jeudi 4 novembre 2010

دار الفلك من بعد طول العشرة

تصيبنا الدّوخة حين نفكّر في المغامرة الدّنيويّة الّتي تقودنا للمجهول
فنظلّ نحبس نفوسنا في حصار متوتّر، حصار مليئ بالمخاوف
السّبب هو أنّنا لم نكن حبيبن، لم نكن رفيقين لم نكن صديقين
كنّا نمثّل على بعضنا دور الحبّ، كنّا نمثّل على بعضنا العشق
لم نكن ننتبه للشّمس والبحر
لم نكن نسأل عن دورهما في حياتنا اليوميّة
حياتنا الفكريّة والعاطفيّة والجنسيّة
لا شيئ منهما يثيرنا، لا شيئ منهما يطمئننا
لا شيئ منهما يخجلنا، لا شيئ منهما يغفر ذنوبنا
حين يحرقنا الموت على إنسان عزيز على قلوبنا
نبكي عليه بحرقة
حارب الرّجال ضدّ النّساء بمفهوم شهريار
وحاربت النّساء ضدّ الرّجال بمفهوم شهرزاد
كانت شهرزاد تعلّم شهريار كيف الرّوح تتشكّل
لكنّه كان يتسلّي بالبطولات ثمّ ينام
كلّ منهما كان يبحث على النّور عند الآخر
من أنت يا شهرزاد : أنا الشّمس أنا الكلمة والرّوح
من أنت يا شهريار :
أنا البحر الّذي يحوّل كلّ نفس تختار
كلّ كلمة وكلّ غيمة تأخذ عندي شكلها الطّبيعي
الإنسان بالنّسبة لي ليس إلاّ كلمة وروح
أخرجلي يا بحر صورة جدّتي
جدّتك صورتها حمامة كانت إمرأة أصيلة
هل تعرفها؟
من هي ؟
لا أدري من وضعها في كتابي ؟
أنا يا بحر سألتك عنها ، فكان هكذا ردّ الحلم
هكذا ردّ عليّ المدير
أنت ماهر في قتل أنبل النّاس، ونحن عندك مجرّد
مراكب تغرق، منذ ولدنا يسكننا منك خوفا رهيب
فأنت الّذي تحكم على الأشياء
أنّ ليس كلّ شيئ سيّئ وليس كلّ شيئ جيّد
قال البحر عسل النّساء يتحوّل عندي رماد
قالت الشّمس عسل الرّجال يتحوّل عندي رماد
قال البحر كلّ إمرأة تموت أو تحيا على يديّ
قالت الشّمس كلّ رجل يموت أو يحيا على يديّ
مع الشّمس والبحر ينتهي زمن الدّعارة والكذب
والمواخير الخاضعة للحقارة
ينبغي للرّجل أن يميّز الحبيبة من بين ملايين النّساء
وينبغي للمرأة أن تميّز الحبيب من بين ملايين الرّجال
الحبّ كمال عقلي وشعوري وجنسي وليس منظر خارجي
أو حساب في البنك أو بيت وسيّارة فخمة
الحبّ موت أو حياة شقاء أم سعادة حزن أو فرح
هذا الجيل هو جيل الفنادق الفخمة والعلب اللّيليّة
والمخدّرات ولعب الورق والكذب على اللّه في الصّلواة
والتّعارف وفعل الحبّ عبر الأنترنات والخيانات
ومن مات بلا حبّ كأنّه لم يعش يوما واحد في الحياة
فقد نزل للحياة لكي يختار الحبّ بكلّ حريّة
هل ممكن أن يموت زوج لأجل زوجته أو العكس؟
ومن مات بلا عشق كأنّه عاش بلا طموح
الحبّ بالنّسبة للنّساء هو بحر يجب فهم تقلّباته
وبالنّسبة للرّجال هو جسد عليهم أن يفهموا تقلّباته
المرأة ليست لباس أو مظهر مغري
إو شهوات جنسيّة أو سهرات ليليّة
المرأة هي الّتي تملأ فكر وشعور الرجل
أي الّتي يجد فيها الرّجل نفسه وقناعته فهي حوريته
أو حريّته أو سجنه وموته
والعكس بالعكس بالنّسبة للمرأة
الحبّ ليس ربيعة محظوظة تزوّجت من رجل أعمال
وذهبت لتقضّئ شهر العسل في أجمل بقاع الدّنيا
لا لشيئ لأنّ ربيعة جميلة والحبيب عنده الدّراهم
الحبّ أوّلا وقبل كلّ شيئ قناعة عميقة جدّا بين الطّرفين
وليس تلك اللّحوم الّتي تباع وتشتري بأبخس الأثمان
الحبّ ثورة وإنقاض لكرامة الإنسان
قبّل طفل طفلة كانت مشكلة وإعتداء على الشّرف
ضرب طفل طفلة كانت تهنئة وتشجيع
عاش الحبّ يزعجنا بمنطقه الذّكوري
عاش الحبّ يحرقنا بمنطقه الأنثوي
هكذا ردّ علىّ المدير والمديرة البحر والشّمس
الموت يحرقنا بقوّة ويبكينا بقوّة
أحمق الحبّ رسمنا دون مواهب وحوّلتا حيوانات
لم يعلّمنا المساواة والحريّة في الشّجرة والعصفور
لم يرسل لنا رسائل الحقّ والحبّ والحريّة
لم يعلّمنا إحترام بعضنا البعض
هذا الحبّ وحش ظالم علّمنا الظّلم والوحشيّة
وصبّ علينا القنابل المسيّلة للدّموع
القدر زيت وبصل لأجل العيون
وخضر ولحوم على كلّ شكل ونوع
والنّتيجة نتونة وميوعة ونار الحرب
يا اللّه الحبّ جنّة الصّغار والكبار
الحبّ فردوس الحياة ونحن بكلتا يدينا ذبحناه
فذبحنا وقتلنا وشرّدنا وأنكرنا
وبقينا معه معلّقين بين الحياة والموت
بين السّجن والحريّة

وقل إعملوا فسيري اللّه أعمالكم



Aucun commentaire: