رغبة في البكاء لأجل أحد
جاهد من أجل لا شيئ
أنا الميّت في لمعة الرّمل الهشّ
أنا من زهر المقابر
أنا ملحد لأنّي لا أزال تحت
اللّحد

وهموم الجهاد في سبيل الأرض

لا تزال حيّة

هذا زمن رادار يرصد الموتي
إلى أين أيّها الجهاز تأخذون الأرض؟
إلى ماذا تفتحون الطّريق
مدّوا الأنابيب إلى رعد الكلام

إلى ذاك الجهاد إلى ذاك الألم

نظر الجهاز إلى الفقيرين وقال
من هذه الأرض تتبخّر الأجساد
غيمة غيمة
وحين نحدّق في الغيم يغرق الوقت فينا

يرجع لنا الهواء والنّار والماء

هذه الأرض وهذه السّماء موقّعة بالدّماء
فأتركوا الرّيح تبكي
على شعب هذا المكان الجريح

Aucun commentaire: