jeudi 15 avril 2010

تأمّلوا الصّليب

واحد قيامة والآخر مدد
هما الحريّة والملكيّة
هما عشق الهواء والتّراب
تاريخ عريق لشخصيتان مئطّرتان
وركام خبز محروق

حملت لهما رسالتان
قالوا من أين أنت؟
قلت من الرّيف
أمّي تسكن في مدينة الشّخير
مدينة القمح والشّعير

وأنا جئت لكي أدبّر عيشي
هل سبق لك أن دخلت المدرسة
لم يقبلوني في الجامعات
كنت حمارة في مادّة التّاريخ والجغرافيا
كنت لا أحبّ مادّة الحساب والجبر
لم يكن بوسعي أن أحمل كلّ هذا الثّقل
في هذا الرّأس الصّغير

كنت مشوّشة في قسم الآداب
لذلك لم أنجح في هذه الشّعبة
ولم أحصل على عمل مشرّف

أخفّ عليّ أن أنظر للأشجار والأزهار والأطيار
الشّجرة تحدّثني عن المساواة
الورد يحدّثني عن الحبّ والعشق
الطّير يحدّثني عن الحريّة

قرأت الكتب فأشعرتني الكتب
بالغربة والإنزواء والضّياع

مشيت على طريق الشّوك
ولم أمشي على طريق الورد

مشيت على طريق الرّمل
ولم أمشي على طريق العلم

عشقت النّحل وشهاداته العمليّة
ولم أعشق العلم والشّهادات العلميّة

مشيت على طريق الحبّ
ولم أمشي على طريق الحرب

أنام وأستفيق مهووسة بالإنسان
أنا بائسة وأمّي كذلك بائسة مثلي
عشقها للذّكور يصرخ فيّ

وخوفها على من هؤلاء الذّكور يصرخ فيّ
أبي صيّاد وطلقة منه في الهواء بالنّار تزعجني
لا تخافوا إنّي أصطاد لأجلكم
يقول أبي
إشعلوا النّار، أكل الصّيد على النّار لذيذ
القتل إحتفال بدائي ورثناه عن الآباء
لم أذكر يوما أمّي حملت بندقيّة
وضربت بها حمامة طائرة في السّماء

فهي لا تعرف إلاّ خلع الرّيش
وتنظيف الأمعاء من الأوساخ
أنا أتعلّم منها وليس من المعلّمين أو رجال الدّين
فقلبها يخفق ماءا وضوءا وهواء وتراب
فلا ظلّ لنا في بيتنا إلاّ ظلّ
كرمه و زيتونة
حين أعود في العطلة
أتأمّلهم تاريخ وجغرافيا وسياسة
وفنّ ودواء
ودفئ وحبّ وتعاون
الشّجرة تبدوا لي كأمّ تضمّ
كلّ البشر بين أحضانها
الوردة تبدوا لي كأمّ تجمع عشّاقها
الطّير يبدوا لي مغرّدا لأجل الأصابع العشرة
الإنسان يبدوا لي حزينا لأجل الأجنحة

Aucun commentaire: