mardi 18 mai 2010

الالعمل الفلاحي

ما زرعنا سنة بدون حرث
ما جاءنا شتاء بدون خريف
ما جاءنا ربيع بدون شتاء
ما حصدنا بدون ربيع مثمر
الحرث تجدّد
والخريف غضب
والشّتاء بكاء
الحصاد قشّ فارغ من النّعمة
ما بقي الحمل في بطن أمّه أكثر من عشرة شهور
وحين يولد يفرز له الخالق من نعمته حليبه
هذا الحليب هو أوّلا وقبل كلّ شيئ من الفلاحة
من الأرض إلي الأمّ
ومن الأمّ إلي الإبن والإبنة

اليوم نحن نرضع لللأبناء
حليب البقر المعلّبل

وهذا دليل على أنّ الأرض شحّت ونشفت
من العطاء
والأثداء شحّت ونشفت من الرّحمة

نحن في زمن اللأخطاء الكبيرة والكفر
نحن مع قسوة الأرض والسّماء
نحن نؤمن بالمال ولا نؤمن بالحب

السّماوي والأرضي
نحن كفّار شرقا وغربا

نحن نزرع فوق أرض حكّامها يمنعون الفصول
لا يسمحون بالحرث ولا يؤمنون بالتّجدّد
في اللأقوال والأفعال وجمال الحقول
حكّام لا يسمحون بغضب الخريف ولا بكاء الشّتاء
ولا يتركون الشّعوب تحلم بالرّبيع والحصاد الجيّد
حكّام قلوبهم من حجر
لكنّ الحجر يبكي عليهم وهم لا يبكون
شعوبهم غاضبة عليهم وهم لا يكترثون
يخزنون الأموال ويهرّبون
الحمل لا يبقي في بطن أمّه
أكثر من عشرة شهور

و هم لا يعيشون أكثر من مئة سنة
لكنّ الحاكم يبقي في بطن أمّه
يموت ويحيا في العذاب والشّقاء

الحاكم يتطوّر إلى التّهوّر والقمع أكثر وأكثر
هذا يعني أنّه علينا ألاّ نحرث
ولا نغضب ولا نبكي ولا نفرح وعلينا أن نبقي
في الموت لا نتحرّر لا أرضا ولا سماء
لأنّ الحكّام يقمعون الحرث والفصول
والقمح والنّعمة والعطاء

العصافير تستقبل ضوء الشّمس
بالأناشيد والفرح

ونحن حين نولد
نستقبل الضّياء بالصّراخ والبكاء

لأنّ السّماء حتّي وإن متنا أبطال وأحرار
ترجعنا للشّقاء

لأنّه يلزمنا أن نحقّق المساواة في الأرض
والحريّة في السّماء

لا يوجد في سمائنا إنسان عصفور
لا يوجد في أرضنا رجل قادر
أن يقود السّفينة الغارقة لبرّ الأمان

لا يوجد في سمائنا حلم حقيقي بالحريّة
لا يوجد في أرضنا حلم حقيقي بالمساواة
السّفينة تغرق بنا
لأنّ المركب لا يمكن أن يقوده عشرون ألف حاكم

هذه الأرض يلزمها حاكم واحد
الأرض ممزّقة أشلاء
والإنسان محكوم عليه أن يعيش بعمر
قصير
ثمّ يموت واللّه وحده يرجع للحياة من يريد

الإنسان أصبح لا يفهم الفصول الأربعة
والفصول الأربعة لا تفهمه
ولا تؤمن به جسدا وروحا
أصبح لا يؤمن بالعناصر الأربعة
والعناصر الأربعة لا تؤمن به
وجسدا وروحا
أصبح لا يؤمن بأصابعه الأربعة يمينا ويسارا
وأصابعه اللأربعة يمينا ويسارا لا تؤمن به
أصابع الإبهام طالعة نازلة
منذ البدء بدون جدوي وبدون فهم
الإنسان لا يزال مصلوبا في العذاب
على عود الشّجر

ولأنّه لا يفهم الشّجر والمساواة بين البشر
السّماء لا تقبله والهواء يرجعه
للموت والعذاب والشّقاء
ماذا نفعل نستسلم ؟
وحين نستسلم
من أين نبدأ من اللّيل أو من النّهار؟

من الصّحراء أو من البحر
نبدأ من الصّحراء
ونحفر الماء لكي لا نعطش

عطش الصّحراء قاسي ومرهق
الصّحراء في حاجة للفصول الأربعة
والعناصر الأربعة
والأصابع الأربعة يمينا ويسارا
وإن آمن آهل الأرض بالمال
فالمال عند اللّيل في بيت المسلمين
نعمة مصوّرة في الدّينار
أتذكّر يوما ذهبت فيه أنا وزوجي للصّحراء
كي نزرع القمح
لحقتنا هناك البركات

فكان شتاء ممطر
وإرتوت الأرض بعد طول جفاف

وزرعنا القموح وحصدنا وكان خير اللّه وافر
ثمّ حفرنا في الصّحراء بئر
كان ماءه حلو المذاق

وأصبحت الصّحراء بذاك البئر
عروسة تتغنّي بجمالها

الخضر على كلّ نوع وشكل
والغلال والخيرات
وكنت أعمل هناك بكلّ نشوة وحبّ
لكنّ آل قريش
وعشّاق القرش طبعهم صعب

لذلك غادرنا البلاد
ورجعت حليمة تغرّد في البئر كالحمامة
ورجعت الصّحراء
كما كانت صحراء جافّة وقاحلة

محمّد الآن محكوم عليه
بعشرة سنوات لا يدخل البلد

وأنا لا أرجع إلاّ معه
لأنّي بدونه أخاف الرّجوع لذاك اللّيل
وذاك الخوف وذاك الرّعب
كنت هناك أخاف من الخروج
لكي أشتري الخبز لأبنائي
لو لم يكن اللّه يطمئنني
ويقول لي أنت بريئة لكنت متّ من الخوف
فعوض أن يقتلني اللّه
أدخلني المستشفي لكي أرتاح
أنا لا أرجع لذاك البلد
إلاّ ومعي محمّد
أنا أؤمن به أنّه نور الأرض
لكن هو لا يؤمن

أؤمن أنّ معه البركة الأرضيّة
في إسم أمّه مباركة

لكن هو لا يؤمن
يعجبني في أفكاره الإجتماعيّة والسّياسيّة
لكن هو لا يعحب نفسه
محمّد إنسان لا يدّعي أنّه مهمّ
في هذه الحياة
وليس له إعتقاد أنّ النّاس هناك تحتاج إليه
حتّي أصحابه وأحبابه أصبح كافرا بهم
محمّد يشعر أنّه إنسان بلا شرف ولا همّة
هو في الهجرة يتألّم بصمت
لكن أسرار قلبه الدّاخليّة
لا يعلم بها إلاّ من بعثه خصّيصا
في تلك الصّحراء
كلّ ما أعرف أنّه كافر بالجوع والفقر والمرض
محمّد لا يعلم شيئا عمّا أكتبه
لكنّي أحمل عنه القرآن في يديّ اليمني
والإنجيل في يديّ اليسري
منهما تعلّمت ما معني الحريّة وما معني المساواة
وما معني عيشتهم هم الإثنين
في أهوال العبوديّة والخوف
والرّعب والعذاب والموت والألم
أنا لا أؤمن إلاّ بالرّسول والمسيح
أنا لا أؤمن إلاّ بالكلمة
والأصابع العشرة
والشّجرة والعصفور
أسياد الأرض والسّماء

Aucun commentaire: