vendredi 7 mai 2010

البيعة

دقّ الباب، فقالت جميلة يكفي هراء يكفي من القفز فوق المربّعات
المخطّطة فوق الأصابع الأربعة
سألتها لماذا الموت؟ قدّمت لي خبزا أسود وزيتون أسود وحجاب أسود
قالت الموت هو الحجاب، لبشر يعبدون المال أكثر من الحبّ والإنسان
الحجاب ظلال يلاحقهم في الحضور والغياب
الموت عاقبة العصيان
الحجاب ظلال ، الحجاب هو الزّمن، هو الكلمة، الحجاب أكبر العادلين
الحجاب هو الذّاكرة، هو صوت الحقّ
لا كذب ولا خداع مع حجاب الشّمس فهو يلفّ كلّ البشر على حدّ سواء
البشر يرضعون من ثدي البؤس غارقين في الفجور
والتّجارة والسّلطة والتّسلّط والعنصريّة والأنانيّة

متباهين بمناصبهم على ظهور المساكين والمحرومين
فصوت الظّالم مقموع وصوت المظلوم مسموع
الإنسان خلق بالحبّ والحقّ ولم يخلق بالظّلم
المربّعات يقدّمون النّعيم لكلّ إنسان مجانا لكي يتحرّر
والبشر يثمّنون الضّوء والماء
والتّراب والهواء بالمال،
المربّعات مرسومة على أياديهم مثل خريطة قديمة ماثلة في كلّ ذاكرة

المربعات الأربعة أخذ وعطاء موت وحياة
وليسوا على ذمّة إنسان واحد يأخذ كلّ شيئ ويحقد بهم على الآخرين
إنسان لا يحبّ حتّى الحبّ الّذي أهداه اليدين والكلمة

من يبيع الضّوء أين سيجده
من يبيع الماء أين سيجده
من يبيع التّراب أين سيجده
من يبيع الهواء أين سيجده
من يبيع أصابعه الأربعة وفصوله الأربعة وإتّجاهاته الأربعة
وعناصره الأربعة أين سيجدهم؟
من يبيع الإنسان أين سيجده؟
من يبيع الحبّ أين سيجده؟
من يبيع الحقّ أين سيجده؟
من ببيع الكلمة أين سيجدها؟
من باع كلّ ذلك فقد باع نفسه للموت والموت قصر ضيّق
قلت لها هذه مهمّة الأقوياء فينا
هم يسكنون القصور ونحن في بيوت البؤس الجميل
ليس لنا ثمن شربة ماء في مقهي المغارة
نتعاطي الحبوب كي نحافظ على المزاج المتعادل

وسط هذا الإخضرار الجميل والألوان الّتي يحتار في وصف جمالها
الشّعراء والعاشقينم،
نحن ولدنا في الشّتاء ونعشق فصل الشّتاء
لأنّ الشّتاء تموت فيه الرّغبات ونجد فيه المتعة في النّوم
السّماء في الشّتاء تحكي عن همومها وتقول
لكلّ إمرئ ما نوي وما هوي
وكلّ إنسان يبدأ وينتهي فارغ اليدين
ويبدأ وينتهي في الصّراخ
يبدأ بالصّراخ لأنّ ضوء الشّمس فضّاح وضوء الكلمة فضّاح
وينتهي بالصّراخ لأنّ الموت سيسلبه الكلمة والأصابع العشرة
ويحوّله أيّ شيئ آخر إلاّ إنسان
الإنسان بالعقل والشّعور والكلمة والأصابع العشرة هو أجمل المخلوقات
الشّتاء هو البكاء على همومنا المشتركة وقد يكون
دعوة لصحوة مشتركة وحلم ربيعي مشترك
غباء
الشّتاء على حقّ وحبّ - والتّراب على حقّ وحبّ
والضّوء على حقّ وحبّ- والهواء على حقّ وحبّ
والكلمة على حقّ وحبّ وحريّة والإنسان على حقّ وحبّ وحريّة
الإنسان عليه أن يعشق الحقّ والحبّ والكلمة الحرّة
الإنسان فاكهة في أوانها بالمربّعات، بالكلمة والأصابع العشرة
وبعد وفاته لا فائدة في المال والسّلطة

فما يفعله باليمين يأخذه باليسار
باع --
الإنسان خروف باع نفسه بالمال
الإنسان مات لأنّه لا يفهم المساواة والحريّة
باع الإنسان الحبّ بالرّخيص فإستحقّ الموت
الموت هو سيّد الأزمان وكلّنا ولا شكّ نخاف من الزّمن

Aucun commentaire: