mercredi 10 novembre 2010

صباح الفرح والحريّة

فرح وأمل وطموح بالحريّة يلازمنا كصلاة الفجر
يأتي نقيّا كنقاء الهواء منشدا كتشيد الفلاّحين والعمّال
كفوفهم كانت ولا تزال مدفئة
وعرقهم شجر زيتون ونخيل وعنب ورمّان
وأرواحهم تبحث عن ريح كي تستريح
التّاريخ صورة رجل متقاعد
يتوسّل باحثا عن الخلافة
التّاريخ يرسم ملامح الوقت العتيد
القرية تربتها سجّادة خضراء
صلّي عليها الأجداد صلاة الخبز والحريّة
أضيق يا صاحبي بالحجر والرّسوم الحجريّة
أضيق بألحان خاوية ليس لها وصيّة للكادحين
أضيق بألحان لا تعرف كيف تغنّي للحريّة
الصّدق نهر رقراق وخلفه اللّفظ والحرف رقراق
والكذب نهر أسود يرعد بصوت صدّاح
ظالم من على الأحلام قد جاح
فوا عجبا من الدّنيا
لا تنبت الورد الفوّاح على الأحجار الموحشة
من بنوا تاريخهم على الحجر حرقوا النّاس وفرّوا
جعلوا الحبّ نواح، جعلوا الحقّ سواد، جعلوا الحريّة رماد
الشّمس ترعد سرقوا عرق العمّال وأبكوا أمّ الوليد
صنعوا اللّيل الأسود
مدّوا العساكر في الطّريق، قطعوا الخبز على الجياع
رموا النّار على الوجوه الباسمة
الشّمس تبرق الحجر في البحر يغرق لأنّ الذّنوب ثقيلة
والقشّ يطفوا فوق الماء لأنّ الذّنوب خفيفة
هي القصور الحجريّة، هي بيوت القشّ
هو المال الكثير، هو العرق والتّعب الكبير بلا مقابل
إشرقي يا شمس إشرقي، الأحلام لا تبشّر بالخير
كلّ يوم والصّباح جديد قديم
من يعطي للشّمس شمعة أو دمعة
من يعطي للبحر سيجارة
كي يواصلان العمل لأجلنا ليل ونهار
شتاءا وصيفا، خريفا وربيع
قصد تنظيف قلوبنا ومشاعرنا وإخراجنا
من هذا السّجن البغيض
نشكوكم للّه يا حكّام الأرض
نحن أحرار وأنتم جعلتمونا عبيد
يا إبن الزّناء لست لقيط، هناك من يفكّر فيك
كي تندفع وتصنع مصيرك كالآخرين
مصيرك تحت ضوء الشّمس مع جموع الشّباب
البائس المنحطّ، المنهك
ليس لك أيّ ذنب، العمل هو الحياة والعمل كرامة
أغلقت مكاتب التّشغيل، لم يعد لنا كرامة
الكلّ في البطالة مشرّدين
تعلن الوزارة الأولي على إنتداب ظبّاط وحرس وبوليس
لأجل التّربية الإسلاميّة والمدنيّة والبدنيّة
ما عساها تكون وجهتك مع سلطة الإشراف يا إبن الشّعب
السّجن والموت وكلّ أنواع التّعذيب
أباك مستاء من وجودك يا ولدي، يرميك في قلب الحرب
ويأخذ هو بإسمك الوسام الذّهبي والشّرفي
الذّكريات منطلقة بسرعة البرق تشهد عن قوّة القلوب الحجريّة
فراعنة بنوا مجدهم وصنعوا قبورا لهم بالحجارة
مناظرة
الشّمس تبحت عن معينة منزليّة تتقن لغة الحياة والموت
رافل : كمبيوتر وحملة تفتيش
تصعد للسيّارة، خليطا من أبناء الشّعب ما عدا أبناء الأكابر
رغم نهبهم ومصّهم لدماء الفقراء
تجمع السيّارة جميع المشرّدين للزّجّ بهم في ظلمات السّجون
هناك يتعرّضون لجميع أشكال الإذلال والكلام البذيئ والسّخرية
الهراوات تتفنّن في الضّرب طربا بعود الزّيتون
التّنكيل والقتل والمكان ضيّق مع كثافة أعوان الأمن
في الإغتصاب والعنف، هو التّعذيب بكلّ أشكاله وبكلّ فنونه
مستشفيات الأمراض العقليّة تزجّ بأصحاب الشّهادات العليا
ملّوا من التنقّل في الشّوارع والإنتظار من دون وجهة محدّدة
ملاحقين بإحساس بالفراغ والاّجدوي
حاضر يجري ومستقبل ربّما لا يأتي أبدا
وجوه شاحبة ومحافظ تحمل شهادات صالحة للبطالة
في بلد الأمن والأمان
تحيّة نضاليّة
نعشي ثورة غضب، نعشي عاصفة، نعشي بحر واعد بالطّوفان
نعشي تمجيد الموت، نعشي فداء لله
نعشي ضياع أدّي بي للجنون
التّربية تتناقض مع الظّلم والجبروت
لا أحد يعرف أنّ اللّه هو الموت والموت حريّة وحقّ وحبّ
كلّنا سائرون لنجمة الحقيقة
نكره الطّغاط ونكره من يأكل عرقنا وشقاؤنا
نكره من يمشي مثلنا على الأرض ويدوسنا كالنّمل
ثمّ ينشد معنا نشيد الحقّ والحريّة للإنسان
يا إحبّاء أتركوا الأرض للطّغاة فمن أحبّ التّراب له ذلك
ومن أحبّ الحجر له ذلك،
ومن أحبّ السّجن والموت للآخرين له ذلك
يا من لا تملكون شيئا، أنتم مع الشّمس أحرار
حريّة الطّير والفراش، فلا للطّغاة اللّذين يتقنون لغة القمع
ويكفرون بالقمح والشّعير، إنّهم مؤدّبون جدّا
وديمقراطيون جدّا جدّا، ويؤمنون بالإنسان جذّا جدّا
لغتهم تدبّ في الأرض دبّابة
الموت حبّا للحقّ شرف والحقّ شرف الحياة
الموت حبّا للحريّة شرف والحريّة شرف الحياة
الموت لأجل الحبّ شرف والحبّ شرف الحياة
أيّها الشرّير ولدت لكي تقضي على اللّون الأخضر
لون الشجر والخضر ولون الحياة
سقطت يداك وتلوّثت بالدّم فالتقطها
ضحاياك في قلبك ذخيرة لا يعرفها أحد إلاّ أنت والشّمس
أنت والظّل، أنت والضّمير الحيّ
إن كنت تنوي قتلي أو سجني أو تعذيبي
فبطاقة تعريفي مزوّرة وجواز سفري مزوّر
فتلك أوراق السّجن والتّعذيب
أنا لست إبنة عبد وعبدة وإنّما إبنة حرّ وحرّة
بطاقة تعريفي الحقيقيّة عند الشّمس،
وجواز سفري الحقيقي عند البحر

Aucun commentaire: