mercredi 1 décembre 2010

الثقة بالنّفس

كلّ نفس هي من اللّه وكلّ جسد هو أيضا من اللّه
الإنسان مخلوق روحا وجسدا،
والأب والأمّ ما هما إلاّ وسيلة
لولادته وجلبه للحياة،
ومهما بلغ الإنسان من علم فهو غير قادر
على خلق الإنسان الشّعور والحبّ والحلم
اللّه هو خالق الإنسان ومبدعه
وحين نسأل عن اللّه أين هو؟
نجده يسكن فينا روحا وجسدا
لمن إذا نشكوا مآسينا؟
هل قطيع نحن من البقر و الخرفان
والجزّار يحمينا؟
منفيون نمشي ونحفر قبورنا بأيادينا
لا شيئ يهدينا النّصر، لا شيئ يزرع فينا الأمل
لا سعادة ، لاحريّة، لا حقّ، لا حبّ يبدّد فينا الغضب
العشق يحلّق فوق رؤوسنا كالغمام
هذه أرضنا، هذه طبائعنا وغرائزنا مرسومة بالملح
الخوف لا يصنع النّجوم والملح لا ينبت القمح
يلزمنا حبّ يعلّمنا حقّ القول ويزرع فينا الصّدق
ويهدينا سبيل الموت عشقا للإنسان
فمن لا عشق له لا قلب له ولا لون له
وأنت مسافر في مدن الملح
تعترضك أجساد تؤلمك وتزرع فيك الأمل
خيالك مسافر يبحث عن حبّ حقيقي
الخوف لمن يخشي معاشرة النّجوم بدون هدف
والهدف إنسان نشعر معه بالرّاحة والأمان
العشّاق دائما أحرار، لا يهابون القمع
وكلّ ممنوع عندهم مرغوب، لدلك يسمّونهم
الزّنادقة لأنّهم دوما في حالة رفض للواقع
فهم يدركون أنّه لا زمن لمن لا عشق له
والإنسان لا يهان، وبالعشق فقط يظلّ حيّا
لكن أيّ عشق يبقي الإنسان حيّا
هل هو عشق الجسد أم عشق الرّوح
عشّاق الجسد لهم ميزة لا توجد لدي عشّاق الرّوح
فهم في بحث دائم على عرائس الحلوي
سراج المعتقلين لعامّة النّاس
ضاق به الحال فأشتري جسدا ليحبسه
ويحبس نفسه معه
وإتّفقا الظّالمان على النّفي
ومات الرّجل منفي والمرأة منفيّة
الحبّ بينهما أسود اللّون، كلّه عقد
وكلّه أمراض،وكلّه علل لأنّه سجين
الحبّ حرّ ونحن سجناه وعذّبناه وقتلناه
الحبّ برق ونحن علّبناه،
كلّ مهر هو قهر وكلّ تجارة في الحبّ خسارة
قليلون من ينجحون في تجربة الزّواج
فالجنس في الزّواج حدّ التّخمة
حدّ القلق، حدّ النّفور،
لذلك السّقوط في الملل منه يكون سريعا
ثمّ تبدأ حروب الإبادة الماديّة والمعنويّة
دستور يشهد للرّجل بالرّيادة
والمرأة تنزف لأنّ هذا الحبّ
ليس لها منه إلاّ الخوف والقهر والذّل والموت
لكنّها تظلّ تقاوم ولا تهرب من ساحة المعركة
كلّ حاكم بالأساس ظالم،
النّساء يلدن الآطفال في صيحات فزع
وصوت المرأة يهتف عاليا، الإنسان لا يهان
سواعدكم مفتولة ضدّنا ونحن نمنح الأطفال
مرضي متعبين، معقّدين، بائسين، خائفين
نعم لن نموت ولكن سنقلع
الخوف والقهر والذلّ والموت من حياتنا
أطفالكم صورة القهر منكم، صورة الذلّ منكم
صورة الموت منكم، من منكم قادر أن ينجب
طفل لا يموت؟
يضحك الرّجال على النّساء،
يسخر الرّجال من النّساء
لكن هدا القهر وهذا الموت وهذا الذلّ
يفعله معهم ما هو أقوي منهم سلطة
السّلطة بالمقابل تقهر الرّجال وتذلّهم
تبتسم إمرأة وتقول :
نحن كلّنا رجالا ونساءا في حاجة للحريّة
والكرامة الإنسانيّة، والحبّ ليس سلطة
السّلطة نحن خلقناها والمال نحن خلقناه
لا الرّجل خلق المرأة ولا المرأة خلقت الرّجل
اللّه خالقهما الإثنين كما خلق الماء والضّوء
المرأة خلقت حرّة والرّجل حرّ
السّياسة لها وجه الرّفض للوصاية على الشّعب
أطفالها يسيرون على درب الإهمال والجوع
يتربّون في وطن يميّز بين الأنثي والذّكر
السّياسة عامل تفرقة وليست عامل جمع
حتّي بين أبناء شعبها
السّياسة سلطة ومال تفرّق وليست حبّ يجمّع
لا فرق بين أبناء الأسرة الواحدة أو الشّعب الواحد
لماذا المرأة تلجأ للسّلطة حين تكون في خصام مع زوجها
لأنّها محرومة من الأمن المادّي والمعنوي
لماذا يلجأ الرّجل للسّلطة ضدّ المرأة
لأنّه يحتاج للأمن العاطفي
ولا يجده مع المرأة بالمال والسّلطة
فهو مربوط بنفقات أسريّة لا يقدر على توفيرها
المرأة تقول الرّجل هو السّبب
الرّجل يقول المرأة هي السّبب
لكنّ السّبب الرّئيسي هو الزّواج المبني
على أسس الخوف والطّمع
وكذلك السّلطة الّتي لا تعترف
بحقّ وحريّة الإنسان أنثي أو ذكر
فالثّقة إذا ليست في هذا الحبّ المصلحي
وإنّما في الحبّ الّذي لا يخضع للمصلحة الماديّة
و هذا الحبّ هو اللّه الّذي أبدع الإنسان
وبعثه للأرض كي يمتحنه، ومن له ثقة كاملة
في نفسه وفي من خلقه بالحقّ والحبّ حرّا لا يخاف
فخالق الإنسان هو حاكم الحاكمين
نعيش الحبّ خوفا وطمعا سلطة ومال لذلك
لا بدّ من المرور من جسر الموت لكي يعرف
كلّ إنسان ما كان يفعل بإسم الحبّ في أخيه الإنسان

Aucun commentaire: