mardi 22 juin 2010

اللإنسان الحلم

من المعلّمين تعلّم الإنسان الخوف
ولم يتعلّم ما الحبّ

لا يعرف هذا الإنسان لماذا خلق
أو لأيّ غاية خلق

الإنسان هو أوّلا وقبل كلّ شيئ كلمة
والكلمة هي الرّوح والرّوح عقل وشعور
هذا العقل وهذا الشعور
هما الموت والحياة
العقل دوما ضدّ الشّعور
كما الرّجل ضدّ المرأة
كما الماء ضدّ الضّوء
لكن لن يتحرّر العقل بدون شعور
والعكس صحيح
لا تحرّر للرّجل بدون إمرأة حرّة
ولا تحرّر للمرأة بدون رجل حرّ
الشّمس هي الشّعور
وهذا الإنسان منذ كان
ناموسة متكوّنة من

قليل من التّراب والماء وهي ترعاه
حتّي أصبح إنسان كامل العقل والشّعور
الإنسان هو آخر قصيدة مكتوبة بماء
الدّموع والصّير
أنجبت إبنين
واحد هو رسالة الشّعور
والآخر رسالة العقل
وكانت بهما تودّ الجنّة في اللأرض والسّماء
لكن لم يفهم أحد أنّ الشّجرة مساواة
والعصفور حريّة
كلاهما كان مؤمنا بنفسه كافرا بها
الإنسان هو إبن الكلمة
والكلمة تمشي معنا صامتة
فحين خلقتنا سكتت وأعطتنا الكلام
لكي نتحرّر
وأوّل ما علّمتنا البكاء
هذا البحر كلّه بكاء ودماء
هذا البحر يقول لنا كم هو صبر العذراء
من الكلمة كلّ الأشكال القبيحة والجميلة
الأسد حاكم قويّ ومخيف
بخيل لا يحنّ علي النّاس
ولا يحاول فهمهم
القرش حيوان جشع يأكل الإنسان
الأرنب هي المرأة الّتي تلد كثيراف
بدون عقل وبدون شعور
كلّ حيوان له ميولاته وغرائزه الّتي
حصل عليها عن طريق عقله وشعوره
وقوله وفعله
لأنّ الإنسان يصدّق المال
ولا يصدّق الحبّ

فهو في شقاء دائم
الكلمة موجودة بين شفاه الإنسان
تخرج من عقله وشعوره
بكلّ حريّة
الشّمس تحبل بالمولود الجديد
عن طريق الكلمة
الكلمة مرسومة على
أصابع الإنسان الأربعة
وهو يبيع فيها ويشتري

ضوء وهواء وماء وتراب
وهذا مسخا لها وإحتقار
هو يمسخها بالمال
وهي تمسخه بالحبّ
هو يمسخها بالملكيّة
وهي تمسخه بالحريّة
الطّبيعة كلّها لكلّ النّاس
على حدّ سواء
كلّنا نحتاجها وهي لا تحتاجنا
لذلك هذا الإنسان محكوم عليه بالموت
عن طريق الموت إمّا فوق
وإمّا في تحت
هذا ما يقوله إصبع الإبهام
الذّي يرافق الأصابع الأربعة
يمينا ويسارا
الإنسان إمّا له إلاه يعبده إسمه الحبّ
وإمّا إلاه يعبده إسمه المال
فاض الكأس وأصبحت الدّموع أكبر
والوجع أكبر
والفقر أكبر
والمرض أكبر
والكفر أكبر
والإنسان لم يستحي
لكي يحقّق في الأرض عدالة الشّجرة
وفي السّماء حريّة العصفور
المساواة والحريّة
بالعقل والشّعور
ليس فقط بالأكل والجنس
والبيع والشّراء في الطّبيعة
والإنسان بالمال
المال ضروري لأجل خلق الجنّة
بالمساواة
وليس لخلق النّار والعذاب
بالأنانيّة وحبّ الذّات
حين تتراجع الحرب
حين يتعادل ميزان الحبّ والمال
تكفّ الدّموع
ويتعادل ميزان البحر والصّحراء
ويتعادل بذلك ضوء الشّمس
مع ضوء القمر
ويتعادل العقل والشّعور
وتتحقّق عدالة الشّجرة والعصفور
ويعيش الإنسان في السّعادة
أرضا وسماء
وينتهي الموت
ويحلّ الخلود
هذا هو دور الإنسان الحلم في الحياة
هذا الإنسان ليس لنا مثله في أيّ
كوكب آخر
وهذا البحر كذلك
وهذا التّراب
وهذا الهواء
فإمّا بهم نحيا وإمّا نموت


Aucun commentaire: