samedi 17 avril 2010

صراع الحاكم مع المحكوم

وكأنّني أمشي في الهواء خفيفة مثل الرّيشة،
وكأنّي لا زلت أحلم بالحياة، لم أعش يوما واحدا فيها
كأنّ سعالي يهدل مثل حمامة

كرهت القهوة بالحليب والبنّ والسكّر
وقلت عصير البرتقال أجمل طعام أبدأ به فطور الصّباح

أنخرط في نوبة من البكاء وأنا أردّد
كلّ شيئ في هذا العالم مخيف، كلّ شيئ يهدّدني بالموت

لو خنقت بالمصران الأعور وأنا في بطن أمّي لخلّصتني من هذا الجحيم
لست أدري لماذا أشعر بالفرح حين أنظر للشّمس والبحر
أقول هذا الضّوء وهذا الماء إمتياز
هذا الضّوء وهذا الماء إنتصار
سأجعلهما موت وليس حياة

بدأ رأسي يدور وفقدت توازني لكنّي تأكّدت
أنّهما يعانيان من نفس المرض

فهمت أنّه لا ينبغي أن تكون بينهما شهوة الجسد
فالجنس مصيره هو الموت
وكلّ واحد منهما يخشي الآخر

جدار منيع بينهما والجنس هو سبب هذا التّاريخ المنكود
ماذا عن الإنسان أيّها الموت
أطماع الرّجال والنّساء في الجنس لا حدود لها كما تعلم ايّها الموت
وبهذا الطّمع والخوف من طرف الرّجال وهذا الطّمع والخوف من طرف النّساء
لا زلنا نجرّ أذيال الهزيمة
يلزمنا أب حكيم وأمّ حكيمة
الخيانة
تأتي دائما من طرف المرأة
نعم المرأة لا تثق بالرّجل لأنّه وهي على حقّ يخدم مصالحه على حساب تضحياتها
فهي سجينة بين الدّموع والتّراب في خدمة الإنسان الأب والإبن
هل يعقل أن يحكم حاكم على التّراب أو على الماء
بدون أن يكون هناك إنسان لهم فيه نفع

يديم لهم الحكم مدي الحياة، من هو هذا الحاكم ؟ هذا الحاكم هو إنسان هو عقل وشعور
هذا الحاكم رجل تباركه وتتبارك به النّجوم يحمد ويشكر وتحمده وتشكره النّجوم
لأنّه مخلص هذا الحاكم هو رأسمالي أو إشتراكي يقتل لأجل نفسه أو يموت لأجل الآخر

أقول لهما لمن هذا الرّعد الّذي نسمعه من بعيد ، كأنّما هو ذكري الكلام الإنساني
ينبعث من خلال ذاك الصّوت المخيف، يملأ الجميع بالخوف والرّعب
لماذا لنا دائما موعد مع الخوف لماذا لنا دائما موعد مع إفلاس الحبّ
لست أدري لماذا ولدت أصرخ؟
ألا يكون من يملك شجرة هو واحد ومن يملك الأرض ومن عليها هو واحد
وهو اللّه الحبّ والمساواة اللّه الموت
أهو الخوف من الظّلم نصرخ وحين نري النّور في ظلّ حنان الأمّ والأب نبتسم

رهان زائف مع الخوف والرّعب والرّعد والموت هذه الحياة
حياة بلا هدف ..الماء مالح والشجرة يابسة بلا عصافير
رهان يبدأ بالحلم والأمل وينتهي بالموت والفناء
رهان يبدأ بالفرح وينتهي بالبكاء
إقطع أصابعي العشرة أيّها الموت .... ها هما إقطعهما
الزّمن مع الحرب والخوف هو الهلاك، الزّمن مع القتل هو الهلاك
إنهارت العربة وإنهار الحمار وبلا مسافرين للهواء إنهار القطار
قطار لا يذهب بنا إلاّ للموت والوحش والظّلمة
إقطع أصابعي العشرة أيّها الموت
عقول النّاس كلّها أثقال
في الخوف والرّعب نعيش نساء ورجال
نحن نعيش مع سمك القرش الّذي إسمه المال
لا تهمّنا عدالة ولا محبّة ولا حريّات
يفترسنا سمك القرش بلا رحمة ما أكبر أسنان سمك القرش وما أصغر أسناننا
أين الأموات يا موت أين الأموات؟
وهل هناك في كلّ هذه المخلوقات أجمل من الإنسان
كلّ إنسان يشعر أنّ أمامه هاوية بسبب المال
لو أعطيتك يا موت كسرة مع تمر وحليب هل تشبع؟
لو أعطيتك يا موت كسرة مع العسل وزيت الزّيتون هل تشبع؟
هل ماتت حبيبتك يا موت وتركتك تحكم وحدك
كلاّ أنت لست مثلها وهي ليست مثلك
هي تنجب الأطفال من الهوي وأنت تأكلهم
أنت لا تقدر أن تلدهم أو ترضعهم أو تحرّرهم من الخوف والظّلم
بأصابعي العشرة أكتب خواطر أمّ وخيبتها في الحبّ
وسأمها من الحياة لأنّ هذا الهواء ليس فيه الإنسان بشكل العصافير
مشكلة كبيرة بينها وبينك
أنت ماهر في قتل أمهر النّاس وأنبل النّاس
لا تحبّ أن تناقش أيّ شيئ بعمق، ولا تفهم من هو الّذي
يستحقّ أن يموت ومن لا يستحقّ
أنت أعمي أيّها الموت
أنت تريد أن تحرمها من الأبناء، تريد أن تحرمها من حلمها
وشمّ ثمرتها
الإبن بالنّسبة لها هو كلّ ثروة ثمينة
تبيع لأجله أساورها وخواتمها وسلاسلها الذّهبيّة
لتصنع له مستقبل مشرّف ولائق في الأرض أو في السّماء
لا أفهم الرّعد لكنّي أنزعج وأنفعل لسماع صوته وتشخيصه
إنّه صوت موحش ومخيف كأنّه منبعث من نفق مظلم يريد أن يناطح الهواء
لكي نهزم فكرة الموت علينا أن نعيش الخلود ولو في الوهم
فلا يقهر الموت إلاّ حبّنا وتعلّقنا الشّديد بالحريّة والمساواة
وهذا يعني تعلّقنا الشّديد بالحياة
فالموت نفسه مساواة وحريّة


Aucun commentaire: