samedi 12 juin 2010

الحمام الزّاجل

الحمام الزّاجل لا ينسي الأوطان
والطّريق على تقشّف الظّل
سوداء داكنة كما هي

والنّاس يمرّون على الأغصان
ويتأمّلون نشيد الطّيور

لكنّهم سرعان ما يخرجون من الحكاية
ويهربون للدّم المسفوك

لا ينظرون للغربال الدّائري
في كلّ ركن من أركان البيت

الأرض والسّماء في القدس
على شكل الرّحاء الّتي ترحي حبّ القمح والحبّ

وما يدير الرّحاء هي العصا السّحريّة
حمامة لو نزلت ينزل معها الغربال
لها عيون و لها شكل سبحان المعبود
لا يملكه البشر
ولا تعطيه الشّمس الحرّة إلاّ لنفسها
هذه العيون
حين لا تجد الكمال
بين الأنثي والذّكر

تكسّرهما الإثنين
حين لا تري ضوء الحبّ في العيون
حين لا تري بريق الحقّ
والميزان في العينين
حين لا تري نور العقل والشّعور
لدي الذّكر والأنثي
تكسّرهما الإثنين
فنحن مع الأسف في الحبّ نبدأ
من الأسفل إلى الأعلى

وهذا خطأ
نحن نصلب الحبّ على رأسه
وهو يمشي بالعقل والشّعور
و لا بالغريزة والشّهوات فقط
الإنسان يجب أن يجد روحه في الآخر
أن يجد نصفه الثّاني في الآخر
عقلا وشعورا، روحا وجسدا
وإلاّ حياته تكون بلا معني
ويسقط للحيوانيّة والتوحّش
في القدس الأنبياء هناك يمشون
إلى المنحدر

تندلع الحروب بينهم بلا رحمة
الحجر هناك شحيح الضّوء والحمام ينام
على صوت القنابل والطّائرات
لا أحد يحسّ
فكلّ شيئ هناك طبيعيّ

القدس بلد
لم تعد صالحة للقصيدة
والشجر والعصافير

الحمام الزّاجل في الجوامع والكنائس
يريد أن ينهي الزّمن البربريّ
ويغيّر الحرب بالحبّ
والقنبلة بالقبلة
فلا يبقي في الغربال
إلآّ الجمال والكمال

أنا لا أفهم البرمجة
ولا أفهم فنّ الشّجرة والعصفور

لا أفهم التّاريخ ولا الجغرافيا
ولا السّياسة

لكن معي صديقين يفهمان كلّ ذلك
جيّدا وأنا أثق بهما
البحر هو الفنّ والبرمجة
الصّحراء هي
التّاريخ والجغرافيا والسّياسة
عمرالإنسان الطّبيعي مئة سنة
يعني ذلك صفرين وراء الواحد
يعني ذلك حبيبين
يعني ذلك عشيقين
على شكل زوج الحمام
الحمام يعني الصّدق والوفاء
يعني شرف التّراب والكلمة
القدس باعوها الأبناء
ومن إشتري القدس بالمال
فلكي يحرق الأمّهات والأطفال
فلا تبيعوا دماء أجدادكم
وأرض أجدادكم وكلمة أجدادكم
حتّي لا يجري لكم ما جري
للقدس الشّريفة
فتموتوا وتتشرّدوا
فالشّريف من لا يبيع أرضه
وكلمته للأعداء
مقابل المال
المطلوب بالنّسبة لهذه الحمامة
هو الإيمان بالعقل والشّعور
بالشّجرة والعصفور


Aucun commentaire: