lundi 1 novembre 2010

المدامع الثلاثة

عاد أشخاص حاملين صفائح من ذهب
عادوا إلى سراب البيت
صاحت الجماعة رابح- رابح- رابح
لقد متّ يا رابح
لقد متّ يا رابح
لقد متّ يا رابح
كل النّلس يعرفون الآن أنّ اللّه
مع الحقّ والحبّ والحريّة
لا تخافوا لا يقدروا أن يطلقوا عليكم النّار
كلّ واحد منكم يعلّق إسم أمّه فوق جبينه
صاح الحقّ والذّماء تصرخ على وجهه
لقد نشبوا أظافرهم في ثيابي وشوّهوا سمعتي
وظربوني بالهراواة ومزّقوني بمختلف الأدوات
لا تخف أنّهم يطعنون في حقّ التّراب المبارك
وحقّ الشّجرة المباركة ما إمتلكوا إلاّ العذاب لنفوسهم
صاح الحبّ وجسده ينتفض قبالة الميزان وشجر الزّيتون
أنا المسروق من بينهم، كلمة الحبّ أقولها وأكتبها بمشقّة
ألحّنها وأغنّيها بمشقّة، يديّ ترتعش مع خطّ كلّ كلمة
من رعشتي وتشنّجي نسيت نفسي ونسيت الحبّ
مكاني ليس بينهم،كأنّي جئت من عشيرة
القوّادين واللّصوص والمهرّبين لكأنّي عزّيت نفسي في الحبّ
لا تخف إنّهم يطعنون في البحر وشدّة إنتباه البحر
حين يقول للذّئب ذئب وللخروف خروف وللقطّ قطّ وللفأر فأر
ما إمتلكوا إلاّ الدّموع لنفوسهم
صاحت الحريّة
الحريّة تعني الزّناء، تعني البنات الجميلات
الفساد مسخ ملامحهم ووجوههم وعيونهم وأياديهم
الأطفال لم يتعلّموا كيف يحلمون بالحريّة
كلّ شيئ يأخذونه مصبّر وجاهز ومستورد
والحبّ يشربونه ماءا عكر وخبز محروق
الحريّة تعني الحرب وتعني الدّم وتعني الملكيّة
وتعني الكذب والخيانة
ولا تعني العشق والحلم والصّدق والوفاء
لا تخافي لقد طعنوا
في شرف الرّوح المقدّسة والكلمة المقدّسة
وطعنوا في قيمة الأحلام والرّؤي
ما إمتلكوا إلاّ النّدم لنفوسهم
الحقّ أعلن الإفلاس، الحبّ أعلن الإفلاس
الحريّة أعلنت الإفلاس
ماذا نفعل الآن ؟
كأنّنا في حاجة للنّوم أو الجنون أو الموت
في أحقر ظروفي لي حنين جنوني للوطن
حتّي و لو كان يعشّش فيه القمل والبعوض والدّود
أعشق أوساخ الوطن وأعشق الفلّ والياسمين الّذي
تنتجه مزابل الوطن وأشتهي أن نتجمّع فيه
ونتقيّأ فيه أوساخنا قبل أن يأتينا
عوض ولادة العصافير طوفان
الوطن بالنّسبة لنا إيمان نعشقه بكلّ ما فيه من أوساخ
نفركه حتّي تسودّ أظافرنا وتنعكس على أيادينا تشوّهاته
بصقت الشّمس والتّراب والبحر فيه
المضغة الثلاثيّة الأخيرة وغادرت
وقبل أن تصل إلى عتبة الباب قالت:
ليست الأشياء هي الّتي تقرفني إنّما الإنسان المشوّه
مشكلتي إنسان لا أقدر أنا أن ألده
بالنّسبة لي طفل يولد من علاقة حبّ صحيحة
بالصّدق والوفاء والإخلاص يعني الكون
رمت لي رسالة وقالت لك مئة سنة قبل نزول الظّلام
بكيت بشدّة وقلت لها :
ولادة الإنسان صعبة وموجعة ومؤلمة جدّا
قالت ما بالك بخلقه هذا الكافر الجحود
بكيت وقلت لها خلقه يعني هذه الأزمنة الأربعة
الضّوء والماء والهواء والتّراب
قالت هم بين أياديكم لا يعنون إلاّ البيع والشّراء والحرب
يحزنني أن أبلع طبع الإنسان بعد مضغ بائس
كلّ غيم كاذب يأتيني منه أرجعه للبحر
لكم حوض صغير من الكرة الأرضيّة
سأترككم تمارسون هوايتكم
وقدراتكم العقليّة والشّعوريّة والجنسيّة
بحثا عن الكمال بين الجنسين وعن الفردوس
فأنتم مدامع العشّاق الثّلاثة
قلت لها اللّه على حقّ حين لعن شجرة الأسلاف
وأرسل من جديد أشخاص مرضي ومتعبين يقولون للعالم
مرض الحبّ: هو الأنانيّة ونكران الآخر
مرض الحقّ: هو التّاريخ والجغرافيا والسّياسة والتّعليم
مرض الحريّة هو الجنون العقلي والشّعوري

Aucun commentaire: