mardi 5 janvier 2010

حلمي

في حلمي أنسي كلّ شيئ
وأرتدي غيمة مؤجلة
أشعر كأنّي خرجت من جسدي
أحلم بفرح خفيف الوزن
أحلم بروحي تصهل في الهواء
أجري أخفّ وأقدر أن أطير
أشعر بالسّعادة كأنّي أحلم بغد جميل
أقول حقّا أنا أقدر على إختراق الجاذبيّة
أقول حقّا أنا أقدر أن أتعالى
على الأشياء والأسماء
ثمّ أسأل نفسي لماذا أنا وحدي
جلست أمام حرف يحمله إثنان تحت الحريق
همست ينقصني أن أعرف الفارق
بين المسافر والطّريق
كأنّي في الطّريق أنا وأنا الثّاني
كأنّ الحياة تودّ أن تضبط إيقاعها
كأنّ الحريّة تريد أن تعدّل نقصها
كأنّ هناك من سبقت خطاه خطاي
كأنّ هناك من يملي رؤياه على رؤياي
كأنّ هناك من يغوص
في قلبي وعقلي لأجل الحكاية
كبير هو الحبّ صغير هو العقل والقلب
قلت أريد شيئا واحدا لا غير
أريد موتا بسيطا هادئا
ريثما تأتي البشارة
من أزرق الحلم والظّل
تدلّ على أنّ الحبّ قويّ
قلب وعقل مضيئ
تدلّ على أنّ هناك من مات
وترك في البيت وصيّة
تقول بشري لمن مات لأجل
الحقّ والحبّ والحريّة والحياة الأبديّة
لا شيئ عندي سوى حاء وحيرتان
لا شيئ عندي سوي حاء وحسرتان
لا شيئ عندي سوي متران من هذا التّراب
لوردة حمراء وأخري بيضاء
والباقي للحديقة والورد الفوضويّ
هذا ما قاله اللّه لي الأنا في المثنّي
حين يلتقي الحرف بالحرف
والألم بالألم والقلب بالقلب
والدمّ بالدّم
حين يلتقي حرف الإسم الأوّل والأخير
بالنّهاية والبداية
لا بدّ من نصر إلاهي
الأسلاف الطّيّبون يموتون وترجعهم
السّماء عبر معاني إسم الأمّ والآب عبر
البحر والصّحراء
الأسلاف الطّيّبون عاشوا وماتوا فقراء
سلام سلام على عقل ضوئيّ يغيب ولا يعود
سلام سلام على قلب ضوئيّ يغيب ولا يعود
سلام سلام على خواتم يشعّ منها الظّلام
الفاتحون القدامي من الصّعب أن نتذكّر وجوههم
فكن يا بحر وترا شجيّ أنت والصّحراء
الأرض حبيبتنا وزيتها أجمل
ما كتب اللّه فوق الماء
يلمع سيف الحرب في الصّحراء
تحت الضّياء
ويلمع سيف الحبّ في الماء
تحت الضّياء
يموت الإنسان في الصّحراء
وتخرج من البحر أشكال
جميلة وقبيحة أليفلة ومتوحّشلة
أمام العيون العمياء
إلى حدّ الآن لم يعطي البحر أجنحة للإنسان
أعطاه فقط أصابع عشرة في اليدان
كي يصنع بهما الدّمار
والتّشرّد والفقروالجهل والتّخلّف
لأخيه الإنسان
كي يكنز بهما الأموال
ويناطح بهما السّحاب
ويترك أخاه في الإحتياج والعذاب
يولد الإنسان يصرخ زمن الولادة خائفا
من الموت والفناء
خائفا من المجهول
إرفعوا تماثيل الحبّ والمساواة والحريّة
من وهم وظلم لا يردّ التّحيّة
إرفعوا تماثيل الصّليب الأحمر
والهلال الأحمر
البحر والصّحراء
يتلألأ منهما الضّياء
والكبرياء
مات سيّد البحر لأجل الحريّة
مات سيّد الصّحراء لأجل المساواة
هل نحن نعيش الآن هذه الحياة
بالحريّة والمساواة
عبر ضوئين وهما الشّجرة والعصفور
هل حقّا سيّد الصّحراء مات؟
هل حقّا سيّد البحر مات؟
ولم يبقي في الأرض سوي
إمرأة تعيسة تبحث عن خروفين
عبر الكلمات؟
هل هما نورين ضحيّتين
ليس لهما إلاّ السّكات؟
----
هذه الكلمات يرسلها قوس قزح
بإسم الإنسان والحبّ
عبر دلوين من ماء المطر
لأجل السّعادة والفرح
في الدّارين
الأرض والسّماء

Aucun commentaire: