mardi 25 mai 2010

أيّها الشّيطان

هل يستوي الضّوء بالمال
هل يستوي الماء بالمال
هل يستوي الهواء بالمال
هل يستوي التّراب بالمال
هل يستوي الإنسان بالمال
حين إبني يتعلّم بمقابل المال
حين إبني يتداوي بمقابل المال
حين إبني يتربّي بمقابل المال
حين إبني يعمل بمقابل المال
ماذا تطلب منه أن يكون؟
مجرما أو مجنون
أو شبح إنسان
ماذا تريده أن يعبد
يعبد الحبّ أم يعبد المال

الحاكم يعبد سيادة المال
القاضي يعبد سيادة المال
المعلّم والأستاذ يعبدان سيادة المال
الأطبّاء يعبدون سيادة المال
النّقابيين والعمّال يعبدون سيادة المال
من هذا المشرّد من هذا السّجين الّذي يدور
إنّه الإنسان وما أدراك ما الإنسان الحبّ
والحلم والحريّة
إضحك أيّها الشّيطان وزد ضحكا
فلم يبقي من الإنسان إلاّ شبح الإنسان
الرّوح تبكي لأجله والعصافير والأغصان
باع كلّ شيئ باع الحبّ باع الحنان
باع الضّمير الذّهب
باع الحبّ
وإشتري النّباح والتّصفيق
لأجل المال
باع الحريّة وإشتري السّجن
باع الحياة وإشتري الموت
فهل الحبّ يظلم العبيد يا سيادة الشّيطان
أقصد يا سيادة الإنسان
أعشاش عصافير تلك الّتي تبنيها لنفسك
أم سجون
حديقة تلك الّتي تزرعها لنفسك أم حريقة
شجرة تلك الّتي تتغذّي من معانيها وثمارها
أم هي حجرة
ما معني الحبّ عندك وما معني المال
ما معني الحريّة عندك وما معني السّجن
ما معني الضّوء عندك وما معني الظّلام
ما معني الماء عندك وما معني العطش
ما معني الهواء عندك وما معني الإختناق
ما معني الحياة عندك وما معني الموت
ما معني الجنّة عندك وما معني النّار
طريقين هما لا ثالث لهما
وأنت الّذي تختار
الحبّ الجيّد والقمح الجيّد والضّمير الجيّد
والكلمة الجيّدة هي للحياة
وليس الحرب والنّار والمال
والكذب والنّفاق
أربعة مربّعات أمام عيونكم
ضيّقة جذّا وواسعة جدّا
تختاروا أن تكونوا منهم
موتا أو حياة
عن طريق المال أو الحبّ
الحكم بين أياديكم
المال صنعه الآباء لأجل الشّقاء
والحبّ صنعته اللأمّهات لأجل السّعادة
الآب هو الحرب الأمّ هي الحبّ
اللأب هو السّجن الأمّ هي الحريّة
الآب هو الموت اللأمّ هي الحياة
وراء الإنسان شجرة
وأمامه عصفور
فإمّا يحرق لأنّه لا يفهم المساواة
وإمّا يعمل لأجل المساواة
لكي ينجوا إلى النّور



Aucun commentaire: