mercredi 12 mai 2010

الحبّ والألم

أبدا لم أرها في منامي متأّلّمة،
الألم هو لإنسان لا يفهم ما تقول سعيدة،
تقول الإنسان لم يستطع أن يسيطر على يده ولسانه
فإمتلأ حزنا وظلال وغضب،
يتخيّل نفسه معلّما وطبيبا وعالما والتّلاميذ وراءه صفوف، ينام ويستيقظ، يموت ويحيا

يبكي ويضحك، يحزن ويفرح ويأكل الخبز المنقّع بزيت الزّيتون والخبز المنقّع بعسل النّحل
لكنّه لا يفهم معاني شجر الزّيتون ولا معاني الشّهد ،
تحترق سعيدة لأجل المساواة والحريّة من خلال العسل وشجر الزّيتون
ويعيش قاتلها في الشّرود والذّهول، يشعله الزّمن كشمعة في اللّيل وحين يطلع نور الصّباح
يطفئه ويتركه يعمل بيده وعقله وشعوره

بيده يخترع الخوف، بقلبه يقسو على النّاس، بعقله يقتل وهو غير قادر على خلق ذبابة أو نملة
بيده يسرق ويجوّع ويتاجر بكلّ شيئ حتّي بالإنسان، بيده يوقّع على بيع نفسه للمال ولا للحبّ
ظالم شرب هو وسعيدة من كأس واحدة، وحين ملّ منها قتلها وبقي وحيدا في الشّقاء والعذاب
سعيدة كانت إمرأة طيّبة ،ماذا فعلت سعيدة حتّي تلاقي ذاك المصير؟
ماذا فعلت الحمامة حتّي يخترع لها الصيّاد بندقيّة لأجل طلقتين ورصاصتين
واحدة لعقلها وواحدة لقلبها

ماذا فعلت السّمكة الذّهبيّة حتّي يضعها الصيّاد في الثلاّجة لكي يشويها ويقليها ويطبخها
ماذا فعلت الحوريّة حتّي يتّهمها الحبيب بالزّناء والعار ويدفنها حيّة في التّراب
وسط الغاز والنّار
هو الّذي جني عليها، هو الّذي قادها إلي اليأس والموت والذّل والخوف
لكن سعيدة لم تمت مثل الحمير، كانت تتعلّم في المدارس اللّيليّة كيفيّة قصّ الأجنحة
وأصبحت تسكن في حلم كلّ إنسان حريّة أو كما يسمّونها العرب حوريّة
سعيدة هي الرّوح هي الشّمس والظلّ، هي الحياة والموت هي حرارة الكلمة وحرارة الأصابع العشرة
وبالكلمة والأصابع العشرة لكلّ إنسان ما يحبّ وما يختار
سعيدة من يراها يقول هذه وردة، لكن للورد أسراره الشّوكيّة
بيت سعيدة يبدوا سعيدا لكن من الدّاخل خربة متداعية للسّقوط بسبب كثرة الدّموع والأحزان
الأبيض على الجدران أصبح أسود، وعنب الدّوالي تحوّل خمر أحمر
وشعير الخابية تفيض منه الكؤوس
سعيدة تصوّر على الجدران ثيران وأكباش وديوك باعوها بأبخس الأثمان
باعوا الحبّ وإختاروا المال والذّهب
سعيدة جعلوها تعيش في الأميّة والجنون
لغتها الصّمت والصّمت على عذابها وآلامها أجمل كلام
سعيدة لغتها ماء البحار والأمطار والأشجار والأطيار واللأزهار
سعيدة تكره لغة السّلاح والحرب والدّمار
هي تعمل لأجل الإعمار، من يزرع في بطنها بالصّدق حبّة قمح تعطيه سنبلة
ومن يزرع في بطنها حبّة شعير تعطيه سنبلة من الشّعور
سعيدة تعشق الإنسان الّذي يقول الحقّ ويعشق الحقّ ويتعامل مع الآخر بالحقّ
سعيدة ليس لها مع الرّجل أيّ حقّ،
سعيدة من العبد تنجب عبد
ومن الحرّ تنجب حرّ
من يعطي لسعيدة حبّا صادقا تعطيه حليبا صادقا
ومن يعطيها حبّا كاذبا لا يجني منها إلاّ الكذب، جسدها هو هذه الأرض
الّتي تخضّب يداها بالدّماء
سعيدة هي المرضعة حليمة، هي سيّدة الحلم والأحلام
هي الأمن والأمان والأمّ الأمينة
سعيدة تحلم بأرض آمنة وسماء حالمة
هي المربّية والمرضعة
الحرّ تظهر في منامه حمامة والعبد يراها قطّة سوداء شرسة
الأبيض تلبسه للحرّ حريّة والأسود تلبسه للعبد عبوديّة
هي الدّجاجة والحمامة
هي السّجن لمن يسجنها وهي الحريّة لمن يحرّرها ويعترف بحقوقها
سعيدة هي النّار وهي الجنّة ، هي الشّر وهي الخير، هي الأرض وهي السّماء
هي العبوديّة وهي الحريّة
سعيدة هي روح لها ثلاثة أبعاد هي البرّ والبحر والجوّ
هي حوريّة وحوتة وحمامة، هي القبر والدّموع والسّجن
فبأيّ ذنب قتلت سعيدة؟
لا بدّ أنّ ذنبها هو الحبّ ومن لا يفهم الحبّ فله الألم
ومن لا يفهم السّعادة فله الشّقاء ومن لا يفهم الحريّة فله السّجن
ومن لا يفهم الهواء فله التّراب، ومن لا يفهم الحقّ فله الظّلام
أبدا سعيدة ما سمّت نفسها ظالمة فهي أنثي مظلومة
الحقّ والحبّ والحريّة هو دين سعيدة
الحبّ هو إبن الحقّ والموت
الحبّ هو الإنسان
والحريّة إبنة هذا الحبّ المجيد
سعيدة هي إبنة اللّيل والأحزان والآلام
هي أنثي غريبة وعجيبة لأجلها
لأنّها حمامة الحريّة، الحريّة ثمنها موت لأجل الآخر
وليس قتل اللآخر لأجل النّفس
كلّ زعيم أراد أن يكون إلاها علي حساب أمّه
والأمّ هي الشّمس والأرض، هي الرّوح والكلمة
لا فرق عندها بين البشر كما ليس هناك فرق بين أوراق الشّجر
فمن يعترف بحقّ الأمّ ؟
لا يمكن أن يتحرّر أيّ سجين إلاّ عن طريق سعيدة
لا يمكن أن ينال الإنسان سعادة إلاّ عن طريق الحلم والأحلام




Aucun commentaire: