dimanche 5 décembre 2010

لماذا نخاف من الموت

من الموت نأكل، من الموت نعيش
الموت سخّر لنا كلّ ما يوجد من حيوانات
في البرّ والبحر والجوّ

أكل الإنسان حرام،
هذا الإنسان مقدّس بالشّعور مكرّم بالعقل

مقدّس بالكلمة والرّوح مكرّم بالجسد،
مقدّس بالإنجيل مكرّم بالقرآن

مقدّس في السّماء مكرّم في الأرض،
ربّه فداه بالإنسان مسيحا ورسولا

لتكون له حريّة السّماء والأرض،
وجنّة السّماء والأرض

الإنسان يخاف من الموت
لأنّه يشعر ويفكّر ويتكلّم ويعمل

فهو الوحيد الّذي يشعر بقيمة
الزّمن في حياته،

ويهتمّ بأيّام عمره في الماضي
والحاضر والمستقبل

نار الزّمن ساكنة فيه وكذلك الدّموع
والأوجاع والألم

آي - من إنسان تقدّس بالكلمة والرّوح
وتعمّد بالماء القدسي ماء الحياة

آي - من إنسان تكرّم بالجسد
وشهوة الجسد وتعمّد بالخبز القدسي
خبز الحياة
وجه له أمام الموت مكشّر،
قلبه تحوّل حجر وكلامه مطر

الموت حين نسأله يقول أنا الحقّ،
لا فرق عندي بين الورق

قف أمام شجرة أو مقبرة
وأهرب لظلّ زيتونة أو كرمة أو شجرة نخيل
وأقرأ تفاصيل حياتك، أيّها الإنسان
تلوذ لدفئ الموت إذا إنتهيت،
تعود إليه حافيا وعاريا، وفارغ اليدين

لكي يكسي روحك المظلمة أو المضيئة
يكسيك من سماء الصّرخة الأخيرة
بما آلت من صدأ أو ذهب الأيّام الماضية
ألا تعلم إنّه دفن فيك الرّوح والكلمة
صرخة في البداية وصرخة في النّهاية
صوتك لن يسمعه أحد سواه
إذا أنت كافر بالخبز والحريّة ونبوءة الأوّلين
آه ففي الصّرخات والآهات إفصاح
وعملك أمام الضوء قد لاح وباح
الصّوت جمر قدّاح ونور مصباح
جلاّد ؟ يا لك من جلاّد، تجلد بالحقّ وبما في القلب
من أحزان وأفراح
قاتل ؟ يا لك من قاتل تقتل جسد هو مقتول
بغير أجل مختوم
سجّان ؟ يا لك من سجّان لنفسك فأنت لا تقدر أن
تتحرّر من ظلالك، وخطاياك
ظلّك هو الجلاّد وهو القاتل وهو السجّان
هو الصّديق الودود والعدوّ اللّدود

من أنت؟ أنت نبض يداوي كلّ مجروح
أم أنت نبض منه الظّلم والشرّ مفضوح
بيدك تصنع المقابر، ولا تعرف ما معني الحقّ
وما معني المساواة
الحقّ قدّيد خروف لحمه فاح
الموت حين نسأله يقول أنا الحبّ
بكائي يصنع النّبات والأشجار والأزهار والأطيار
وناري عطشي للتّبات الإبدي في المساواة والحريّة
على أرض بلا قيود وسماء بلا حدود
وعهدك أيّها الإنسان عهد ناسخ للعهد القديم
يا مؤسّس النّحو على النّحو
تتكلّم عن الإنسان القديم من دون ورقة أو دفتر
كم أمتعت ربّك بحواراتك العصماء
أرجوك عدّل نفسك وما همّك في القديم
أرجوك إجلد نفسك لأجل الجديد
أرجوك أقتل نفسك ضحكا وأسأل نفسك
هل فهمت الحبّ؟ هل فهمت الموت لأجل الحبّ؟
هل فهمت نار الحبّ وبكاء الحبّ؟
أم تكلّس هذا الحبّ في عقلك وشعورك
كتب وأوراق صفراء
تحكم أنت أمام الموت
وأنت تعلم أنّ لا إلاه إلاّ اللّه لا شريك له في الحكم
الموت هو الحاكم الأعدل والأصدق
هل لك إلاه عادل مثله يسكن في أغوار أغوار نفسك
الموت لا يصدّقه الأغبياء وهو أيضا لا يصدّقهم
سرت كرسي العرش
وجلست على الكرسي ولم تقم
حبّا وكرامة أيّها الحاكم
أحكم فحقّ لك أن تحكم يا زعيم
فأنت إلاه والشّعب لك عبيد، أنت إلاه لا يموت
وأنت من أبدع وخلق الإنسان ليعبده
أنت نبيّ في جهادك لأجل الحق والحبّ والحريّة
إن أردت أن تكون مجاهد بلا جهد لك ذلك
أحكم بحكمك يا خالد مدي الحياة
لك التّراب كلّه والبحر كله والشّمس
لك الميزان في عينيك تري به الحقّ كيف
يتجسّد أمام عينيك قهرا وذلاّ وموتا
كلّ ذلك تحت أمرك لكي تحكم في الحياة
هل لك حكم التّراب حكم الحقّ،
حكم الشّجرة مع الورق
هل لك حكم الماء في السّجن والحريّة
سمّي الدّستور سيرتك الذاتيّة

يقوي بحسب قوّة الظّلم والوحشيّة
ويقهر حسب قهر الشّعب الميدانيّة
يا لك من حاكم جاهل
لمعاني الجلد ومعاني السّجن ومعاني الموت
الموت هو الحقّ والحبّ والحريّة
الموت هو الظّلم والقهر والعبوديّة
وهو القادر الوحيد أن يقول للإنسان كن فيكون
سبحانه فهو أعدل العادلين
وهو وعد الظّالمين والمظلومين
الإنسان يخاف من الموت
لأنّ الحقّ قاهر والحبّ قاهر والحريّة قاهرة
فالغنيّ لا يعترف بحقّ الفقير
والرّجل لا يعترف بحقّ المرأة في الحياة
والإنسان لا يحبّ الإعتراف بأنّ اللّه هو الحاكم
وهو حاكم عادل ومحبّ وحرّ، ومن ظلم فلم يظلم
إلاّ نفسه، كلّنا إليه راجعون بما حملت صناديقنا
وكلّ إنسان من صندوقه يلبس، لباس جميل أو قبيح
فالغنى والفقر عند اللّه هو كلّ ما حملت الأرواح من كلام

Aucun commentaire: