jeudi 9 décembre 2010

قول الحقّ

نقول الحقّ ولا نرهب، نقف أمام السّلط ولا نهرب،
كلّنا كالغنم، سلطة هي لنا الحرب وسلطة هي لنا الحبّ
سلطة هي لنا الملكيّة وسلطة هي لنا الحريّة،
سلام عليك أيّها الإنسان يوم ولدت ويوم تموت
ويوم تبعث عن طريق الكلمة والرّوح حيّا
حياتنا مع سلطة الحرب والملكيّة :
والمشهد في كلّ الأوطان حزين،
شركات عظمي وأموال طائلة، والأحاسيس معدومة
أموال تتحكّم في مصائر النّاس،
أموال تطبخ العقول والمشاعر وتشويها وتقليها،
أسفي على إنسان لا يحتاج إلاّ للعويل
واللّطم على الخدود والصّدور حين يفارقنا نحو الموت
أموال تملك لنا كلّ أدوات القمع، تطاردنا صباحا مساءا،
تجري وراء من يطالبون بالخبز والكرامة والحريّة
تصنع الحصار والإعتقالات والخوف والرّعب والتّجويع
القرار واضح المال نقمة للإنسان،هو سبب الغني الفاحش
والفقر الفاحش، هو سبب كلّ المشاكل بين المرأة والرّجل
المال يستعمر العقول والمشاعر،
وهو مسبّب الأكاذيب والخيانات، بين الرّجال والنّساء
وبين الأغنياء والفقراء،
المال يكشف ما في النّفوس من ظلم قاهر، وأنانيّة حارقة
ويجعل السّلطان يقف في حيرة بين العظمة والإجرام
ويجعل الفقير يقف في حيرة بين التقزّم والإجرام
يحكم الإنسان ولا يدري أنّه سيحاكم لأجل حكمه
تعوّدنا على بؤس العدالة، فالعدل موت
العدل هو آلة القمع والإعتقال والسّجن،
يعني الضّرب بالرّصاص الحيّ، يعني التّعذيب
أموال أدخلت النّاس في ليل دامس
كلوا وأشربوا وأحكموا وعذّبوا
فلا بدّ لهذا الإنسان من دروس في الحياة
ليكون من صنف الذّئاب أو الخرفان
ليكون من الظّامين أو المظلومين
لا بدّ أن تخرج منه الحقيقة دقيقة
في صورة بشعة أو صورة مشرّفة
الموت يبكي الإنسان ويحزنه،
شجاعا كان هذا الإنسان أو جبان
الموت كلب أسود بوليسي،
يشهر سيفه في وجه كلّ كائن حيّ
الموت جلاّد ماهر يمشي معنا
ليري عورة هذا الإنسان البائس
الموت رئيس يزيّن أمامنا فنون العدالة على الأشجار
الأشجار جنّة ونار
ويزيّن لنا فنون الحريّة على الأطيار
خلقنا على عهد الحقّ والميزان، نكره الطّغاة
ونكره من يحصد زرعنا ويأكل عرقنا وخبزنا
خلقنا نكره الموت وهو يكرهنا، لأنّ الموت حقّ
الموت للطّغاة يردّد لغة الحقّ والعدل،
فنحن نعشق الحياة حدّ الموت
وبما أنّنا لا نؤمن به روح لا يؤمن بنا جسد
فنحن في نظره حيوانات همّها الاكل والجنس
لا حياة لمن جهل حكمة اللّه في الموت
لا حياة لمن جهل حكمة اللّه في الشّجر
أحبّاء الحقيقة يموتون لأجل الحقّ،
وإن ماتوا فهم شهداء
فربّهم لن يذلّهم وهم يعشقون المساواة والحريّة
الموت قاهر للطّغاة كما هؤلاء الطّغاة
تقهرهم المساواة والحريّة
فهم جميعا يبتهجون بنحيب الإمّهات والأطفال
ومتمرّسون في تعذيبهم وشقائهم
الموت ضوء الحقّ لا يخافه إلاّ الظّالمين
الموت ضوء الحبّ لا يخافه إلاّ الكذّابين والخونة
الموت ضوء الحريّة لا يخافه إلاّ أعداء الحريّات
كلّ إنسان بدون حقّ ليس إنسان،
بدون حبّ ليس إنسان
بدون حريّة ليس إنسان
ألا أيّها الظّالم المستبدّ حبيب الظّلام عدوّ الحياة
من أنت ؟ أنت الإنسان الحرب، أنت سلطة المال
لا مفرّ كلّ إنسان خلق ليكون حرّا
والبشر ليسوا ملكا لك وإنّما لمن خلقهم
واللّه هو سلطة الحبّ وليس سلطة المال

Aucun commentaire: