mercredi 5 mai 2010

شروق الشّمس وغروبها

عندما ينطفئ نور المسيح في الغرب
تصبح الشّمس تشرق على الشّرق
الغرب سقط في الظّلام والظّلاميّة
الغرب كافر ويجب شنّ الحروب عليه
عندما ينطفئ نور الرّسول محمّد في الشّرق
تصبح الشّمس تشرق على الغرب
الشّرق سقط في الظّلام والظّلاميّة
الشّرق كافر ويجب شنّ الحروب عليه
في الحقيقة السّبب ليس الكفر وإنّما
المصلحة والملكيّة وحبّ السّيطرة على الآخر
بأسم الدّين تندلع الحروب.. والدّين ليس حرب
وإنّما هو حبّ وعشق للأرض والسّماء
الرّيح شرقيّة وغربيّة
لكن لنا شجرة زيتون لا شرقيّة ولا غربيّة
عقليّة وعاطفيّة مليئة ومضيئة
مقدّسة في الأرض وكذلك في الكتب السّماويّة
لها وهج الصّبر في جراح الإنسان والإنسانيّة
ترقص وتغنّي وتشتعل فحما حتّي تتفجّر شظايا
أهي الجنّة والنّار أم هي المساواة والحريّة
تقول لنا متي تنتهي الحرب بين الشّرق والغرب
متي ينتهي الإحتلال ؟
الغرب يعاني من العماء العاطفي وإحتكار العلم لنفسه
الشّرق يعاني من العماء الفكري وإحتكار الغاز لنفسه
الغرب في قسوة الثّلج والشّرق في قسوة الحرارة
الغرب يغرّق الأسواق في الشّرق بالدّيون ويبيع المعرفة والعلم بالمال
والشّرق يبيع الغاز بالمال
والأرض كرة قدم بين فريقين والنّتيجة صفر مقابل صفر
من أين ستأتي الجنّة من الغرب أو الشّرق
هل السيّد المسيح كان يناصر الثّراء والأثرياء؟
هل الرّسول محمّد كان يحارب لأجل وحدة الشّعوب أم لأجل المال؟
يخشي السّيّد المسيح من عباد علماء يخترعون طائرات لأجل قتل الأبرياء
يخشي السيّد الرّسول من عباد كرماء يجنون الأموال من الغاز الحارق والخانق للأبرياء
كلمة المسيح كان لها صدق الثّلجّ
كلمة الرّسول كان لها حرارة الإنتصار
السيّد المسيح عليه السّلام كان ضدّ الثّروة ومع الإنسان والحبّ
الرّسول محمّد عليه السّلام كان ضدّ عبادة الأوثان ومع الإنسان والعقل
هل كان في عهد المسيح طائرات؟
هل كان في عهد الرّسول آبار نفط؟
ألم تكن الأرض تحفر لأجل الماء
ألم يكن الآذان يقول حيّ على الفلاح أي الفلاحة
والعمل الفلاحي
الصّحراء في حاجة للماء وليس للنّفط
النّفط ماله حرام
والعلم المخرّب للإنسان ماله حرام
العالم أصبح يعاني الجوع والعطش
أصبح يعاني أمراض عويصة
كيف سيأتي ربيع الإنسان والإعتدال الطّبيعي
بالحرب أو بإرساء قيم الحقّ والحبّ والحريّة لكلّ النّاس
متي يولد الإبن ضاحكا سعيدا؟
متي تصبح الطّبيعة والإنسان واحد
يوم مطر ويوم حرارة
يوم بكاء ويوم ضحك
هذا الإنسان لم يعد يعرف لماذا يبكي ولماذا يضحك
لماذا يحزن ولماذا يفرح
لا يغيّر اللّه ما بقوم حتّي يغيّروا ما بأنفسهم
متي يكبر الطّفل في الأرض معافا من الأمراض
متي يدرس الأطفال في معهد واحد
متي يخرج أهل الكهف من القبر من غرفة الغاز
متي يخرج أهل الكهف من القبر من غرفة البرد
ومن أحكام الخوف والبندقيّة والتّفجيرات
متي يشعرون أنّهم إخوة مهما إختلفت ألوانهم ولغاتهم
متي يفهمون أنّ الإنسان مثل الشّجرة
وكلّ الأبناء لهم الحقّ في هذا التّراب وهذا الماء
وهذا الهواء وهذا الضّياء
آه أيّتها الشّجرة الكريمة والرّحيمة
لقد عذّبوني مثلما عذّبوك
لقد كسّروني مثلما كسّروك
لقد حرقوني مثلما حرقوك
لقد داسوني مثلما داسوك
فالرّيح الغربي نافع والرّيح الشّرقي نافع
الرّيح الحارّ نافع والرّيح البارد نافع
ونحن في حاجة للرّبيع في دنيا السّلام والحريّة
فهل يفهم الإنسان الكلمات العتيقة والنّفوس الطّليقة
وإنّه مثل أوراق الشّجر لا فرق بين الأنثي والذّكر
وإنّه مثل الرّيح الشّرقيّة والغربيّة
لا فرق بين المساواة والحريّة ولا فرق بين الرّسول والمسيح
ولا فرق بين الشّجرة والعصفور ولا فرق بين العقل والشعور
فمن حقّ الإنسان الحرّ
أن يجد التّراب والماء والضّوء والهواء في كلّ برّ
ما زال الإنسان لم يصدّق بعد أنّ هذه العناصر الأربعة ليست ملكا له
و هو لا يملك منها إلاّ قوله وفعله
الشّرق الآن في الظّلام والظّلاميّة والغرب أخذ ما أراده من الأموات والأحياء
ماذا تريدون معشر المسلمين أن نحجّ إلى بيت اللّه
فهل بيت اللّه تعترف بحقّ الأمّهات والأطفال؟
وتضع على ذمّتهم راتب شهري يجعلهم يعيشون
بكرامة مدي الحياة مثلما يفعل الغرب
كلّ العقول أصبحت تحجّ للغرب لأجل هذه الحقوق
هل بيت اللّه المكرّمة تكرّم الأمّ والإبن
ماذا تفعل أموال الحجّ والبترول في القدس والعراق ولبنان
يا سيّد الخيل يا محمّد يا رسول اللّه من بعدك نحن مختلفون
على لون الدّم ولون الحليب

ألم تتعب من وهج هذه الجراح؟
سألت عنك البحر والصّحراء
فقالوا كيف الكلمة تموت وكيف الأسياد يموتون

سألت الشّمس والهواء فقالوا لقد أرسانهم برنامج دواء
الجرح تاريخ وجغرافيا وسياسة ... الجرح أنانيّة
جرح التّاريخ تعدّد الزّوجات
جرح الجغرافيا قتل وتعذيب وتشريد الأطفال والأمّهات
جرح السّياسة كثرة الرّؤساء والزّعامات
جرح الإنسان وصلبه على عود الشّجر ودفنه في التّراب
هي الأنانيّة ونكران الآخر
هذه الجراح الأربعة تغرّد بجانبي
وأنا أغنّي حتّي أصبت بداء الجنون
كيف أسقطت ثلاثة حمامات بطلقة واحدة يا محمّد
كيف وقعوا الثّلاثة بين يديك في شبّاك الغرام
تذكّرت أمّك العاشقة للأرض في صحراء مقطوعة الظّل
تغزل لأجلك الصّوف وتربّي فيك الأمل أيّها الخروف
أنت خوف الخيول من مواجهة الحقيقة
يا عودة الرّوح الشّريد
التّاريخ يسخر من أبطاله وإن أخطأت لفظ إسمي
فإنّي إبنة النّخلة والكرمة والزّيتونة
شجرة أنا أو حجرة والتّراب يشربني على مهل
لي حاء الحبيبة والحقّ والحبّ والحريّة
ولي الملح وحجر القبر ولاء وولادة
ولي ميم المريض والمغامر وماء المساء بنار البخور
ولي دبكة البعير والخيول فلا شيئ يغريني فيك
فنحن جميعا في ليل الغيوم
أنت إسم قديم يفيض على العابرين
أنت جرح مشاع ودم مشاع وفكرة مشاعة
أنت أسطورة تحلم تحت شجر النّخيل والزّيتون
أنت جرح لم يجفّفه اللّيل مات لكنّه لم يمت
شمسك تحوّلت للغرب لأنّ الغرب يعطي حقّ الأمّ والإبن
فما دام المرء مؤمنا بالتّجدّد الدّائم في الأنوار وماء البحار
وماء الأنهار والسّيول فلا بدّ أن ينتصر الرّسول
ويحقّق المساواة
الأصابع العشرة فرسان في بهاء كامل
بهما يلتقي الشّكل بالمضمون
وتلتقي النّهاية بالبداية
فلا أحد على أحد مسؤول
ولا أحد تحت نور الشّمس مجهول
لنا كلّنا ظلالنا حجب ولنا الحلم وأمل الوصول
الحبّ عند السّماء معروف لا فرق بين الظّالم والمظلوم
لا فرق بين الذّئب والخروف
فواحد يأكنا ويأكل خبز أبنائنا
وواحد يبيعنا حشيش ويجعلنا تحت جبّته مصروف


Aucun commentaire: