samedi 3 avril 2010

سرنا نخاف من الأحباب

كلّ عيب فينا هو عيب فيكم وكلّ ألم فينا هو ألم فيكم أعيدوا الإنسان كما كان معافا وحنونا وجميلا.. نحن في صورة الذّباب الّذي نراه أمامنا مندهشين شاردين، متألّمين على هذا الإنسان
في صورة الوجوه الّتي فقدت حيويّتها وأصالتها وإتّبعت السّخف والهراء،
شاحبا يبدو لنا كلّ ما نراه أمامنا كأوراق الخريف
من كأسنا نحسّ بالألفة مع النّاس لكنّنا في الحقيقة نحن منهم جدّا خائفين
من يأسنا جئنا نتألّم من جديد لأجل العهر البشري الفاحش الّذي أصبح يخيفنا، ثلاثة أشخاص يدخّنون الكيف حول الموقد العتيق والتّاريخ العريق،
البؤس لهذا التطوّر البؤس لهذا التّهوّر
صديقي من أين أنت ؟ من جهة البحر من جبل الزّيتون
ما إسم أمّك؟ فلانة .. أليس إسم أمّك يحنّ للسّماء
هذا الهواء لك وحدك صديقي ولا مكان فيه للمرأة
صديقي من أين أنت؟ من جهة الصّحراء من شجر التّين والزّيتون والنّخيل
ما إسم أمّك ؟ فلانة ... أليس إسم أمّك يحنّ للأرض
هذه الأرض لك وحدك صديقي ولا مكان للمرأة
صفر هذه المرأة بلا تكوين
شجرة عصافير ميّتة
دموع البحر هي.. همّ أزرق لا يحكي ولا يقال
صحراء تشكو عطش الحبّ والحقّ والحريّة
جسد ميّت يملأه الدّود وترعي فيه الجرذان
ماذا جئت تفعل صديقي؟
جئت لأجل تهمة وجّهت إليّ خطأ

أنا لست مثلهم وأنت تعرفين
إبتسم فأنا إعتقدت أنّ الّذي يموت لأجل البشر حرام
لقد وقعت في فخّ النّدم من شدّة الألم
الدّم يتدفّق إلى رأسي بعنف وجبيني يعرق
كرهت ما فعلته لأجل البشر
ومن أمرك أن تتألّم لأجلهم ؟ أمّك أم أباك
يبدوا أنّك تألّمت لأجل نفسك كي تصبح إلاه
الألم هو جزاء كلّ من قال أنا إلاه أمام حبّ الأمّ وحنان الأمّ
صديقي الأنبياء ليسو في حاجة لمن يعلّمهم لأنّ كلّ شيئ كان ينزل عليهم جاهزا
فهم يعتقدون أنّهم بالرّسالة السّماويّة هم آلهة
لكن كلّ واحد منهم عليه أن يتعلّم كغيره من النّاس فنون الحبّ والحقّ والحريّة
لم يسبق لي ولم تكن الظّروف تسمح لي أن أتعلّم كنت أعتقد أنّني ولدت معلّم
أكيد أخطأت لم أعرف كيف أكتب واحد وراءه صفر
لا يا صديقي الواحد هو الحبّ ووراءه صفرين عصفورين بلا تكوين
ألا تري البيض العربي و البيض العبري الحارم من الزّناء والزّواج الكاذب
علينا الآن إذا أن نطرح مشكلة الأصفار
الحقّ صفر, الحبّ صفر, الحريّة صفر
أنا في حاجة لمن يعلّمني
كلّ شيء كان ينزل عليّ جاهزا،
أمّا كلّ واحد عليه أن يتعلّم من جديد مثل القرد
ومن أنت؟
أنا إمرأة بائسة رفعت رأسها إلى السّماء ضارعة إلى اللّه أن يغفر لأصدقائي ذنبهم
إمرأة تذكّرت أنّ أمّها بائسة مثلها انجبتها في الشّتاء تحلم بالرّبيع
أنجبتها ببرج قوس قزح تحلم بالفرح
وتضرع إلي اللّه أن يحفضها من كلّ مكروه
تقول بعد فوات العمر
حين يفرّ السّادة المعلّمين
وحين تموت الملوك يموت العبيد
لا يا سادة يا كرام نحن كلّنا على هذه الأرض خرفان
نعترف أنّ الإنسان أمام الحبّ جبان
كلّ النّاس تعرف أنّنا ضدّ الظّلم والتّوحّش والإستغلال نريد
أن نسقط كلّ هراوة وكلّ بندقيّة
نريد الحقّ يشرق نريد الحبّ نريد الحريّة
السّياسة لأجل الأرض النبيّة والفنّ الأصيل لأجل السّماء الوفيّة
الطّبيعة هي المعلّم الكبير وليس الإنسان
الإنسان أعمي لا يري
لا يري أنّ العصفور لا يمكنه أن يطير بجناح واحد
لا بدّ أن يكون له جناح آخر وإلاّ يقتله القلق والوحدة ويجد نفسه
مظطرّ أن ينزل ليموت للأجل نفسه أو لأجل البشر أو لأجل الحبّ والحريّة

Aucun commentaire: