vendredi 16 avril 2010

مكياج

الأحمر يزيّن شفتاها والسّواد يزّين عيناها
إمرأة لا تعرف التّوقيع بالكتابة
نشبوا أظافرهم في ثوبها ولحمها ضربوها بالهراوات ركعت تحت الضّربات
الدّماء تسيل على وجهها، جيش يندفع لتمزيقها بمختلف الأدوات
يسحبونها إلى عرض الطّريق ...زانية ، عاهرة عار أنت علينا لا لن أكون إبن أنثي
الأطفال يصرخون ، واحد يشعل النّار بهراوة منقوعة في النّفط
صرخات غضب لأجل الضحيّة
الأطفال يردّدون هتافات معادية للملك معادية الإستغلال
من أين هذا الإبن؟ من أبوه؟ الهواء
الأطفال يتصرّفون أكثر عداوة من الملك
الملك لا يعترف بالإبن
إمرأة وإبنها يطعنونها بالسّكاكين عيناها زائغتان
قيّدوها بالسّلاسل والحبال وصلبوها مع آلامها
تحت شجر الزّيتون والنّخيل

جسد المرأة ينتفض وروحها تصرخ
القضيّة هي أنّها حبلت به ولا أحد يعرف من أين ومن يكون أبوه
الإمّ مصلوبة على الشّجرة والإبن مصلوب على الشّجرة
والأب غير موجود، التّهمة موجّهة ضدّ الأمّ والأب بريئ
رائحة كريهة من الأمّ والإبن خانقة رائحة البشر مقرفة
يا إلاهي قيل ماتوا الإثنين الأمّ والإبن
الحياة الحقيقيّة عندهما أصبحت تدوّن في الكتب
الإبن إبن الهوي أين هو إبن الهوي
إبن الهواء إنسان عصفور لماذا لا نراه في السّماء
هو وأمّه تحت ظلال الشّجر يتخيّلان
أشكال السّحب حيوانات ضخمة ومفترسة

الذّكريات بيت خربة هو منزلهما القديم
مكياج تضعه المرأة يخاله النّاس فرحة وجمال وهو في الحقيقة دماء وشقاء وأحزان
الأحمر لون الدّماء والدّم خوف
الأسود لون الظّلم والظّلم خوف
الأزرق لون البحر والبحر دموع وشقاء وغدر
الخوف من الزّوج كي لا يضربها، الخوف من الزّوج كي لا يغيّرها بأخري
الخوف من الجوع والحرمان والتّشرّد،
هذه المرأة تتزيّن خوفا وتعيش خوفا
وتحبل وتنجب الخوف .. الخوف إعاقة كبري لها ولأبنائها
إمرأة لا تعرف التّوقيع بالكتابة ولكنّها تتقن التّوقيع بالكلمة
الذّكور يخافون منها لأنّها لو شاءت تحرقهم كما حرقوها هي وإبنها
فحبّها الكبير للإنسان هو الّذي يمنعها
لها رحم ولها كلمة يكرم بها الأنسان أو يهان
هذه الأمّ وهذا الإبن هما الرّوح والكلمة
هما نار الهواء
هي ماتت وتعذّبت وتألّمت لأجله وهو مات وتعذّب وتألّم لأجلها
لأجل الإبن عشقت الأمّ الحياة ومن الدّموع كان لها هذا الإنسان


Aucun commentaire: