dimanche 31 janvier 2010

غريبة هذه الدّنيا

وجدت روحي فجأة بين نارين
بين التّراب وبين الماء
في الجاذبيّة الأرضيّة
بين موتي وحياتي
وجدت نفسي بين العقل والشّعور
هما نور الحياة
سألت التّراب عن العقل
فقال التّراب
العقل حصان أحمر شارد
سألت البحر عن الشّعور
فقال البحر
الشّعور حصان أبيض شارد
من المفروض أن يكون العقل ملكا
من المفروض أن يكون الشّعور ملاك
قلت أنا ماذا إذا ومن أكون؟
هذا التّراب هو موتي
هذا الماء هو إنطفائي
أين الهروب منهما؟
كيف أتحرّر منهما لأجل النّار أو الهواء
أنا لا أعرف من هو الصّادق منهما
ومن هو الكاذب منهما
هما يموتان أم أموت أنا؟
قيل لي إن لم تتحقّق
المساواة والحريّة بهما
فلا فائدة منهما هما مجرّد
خيول بلا معني ولا هدف
قلت سأركب معهما
حصان الدّموع الأزرق
إلى أن يحين إنطفائي
وأعرف من هو هذا الملاك
ومن هو هذا الملك
فلا العقل يقدر أن ينكر أنّه عذّبني
ليضيئ هو
ولا الشّعور يقدر أن ينكر أنّه
يؤلّمني ويطفئني ليضيئ هو
إذا لهما هذا الضّياء
ولي من دموعي وظلمي وخوفي وأحزاني
الهذيان في الهواء
الحقّ الحقّ أخاف منهما
عقلا وشعورا
هما سياسة الظّلم
وفنّ القهر
الكلمة منهما أصبحت
عطشانة لصدق كبير
لا المساواة قد تحقّقت بهما
ولا الحريّة
عداء بينهما
يشبه عداء اليهود والمسلمين
هل يا تري اليهود هم الأصدق
في مشكلة السّلام والحبّ
أم المسلمين؟
ولماذا اليهود يعشقون البحر
ولماذا المسلمين يدافعون
بالدّم والرّوح على التّراب
اليهود يعشقون الفضاء
ويعملون كلّ ما في وسعهم لأجل الفضاء
المسلمين يعشقون التّراب
ويعملون كلّ ما في وسعهم لأجل الأرض
اليهود شعب السيّد المسيح المختار
المسلمين هم شعب الرّسول المختار
ما معني يهودي؟
معناه ملاك لا يملك
إنسان مع الحريّة ضدّ الملكيّة
السيّد المسيح تألّم ومات لأجل السّماء
ما معني مسلم؟ معناه ملكا
تألّم ومات لأجل الأرض
هل لنا هذا الملاك اليهودي لأجل السّماء
هل لنا هذا الملك المسلم
لأجل الأرض؟
من هم شعب اللّه المختار أبناء السّماء؟
من هم شعب اللّه أبناء الأرض؟
لسنا ندري
كلّ ما نعرف هو الحرب
الإختناق بالنّار والغاز
والأمراض المستعصية والموت
معشر المسلمين واليهود
بإسم الفنّ والسّياسة
أقول أنّ الرّيش لا يشدو إلاّ فوق العود
والحريّة لا تغنّي إلاّ فوق الشّجرة
وحريّة الإنسان لن تتحقّق إلاّ بالمساواة
بين البشر
لماذا تطلع وتنزل الشّمس؟
لأجل الكمال الإنساني والحريّة
لماذا يسهر البدر ؟
لأجل الكمال الإنساني والحريّة
لماذا حرم الإنسان من الأجنحة
هل الّذي خلق الشّجرة
والإنسان والعصفور
لا يقدر أن يخلق هذا الكمال ؟
إلى ماذا يحتاج هذا الإنسان؟
للحقّ والحبّ والحريّة
أين الأموات؟
في ظلام اللّيل، في الغابة حيوانات
يتناسلون في البحر والجوّ والبرّ
سيّدهم الإنسان يضحك ويبكي
وهم لا يبكون ولا يضحكونّ
قلّة نادرة منهم تبكي
يعيشون بغرائز الأكل المتوحّشة
والجنس المتوحّش
بلا أصابع عشرة
بلا حلم بلا فكر بلا هدف
متي يا تري هذا البحروهذه الشّمس
سيخلقان لنا هذا الإنسان العصفور

Aucun commentaire: