mardi 30 novembre 2010

الصّامتة الخرساء

تكلّمي حتّي بنوع من الدّعارة لعلّهم يخجلون من دمعك الأزرق وشقائك الأزرق
تكلّمي من أجل المرضي والمريضات، والمجانين والمجنونات، تكلّمي فأنت في حاجة لمن يفهمك
أدخلي عليّ بلكمات قويّة، أدخلي عليّ شحنة من الصّدمات الكهربائيّة، لتسكين نزواتي العصابيّة
مشاهد العنف تتكرّر كلّ يوم من أجل أشياء تافهة، قد تكون مجرّد نظرة حبّ تحدث في شرود،
تكلّمي من أجل المحرومين والمحرومات من الحبّ والعشق والحلم والحريّة
كلاّ أنت لست أنا ولا أنا أنت، أنت الأقوي، حين تطلبين منّي أن أداعب جسدي الجميل
لقد داعبت جسدي، لكنّي حين أبحث عنك لا أجدك إلاّ موت تتكلّمين بلغة لا يفهمها أحد
هنا في هذه الدّنيا نتقاسم الحبّ عاطفة هشّة كالقشّ، عاطفة رهيفة
ونعيش الأيّام الصّاهدة شكّا وخوفا، وحرمانا وجوعا
ونحتفل بغربتنا في أعياد ميلادنا ، بين الخسارة والرّبح بين البكاء والضّحك
الموت يرعبنا، نرفض الموت، نريد أن نبقي في الحياة، نبكي حين تمرّ بقربنا جنازة،
ونشقي حين يموت لنا أحد الأحباب والأصدقاء، ينتابنا نزيف عقلي
ونكفر بالحبّ الّذي خلقنا لكي يأكلنا
فكيف بعد العزّ ينتهي الإنسان في حفرة مظلمة وموحشة وحيدا في البرد أو الحرارة
فكرة الموت تحعلنا نرتجف خوفا،وتفرحنا فكرة عشقنا للحياة
ماذا تقولين؟ الموت أكبر العادلين
نعم هويّة التّيه الّذي يبدأ منه الإنسان حين ينتهي
هو هويّة العزاء الّذي يتكلّم عن الحياة القديمة لكلّ إنسان
إدا نحن في متاهة لا زلنا لم نولد بعد؟
هل في ليلكم عشيقة تحلم بربيع العمر أن يطول وربيع العشق أن يطول؟
هل في ليلكم عشيقة تناسلت كزبد البحر،
وبيدها مناسك التّناسخ الرّوحي من ثغاء البحر
كأنّها في موتها عروسة على حدود جزر المرجان
تكلّمي أرني عرشك وقلعتك
عرشي مرسوم على شفاهكم العليا كطير الحمام؟
دفنت هناك رموز السّلام
وذلك لكي أساعدكم على قهر فكرة الموت
لا ينبغي أن تتصوّروا أنفسكم ميّتين
الحريّة هي مصيركم مع أنفسكم، ولا يقهر الموت إلاّ حبّ الحياة
ثرثروا في المثنّي، وتجمّعوا في المثنّي ، وتفرّقوا في المثنّي
لكن إذا دخل العراك بدافع الهيجان، يصبح قضيّة مليئة بمشاهد العنف
الجسدي والرّوحي، الكلام نعمة والعراك نقمة
الثّدي مثنّي والمثانة مثنّي والحبّ مثنّي والخلفة مثنّي
لا شكّ دستم على الحقّ والحبّ والحريّة
وسقطت أوراقكم صفراء منكمشة على بعضها البعض
ليس لها تعريف سوي الإسم ، تلك الورقة من تلك الشّجرة
وكلّ شجرة لها إسم، شراستكم لا تنتهي، تحافظون على العادات القديمة
في الضّرب واللّعن والقهر والإهانة، فكيف لا تكونون في الموت
بما تفعلونه من رذائل، نعم النّاس لا يحبّون الموت أعرف ذلك
لكن لا عاش ولا تحرّر من حقد على أنثي، فهو بذلك يحقد على الجميع
ولا يحبّ حتّي نفسه، الموت ولادة جديدة، يولد الإنسان الحقيقي كما
تولد الشّمس من رحم الظّلام، لكن ولادة بالجهل والحزن والخوف والبؤس
والظّلم هي في كلّ الأحوال ولادة بائسة،
الولادة إمّا شمسا وقمرا وإمّا تصفية حسابات
المرض والألم والجنون والموت هو ثمن العصيان
قوّة وفتوّة، قويّ يهجم على ضعيف، ثمّ حومة تهجم على حومة
ثمّ قبيلة تهجم على قبيلة، ثمّ دول على دول
لا أحد ينتبه للشّمس والبحر
لا أحد يشعر بالنّجوم والأرواح الغارقة في سواد اللّيل
لا أحد يري الحيوانات حين تجترّ ما تأكله وما تفعله في النّهار
يتملّككم الفرح حين تشاهدون الحنّة تصرخ
على أصابع العروسة وتحلم بالجنّة
الأشجار عديدة أمامكم تلاقحها الرّيح، لتشعركم بأهميّتها
عبث لعب الورق بدون رهان
ورهان الحياة مساواة وحريّة
هذه مهمّة الفنّ حين يجمّل الحياة، فينطبع صهريجها على
بركة شجرة مثمرة أو في مقبرة هي بيت البؤس الجميل
المقابر زاهية بطلائها الأبيض وأكفانها البيضاء
لكنّه أبيض كالح اللّون كالملح
لم يعد عندي ما أعطيه للجياع ولا ما أضيف لهم
رسمي على سيجارة تحترق بين إثنين هما العقل والشّعور
وأحد اريده كريم لأجل الأرض وواحد حنون لأجل السّماء
الظّهيرة صاهدة وأنا أتأمّل الفوضي في البيت
لا أعرف ماذا أفعل للدّموع الهائجة من البحر
تترجم الخبز الحافي، حديثكم عن الحبّ يصلكم رعد
ويحمل لي الجنون ويعكّر مزاجي
نعم أنا الصّامتة الخرساء
فأصنعوا لي إكليلا من الورد المتنوّع
ومنه أزواجا من الطّيور المتشابهة
وخلفهم أربعة صفائح
هم حرقتي وبكائي وغضبي وموتي لأجل الحياة
فأنتم كلّكم معلّقون من حبل واحد وهو
حبل الرّوح والكلمة المقدّسة
والإنسان ليس من هو إبن الجنس
وإنّما هو من يخلق كنور الشمس والقمر
من ظلمة الوجدان من عقله وشعوره،
من كلمته وروحه
فالخيار بين الحريّة والملكيّة أي العبوديّة
هو الخيار بين الإنجيل والقرآن
هو الخيار بين الشمس والقمر
هو الخيار بين الهواء والتّراب
مع الإنجيل الإنسان حرّ لا يملكه إلاّ هواء الحبّ
مع القرآن الإنسان يمكن أن يكون مالك ومملوك

Aucun commentaire: